حذر خبراء الصحة حول العالم من انفجار سرطاني غير مسبوق، مع توقعات بارتفاع عدد الوفيات المرتبطة بالمرض إلى 18.6 مليون حالة سنوياً بحلول عام 2050، بزيادة تصل إلى 75% مقارنة بعام 2023.
الدراسة التي نشرتها صحيفة ديلي ميل شملت 204 دول من بينها العراق، وأظهرت أن عدد حالات السرطان الجديدة تضاعف منذ 1990 ليصل إلى 18.5 مليون حالة، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 10.4 مليون حالة.
العراق في قلب الأزمة
وفي العراق، تؤكد مصادر طبية أن معدلات الإصابة بالسرطان في تصاعد مستمر منذ سنوات، مدفوعة بعوامل متعددة، منها التلوث البيئي والإشعاعي الناتج عن الحروب واستخدام أسلحة محرمة، وتلوث المياه والهواء في المحافظات الجنوبية، وخاصة البصرة، حيث ترتفع نسب الإصابة بسرطان الدم والرئة، والأنماط المعيشية غير الصحية مثل التدخين، والسمنة، وضعف الوعي الغذائي، وضعف النظام الصحي ونقص الأجهزة التشخيصية وأدوية العلاج الكيمياوي والإشعاعي.
واكد أطباء عراقيون أن "الوضع مقلق بشكل خاص في المستشفيات الحكومية، إذ يواجه المرضى قوائم انتظار طويلة، فيما يضطر كثيرون إلى بيع ممتلكاتهم أو السفر للعلاج في الأردن والهند وتركيا".
أرقام وتحذيرات
وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن "العراق يسجل سنوياً أكثر من 25 ألف حالة سرطان جديدة، مع احتمال أن تكون الأعداد الفعلية أعلى بكثير بسبب ضعف آليات الإحصاء".
ووثقت منظمات محلية في البصرة وحدها، وثقت أن نسب السرطان بين الأطفال ارتفعت بشكل مثير للقلق خلال العقد الأخير.
فيما حذر خبراء محليون من أن "استمرار الإهمال الصحي والبيئي قد يجعل العراق من بين أكثر الدول تضرراً في المنطقة".
دعوات للتحرك
الباحثة الأميركية ليزا فورس، المشاركة في إعداد الدراسة العالمية، شددت على أن "السرطان لم يعد أولوية في السياسات الصحية للعديد من الدول"، داعية إلى "مضاعفة الجهود لتوفير التشخيص المبكر والعلاج النوعي".
وفي العراق، ناشد مختصون وزارة الصحة والبرلمان اعتماد خطة وطنية شاملة لمكافحة السرطان، تتضمن "زيادة مراكز الأورام وتزويدها بأجهزة حديثة ودعم الأدوية السرطانية وتوفيرها مجاناً وفرض رقابة بيئية صارمة على المصانع والنفايات النفطية والكيماوية وتفعيل برامج التوعية والفحص المبكر".
وبينما يركز العالم على مواجهة التحديات الصحية الكبرى، يبقى العراق أمام معركة مضاعفة: مواجهة النمو العالمي الهائل في أعداد المصابين بالسرطان، ومعالجة إرث طويل من التلوث والإهمال.
وبحسب الأطباء، فإن السنوات المقبلة ستكون حاسمة: إما التحرك السريع للحد من الكارثة، أو مواجهة مستقبل مظلم لآلاف العائلات العراقية.
