• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

كتاب الله والرسول محمد ( ص واله)2.

كتاب الله والرسول محمد ( ص واله)2.

  • 30-10-2020, 13:07
  • مقالات
  • 504 مشاهدة
عبدالامير الهماشي

"Today News": بغداد 

لقد بين القران الكريم من خلال تصوير سلوك الرسول عبر توثيقه وعرضه على المجتمع أنذاك ،أنه بشر كبقية أفراد المجتمع ،يحزن ويفرح ، وتظهر عليه الانفعالات البشرية ، وبحاجة الى  كل الامور البيولوجية التي يحتاجها البشر{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا }
.ولكن  سلوكايته واحتياجاته البشرية كانت تخضع لارادته الرسالية التي صاغت منه تلك الشخصية التي حظيت باحترام الجميع ، وكان سلوكه  يتميز عنهم ولهذا توجه القران {وإنك لعلى خلق عظيم}•
لقد أراد الله أن يثبت لهم أن  رجلا منهم عاش بين ظهرانيهم  يمكن أن يكون رسولا منه ،يقودهم الى الخير بعد تزكيةنفوسهم ومن ثم يرتقي بهم معرفيا {  هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ }.
 لقد وضح القران هذه الحقيقة في أكثر من موضع أن رسول الله واحد منكم
. {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ* فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ...}
فالقضية ليست بحاجة الى ملك ينزل من السماء ،لان الرسالة  هي للبشر  لفهمها والاخذ بها ،ولانها قابلة للتطبيق ،والرسول منكم  ،يحس ويشعر بمعاناتكم وإن كنتم غير مؤمنين به!.
 وليس بمعجز على الله أن يرسل ملكا ويرسل أية تظل أعناقكم لها خاضعين ،لكنها لن تكون تجربة توضح ارادة الانسان ،وستكون خلاف العدل الالهي ،وخلاف مهمة الانسان الخليفة في الارض {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ }.ستكون المسألة جبرية وحتمية في هذا
الاطار.
لقد أوضح القران في أكثر من موضع  أن الرسول محمد(ص واله )بشر وتعجُب قريش والكافرين من الامر هو العناد ليس إلا { أكان للناس عجباً أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس}.
ولِمَ هذا التعجب وقد كان جميع الانبياء من قبله من  اقوامهم وكثيرا ما يطلق عليهم القران  انهم من بني فلان أو فلان ، أو يطلق عليهم لقب الاخوة بحسب السياق القراني  ونظامه البياني .
لعل القران يدفعنا الى فهم سيكولوجية المجتمع المكي القائم على الطبقية، والقائم على حسابات سياسية ، صاغها سادة قريش ،وتسلحوا خلف الاصنام التي  بلغت كما تشير كتب التاريخ الى ثلاث مئة وستين صنما !.لقد كانت هذه الاصنام الغطاء السياسي لسادة  قريش  ،وأي خلل وهدم لهذا الامر كان نذيرا بإنهاء تلك السطوة والحظوة التي حصلوا عليها منذ ايجاد هذه الاصنام .
لم يكن المستكبرين من قريش يرضون  بأن يكون الامر لرجل كان يتيما -وان كان جده من سادات قريش- أوفقيرا وينادي بهدم  العقيدة والنظام السياسي القائم لديهم بشعار "لا إله إلا الله"ولهذا كانت حججهم  واهية ،فندها القران حينما طرحها وأجاب عليها،بإجابات منطقية ، ولكن المستكبرين أصروا على العناد والجهل .
   وكانت طلباتهم من الرسول تأتي في إطار التعجيز وبعضها للاستهزاء  {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا * أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا * أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا * وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا }
لم يكن المشركون معترضين على (تدين) النبي ،وإختلائه بغار حراء ، وحتى صلاته في المسجد الحرام ، لقد كان الامر لديهم لايختلف عن الحنفيين أو اليهود والنصارى ، ولكن عندما وصل الامر الى تهديد كيانهم ،وقيم الجاهلية والبداوة الراسخة في نظامهم ،كانت هذه بداية الخلاف ، وبداية التضييق ضده وضد أتباعه.وبداية حرب التقسيط المعنوي ضده.
وبالرغم من أنهم كانوا شاهدين سلوكه  السوي المميز طيلة أربعة عقود من الزمن ،حتى لقبوه الصادق الامين ، ولكن كل ذلك رموه وراء ظهورهم وبدأوا بنعته بالساحر ، والكاذب ، والى غيرها من الصفات.
وعندما تعارضت هذه الصفات الحميدة مع مصالحهم بدأت  صيحات التشكيك تتعالى ،وبدأت  مرحلة اطلاق التهم والاسقاط المعنوي تمارس ضده { هذا ساحر كذاب أجعل الآلهة إلهاً واحداً} .
أربعون عاما كان صادقا أمينا ،حكيما رفيقا ذا مروءة فتنقلب هذه الصفات الى مضاداتها !
هذه الاحوال تتجسد كذلك في مجتمعاتنا أيضا ،فلطالما يدفع الخلاف الى إسقاط الاخر معنويا ومن ثم قتل شخصيته ليتم إبعاد الاخرين عنه.
وهذه محن المصلح في المجتمعات الفاسدة.ولايكون علاجها الا بالصبر والتفاني في سبيل تحقيق الهدف  {
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا }.
لقد كان المشركون يرغبون بديانة شكلية تتلائم مع  أفكارهم وتبقي الامتيازات والفوارق الطبقية، وهذا ما رفضه الرسول وكانت تحذيرات القران واضحة كما في الاية أعلاه.
لقد كان الدين الجديد الذي جاء به الرسول محمد دينا يهدم قيما فاسدة وينتج قيما وعقائد حقة اولها تبدأ بأن "لا إله إلا الله" وتنتهي بأن "محمدا رسول الله"
وقوام هذه العقائد العدالة والمساواة والاخاء وتتوج بإتمام مكارم الاخلاق المتبقية من الديانات السابقة "إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق"




أخر الأخبار