"Today News": متابعة
اكد تقرير لموقع امواج ميديا أنه وعلى الرغم من خصوبة الاراضي العراقية لكن عقودًا من الحرب والعقوبات وسوء الإدارة الحكومية وتغير المناخ وزيادة ندرة المياه أهلك الإنتاج الزراعي، حيث يمثل القطاع 5 بالمائة فقط من الناتج المحلي الإجمالي للعراق.
وذكر التقرير أنه ” وعلى الرغم من النكسات ، لا تزال الزراعة ثاني أكبر قطاع في الاقتصاد – بعد صناعة النفط – وتوظف ما يقرب من 20 بالمائة من القوى العاملة الوطنية. في ظل هذه الخلفية ، كانت هناك في السنوات الأخيرة بوادر تبعث على الأمل بالتعافي بين المزارعين، حيث تتجلى هذه النهضة في مدينة كربلاء الجنوبية ، وأدت إلى خلق فرص العمل التي تشتد الحاجة إليها في إحياء نمط الحياة القديم”.
واضاف ان ” من أسباب تدهور الزراعة العراقية تأثر القطاع بتغير الثروات في صادرات النفط، فمن المهم ملاحظة أن الإمدادات الغذائية للعراق مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بميزانية الحكومة ، حيث تعتمد البلاد على الواردات لما يقرب من 50 بالمائة من احتياجاتها الغذائية، و بالنظر إلى أن 90 بالمائة من الإيرادات الحكومية مستمدة من صادرات النفط ، فإن الإمدادات الغذائية ضعيفة بطبيعتها وتخضع لتغير أسعار النفط”.
من جانبه قال قال أستاذ الاقتصاد العراقي عقيل المسعودي إن “العديد من المزارعين تركوا مهنتهم في أوقات ارتفاع أسعار النفط، ففي السنوات الأولى من التغيير السياسي في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 ، تعافى الاقتصاد العراقي ويعتقد الكثيرون أن الوفرة المالية التي حققتها أسعار النفط المرتفعة يمكن أن تستمر”.
وتابع التقرير ان ” ازمة المناخ و ندرة المياه ساهما في تدهور الزراعة العراقية حيث وجد تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أن مستويات المياه عبر نهري دجلة والفرات قد انخفضت بأكثر من 60 بالمائة في عقدين من الزمن. ويعزى ذلك إلى الجفاف وتقليل تركيا من تدفق هذه الأنهار إلى العراق من خلال بناء السدود. كما أدى انخفاض هطول الأمطار ودرجات الحرارة المرتفعة تاريخياً إلى استنفاد المياه ففي عام 2021 ، كان هطول الأمطار في البلاد هو ثاني أدنى مستوى مسجل منذ 40 عامًا”.
واشار التقرير الى انه ” وفقًا للبنك الدولي ، يمكن أن يؤدي تعافي الصناعة الزراعية في العراق إلى إنشاء ما يقرب من 24 الف مؤسسة صغيرة وخلق 120 الف فرصة عمل جديدة بحلول عام 2030، لكن ومن الواضح أنه في حين أن الإمكانات كبيرة ، فإن التحديات التي تعترض تحقيقها كذلك. ومع ذلك ، بالنسبة للسكان الذين دمرتهم عقود من الحرب وعدم الاستقرار ، فإن تعافي القطاع الزراعي يوفر بصيص أمل في مستقبل أفضل”.
