• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

كتاب الله والرسول محمد (صلى الله عليه واله)

كتاب الله والرسول محمد (صلى الله عليه واله)

  • 29-10-2020, 12:20
  • مقالات
  • 540 مشاهدة
عبدالامير الهماش

لم يكن كتاب الله  كتاب أحكام عبادية فحسب بل هو كتاب حياة   وسلوك .
كتاب يتحدث عن أسفار الخليقة منذ نشوئها ،لامجرد استعراضٍ تاريخي فحسب ،وإنما نأخذ العظة والموعظة وتكون عبرة لنا إن وعينا أياته {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }.
وقد  تناول القران مقاطع زمنية من حياة الرسول  وحوادث تعرض لهاسواءً قبل البعثة   او خلالها حتى أكمل به الدين الحنيف ،وقد بين القران الكريم  أن حياته حياته تجسيد لرسالته ،ولهذا نقل
مقاطع متعددة  ذات خصوصية محددة من حياة النبي الرسول محمد (ص واله) ليبين لنا فيها أنها  وإن كانت ذا خصوصية إلا أنها تتعلق بالنبوة والرسالة الخاتمة ، وكأن القران يبين لنا أن سلوكه ومفردات حياته هي جزء لايتجزأ  من رسالته {   لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }.
وبهذا علينا أن ننظر ونجزأ  هذه  السور و الايات التي تحدث بعضها عنه قبل البعثة المباركة في سورتي (الضحى والانشراح ) التي عدهما بعض المفسرين سورة واحدة لانها أتت بموضوع مشترك واحد .
وفي ايات اخرى ينقل لنا خصوصية الرسول مع زوجه ،حيث لا وجود لاحد سواهما ولكن في أطراف الحديث ما يتعلق بالوحي واستفسار الشريك عن ما تبين له من تفاصيل تتعلق به (ويمكن مراجعة الروايات الخاصة بسورة التحريم ) التي كثرت  الاقوال فيها ،فبعضها برر ،  وبعضها دافع ،وبعضها اتهم  كل حسب توجهه  ،وفهمه للنص القراني ،ولكني لم أر  في قراءاتي المتواضعة  ان تحدث أحدهم عن (قبول) النبي الرسول بأن تُذكر   خصوصيته مع ازواجه للملأ ، ولم يحدثنا التاريخ عن ردود أفعال المجتمع أنذاك ،وقد نقلها النبي بكل رحابة صدر،وتبقى هذه الاحاديث  مدار البحث حتى قيام الساعة.
نحن نعلم أن  أفراد المجتمع  رجالا ونساءً يشعرون بالحرج  فيما لو تطرقوا الى الحوارات الخاصة بينهما ،ويحاول الزوجان  -قدر المستطاع -أن تكون هذه المفردات الحياتية سرا ،ولايريدان أن تكون حديث الساعة ،فكيف إذا تحول الى قرانٍ يُتلى آناء الليل واطراف النهار !!.
ألا  يجدر بنا أن نتأمل في صعوبة الموقف ،ألا يحق لنا أن نعتبر  هذه الايات دليلا على أن القران لم يكن ألا وحي يوحى إلى النبي ،ولم يضف شيئا ،ولم يمحو منه شيئا ،لقد كان مأمورا بالتبليغ الكامل لايزيد ولاينقص .
قال تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ }
{وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون }.
فأي عظمة هذه وأي تفان في سبيل الرسالة حينما  ينقل الرسول عن  نفسه ما قد يفسره الاخرون تفسيرات مختلفة ، ربما تقدح فيه ،
وهي عظمة ما بعدها عظمة .
وفي موضع آخر لم يشعر  الرسول بالحرج في نقل تفاصيل خلجاته النفسية فيما يتعلق بحادثة زواجه من ابنة عمته زينب رضوان الله تعالى عليها
{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِى فِي نِفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَآئِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً* مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً* الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً* مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيماً} .
 كأن الوصف القراني   للحياة الخاصة يريد  أن  ينقلنا  الى  أعماق هذه النفس العظيمة فيما تفكر فيه وما تلاحظه في تطبيق أمر الله النازل إليه(وتخفي  في نفسك ما الله مبديه).
فالإمر أصبح جزءا من الرسالة ولاخيار لك في رفضه ،وإنما المضي فيه
 وهكذا بين لنا القران  أن حياته ليست الا  ملكا للرسالة  وتجسيدا لما طُلب منه .
والقران  أوضح في هذه الايات أن زواجه وارتباطه كان أمرا الهيا  ،لم يكن يملك  أن يرفض ،أو يهتم لاقاويل مجتمعه،بل عليه أن يمضي في بيان وترسيخ الحكم الالهي في قضية الزواج من طليقات الارباب  أو أراملهن فقد كان زيد ربيب رسول الله  (ص واله)  ،ولم يكن ولده بالنسب .
وربما هذا الامر يكون دليلا آخر على أن القران وحي من عند الله لا يملك الرسول أن يخفي أويغير  ما أُمر أن يتلوه للناس .
لقد أحدثت هذه الحادثة نوعا من التغيير المتعارف لدى المجتمع ،وان كان هناك لغطا وحوارا  الا أن القران انهاه الامر بالزواج .
وأعطى المتشرعين طريقة إيمانية للانفصال إن وجد الرجل والمرأة في بقائهما معا كزوجين منغصة وكدرا على طول خط الارتباط  ، فزواج بلا عاطفة لاحب ولامودة  تكون جمودا ،ولاتنتج بعد ذلك الا بغضا وابتعادا عن النتيجة المتوخاة من هذا الارتباط .
لم يقتصر القران على هذا الامر وننتقل الى  وصف آخر عنه صلوات الله وسلامه عليه  .
وهي تبيان أن ناقل للرسالة ولايملك من أمره شيئا!.

 !{قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.
القائد الرباني الرسالي يجعل قوته في ارتباطه بالله ،وهكذا فعل  أصحاب الرسالات وبينوا لاتباعهم أنهم  لايملكون من الامر شيئا ولن يغيروا النتائج الطبيعة للصراع مع الاخرين إلا أن يشاء الله وحده .
وهذا المنهج نراه مخالفا لمنهج الدنيوين من القادة الذين يحاولون إضفاء القوة على شخصيتهم ومحاولةبسط نفوذهم بالاستعراض الكلامي ،وأحيانا بأفعال ملتوية تخيف الاتباع وتجعلهم أكثر التصاقا ، خوفا من البطش فيما لو تفرقوا عنه..

وفي مقاطع اخرى تنقل لنا الايات المباركة العلاقة العظيمة التي ربطت بين الرسول وصحبه بوشيجة الايمان  لتشكل  المجتمع  القراني الايماني الذي اراده الله سبحانه وتعالى  {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا }.

أخر الأخبار