• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

محنة الوطني والوطن بين الإمَّعة والمنافق

محنة الوطني والوطن بين الإمَّعة والمنافق

  • 11-06-2020, 19:54
  • مقالات
  • 606 مشاهدة
خليل الطيار

"Today News": بغداد 

 تصادف في مسيرة حياتك المنافقين والوشاة والنمامين ( والمطيباتية) ومساحي الاكتاف .
من الطبيعي ان يحتوي المجتمع  هذه الاصناف من الناس لانهم سلالة متوالدة منذ بدء الخليقة وحتى نهايتها ، فالبشر صفات وسلوكيات ومعادن شتى ، والقرآن المجيد ذكر اصنافهم وافعالهم في مواضع عدة .
وحتى تتجنب عدوى هذه الفئة المنحرفة سلوكيا ، تحاول ان لا تقترب من نجواهم وتبتعد عن مجالستهم ورفقتهم لتأمن مكرهم وشرهم ، على الرغم من اضطرارك ، احيانا ،لمخالطتهم مكرها بحكم العمل وبحكم ابتلاءات ازمنة وامكنة تجد نفسك مجبرا على التواجد فيها.
لكن الذي يصدمك ويغير قناعاتك الطبيعية ويشل تفكيرك هو ان يستفحل الانحدار لدى البعض ممن يرتدي اقنعة الوفاء ،ويدعي الورع والتقوى والنزاهة ويصل الى مستوى الانحطاط والخسة ، فذلك امر يبعث على الاسى واللوعة .
خاصة ًان من هؤلاء من كنت تعتقد نتيجة ثقتك بهم انهم مؤتمنون على حديث خضته معهم عن هموم الوطن ومحيط واجواء العمل في موقع افتراضي تواجدت معه فيه،او عبر صفحة كتبت هما فيها، او جمعتك معه جلسة توقفت فيها عند فصول موجعة من اوجه معاناة وجراح الوطن تقلب مراراتها وتنتقد مسبباتها وكل غايتك هو النقد البناء الذي ترمي به اصلاح واقع الحال ما امكنك ذلك واقله واجبا ان تقول الحق في مواضعه وذلك اضعف الايمان .
وبحماسة يشاركك من هؤلاء نفر يساهمون في زيادة حجم الصورة المأساوية بما ينتقدوه ويستعرضونه من وقائع اشد ايلاما عما تعرفه ويسمون معك مسمياتها ويرشدوك عن مواقف كانوا شهودا عليها لم تك تعلم انت بها سابقا، وتبدوا معلوماتك امامها فقيرة.
لتنتهي معهم والالم يعتصر قلبوكم لما آلت اليه الامور ، لا تملكون ازائها الا ان تدعوا من الله ان يقي الوطن مفسدة الفاسدين ويصلح حاله. وفي غمرة انشغالك بالدعاء تلتفت لتجد من شاركك سرد هذا الهم رافعا كلتا يديه الى السماء متضرعا ، يساهم معك بالدعاء ومرددا بخشوع وشجن (آمين)ولًولا مقاطعتك له لراحت الدموع تنهمر على وجنتيه من الاسى والغم.
لكنك تهون عليه بترنيمة (لا عليك المؤمن مبتلى) فصبر  جميل يا صاحبي وتفارقه وانت تعتقد ان في الدنيا لا زال هناك خير باشخاص تستطيع ان تشاركهم البوح بما يزيل عن قلبك قيح ومرارة ما آلت اليه الامور من تعاسة كنت تتمنى ان لا تراها يوما في وطنك .
 لكن هذا الحلم سرعان ما يتبدد في اليوم الثاني لتصحوا منه على رنة هاتف تاتيك من (الإمَّعةُ) يعاتبك برقة وشفافية بعد ان يمهد لذلك بتزلف ومدح معسل ويسبغ عليك كل صفات النبل والخلق الرفيع في شخصيتك لم تسمعه من قبل لكن يطعم بهمس خبيث يحمل عتبا ساما يسألك فيه ( لماذا تتحدث عنه بالسوء )!!!! ولا يمنحك فرصة مراجعة الصدمة بل يحاصرك بسلسلة من الاسئلة
-هل سرقتك يوما ؟
طبعا لا
- هل  نافستك على منصب  
طبعا لا
هل تحدثت عنك بسوء ؟
طبعا لا
 وتتوالى (الهلات) لتنتهي بسؤال اشد مكرا وايلاما
-اذن لماذا تتحدث عني امام فلان وفلان !
هنا يقشعر بدنك وتشعر بمرارة الصدمة التي توجع القلب وانت تستذكر صاحب الايادي التي كانت مرفوعة معك لطلب الدعاء يوم امس  وثلة من ساهم معك في النقاش !!!
لكنك تستجمع شتات رباط جأشك
لترد بقوة
-انت لم تسرقني بالتاكيد ، لكنك سرقت الوطن
-وانت لم تنافسني لكنك استحوذت على منصب لست مؤهلا ان تكون فيه، وجئته بغفلة من زمن اغبر
- انت لم تقوَ  ان تتحدث عني لاني لم اعطك فرصة ان تجد عندي ما يؤهلك للحديث عني بسوء
 كل ذلك يشجعني ان اقًول لك،الان ايقنت ان حديثي عنك امام الوشاة والمنافقين كان صائبا وعن يقين ، لانك في كل ما كنت تسير به حياتك كنت ترى الامور من خلال اذنيك وليس من خلال عينيك وعقلك
وتستحق ان اهجوك وها انا افعلها بوجهك مباشرة وبوجه امثالك هذه المرة  
انتم ( الإمَّعات)توافه لا تستحقون ان تتربعوا على قاموس معنى الصداقة الحقة  في الحياة ،ولا تستحقون ان  تتبوأوا مناصب هي اكبر من حجم امكاناتكم وقدرات عقولكم الخاوية ، وبسبب وجودكم وصنف من جندتموهم في مواقع عملكم من التابعين والموالين والمطيباتية وسخرتموهم لمناقلة الاخبار واصغيتم الى وشاياتهم فانكم  ساهمتم بتدنيس شرف العمل وحرمته وتسببتم في حرمان هذا الوطن فرصة ازدهاره لانكم تربعهم على مؤسساته بمناصب حولتموها الى ممتلكات خاصة لانفسكم واتباعكم واًولياء نعمكم وسلطتم فيها المنافقين والفاسدين والوصوليين والسراق والفسقة
تذكروا يا ايها الإمعات لو دامت لغيركم ما وصلت اليكم ،وتالله ليصيبنكم قوله عزوجل {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً}

....

أخر الأخبار