كشف اتحاد رجال كوردستان عن ارتفاع لافت في حالات العنف الأسري والانتحار والقتل بحق الرجال خلال الأشهر الاربعة الأولى من عام 2025، في مؤشر خطير يعكس اضطرابات اجتماعية متزايدة وأزمات اقتصادية متواصلة في إقليم كوردستان.
وأعلن رئيس اتحاد رجال كوردستان، برهان فرج، في تصريح صحفي تسجيل 194 شكوى عنف أُسري تقدم بها رجال خلال الفترة الممتدة من بداية العام وحتى الأول من أيار الماضي، مؤكدًا أن هذا الرقم يمثل زيادة ملحوظة مقارنة بالأعوام السابقة.
وأضاف أن الإحصائيات الرسمية سجلت أيضًا 23 حالة انتحار لرجال، بالإضافة إلى 5 حالات قتل تعود أسبابها إلى مشاكل وخلافات عائلية، لافتاً إلى أن هذه المؤشرات "تعكس تصاعدًا خطيرًا في مستوى العنف الأسري الذي بات يهدد استقرار المجتمع".
وعن أسباب هذا التصاعد، أوضح برهان فرج، أن "التغيرات المتسارعة التي يشهدها المجتمع الكوردي، إلى جانب استمرار الأزمة المالية التي تعصف بالإقليم، تعد من أبرز المحركات وراء تصاعد العنف ضد الرجال"، مشددًا على أن عدم معالجة الأسباب الجذرية المؤدية للعنف هو ما يفاقم الأزمة عامًا بعد عام.
وأشار إلى أن "الرجال، كما النساء، أصبحوا ضحايا للعنف الأسري، في ظل غياب برامج التوعية والدعم النفسي والاجتماعي"، مؤكدًا وجود "ارتفاع ملحوظ أيضًا في نسب الطلاق خلال الأشهر الأخيرة، ما يُعد مؤشرًا إضافيًا على هشاشة البنية الأسرية في الإقليم".
وطالب رئيس اتحاد رجال كوردستان في حديثه من الجهات الحكومية والمنظمات المدنية بـ"وضع سياسات عاجلة لمعالجة هذه الظواهر الاجتماعية الخطيرة، من خلال التوعية المجتمعية، والدعم النفسي، وتوفير حلول اقتصادية تخفف الضغوط عن العائلات في الإقليم".
ورأى فرج ان مجتمعات إقليم كوردستان تعيش منذ سنوات حالة من التغيرات الاجتماعية العميقة نتيجة الأزمات الاقتصادية والسياسية المتتالية والتطور التكنلوجي، وقد أدت هذه التغيرات إلى تفكك في البنية الأسرية وظهور أنماط جديدة من العنف الأسري، منها الموجه ضد الرجال.
