خاص /" Today News"

   من داخل غرف الحجر تمارس ضفاف حياتها تجوب زوايا الغرفة بملل مطبق وهي الفراشة التي اعتادت الطيران بين سرير وسرير تقع اخيراً  فريسة  لتوحش فايروس( (الكورونا ).

اذ يشهد الواقع الصحي العراقي اليوم أرتفاع  بأعداد الاصابات ولأرقام قياسية  تجاوزت الــ ( 1000) اصابة نسبة ليست قليلة كانت من نصيب الكوادر الطبية  وهم خط الصد الأول  في مواجهة  الوباء الذي انتشرت  تداعياته الخطيرة في العالم بضمنه العراق .

ضفاف عبد الكاظم شابة عشرينية تعمل بصفة  ممرض  جامعي في مستشفى الامام الحسين(ع) في محافظة كربلاء , انتقلت لها عدوى الفايروس اثناء تأديتها واجبها  الصحي .

تقول  انها وبحكم عملها في قسم غسيل الكلى لم تكن تتوقع اصابتها بالفايروس بعدوى من قبل احد مرضاها  والتي تتشابه  اعراضه مع  اعراض فايروس كورونا  من حيث الاختناق الناتج عن تجمع بالسوائل بالرئة او فقر الدم والحرارة  والخمول والالتهابات الامر الذي يتطلب بحسب ضفاف ملاصقة  واحتكاك مباشر مع المريض , اذ انتقلت العدوى اليها من اصابه احد المراجعين حيث اثبتت التحاليل الروتينية التي اجريت للعاملين في المشفى  التي تعمل فيها اصابتها بالفايروس لتضاف الى قائمة اصابات  ابطال الجيش الابيض .

تروي ضفاف  في حديثها لــ" Today News" ايامها وهي تصارع الفايروس من خلال الحجر داخل ردهات العزل ببناية الحياة كنت اشرب الماء بطريقه جنونيه. وانام وانا أرتدي الكمامات والرداء الطبي .(الكاون). أعقم يداي بعد كل عمل اعمله و اتناول فقط الاكل الصحي والنوم الصحي .التزمت بالعلاج الصحيح وبتعاليم الطبيب .

وتضيف : رغم التحسين البطيء  في مواجهة المرض الا ان الكوابيس  كانت لا تفارقني. الم البطن والغثيان والإسهال المستمر .والم المعدة من كثرة العلاجات وقوة مفعولها. كنت اشتاق لزوجي كثيراً .وأشتاق لعائلتي وأهلي واشتاق للحرية ايضا .فشعوري لا يختلف عن سجين يقضي ايامه داخل سجن في مواجهة عدو خفي.

وتضيف:حفظت خطوط الجدران وحفظت كل ركن في الغرفة وكرهت هاتفي لأني كنت الجئ اليه لتقليل الالم والملل, الحياة كأنني بكابوس مظلم رغم كل هذا صبرت وتصبرت. لا أحد يعرف ما معنى أن تكون في السابق تتحرك وتبتسم وتعتني بالمرضى وانت الان مريض تستلقي الفراش ولا يأتي احد لزيارتك او ينضر اليه من بعيد".

وتتابع :بعد ايام عسيرة تجاوزت المحنه وخرجت الى المنزل, اذ بدأت المرحلة الثانية هي مرحلة الحجر المنزلي انا الان خلال مرحلة الحجر المنزلي بحسب تعاليم الطبيب حجرت نفسي في الاسبوع الاول داخل غرفه فقط ولا اتحرك في عموم المنزل وابقى بعيده عن من هم في  المنزل ".

 وتشير :المعين لي كان  زوجي الذي يقف معي ويساندني كان يحدثني عن بعد ويخدمني وانا داخل الحجر في غرفتي... كانت هناك بعض الأعراض التي عانيت بسببها والي من ضمنها التهاب اللوزتين والغدد اللمفاوية ,انا الان بصحه جيده وأشعر ان المرض تلاشي نوعا ما ايام عصيبة ستبقى في ذاكرتي ".

وتقدم ضفاف نصيحة لكل انسان يستهين بخطر الفايروس للالتزام بالتباعد الاجتماعي. والتعقيم المستمر وغسل اليدين ..ولابتعاد عن الاكل خارج المنزل ,والتزم بالأكل الصحي والنوم الصحي ,واكثر من شرب الماء.

للمرة الاولى منذ ظهور وباء كورونا في العراق مطلع العام الحالي فقد تجاوز عدد العراقيين المصابون بفيروس المرض الأف اصابة خلال يوم واحد ما دفع وزير الصحة الى المطالبة بفرض حظر صحي شامل في عموم البلاد.

وكانت  وزارة الصحة  اعلنت امس الجمعة عن تسجيل 1006 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الأربع والعشرين ساعة الاخيرة.

وقالت الوزارة في بيان تابعته " Today News"إنه "تم فحص 9642 نموذجا في جميع المختبرات المختصة في العراق لهذا اليوم وبذلك يكون المجموع الكلي للنماذج المفحوصة منذ بداية تسجيل المرض في العراق في 24 شباط فبراير الماضي 281901 فحصا.

واكدت الوزارة ان مختبراتها سجلت امس  1006 إصابة بالمرض في عموم العراق معظمها في العاصمة بغداد بالنسبة للمحافظات الاخرى. موضحة تعافي 235 حالة فيما كانت الوفيات 14 حالة 14 منها في العاصمة.

واشارت الصحة الى انه بناء على هذه الارقام فقد ارتفع مجموع الإصابات بفيروس كورونا في العراق حتى الآن الى 9846 اصابة ومجموع الى الوفيات 285 وفاة .. فيما زاد مجموع حالات الشفاء الى 4573 حالة ومجموع الراقدين الكلي في المستشفيات الى 4988 حالة.

وازاء هذا التزايد غير المسبوق في الإصابات بكورونا فقد دعا وزير الصحة د.حسن التميمي اليوم الى فرض حظر صحي شامل في جميع محافظات البلاد.

وقال التميمي ان وزارته مسؤولة عن الوقاية والعلاج من الفيروس وهي تقوم بذلك أما الحظر الصحي فهو من مسؤولية الأجهزة الأمنية وهي تقوم بما وسعها لتحقيق ذلك.

وناشد المواطنين بعدم تحميل المؤسسات الصحية والامنية .. مؤكدا أن "عدد إصابات المواطنين والملاكات الطبية بكورونا زادت في الفترة الاخيرة بشكل ملحوظ".. لافتا الى أن "إجراءات رادعة وغرامات بحق المخالفين للإجراءات الوقائية مطلوبة بالحاح".

وشدد على ضرورة التزام المواطن بلبس الكمامة والكفوف، والتعقيم، والتباعد الاجتماعي، وتجنب الأماكن المزدحمة والتجمعات وعدم إقامة الولائم ومجالس العزاء والحضور إلى الحفلات والتزاور ما بين العوائل وليس إهماله للفيروس والسير في الشوارع من دون احتياطات للوقاية".. اضافة إلى "ضرورة عدم ملامسة أصابع الكف للأنف والفم والعين، واعتماد التباعد الاجتماعي في كل فعاليات الحياة اليومية".

ومن جانبهم فقد حذر مسؤولون صحيون اليوم من أن المستشفيات المخصصة لعزل المصابين قد امتلأت بهم واذا استمرت الزيادة الحالية سيحدث انهيار في النظام خاصة وأن بعض المراجعين مصابون وينقلون العدوى للملاكات الطبية لانهم لا يصرحون بوضعهم الصحي.