أدانت وزارة الخارجية الإيرانية ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية مصادقة الولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية (بريطانيا، فرنسا، وألمانيا) على قرار في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبرة الخطوة "استخداماً سياسياً متكرراً" للمجلس "يخلو من الأسس الفنية والقانونية".
ويأتي الوعيد الإيراني قبل أيام من انطلاق الجولة السادسة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة.
وفي خطوة غير مسبوقة منذ ما يقرب من 20 عاماً، أصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً يؤكد عدم امتثال إيران لالتزاماتها المتعلقة بالضمانات النووية.
القرار جاء بعد تصويت 19 دولة لصالحه، بينما رفضته 3 دول، وامتنع 11 عن التصويت، في حين تغيّب عضوان عن الجلسة.
وبهذا الخصوص، وأفاد بيان مشترك بأن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية التزمت دوماً بتعهداتها بموجب اتفاق الضمانات، ولم يشر أي من تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى انتهاك إيران لالتزاماتها أو إلى وجود انحراف في موادها أو أنشطتها النووية".
ورغم وصف طهران للتقرير الأخير للوكالة بأنه "مسيس ومنحاز"، فإنها انتقدت ما اعتبرته "تجاوزاً إضافياً" من الدول الأربع عبر تقديم مشروع قرار يتعارض مع مضمون تقرير المدير العام نفسه. وأضاف البيان أن الدول الغربية "لجأت إلى إحياء ادعاءات تعود إلى أكثر من 25 عاماً"، رغم إغلاق تلك الملفات بموجب قرار مجلس محافظي الوكالة في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
واتهمت طهران الدول الأربع بازدواجية المعايير، مشيرة إلى "صمتها إزاء استمرار إسرائيل خارج معاهدة عدم الانتشار النووي، وبرنامجها لتطوير أسلحة دمار شامل بما فيها النووية، وتهديداتها بمهاجمة منشآت نووية سلمية لدول أعضاء في المعاهدة".
كما انتقد البيان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لعدم وفائها بالتزاماتها بموجب المادة السادسة من معاهدة عدم الانتشار بشأن نزع السلاح النووي، في حين "تستضيف ألمانيا هذه الأسلحة القاتلة وغير الإنسانية".
واعتبرت طهران أن قرار الدول الأربع "يُقوّض مصداقية الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويكشف الطبيعة السياسية المتزايدة لهذه المنظمة الدولية". وأضاف البيان: "إن هذا النهج السياسي إزاء بلد لطالما التزم بتعهداته وتعاون بشكل واسع مع الوكالة يدفعنا للاعتقاد أن سياسة التفاعل والتعاون تثمر نتائج عكسية".
وأعربت إيران عن شكرها للدول الأعضاء في المجلس التي صوتت ضد القرار أو امتنعت عن التصويت، وأدانت تصويت الدول التي أيدته.
واختتم البيان بالتأكيد على أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليس أمامها خيار سوى الرد على هذا القرار السياسي"، معلناً إصدار توجيهات من رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية "لتشغيل منشأة جديدة لتخصيب اليورانيوم في موقع آمن، واستبدال أجهزة الطرد المركزي من الجيل الأول في (فوردو) بأجهزة متطورة من الجيل السادس". كما أشار إلى أن "إجراءات إضافية يجري التخطيط لها وسيُعلن عنها لاحقاً".