• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

عودة مئات العائلات العراقية من مخيم الهول وسط مخاوف أمنية واجتماعية

عودة مئات العائلات العراقية من مخيم الهول وسط مخاوف أمنية واجتماعية

  • أمس, 20:13
  • تقاير ومقابلات
  • 26 مشاهدة
"Today News": متابعة 


أفاد مصدر أمني في صلاح الدين، يوم الأربعاء، بأن نحو 500 عائلة من عوائل تنظيم "داعش" عادت إلى مناطق سكناها الأصلية في المحافظة منذ بداية شهر تموز/ يوليو الجاري، وذلك بعد نقلهم من مخيم الهول شمال شرقي سوريا إلى مخيم الجدعة في الموصل لإعادة تأهيلهم، ضمن خطة حكومية تهدف إلى إعادة دمج العائلات النازحة في مجتمعاتها الأصلية.

وأوضح المصدر في تصريح صحفي، أن "هذه العائلات نُقلت على مراحل بعد خضوعها لإجراءات أمنية مشددة وبرامج تأهيل أولية في (مخيم الجدعة) جنوب الموصل، وتوزعت على أقضية بيجي، والشرقاط، وتكريت، والضلوعية، وسامراء، وبلد، بإشراف من قيادة عمليات صلاح الدين والقوات الأمنية المحلية".

يأتي هذا في وقت يستعد العراق غداً الخميس لاستقبال الوجبة 28 من العوائل المقيمة في مخيم الهول إلى مخيم الجدعة في محافظة نينوى، بحسب ما أبلغ به مصدر أمني وكالة شفق نيوز، موضحاً أن "عدد العوائل المتوقع وصولها يبلغ نحو 230 عائلة"، مشيراً إلى أن "العوائل ستخضع لبرنامج تأهيلي نفسي واجتماعي داخل مخيم الجدعة قبل إعادتهم إلى مناطقهم الأصلية".

تحذيرات أمنية

وفي هذا السياق، عبّر الخبير الأمني والباحث الأكاديمي، خليل الجبوري عن مخاوفه من أن تؤدي هذه العودة إلى نتائج عكسية في حال عدم وجود برامج تأهيل حقيقية تراعي الأبعاد النفسية والاجتماعية والأمنية لهذه العائلات.

وقال الجبوري ، إن "دمج عوائل تنظيم داعش في المجتمع العراقي يمثل تحدياً كبيراً، خصوصاً في مناطق ما تزال تعاني من آثار الحرب والصراعات الطائفية والنزاعات العشائرية"، مشيراً إلى أن "البرامج التي كانت تُنفّذ سابقاً بتمويل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) تعطّلت بشكل كبير بعد قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقطع التمويل عنها".

وأضاف أن "هذا القرار أضعف قدرة الدولة العراقية على تنفيذ خطط تأهيل حقيقية للعائدين، ما يخلق بيئة هشة قد تُستغل لاحقاً لإعادة إنتاج التطرف، خاصة مع غياب الدعم النفسي والتعليمي المناسب، وغياب المتابعة المستدامة".

رفض شعبي

من جانبه، قال الشيخ سعدون الدليمي، أحد وجهاء محافظة صلاح الدين، إن "عودة العوائل من مخيم الهول أثارت مخاوف حقيقية لدى سكان المناطق التي عادت إليها، وخصوصاً تلك التي كانت قد تعرضت لهجمات مباشرة من داعش خلال سنوات النزاع".

وأضاف الدليمي ، أن "العفو أو التسامح لا يمكن أن يُفرض بالقوة أو الإجراءات الإدارية، فهناك جروح ما تزال مفتوحة، وعائلات فقدت أبناءها على يد عناصر التنظيم، ولا يمكن تجاوز هذه المآسي من دون مصالحة مجتمعية حقيقية وضمانات أمنية ومراقبة دائمة".

وأكد أن المجتمعات المحلية بحاجة إلى أن تشعر بالأمان والثقة قبل أي خطوة لإعادة دمج هذه العائلات، محذراً من أن "التسرع في مثل هذه الخطوات قد يؤدي إلى احتقان اجتماعي أو حتى صدامات مستقبلية".

دور المجتمع المدني

بدوره، شدد الناشط في منظمات المجتمع المدني، حسين عبد الله، على أهمية إشراك المجتمع المحلي بشكل فعّال في هذه العمليات، مبيناً أن "التحدي لا يقتصر على عودة هذه العائلات فقط، بل في ضمان عدم عزلها أو تهميشها مجدداً، لأن ذلك قد يدفع بعضها للانغلاق أو حتى التطرف من جديد".

وأضاف ، أن هناك جهوداً كثيرة بُذلت من قبل منظمات مدنية لتعزيز التماسك المجتمعي، لكنها بحاجة إلى دعم حكومي ودولي حقيقي كي تكون فعّالة ومؤثرة على أرض الواقع.

"قنبلة موقوتة"

ويُعد مخيم الهول من أكثر المخيمات تعقيداً في العالم، حيث يضم نحو 50 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، بينهم آلاف العراقيين.

وتحذر تقارير أممية من أن المخيم بات "قنبلة موقوتة"، إذ يُستخدم كأرضٍ خصبة للتجنيد ونشر الفكر المتطرف، في ظل هشاشة الأوضاع الأمنية والإنسانية فيه.

وبحسب بيانات رسمية، فإن العراق أعاد حتى منتصف 2025 أكثر من 5 آلاف فرد من المخيم، في إطار خطة لإنهاء ملف النازحين المرتبطين بداعش، إلا أن الطريق ما يزال طويلاً، في ظل استمرار التحديات الأمنية والمجتمعية والسياسية المحيطة بهذا الملف الحساس.

أخر الأخبار