• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

حشود أمريكية تقرع طبول "الحرب الكبرى" في الشرق الأوسط وتُسمع بوضوح في العراق

حشود أمريكية تقرع طبول "الحرب الكبرى" في الشرق الأوسط وتُسمع بوضوح في العراق

  • اليوم, 18:55
  • تقاير ومقابلات
  • 16 مشاهدة
"Today News": متابعة 

شهدت المنطقة خلال الساعات الماضية مؤشرات متسارعة توحي باقترابها من مرحلة جديدة من التصعيد. فقد دفعت الولايات المتحدة بعشرات طائرات الإرضاع الجوي إلى قواعد في الشرق الأوسط، إلى جانب أكثر من 24 مقاتلة متطورة، فضلا عن حاملات الطائرات، في خطوة عسكرية واضحة لرفع مستوى الجاهزية. بالتزامن، أعلن الحوثيون إنهاء الهدنة مع واشنطن والعودة إلى استهداف السفن في البحر الأحمر، فيما جدد حزب الله رفضه نزع سلاحه وأعلن استعداده للمواجهة. وفي الملف الإيراني، كشفت تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن وصول مخزون اليورانيوم المخصب إلى مستويات تكفي نظرياً لإنتاج أكثر من عشر قنابل نووية، وسط أنباء عن صفقات تسليح متقدمة مع روسيا.

حركات غامضة

بالتوازي مع هذه الخطوة، أكدت تقارير دفاعية رصد تحرك أكثر من 24 طائرة مقاتلة أمريكية نحو المنطقة، بينها طائرات من طرازات متقدمة مثل F-22 وF-35. هذا التدفق الجوي يكرس واقعاً جديداً عنوانه "زيادة الكتلة النارية" لتأمين الردع وتثبيت قواعد اشتباك أكثر صرامة. وفق خبراء عسكريين، فإن إدخال هذه المنظومات إلى المشهد يعكس قراراً أمريكياً بتحويل الشرق الأوسط إلى أولوية متقدمة في الحسابات الاستراتيجية.

اليمن

تطور آخر لا يقل خطورة تمثل في إعلان الحوثيين عملياً إنهاء الهدنة مع الولايات المتحدة، بعد تبنيهم استهداف السفينة الهولندية Minervagracht بصاروخ كروز في خليج عدن. العملية التي أسفرت عن أضرار وإصابات اعتُبرت رسالة مباشرة بعودة التصعيد البحري. الجماعة أعلنت لاحقاً فرض "عقوبات" رمزية على شركات نفط أمريكية، ما يوحي برغبة في توسيع المواجهة لتشمل البعد الاقتصادي. هذا المسار يهدد أمن الممرات الملاحية الحيوية ويفتح باباً جديداً لصراع قد يرفع كلفة التأمين البحري ويهدد تدفق التجارة العالمية.

لبنان

في لبنان، جدد حزب الله مواقفه الرافضة لأي حديث عن نزع سلاحه، مؤكداً أنه باقٍ على معادلة "الردع مقابل الردع". تصريحات الحزب جاءت في وقت تتحدث فيه أوساط حكومية عن خطط لإدماج سلاحه ضمن مؤسسات الدولة، لكن من دون تفاصيل أو ضمانات زمنية. هذا التباين يعكس هشاشة الوضع الداخلي ويفتح الباب أمام احتمالات تصعيد في حال استمر الضغط الإقليمي والدولي.

العراق

وسط هذه الأجواء، أثارت تغريدة نشرها أحد قيادات الحشد والفصائل المسلحة جدلاً واسعاً قبل أن تُحذف بعد فترة وجيزة. التغريدة تحدّثت عن وصول "تعليمات مباشرة من المرشد الإيراني علي خامنئي" للتحرك ضد إسرائيل من الأراضي العراقية، باعتبار أن الجبهة العراقية باتت جزءاً من معادلة الرد الإقليمي. ورغم الحذف السريع، إلا أن انتشار مضمونها على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي عزّز القناعة بوجود ضغوط مباشرة على الفصائل لدخول ساحة المواجهة. مراقبون اعتبروا هذا مؤشراً على تزايد التنسيق الإيراني–الفصائلي، مقابل محاولة الحكومة العراقية تجنّب إعلان رسمي قد يضع بغداد في مواجهة مفتوحة مع واشنطن وتل أبيب.

إيران

في البعد الإيراني، تؤكد تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% بلغ نحو 440 كغم، وهي كمية تكفي نظرياً لصناعة ما يصل إلى 12 قنبلة نووية إذا جرى رفع التخصيب إلى 90%. هذا الرقم يعكس خطورة المرحلة ويضع المنطقة أمام معادلة حساسة: أي تسريع في التخصيب قد يعني الاقتراب من العتبة النووية خلال فترة قصيرة جداً.

يضاف إلى ذلك أن إيران أعلنت بداية العام الجاري شراء طائرات سو-35 روسية، وسط تقارير عن احتمالية تسلمها أيضاً أنظمة دفاع جوي متقدمة مثل S-400. ورغم أن هذه التقارير لم تُثبت بشكل نهائي، إلا أنها تثير قلقاً مضاعفاً بشأن قدرة طهران على حماية برنامجها النووي ومراكزها الاستراتيجية في مواجهة أي ضربة محتملة.

إسرائيل

في الجانب الإسرائيلي، وافقت حكومة بنيامين نتنياهو على خطة ترامب لوقف الحرب في غزة، وهو ما اعتُبر خطوة تكتيكية لإعادة التموضع. غير أن المؤشرات السياسية والعسكرية القادمة من تل أبيب تعكس توجهاً نحو التركيز على إيران وحلفائها في المرحلة المقبلة. نتنياهو كان قد صعّد خطابه في الأمم المتحدة ملوّحاً علناً بتصفية قادة الفصائل العراقية، ما يضع العراق مباشرة في قلب معادلة المواجهة المقبلة. هذا التطور يعني أن أي توقف مؤقت للعمليات في غزة قد يفتح الباب أمام تصعيد أوسع باتجاه الجبهة الإيرانية، مع امتداد محتمل إلى العراق، ليصبح جزءاً من خارطة الأهداف الإسرائيلية المعلنة.

وبعد..

بهذا المشهد المتشابك، تتحول الساعات القادمة إلى اختبار حقيقي لمعادلة الردع في الشرق الأوسط: طائرات أمريكية تملأ الأجواء، الحوثيون يعيدون التصعيد البحري، حزب الله يثبّت معادلة السلاح، وإيران تقترب أكثر من العتبة النووية. لكن العقدة تبقى في العراق، حيث تتقاطع خطوط الفصائل مع حسابات الحكومة، وتبقى أي إشارة من طهران أو تل أبيب قادرة على دفع الساحة إلى مواجهة لا عودة منها. وإذا كان وقف الحرب في غزة قد أراح جبهة، فإن كل المؤشرات تؤكد أن جبهة جديدة تتشكل بسرعة، وقد يكون العراق قلبها النابض.

أخر الأخبار