"Today News": متابعة 
ملفات خدمية مُلحة وتشابكات في صنع القرار وقضايا فساد ومشروعات لطالما تأخرت أو توقف العمل فيها... أسئلة كثيرة سعت "العربي الجديد" إلى البحث عن إجابات لها خلال مقابلة مع محافظ بغداد، محمد جابر العطا، الذي تحدث عن التحديات التي تواجه المحافظة، التي يقطنها 10 ملايين نسمة، لا سيما ما يتعلق بملف الأراضي والبناء، ومشروعات مثيرة للجدل على غرار "القطار المعلق" و"صقر بغداد".
وإلى نص المقابلة:
* كثيراً ما تحدث المسؤولون المتعاقبون على مدار السنوات الماضية عن مشاريع لتوسيع وتطوير العاصمة دون أن يتحقق شيء من ذلك، فما هي العقبات التي تحول دون إنجاز تلك المشاريع؟

في الحقيقة بغداد تتوسع بدون خطة وأخذت تمتد بشكل عشوائي بعيداً عن التخطيط والهندسة والمتابعة من قبل الحكومة والوزارات الخدمية. وهناك توسعة غير مسيطر عليها كالبناء الأفقي الذي زاد من المعاناة من الناحية الخدمية والعمرانية، وأصبح البناء وطريقة هذا الامتداد مؤذيا وغير مسيطر عليه، حتى أن القوات الأمنية تجاهد لغاية الآن في سبيل الحد من تجريف الأراضي الزراعية التي يقوم البعض ببنائها دون مخططات ودون حسابات.
ولكن في المقابل فإن بعض المشاريع السكنية الاستثمارية أخذت ترى النور بمشاركة القطاع الخاص، وبالتالي فإن هذه الخطوات بدأت تلقى قبولاً واسعاً على المستويين الشعبي والحكومي، رغم ارتفاع أسعار الوحدات السكنية داخل هذه المجمعات، لكن كخطوة أولى هي ناجحة وتحد من البناء الأفقي الذي شوه معالم بغداد.

* تحدث البعض عن دراسة إنشاء عاصمة إدارية جديدة؟
للأسف قانون العاصمة لم يُسن لغاية الآن، ومطروح منذ فترة طويلة. ونحن مع سن هذا القانون ومعرفة الحدود الإدارية والبلدية للعاصمة، وأكثر من مرة ناشدنا بضرورة وجود وحدات إدارية جديدة سواء مجمعات حكومية أو إنشاء مدينة بغداد جديدة على غرار بقية الدول العالم، ولكن لم توضع أسس جدية لهذا الملف بسبب عدم تحديد الأراضي المناسبة لهذا التوجه لأن أغلب الأراضي واقعة تحت سيطرة متجاوزين.
* هناك انتقادات واسعة لملف الخدمات في المحافظة التي يقطنها نحو 10 ملايين نسمة، سواء ما يتعلق بالمستشفيات أو المدارس والطرق والنقل، فما تعليقك؟
هناك 4 مستشفيات جديدة قيد الإنشاء في بغداد تتراوح نسب إنجازها من 40% إلى 70%، ولكن أبرز المشاكل التي تواجه استكمالها تتمثل بفرق قيمة سعر صرف الدولار، وهذه المستشفيات هي "الفضيلية" و"الشعب" ومن المخطط أن يضم كل منهما 200 سرير، و"الحرية" 400 سرير، و"النعمان" 75 سريرا. وعلى صعيد الطرق، تم رصد مبالغ مالية لتطوير مداخل بغداد بقيمة 100 مليار دينار (65 مليون دولار) موزعة على 4 مداخل وهي مدخل الفلوجة ـ بغداد القديم، وبغداد ـ الموصل، وبعقوبة القديم ـ بغداد، وبغداد ـ الحلة، كما تم رصد 75 مليار دينار لتطوير شوارع المدن بالعاصمة.
كما نجحت خطة المحافظة في ملف تأهيل وإنشاء المدارس، حيث تم تأهيل وإدخال أكثر من 150 مدرسة جديدة موزعة على مدن بغداد المختلفة، بالفترة الأخيرة وهذه كلها كانت على نفقة المحافظة وضمن موازنتها حصرا، أما مشاريع وزارة التربية وتلكؤها بهذا الملف فهي من يجب تجيب عنه.

* هل ما زالت مشكلة تداخل الصلاحيات في بغداد قائمة؟
هناك قرار سابق من الحكومة بفك الارتباط في ما يتعلق بصلاحيات الوزارات والمحافظين، ولكن لم يطبق القرار ولم يتم تفعيله لغاية الآن، وأرى أن فك الارتباط خطوة مهمة وناجحة عكس ما يراه بعض مسؤولي المحافظات الأخرى.
* لماذا تخلت محافظة بغداد عن مشروع القطار المعلق؟
القطار المعلق كان ضمن خطط محافظة بغداد وأنجزنا كافة التصاميم وأدرج ضمن خطة المشاريع المخططة لدينا، لكن وزارة التخطيط كان لديها رأي مختلف، وهو أن المشروع المعلق هو مشروع اتحادي كبير، وبالتالي وتم نقله إلى وزارة النقل، وحاليا نام المشروع في هذه الوزارة.

* وإلى ماذا وصل التحقيق بشأن مشروع "صقر بغداد"، الخاص بمنح سيارات العاصمة ملصقا ذكيا مقابل رسوم؟
في الحقيقة تقع مسؤولية هذا المشروع، وهو استثماري، على الإدارات السابقة لبغداد، وكان قبل توقفه محل شكاوى من المواطنين، والموضوع ما يزال قيد التحقيق لدى الجهات المختصة. ووصلت المبالغ المالية المتحصلة من المشروع (بدأ العمل به في ديسمبر/ كانون الأول 2015 وتوقف في أغسطس/ آب 2016) إلى نحو 5 مليارات دينار تقريبا تمت جبايتها من المواطنين، بواقع 15 ألف دينار عن السيارة الواحدة.