البعد المعرفي لعاشوراء!

البعد المعرفي لعاشوراء!

• 21-08-2020, 12:53
• مقالات
• 576 مشاهدة

مشاركة عبر :

حميد رياح

"Today News": بغداد 

عاشوراء واقعة في عرض التاريخ .. تستدعي الفكر والعقل لتقف في لحظة تأمل تأخذ الانسان المفكر الى آفاق أوسع وأرحب ..  عاشوراء هي معركة بداية التاريخ ونهايته. معركة وجود الانسان .. سردية تلخص عمق الصراع الثقافي بين الحضارة والتخلف وبين المعرفة والجهل.
في كربلاء أعيدت القصة من جديد سردية الوجود منذ أبينا آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم أجمعين.
صراع العقل النائم في الانسان والعقل المتيقظ بالمعرفة. العقل النائم يلتحف التخلف ويغطيه الجهل ويتوسد تسطيح الوعي.. الذين وقفوا ضد الحسين كان قائدهم قاتل أخيه الذي تعلم الدفن من الغراب! .. ومنذ ذلك التاريخ أصبح الإنسان الكائن الوحيد الذي يدفن موتاه دون ذكر النسبة والمعلم! .. سؤال يتردد عند كل جريمة هل يمكن الوصول إلى فكر قابيل القاتل في تلك اللحظة والتواصل معه؟ فكرة قابيل تتكرر كل يوم .. إنها تتجسد بعقل نائم في تلك اللحظة، لذلك أيقظه الفراق وأيقظه الدفن وأيقظه معرفة العاقبة وقبح القتل , لكن هل كانت المشاعر وحدها تقود هابيل الى الجريمة أم أن هنالك أشياء أخرى؟
هكذا يضعنا القرآن أمام هذه الجدلية لنُعمّل العقل ونوقظه من سباته، وهل يمكن القول أن كل الذين وقفوا ضد الحسين (ع) كان لهم نصيب من قتل هابيل؟ .. وهل يمكننا أن نساهم في وقف القتل وسفك الدماء ونصرت المقتول ظلما؟ فهابيل كل يوم يقتل مادام البعد المعرفي لم يفعّل في عاشوراء.

• طباعة