• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

عصمت الدادا .. إضاءة في سماء الطبّ

عصمت الدادا .. إضاءة في سماء الطبّ

  • 22-07-2023, 15:35
  • منوعات
  • 514 مشاهدة
"Today News": بغداد 
حوار / حليمة خليل الجبوري
كانت ولازالت مهنة الطب من أسمى وأرقى المهن التي تجمع بين إنسانيتها ومهنيتها، ومن يدخل هذا العالم برغبة وشغف سيجد أنه قد عشق المشرط والمقص وأجهزة الفحص وصار الأقرب إلى الناس لأنه الأقدر على إزالة آلامهم ومشاكلهم الصحية والنفسية، ووفقًا للمعايير الدولية يُعدُّ الطبُّ الألماني ذو سمعة جيدة عالية في جميع أنحاء العالم وتعدُّ ألمانيا ذات رعاية ممتازة استفادت من تجربتها الكثير من الدول، وفي المنطقة العربية تبرز لبنان رغم كل ما تمر به واحدة من الأنظمة الصحيّة المتطورة يقصدها الآلاف من شتى بلدان العالم للعلاج.
في لبنان كنا بضيافة اسم عريق ومشهور طبيًّا وإنسانيا، أنّه الأستاذ الدكتور عصمت الدادا أخصائيّ الطب العام الجراحة العامة، كان لطيفًا ومتواضعًا ومهنيًّا جدًا في مقابلتنا، فكان لنا معه هذا الحوار.

* لنبدأ من تعريف نفسك للقارئ يا دكتور ؟؟
اسمي الدكتور عصمت الدادا، طبّ عام وجراحة عامة، خريج جامعة هايدلبرغ – ألمانيا ، دكتوراه من جامعة بون- ألمانيا، اختصاص معالجة أوجاع العمود الفقري-ديسك ومفاصل – ومعالجة وجراحة الكفّ- ومعالجة تجاعيد الوجه.
* غالبا ما يدخل الإنسان مهنة الطب برغبته، هل ولجت هذا العالم هكذا ؟؟
رغبتي في دراسة الطبّ بدأت في عمر الطفولة، كان لي مثلٌ أعلى في هذهِ المهنة منذ كنت صغيرًا هو أحد أقاربي كان طبيبًا ناجحًا يتمتّع بأخلاق عالية وذكاءٍ مُتّقدٍ، يقترب من ناسِهِ، يعطف عليهم ويقوم بواجبهِ الإنساني نحوهم بكثيرٍ من التضحية والإخلاص وكرم الأخلاق، فأحبّهُ الناس كثيرًا واشتهر صيتُهُ وذاعَ بينهم إلى الدرجة التي جعلوا مِنْهُ رجلًا يمثّلهم في الثورة والدولة، وأدخلوه السياسة من الباب الأوسع، وبقي شريفًا في السياسة كما عرفته، ليست شهرته هذهِ هي التي جعلته في أعيُننا مثلًا للطبيب الناجح،  بل شخصيته وذكاؤه وطيبة قلبهِ وتضحياته هي التي أثّرَتْ على قراري أن أكونَ شبهًا لهُ، وهو الذي كان السبب الرئيسي لاختياري هذهِ المهنة.
* ما سبب هجرتك إلى ألمانيا؟
عندما اتخذت قراري بترك لبنان وإكمال دراستي في حقل الطبّ في الخارج، أي في ألمانيا كان سببهُ شعوري بأنني مقيّد في بلدي لبنان بعقليات وسلوكيات كنتُ إلى حدٍّ بعيد أرفضها وأشعر بأنّها عائقٌ وقيدٌ يقيّدني، في حرّيتي وتفكيري.
اليوم وبعد عودتي إلى الوطن بعد مرور خمسة وأربعون عامًا على هجرتي أرى في مجتمعي كما هو للأسف.
وأمام هذا أنا لا أقفُ وقفة ناقدٍ مجتمعيّ ولا كمصلح، بل أقوم بواجبي ودوري كطبيب وأحاول مساعدة غيري لا سيما المرضى ممثلًّا القيَم التي تعلمتها في ألمانيا بلد الهجرة، ومن أهم تلك القيم أن أكون صادقًا في عملي، وأن أبتعد عن الجشع وحب المال والربح السريع من خلال ممارسة هذه المهنة المقدّسة، فالربح السريع يعرّي مجتمعنا من قيمهِ المقدسة القديمة التي اصبح الكثير الكثير منها " حبرًا على ورق".
إن حياتي ودراستي في ألمانيا جعلت منّي إنسانًا جديدًا، أنا لم أتعوّد على أن أفضّل إنسانًا على آخر بسبب المال أو الجاه، بل تفضيلي بين الناس مقرون بقيمتهِ الأخلاقية.
* هل فعلا أن طب التجميل وعملياته بدأت متأخرة ؟ قياسا ببقية التخصصات؟؟
جراحة التجميل قديمة جدًا ولكن كانت في الماضي جراحة تكميلية، ترميمية مقرونة بإزالة عيوب خَلْقيّة، أو إزالة عيوب جلدية، أو علاجات للحروق الجسدية المشوّهة، أو على أثر حوادث سببت قطع أجزاءٍ من الجسد، أو تشويهًا في الوجه، وفي القرن العشرين تم تداولها بين الممثلين، الفنانين وعارضات الأزياء في بلاد السينما والغرب، في حين أن جراحة التجميل اليوم في أوروبا هي أيضًا لتحسين: (صدر، وجه، ولتصغير عمر الوجه ظاهريًا) خصوصًا في المجتمعات الفنيّة الثرية، وهناك أيضًا، قد لا تتعدى الطبقة الوسطى نسبة ال30% من الشعب ممن يلتفت إلى هذهِ العمليات ويتعاطى معها.
أمّا في بلادنا العربية فهي أكثر تعاطيًا بها من باقي الطبقات ( أعني الطبقة الوسطى والفقيرة )، والسبب قد يعود لوجود تناقضات مجتمعية وفكرية، أو بسبب المجتمع الذكوري المتسلّط على قرار المرأة.
* ما أبرز المشاكل التي تواجه عملكم الآن؟؟
المشاكل التي تواجهني اليوم خلال قيامي بعملي الطبّي هو الشعور بأن الكثير من المرضى غير قادرين على مراجعة الطبيب للعلاج بسبب " ضيق الحال" ، هم يزورون الطبيب فقط عندما يصبح المرض متقدّمًا جدًا في أعراضهِ، أما طِبّ الوقاية الذي تعلمته في ألمانيا والمسمّى "prophylactic Meadicin" فلا يمكن أن يطبّق في لبنان لأن المريض لا يملك المال الكافي لهذا، ولأنه بنسبة 70% غير مؤمّن صحيًّا، لهذا لا يمكنه القيام بزيارة الطب الوقائي أبدًا، وللتوضيح فإن الطب الوقائي في ألمانيا يفرض على كل شخص، بحيث يجري الفرد الألماني صور الأشعة للصدر مع فحوصات مختبرية في بداية كل عام، وهناك فحوصات أخرى للكشف المبكر عن الأمراض السرطانية مرتين في السنة مع فحص الهرمونات ...إلخ.
*ما هي التقنيات العلاجية الألمانية والتي يمتاز بها الأستاذ الدكتور عصمت الدادا في مجال معالجة أوجاع العمود الفقري- الديسك والمفاصل وعرق النسا؟
تختلف التقنيات العلاجية بحسب أنواع أوجاع العمود الفقري فهي كثيرة وأشهرها والأكثر شيوعاً منها:
1-تغييرات خلقية في العمود الفقري مثل الانحناءات الأفقية والسطحية تسمى kyphoscoliotic Deformation
2-  هشاشة العظم Osteoporosis
3- الاستهلاك الغضروفي للشرائح الدسكيّة وهذه تسبب الانزلاقات الدسكية في العمود الفقري وقد يكون مصحوبًا بتمزّق في الغضروف وقد لا يكون كذلك، وقد يكون الانزلاق في فقرات الظهر وهو على نوعين انزلاق أمامي وانزلاق خلفي.
4- تورّمات عظميّة أو تورّمات شريانيّة تسمى Hemangioma .
وتعالج الانزلاقات الدّسكيّة في ألمانيا أول الأمر بالتركيز على الطريقة الكلاسيكية Conservative Treatment أي بإزالة الأوجاع بإعطاء أدوية لمنع التشنجات العضلية مع أدوية Anticonvalsives لإزالة الالتهابات العصبية ، مع إعطاء أدوية لتخفيف تهيُّجات الأعصاب ، فإن لم نصل إلى إراحة المريض كليّا عندها نطبق العلاج الذي يسمى Paravertebral Blockage وهو علاج عن طريق إبر في الظهر الغرض منها إزالة الأوجاع على الفور عن طريق ترخية عضلات الظهر المتشنجة وتسهيل إحضار المجرى الدموي الذي يؤمّن إعادة المرونة إلى الغضاريف الفقرية DISCS حيث نعمل على إعادة الديسك من حالة الصلابة والنشفان إلى حالة الليونة بعد تحسين المجرى الدموي في الظهر.
أما العمليات الجراحية فإن الطبّ الألماني يضع قوانينًا صارمة وشروطًا على إجرائها فليس كل انزلاق ديسكي يجرى لهُ عملية جراحية ، ومن خلال عملي في عياداتي في لبنان كلها ومنذ عام 2011 وجدت أن طريقة العلاج التي ذكرتها كانت ناجحة لعشرة آلاف حالة  مرضية والسجلات موثقة  لتلك الحالات ، ولم نضطر لإجراء العمليات الجراحية بل إن أغلب الحالات التي كانت مشخصة بإجراء الجراحة في أماكن أخرى عالجناها بالطب الألماني وحققت نجاحًا كبيرًا.
إن علاج المفاصل بالدرجة الأولى هدفه هو تحسين الغطاء الغضروفي في المفصل عن طريق أدوية تؤخذ عن طريق الفم أو عن طريق إبر تعطى في المفصل وهذه المواد تسمى Kollagen وقد تدخل معها مواد أخرى معظمها فيتامينات.
* بماذا تنصح مرضى الديسك والمفاصل وعرق النسا؟
 في  إصابات الرياضيين يجري استهلاك غير طبيعي للمفصل مما يسبب الضمور الغضروفي في المفاصل لأن الرياضي يبالغ في ممارسة الرياضة ، بالمقابل أن الإنسان الذي لا يتعاطى أي نوع من الرياضة ولا يستعمل المفصل إلا قليلا جدًا فإنه يتعرض إلى فقدان مرونة المفاصل وتؤدي إلى تكوين تكلسات في داخل المفصل وفي هذه الحالة يكون العلاج بإعطاء مادة الHyalorienic Acid ككلاجين في لمفاصل ، كما يمكن العلاج ببلازما التي تؤخذ من دم المريض بعد تحضيره في المختبر وتأمينه للحقن في داخل المفصل ومفعولها جيد جدا أيضًا.
لذا فأنا أنصح بممارسة الرياضة باعتدال من أجل المحافظة على المفاصل ومرونتها وحمايتها من الإصابات الخطيرة.
* علمنا بتوفر علاج للسكر التراكمي وتجمع الدهون على الكبد مما يؤدي إلى فقدان القدرة على الحركة، هل هذا ممكنًا؟يتسبب مرض السكري خصوصًا إن لم يعالج جيدًا إلى تضيُّق وتصلّب في الشرايين الشعيرية في الأطراف خصوصًا السفلى للجسم الأمر الذي يتسبب بإضعاف وفقدان الحسّ فيها مما يؤدي إلى ضعف في الرجلين إلى الحدّ الذي يصبح فيه المريض غير قادر على المشي Polynevropathia Diabeticc بسبب ضعف العضلات الذي هو بالأساس ضعف في أعصاب الرجلين المتأتي من ضعف في المجرى الدموي الذي أفسدهُ مرض السكر وتصلّب شرايين الجسم ، ومن الملاحظ عن هؤلاء المرضى ارتفاع فوق الطبيعي في مستوى السكر التراكمي يعني الHBA,C ففي الأنسان الطبيعي يكون بنسبة 6% بينما مرضى السكر يكون لديهم بنسبة قد تصل إلى 80% فما فوق وقد عالجت حالات صعبة لمرضى حضروا على الكرسي المتحرك وتبين أن السبب وراء فقدانهم القدرة على المشي هم ارتفاع السكر التراكمي .
وتتمثّل أسباب ذلك بعدم تناول أدوية مرض السكر بصورة منتظمة وعدم تحمل المسؤولية من قبل المريض  أو عائلته أو بسبب تقصير الطبيب في متابعة المريض الأمر الذي يوصل إلى  تفاقم الحالة المرضية وتدهورها مسببًا ضعفً كبيرًا في الأطراف السفلى وعدم القدرة على المشي وربما أدّى إلى أمراض أخرى مثل تقرّحات القدمين إلخ
أما بالنسبة إلى تشمّع الكبد بسبب السكري فهو بالحقيقة نتيجة ارتفاع السكر التراكمي إذا لم يؤخذ بنظر الاعتبار المعالجة الصحيحة للسكري .
وأخيرًا أقول أننا نعيش اليوم مرحلة علميّة متقدمة فهناك علاجات وأدوية جديدة ناجحة  لمعالجة السكري توقف امتصاص الأنسولين من الدم وتمنع ارتفاع السكر والأمل موجود دائمًا.
مع تمنياتي للجميع بالصحة وتمام العافية.

أخر الأخبار