• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

اعلام عبري : إسرائيل تتابع ترميم قبر "إسحاق جاؤون" في بغداد .. "كان مكبا للنفايات"

اعلام عبري : إسرائيل تتابع ترميم قبر "إسحاق جاؤون" في بغداد .. "كان مكبا للنفايات"

  • أمس, 13:39
  • تقاير ومقابلات
  • 39 مشاهدة
"Today News": متابعة 

 سلطت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الضوء على عمليات الترميم التي يخضع لها قبر الحاخام اليهودي إسحاق جاؤون في العاصمة العراقية بغداد، والذي كان حتى قبل شهور قليلة مهملا ومليئا بالقمامة. 

وقالت الصحيفة الإسرائيلية، في تقرير لها ، إن العمال يعملون بلا كلل على ترميم القبر القديم للحاخام المبجل عند اليهود منذ قرون، وذلك يعكس محاولة من الطائفة اليهودية في العراق لاحياء تراثهم المندثر منذ زمن طويل، بعدما كان القبر قبل شهور قليلة مليئا بالقمامة، وبابه صدئ ونوافذه محطمة، وجدرانه ملطخة بالسواد نتيجة عقود من الإهمال.

وتابعت الصحيفة الاسرائيلية ان القبر الصغير مغطى ببلاط من الرخام، وفي وسطه شاهد قبر كبير منقوش عليه اية، واسم الحاخام، وسنة وفاته: 688، فميا علق شمعدان فضي (منوراه بحسب التسمية العبرية) على الجدار خلفه.


]ونقلت الصحيفة عن رئيسة الطائفة اليهودية في العراق، خلدة الياهو (62 عاما)، قولها إنه "كان مكبا للنفايات، ولم يسمح لنا بترميمه". 

وبعدما أشار التقرير إلى ان الطائفة اليهودية في العراق كانت تعتبر واحدة من أكبر الطوائف في الشرق الاوسط، وان حجمها تقلص الآن الى عشرات فقط من الأشخاص، لفت الى ان بغداد تضم حاليا كنيسا يهوديا واحدا، لكن لا وجود لحاخامات، كما أن العديد من المنازل التي كان يمتلكها يهود، أصبحت مهجورة ومتداعية.

وبحسب تقرير الصحيفة، فإن الطائفة اليهودية تتولى بنفسها تمويل مشروع الترميم، الذي تبلغ كلفته حوالي 150 الف دولار تقريبا. 


ونقلت عن الياهو قولها إن مشروع الترميم سيمثل "استنهاض طائفتنا، داخل العراق وخارجه على حد سواء"، معربة عن أملها، بالحصول على دعم من المسؤولين العراقيين، من اجل ترميم مواقع اخرى مهملة.

ولفت التقرير الى شح المعلومات المتوفرة حول الحاخام اسحاق، الا انه ذكر بانه عندما زار مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي القبر في وقت سابق من العام الحالي، اشار الى ان الحاخام كان يشغل منصبا ماليا.

يذكر  ان "الحاخام إسحاق"، أو "الشيخ إسحاق"، كما يسمى، استقبل الامام علي ابن ابي طالب أثناء مسيره إلى حرب صفين وأصبح خازنا لبيت المال، مثلما هو مدون على باب مرقده الذي يقع في محلة قنبر علي وسط بغداد.

ولم تذكر الصحيفة الاسرائيلية هذه المعلومات، لكنها قالت ان الحاخام إسحاق كان شخصية بارزة خلال فترة الجاؤونيين، المعروفة أيضا بعصر المدارس البابلية للحاخامات، مضيفة ان لقب "جاؤون" يشير الى منصبه كرئيس لأحد هذه المعاهد الدينية.

ونقل التقرير عن الأستاذ في جامعة بنسلفانيا سمحا غروس قوله، ان اسم الحاخام اسحق ذكر في القرن الـ 10 قبل حاخام آخر، مضيفا أنه "لا يوجد سوى قصة واحدة فقط"، مفادها بأن الحاخام اسحاق قاد 90 ألف يهودي لمقابلة الإمام علي بن ابي طالب، الخليفة الرابع للمسلمين، خلال إحدى الفتوحات الاسلامية في وسط العراق، مضيفا انه "لا يوجد دليل آخر على هذه الحادثة، وهناك أسباب تدعو للشك فيها". 

وتابعت الصحيفة فانه لا يعرف شيء اخر عن الحاخام إسحاق، ولا حتى آراؤه الدينية.



ونقل التقرير الاسرائيلي، عن غروس قوله إن للقصة خلفية ليست بلا سياق، موضحا أنه في القرن الـ10، بدأت الاقليات من مسيحيين ويهود ومجوس بسرد روايات عن استقبالهم للـ"الفاتحين المسلمين"، لأن امتيازاتهم، بما فيها الإعفاءات من الجزية (الضرائب)، كانت تعتمد على مدى تصديق المسلمين أنهم استقبلوهم بالترحاب.

وتابع تقرير "تايمز اوف اسرائيل" انه في ذلك الوقت ايضا، بدأت المزارات اليهودية بالظهور، على الرغم من أن جذور اليهود في العراق تعود الى نحو 2600 عام، مشيرا إلى أن الرواية التوراتية تفيد بأن اليهود وصولا الى العراق في العام 586 قبل الميلاد كاسرى على يد الملك البابلي نبوخذنصر الثاني بعد أن دمر ما يسمى "هيكل سليمان" في القدس.

ولفتت الصحيفة إلى أن اليهود في العراق كتبوا التلمود البابلي، وانه بعد الاف السنين، عندما كانت بغداد عثمانية، كان اليهود يشكلون 40% من سكان المدينة، الا ان العام 1941 شكل نقطة تحول، عندما قتل أكثر من 100 يهودي خلال مذبحة في بغداد. 

وتابعت الصحيفة الاسرائيلية قائلة انه مع قيام إسرائيل، كان عدد اليهود 150 ألف نسمة، ولكن بعد 3 سنوات، كان 96% من أبناء الطائفة قد غادروا، في حين أن عقودا من النزاعات والحروب بما فيها الغزو الأمريكي، أدت إلى اضمحلال ما تبقى من الطائفة.

ونقل التقرير عن الياهو قولها إن هناك 50 كنيسا وموقعا يهوديا لا تزال قائمة، غالبيتها متداعية، بينما تحول بعضها الى مستودعات.

ولفت إلى أن ضريح الحاخام إسحاق كان يضم كنيسا ومدرسة، الا انه اصبح الان يقتصر على الغرفة الصغيرة التي تضم القبر. 

ونقل التقرير عن المشرف على الترميم الذي طلب عدم الكشف عن هويته، قوله "استغرقنا تنظيفه من القمامة شهرين.. ونحن نتلقى الان طلبات من خارج العراق لزيارته". 

واضاف التقرير الاسرائيلي، انه قبل عقود، كان الناس ياتون للصلاة واشعال الشموع، مؤمنين بقدرة الحاخام على الشفاء.

ونقل التقرير عن موسى حياوي (64 عاما) وهو يقطن بالقرب من القبر، اشارته الى القصص التي كان يسمعها خلال طفولته في الحي الذي كان حتى أربعينيات القرن الماضي، واحدا من عدة أحياء يهودية في بغداد، مشيرا الى ان النساء كن يأتين إلى الضريح ليغطسن في ماء البئر على امل الحمل.

وبحسب حياوي، فان "الحاخام إسحاق كان رجلا يحظى بالوقار، والناس كانوا يأتون للصلاة من اجل مرضاهم، او لطلب طفل، أو تحرير سجين".

أخر الأخبار