• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

حوار الاجيال بين الازاحة الجيلية والتكامل الجيلي

حوار الاجيال بين الازاحة الجيلية والتكامل الجيلي

  • 12-06-2020, 13:55
  • مقالات
  • 936 مشاهدة
د. علي داود العطار

"Today News": بغداد 

ما بين الإزاحة والتكامل تبقى المساحة واسعة للمجايلة. ففي ظل طبيعة التكامل البشري عبر الزمن وصولا للسعادة والكمال، هناك تواصل تكاملي للنقل الطوعي للقيم من جيل لآخر. سواءً كان معنويا ضمن الوعي والثقافة والعقيدة والنضج الفكري، او كان مادياً في توفير سبل العيش والسلامة والراحة والصحة والنمو المستدام. وهذه اثارات ولكل اثارةٍ حديث طويل...

•الترابط والتواصل المجتمعي بين الافراد فضيلة فطرية إنسانية. سواء بين افراد المجتمع ذاته او بين المجتمعات، سواء ضمن جيل واحد او بين الأجيال. وهو تواصل للمسيرة لأهداف سامية غايتها الكمال.

•المجايلة الواعية تكون من خلال وضوح الاسس والاهداف والغايات، سواءً كانت بطريقة التكامل او التزاحم.

•تحديد الاولويات والاهتمامات حقٌ للجيل، سواءً باكتسابه الحق بمقتضى بايولوجي او وفق النضج والمبادرة، وللاجيال الاخرى النصح والارشاد.

•عندما يُحَدد هدف المجايلة يسهل اختيار آليته وادواته. ودون التحديد سيكون العبث والفوضى.

•تقنين وتنظيم التكامل الجيلي، ضمان لسلامته وفاعليته. وتركه للمزاج والمنافع يميته. وهذا ما تتسابق فيه الأمم لتنظيم مسيرة التكامل الجيلي.

•لكل جيل خصوصياته، فالسابق القولبة والمكوث والرغبة بالحفاظ على الموروث واللاحق الحركية والحيوية والتنوع. وبينهما تسابق لحين حصول الاستقرار، اما غالب او مغلوب او اتفاقٌ والوصول الى امرٌ بين امرين.

•الناس قومان، قومٌ يحتكر خوفا على قناعاته او مصالحه وينعم بالمُحتكَر وقومٌ لذته في نقل الخبرة والتجربة والخير لإستمرار المسيرة... وفي ذلك فضيلة.

•واجب على الجيل إعداد من يخلفه، ودون ذلك جرم وخيانة بحق الأجيال والغايات ومسيرة التكامل.

•ما لم يُحدد الهدف من التكامل ويُشخّص نتاج التزاحم او الإزاحة، ستضيع الغاية وتتحول الى جهد وخسارة عبثية.

•عندما تتوقف عملية التكامل الجيلي المتوازن، فالإزاحة تتحول الى ضرورة للتكامل الانساني. فالمجايلة قائمة، والحياة مستمرة سواء بهذه او تلك. سواء بالتكامل او بالإزاحة او للقدر البايولوجي وهو امر لابد منه.

•بتحديد المُتنازع عليه بين الاجيال، يسهل تقدير نمط التعامل معه والوصول اليه.

•ليس بالضرورة ان تكون الازاحة ملائمة لكل أمر وعصر، فلكثير منها  الحاجة في الاستمرار والتكامل عبر المجايلة، ودونه الإزالة والانتهاء والنتيجة خسران الأصل. ففي مسيرة التكامل هناك الكثير مما لا يبدأ بجيل واحد ولا ينتهي بجيل واحد، فصيرورته استمرار التكامل وهي مسيرةٌ مستمرة. ومنها بناء الأوطان فمسيرته تكاملية.

•العقد الاجتماعي واصوله وعاداته هو تجربة تراكمية تكاملية، بغثه وسمينه، لا يمكن انهاءه الا بثورة، ويعود حتى لو بعد حين، كونه يمتزج بثقافة المجتمع، فالاستبدال الناضج هو الاستبدال الملاءم مع حركة المجتمع وان يكون تبديلا للأفضل وفق القيم الانسانية، وكذلك هو النضج العقدي وتجديده.

•الإزاحة وبأحسن حالاتها هي من صور الجدلية الديكارتية ولا مناص من الضرر لدى المتجادلَين وفقدان بعض المحاسن. يبقى السعي هو في تقليل الضرر وتخفيف نوعه. وهي سلبية القيمة... الا إن كانت للوصول لقيم اسمى من الضرر الحاصل.

•ليس بالحتم ان تكون الازاحة للجيل السابق، بل العكس وارد من خلال التهميش والتحجيم، فهو تنافس وتسابق، والادوات متعددة ومختلفة، فالغاية لدى الطرفين الحفاظ على المكاسب والمصالح وترسيخ القناعات والمعتقدات. فعند ازاحة الجيل السابق للّاحق يحصل الانقطاع ونتيجته الفجوة الجيلية.

•عند انحراف مطلق لجيل، فالإزاحة تتسع لانهاء الجيل واستبداله. وهذه سنة الهية. كما كان عند قوم نوح وقوم لوط.  

•إن ضاعَ جيل فذلك ليس شأنه هو فقط، بل هي مسؤولية الاجيال التي سبقته، والتاريخ يسجل.

أخر الأخبار