أنتج فريق بحثي من جامعة هونغ كونغ، يضم باحثين في الهندسة الميكانيكية والمناعة والعدوى، «أول فولاذ» مقاوم للصدأ، ويتمتع في الوقت نفسه بخصائص مضادة لفيروس «كورونا المستجد»، المسبب لمرض «كوفيد – 19»، حيث يمكنه قتل الفيروس على سطحه، كما يمكنه أيضاً تعطيل نشاط فيروس الإنفلونزا «H1N1»، والإشريكية القولونية على سطحه.

ويعد الفولاذ المقاوم للصدأ، أحد أكثر المواد استخداماً في العديد من المناطق العامة ومرافق النظافة؛ ولكن لا يحتوي على خصائص مضادة للميكروبات، بالإضافة إلى ذلك، يُظهر فيروس «كورونا» ثباتًا قويًا على الأسطح العادية المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، حيث تم اكتشاف فيروسات قابلة للحياة حتى بعد ثلاثة أيام، ومما لا شك فيه أن هذا قد خلق احتمالية عالية لانتقال الفيروس بين الأشخاص الذين يستخدمون هذه المناطق والمرافق.

وفي هذا الاختراق الأخير الذي تم نشر دراسة عنه قبل يومين في «مجلة الهندسة الكيميائية»، تم تحقيق تعطيل نشاط الميكروبات المسببة للأمراض خاصة كورونا المستجد على سطح الفولاذ المقاوم للصدأ من خلال ضبط التركيب الكيميائي والبنية الدقيقة للفولاذ المقاوم للصدأ العادي، وذلك باستخدام عنصر أيون النحاس المضاد للفيروسات، بنسبة 20 في المائة في الفولاذ.

وتم إيداع براءة اختراع لهذا الاختراع، وتواصل الفريق البحثي مع الشركاء الصناعيين لإنشاء نماذج أولية من منتجات الفولاذ المقاوم للصدأ مثل أزرار الرفع ومقابض الأبواب والدرابزين لإجراء مزيد من الاختبارات والتجارب. ولأغراض العرض التوضيحي الأولي ، تم تصنيع «الأزرار» المستخدمة في المصاعد بنجاح باستخدام الفولاذ المقاوم للصدأ عالي النحاس، 20 في المائة بالوزن.

ويقول ليتاو ليو، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة، «يمكن إنتاج الفولاذ المقاوم للصدأ الحالي المضاد لكوفيد – 19 بكميات كبيرة باستخدام التقنيات الحالية، ويمكن أن تحل محل بعض منتجات الفولاذ المقاوم للصدأ التي يتم لمسها بشكل متكرر في الأماكن العامة لتقليل مخاطر العدوى العرضية ومكافحة الجائحة».