• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

هل هناك تغيرات على مستوى النظام الدولي بعد هجمة فايروس كورونا؟

هل هناك تغيرات على مستوى النظام الدولي بعد هجمة فايروس كورونا؟

  • 4-04-2020, 19:57
  • مقالات
  • 380 مشاهدة
عباس خالد

ليس  بهذه السهولة يتم التغير والتحول، وحتى الصين وروسيا الدول التي تعارض الهيمنة الأمريكية هي أكثر الأطراف المستفيدة من النظام الدولي التي أقرت أغلب  قواعده أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية وأن الصين ذات التأثير الإقليمي القوي والحضور الدولي وظفت ستراتيجيتها الإقتصادية والاستثمارية في ضل التواجد الأمريكي العسكري في المنطقة من خلال تعهد الأخيرة حماية مصادر الطاقة عسكريا.
 وروسيا والصين والاتحاد الأوربي غير مستعدين بفرض قواعد جديدة بل يؤثرون في مرحلة التقييم في المرحلة القادمة ما بعد كورونا وممكن تحدث تعديلات على القواعد تعكس مصالح الدول القوية أكثر ؛مع بروز تحديات مشتركة وسيتم التركيز على الاتفاقيات بين هذه الدول حول الأسلحة النووية، والبايلوجية التي اظهرت قدرت الصين في التصدي لهذه الحرب الإفتراضية وتصدت إليها بجدارة ،دون طلب العون وانتصرت بصمت، وصدرت تجربتها للعالم من خلال مبادرتها وتوزيع خبرتها على الدول، معززة بدعم لوجستي لاحتواء الفايروس المشكوك به فعل فاعل.

ولإعادة صياغة قواعد الصراع والنظام الدولي أو تعديل قواعد تنسجم مع بروز قوى عظمى بعد انحسار الهيمنة الأمريكية وتبدد مواردها في الحروب وقيادة العالم وتحدي فايروس كورونا والأزمة والإقتصادية ودخول العالم بالركود .
وللالتفاتة المهمة برز قوة إيران الجمهورية الإسلامية وقابليتها لامتصاص الأزمات واستعداها الإستراتيجي رغم محاصرتها إقتصاديا ،وسياسيا.وحتى صديقاتها الصين وروسيا لم يكن لهم موقف علني بكسر الحصار أو الدعم  بل الصين تماهت واذعنت للقرار الأمريكي بوقف استيراد النفط من إيران   رغم هناك دعم غير علني لمد يد العون وعلاقات إقتصادية وحتى هذا الدعم هو مصلحة إقتصادية ،قومية صينية ولا تحسب في إطار تحالف استراتيجي صيني، لكن إيران ؛استطاعت أن توظف عناصر قوتها  لاحتواء الأزمات والحفاظ على قدرتها للتصدي لعمليات الاستهداف الشاملة وهذا في الحسابات المادية يعتبر نجاح لمثل ظرفها .
إن ما  نشاهده لايمكن أن نعتبره تحول بل إعادة تقييم وتعديل قواعد أكثر اشراكا في صياغة القرارات الدولية وأكثر الزاما بالتصدي للأزمات المشتركة وسيكون هناك تحول نحو البحوث العلمية الدقيقة بعد أن اخترق فايروس كورونا كل الأنظمة العسكرية...أما السيناريوهات البديلة فهذه الدول لديها مؤسسات دولة منتظمة  ومراكز دراسات مستقبلية استشرافية تتنبأ بهذه الأزمات والخسائر محددة ومحسوبة مسبقا  وليس بهذه السهولة تتنازل عن هيمنتها الاقتصادية والعسكرية والسياسية حد أقل في المدى القريب .

أخر الأخبار