• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

"الحرب الصامتة".. العراق والمنطقة تحت تهديد الهجمات السيبرانية

"الحرب الصامتة".. العراق والمنطقة تحت تهديد الهجمات السيبرانية

  • اليوم, 20:51
  • تقاير ومقابلات
  • 8 مشاهدة
"Today News": بغداد 


في ظل التصعيد المتسارع للهجمات السيبرانية في منطقة الشرق الأوسط والعالم، تبدو بعض الدول العربية أكثر عرضة من غيرها لهذا النوع من الحروب غير التقليدية، خاصة في ظل التفاوت الكبير في قدرات الدفاع السيبراني.

التحولات الأخيرة في الفضاء الرقمي، خاصة مع توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة من قبل قوى كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية ودعمها لإسرائيل في حروبها بالمنطقة، تطرح تساؤلات حقيقية حول مدى جاهزية دول مثل العراق لمواجهة هذا النوع من التهديدات، خصوصاً بعد أن أصبح اليمن ساحة مفتوحة لحرب سيبرانية صامتة تقودها جهات دولية، بحسب تقارير متطابقة.

ويأتي هذا القلق في وقت كشفت فيه تقارير أمنية وإعلامية عن تصاعد الهجمات الرقمية على البنية التحتية الحيوية في دول كاليمن وإيران، فهل يمتلك العراق المقومات الكافية لحماية قطاعاته الحساسة؟، وهل لدى الحكومة خطة طوارئ سيبرانية في حال تعرضت البلاد لهجوم رقمي واسع النطاق؟.

العراق.. ضعف البنية التحتية

وإجابة على ذلك، يقول الخبير الأمني العراقي علي المعماري إن العراق، كغيره من دول المنطقة، لا يمتلك حالياً الإمكانيات الكافية لمواجهة حروب إلكترونية بهذا المستوى.

ويشير المعماري خلال حديثه لوكالة شفق نيوز إلى أن "دول العالم الثالث، ومنها العراق ولبنان وسوريا واليمن، غير مهيأة للتعامل مع هذه التهديدات الرقمية المعقدة، بسبب ضعف البنية التحتية التقنية وعدم وجود خطط طوارئ سيبرانية واضحة."

ووفقاً للخبير الأمني، فإن التحدي يكمن في أن الحروب التقليدية ما زالت تستحوذ على تفكير القيادات الأمنية في العراق، في وقت أصبح فيه الفضاء السيبراني مسرحاً فعلياً للمعارك الحديثة.

وينوّه إلى أنه "في حال لم يكن هناك غطاء خارجي قوي يدير ملف الدفاع السيبراني للعراق، فإن الهجمات التي تستهدف قطاعات حيوية مثل البنوك، والطاقة، والاتصالات، يمكن أن تؤدي إلى شلل تام في الدولة العراقية."

مفارقة الأمن السيبراني

وفي السياق نفسه، يرى الخبير العراقي في مجال الأمن السيبراني، مصطفى الموسوي، أن التحولات الرقمية المتسارعة حوّلت الهجمات السيبرانية إلى واحدة من أدوات الصراع الحديث، بديلاً عن الحروب المباشرة.

ويحذر الموسوي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز من أن إسرائيل تعد من الدول الرائدة في هذا المجال، وتمتلك وحدات متخصصة لتنفيذ عمليات اختراق وتعطيل البنى التحتية الحيوية، بما في ذلك الكهرباء والمياه والمؤسسات الحكومية.

لكن الموسوي ينبه إلى مفارقة لافتة تتعلق بواقع العراق أو اليمن الذي بقي فيها الصراع غير منتهي المعالم، موضحاً أن "البلدان التي تفتقر إلى بنية تحتية رقمية متطورة يصعب اختراقها تقنياً، وبالتالي فإن ضعف البنية التكنولوجية، رغم سلبياته، قد يشكل نوعاً من الحماية غير المقصودة ضد الهجمات السيبرانية المتقدمة."

وفي الوقت الذي تسجل فيه دول عربية مثل السعودية والإمارات وقطر والمغرب تطوراً ملحوظاً في مجال الأمن السيبراني، تبقى إسرائيل والولايات المتحدة متفوقتين تكنولوجياً، بحسب الموسوي، الذي يكشف أن هذه الدول "تملك الأبواب الخلفية لكل من يستخدم تقنياتها".

ويضيف أن "العراق يستخدم الأجهزة والخوادم والتقنيات الأمريكية بشكل شبه كلي، وفي ذات الوقت يعتقد البعض أنه بمنأى عن اختراق تلك الجهات، وهي مفارقة خطيرة تعكس حجم الفجوة بين الاستخدام التكنولوجي والوعي الأمني".

ساحة اختبار للتجسس السيبراني

ومن العراق ننتقل إلى تجربة اليمن التي تقدم صورة واقعية عن خطورة التهديد السيبراني في المنطقة.

فقد كشفت مجلة "The Cradle" في تقرير مطول نشر في تموز/ يوليو 2025 أن الولايات المتحدة وإسرائيل كثفتا منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حملات التجسس الإلكتروني على صنعاء، عبر رسائل مشبوهة، ومحاولات تجنيد، واستخدام واجهات إعلامية وإنسانية لاختراق البنية الداخلية لحركة أنصار الله (الحوثيون).

كما كشفت السلطات في صنعاء عن تفكيك أكثر من 1780 خلية تجسس منذ 2015، وضبط "الوحدة 400" الأمريكية-الإسرائيلية في أيار/ مايو 2024، والتي كانت تنشط على الساحل الغربي.

هذه الحملة، بحسب التقرير، جاءت لتعويض "الفراغ الاستخباراتي" حول اليمن، بعد أن دخلت صنعاء على خط المواجهة المباشرة إلى جانب غزة.

إيران.. ردع سيبراني وتحالفات

وعن هذه المخاطر المتصاعدة خصوصاً على الدول المناهضة لإسرائيل في المنطقة، يؤكد المحلل السياسي الإيراني علي أكبر برزنونى أن طهران تدرك حجم الخطر، وتعمل بشكل ممنهج على بناء قدرة سيبرانية دفاعية وهجومية على حد سواء.

ويضيف برزنونی لوكالة شفق نيوز أن "إيران تبني تحالفات غير معلنة مع حلفائها مثل اليمن، وتشجع على تبادل المعرفة والتكنولوجيا السيبرانية، كما تسعى لتوطين تقنيات الأمن الرقمي، والتنسيق مع دول مثل روسيا والصين".

ويرى أن الرد على الهجمات السيبرانية لا يقتصر على الدفاع، بل يشمل أيضاً شن هجمات مضادة كوسيلة للردع، في ظل التهديدات المستمرة على البنى التحتية الإيرانية.

الأردن.. وعي أمني للتهديدات

كما أن التهديدات السيبرانية لم تستثنِ الأردن أيضاً، رغم أنه لا يعد طرفاً مباشراً في الصراعات الإقليمية، حيث يقول المحلل السياسي الأردني حازم عياد إن بلاده تمكنت خلال العام الحالي من رصد 1600 هجوم رقمي، أغلبها من مستوى تهديد منخفض.

لكن عياد يحذر في حديثه لوكالة شفق نيوز من أن المرحلة المقبلة قد تشهد تصعيداً خطيراً "إذا قررت إسرائيل، وبدعم أمريكي، استهداف دول مثل الأردن أو السعودية أو مصر، فإن هناك حاجة ماسة لتعاون إقليمي وتطوير المنظومات السيبرانية، لأن الخطر حقيقي، ويجب التعامل معه بجدية قصوى".

ويقرّ عياد في النهاية أن "إسرائيل تملك قدرات هائلة في مجال التجسس الرقمي، بما في ذلك برامج متقدمة مثل بيغاسوس، وقد أثبتت عبر مناسبات عدة قدرتها على اختراق أجهزة أمنية في دول المنطقة".

أخر الأخبار