تقاير ومقابلات - تودي نيوز - Today News http://www.todaynewsiq.net/ ar تقاير ومقابلات - تودي نيوز - Today News اشتباك نووي على الأبواب.. 75 عاماً من النزاع الهندي-الباكستاني http://www.todaynewsiq.net/101439--75-.html http://www.todaynewsiq.net/101439--75-.html "Today News": متابعة 

 في جنوب آسيا، يعود شبح الحرب ليخيّم من جديد على العلاقة المضطربة بين الهند وباكستان، في أعقاب تبادل ناري غير مسبوق عبر الحدود، هو الأخطر منذ معركة كارغيل في عام 1999. لم يكن ما جرى مجرد مناوشة تقليدية في كشمير، بل ضربات جوية وصاروخية طالت العمق الباكستاني، ورد باكستاني مماثل، وسط مشهد يُنذر بانزلاق نووي.

تاريخ مضطرب

عند استقلال الهند، الدولة ذات الغالبية الهندوسية والنظام الديمقراطي البرلماني، وباكستان، التي تأسست كدولة ذات غالبية مسلمة على أساس الهوية الدينية، عن بريطانيا عام 1947، نشأت بينهما خصومة جيوسياسية عميقة تمحورت حول إقليم كشمير المتنازع عليه.

وفيما مالت الهند منذ عقود نحو سياسة عدم الانحياز مع تقارب تدريجي مع الاتحاد السوفياتي ثم الغرب، اختارت باكستان التحالف مع الولايات المتحدة ثم عززت لاحقاً شراكتها الاستراتيجية مع الصين. ومنذ التقسيم، خاض البلدان أربعة حروب شاملة، إضافةً إلى اشتباكات حدودية متكررة، كان لكل منها أسبابها ونتائجها التي رسّخت خطوط التقسيم وعمّقت العداء التاريخي بين الجانبين.

عاد التوتر ليخيم على جنوب آسيا، حيث تبادلت الهند وباكستان قصفًا ناريًا في أخطر مواجهة بينهما منذ معركة كارغيل عام 1999، عندما وقع هجوم في 22 أبريل في منطقة بهلغام جنوب كشمير، وأسفر عن مقتل 26 مدنيًا هنديًا، حيث تتهم نيو دلهي جماعة TRF المدعومة من باكستان بالوقوف وراء الاعتداء، فيما تنفي إسلام آباد أي ضلوع مباشر.

ردت الهند فجر 7 مايو بغارات جوية وصاروخية طالت أهدافًا قالت إنها لمعسكرات مسلحين داخل باكستان، ليتبعها قصف باكستاني مضاد، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين وتدهور في العلاقات الدبلوماسية.

حرب 1947–1948 (حرب كشمير الأولى)

اندلعت أول حرب بين الهند وباكستان مباشرةً بعد التقسيم عام 1947 نتيجة نزاعهما على ولاية جامو وكشمير الأميرية. حاولت باكستان دعم تمرد في كشمير عقب انضمام حاكمها إلى الهند، فتدخلت قوات قبَلية باكستانية ثم نظامية، وردّت الهند بإرسال جيشها إلى الإقليم. استمر القتال من أكتوبر 1947 حتى نهاية عام 1948، قبل أن تتوسط الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار.

انتهت الحرب بتوقيع اتفاق كراتشي 1949 الذي رسم خطًا لوقف إطلاق النار عبر كشمير، أصبح لاحقًا خط التحكم (LoC) الفاصل بين سيطرة البلدين.

بموجب ذلك، بقيت مناطق وادي كشمير وجامو ولداخ تحت السيطرة الهندية (سُمّيت ولاية جامو وكشمير)، في حين سيطرت باكستان على أجزاء غرب كشمير (منها ما يُعرف بـ”آزاد كشمير“ وغيلغت بلتستان).

شكّل هذا التقسيم أساس النزاع المزمن، إذ اعتبرته باكستان غير عادل واستمرت بالمطالبة بكامل كشمير ذات الأغلبية المسلمة، بينما تمسكت الهند بأحقيتها في الإقليم.

حرب 1965 (الحرب الهندية-الباكستانية الثانية)

تصاعد التوتر مجددًا في منتصف الستينيات على خلفية مناوشات حدودية ومشروع باكستاني لزعزعة الحكم الهندي في كشمير. في أغسطس 1965 أطلقت باكستان عملية سرية باسم عملية جبل طارق بإرسال قوات خاصة ومتسللين إلى القسم الهندي من كشمير بهدف تأجيج تمرد ضد الحكم الهندي. سرعان ما تطور الأمر إلى حرب شاملة بعدما شنت الهند هجومًا مضادًا واسعًا اخترق الحدود الدولية باتجاه إقليم البنجاب الغربي في باكستان.

دارت معارك ضارية بريًا وجويًا استمرت 17 يومًا خلال سبتمبر 1965، وأسفرت عن آلاف القتلى من الجانبين دون تحقيق نصر حاسم لأي طرف. تحت ضغوط دولية، وافق الطرفان على وقف القتال وعُقدت قمة طشقند بوساطة سوفياتية في يناير 1966، حيث وُقّع إعلان طشقند الذي أكد إعادة كل طرف قواته خلف حدود وقف إطلاق النار لعام 1949 والعودة إلى الوضع السابق للحرب.

نتيجة لذلك، عادت الأوضاع الحدودية بين البلدين إلى ما كانت عليه قبل اندلاع الحرب. ورغم عدم تغيّر الحدود، أدت الحرب إلى رفع وتيرة سباق التسلح بين البلدين وتعزيز كل منهما لعلاقاته الدولية (حيث شعرت باكستان بخيبة أمل من موقف أميركا وبريطانيا المحايد فاتجهت أكثر نحو الصين، فيما زادت الهند تقاربها مع الاتحاد السوفياتي).

حرب 1971 (حرب تحرير بنغلاديش)

اندلعت الحرب الثالثة والأكبر بين الهند وباكستان عام 1971 وكانت مختلفة عن سابقاتها في أسبابها ومسارحها. فخلافًا للحربين السابقتين اللتين تمحورتا حول كشمير، جاءت حرب 1971 على خلفية أزمة داخلية في باكستان نفسها؛ إذ انتفض السكان البنغاليون في جناح باكستان الشرقية مطالبين بالاستقلال بسبب التمييز السياسي والقمع الذي واجهوه من السلطة المركزية في غرب باكستان. دعمت الهند بقوة حركة القوميين البنغاليين (متمثلة بـ"عصبة أوافامي") سياسيًا وعسكريًا، ومع تصاعد الصراع الداخلي عبرت القوات الهندية الحدود الشرقية في ديسمبر 1971 لدعم المقاتلين البنغاليين. حققت الهند وقوات المقاومة البنغالية انتصارًا سريعًا وحاسمًا أدى إلى انهيار القوات الباكستانية في الشرق وإعلان استقلال جمهورية بنغلاديش الشعبية في أواخر ذلك العام.

تكبدت باكستان هزيمة قاسية وتم أسر نحو 90 ألفًا من جنودها في الحرب. ورغم قصر مدة الحرب (استغرقت حوالي أسبوعين من العمليات الرئيسية)، تقدر الخسائر البشرية الإجمالية (غالبيتها من المدنيين البنغال الذين قتلهم الجيش الباكستاني قبل التدخل الهندي) بحوالي 3 ملايين قتيل – وهو رقم لا يزال موضع جدل تاريخي لكنه مشهور في الخطاب البنغالي. في العام التالي 1972 وقع الطرفان اتفاقية شملا التي كرست وقف إطلاق النار الجديد ورسمت خط السيطرة الحالي في كشمير مكان خط وقف إطلاق النار السابق.

نصت الاتفاقية أيضًا على اعتبار خط السيطرة حدودًا مؤقتة بين البلدين وعلى حل الخلافات سلميًا، لكن هذا الخط بقي عمليًا الحد الفاصل الدائم في كشمير منذ ذلك الحين. مثّل انتصار الهند في 1971 نقطة تحول كبرى أضعفت باكستان سياسيًا وعسكريًا، وفي المقابل عززت مكانة الهند الإقليمية. وبعد الحرب دخل البلدان النادي النووي: أجرت الهند أول اختبار نووي لها عام 1974، فيما سعت باكستان بشكل محموم للحاق بها إلى أن نجحت في تفجير قنبلتها النووية الأولى عام 1998 – لتصبح الدولتان قوتين نوويتين متواجهتين.

حرب كارغيل 1999 (الصراع المحدود في كارغيل)

في منتصف عام 1999 تجدّدت المواجهة المسلحة بين الهند وباكستان في منطقة كارغيل الجبلية شمال كشمير، فيما اعتُبر أخطر تصعيد عسكري بينهما بعد عقود من حرب 1971. تسللت قوات خاصة باكستانية ومسلحون موالون لها خلال الشتاء إلى مناطق استراتيجية على قمم جبال كارغيل داخل الجانب الهندي من خط السيطرة، مستغلين فراغ المواقع الهندية خلال موسم الثلوج. مع ذوبان الثلوج في مايو 1999، تفاجأت الهند باحتلال تلك المرتفعات وبدأت هجومًا مضادًا شرسًا لاستعادتها.

شهد النزاع معارك عنيفة على ارتفاعات شاهقة استخدمت فيها المدفعية والطيران الحربي لدعم القوات البرية في التضاريس الوعرة. تمكنت القوات الهندية خلال أسابيع من استعادة معظم المواقع المخترَقة، وسط خسائر بشرية فادحة قُدرت بنحو 1000 قتيل من الجانبين.

وإثر ضغوط دبلوماسية شديدة ووساطة أميركية، اضطرت باكستان إلى سحب ما تبقى من قواتها من مناطق كارغيل بحلول يوليو 1999.

انتهى الصراع بتحقق الهدف الهندي في إعادة ترسيم الوضع السابق على خط السيطرة، لكن الحادث أدى إلى توتر سياسي داخلي في باكستان (حيث وُجهت اتهامات للقيادة العسكرية بالمغامرة الفاشلة) وأسهم في وقوع انقلاب عسكري أطاح بالحكومة المدنية هناك أواخر 1999. تعتبر حرب كارغيل محدودة زمنياً وجغرافياً مقارنة بالحروب السابقة، لكنها كانت أول مواجهة عسكرية كبيرة بين قوتين نوويتين في التاريخ (حيث أجرت الدولتان تجاربهما النووية قبلها بعام واحد فقط)، مما أثار قلقًا عالميًا من احتمال الانزلاق إلى حرب أوسع تشمل أسلحة نووية. وقد أكدت أحداث كارغيل الحاجة الملحة للحوار، فاستؤنفت المفاوضات الثنائية لاحقًا وإن ظلت هشّة.

على الرغم من توقف الحروب الشاملة بعد كارغيل، لم ينعم شبه القارة بالسلام؛ إذ ظلت كشمير بؤرة توتر مستمر وشهد خط السيطرة الفاصل بين شطريها اشتباكات متقطعة وتصعيدات خطيرة خلال العقدين التاليين.

التوازن العسكري والنووي

تملك الهند قوة عسكرية ضخمة يبلغ تعدادها 1.4 مليون جندي، فيما تعتمد باكستان على جيش قوامه نحو 650 ألف جندي ومساندة من قوات شبه عسكرية.

البلدان يمتلكان ترسانات نووية متكافئة تقارب 170 رأسًا لكل طرف. الهند تتفوق في سلاح الجو والمعدات الثقيلة، بينما تراهن باكستان على قدرات صاروخية حديثة وتحالفات خارجية، أبرزها مع الصين.

رغم التلويح بالقوة، غالبًا ما يتدخل المجتمع الدولي لتطويق الأزمات. ومع ذلك، يشير محللون إلى أن استمرار الهجمات وتزايد الخطاب القومي قد يدفع الطرفين إلى مواجهة يصعب احتواؤها.

بشكل عام، ظلت الجبهة الكشميرية مشتعلة تحت الرماد في العقدين الأخيرين. فإلى جانب الاشتباكات العسكرية، استمرت أعمال العنف داخل كشمير الهندية (تمرد انفصالي وحملة قمع هندية)، وتبادل الطرفان الاتهامات بدعم الإرهاب عبر الحدود. كل ذلك أبقى المنطقة في حالة استنفار دائم، وجعل أي هجوم كبير (مثل پلواما 2019 أو بهلغام 2025) مرشحًا لإعادة إشعال النزاع بين الدولتين المسلحتين نوويًا. وفي القسم التالي نستعرض القدرات العسكرية الحالية لكل من الهند وباكستان والتي تشكل الخلفية لأي مواجهة بينهما.

أحداث 2025 في سياقها التاريخي

شهدت العلاقات الهندية-الباكستانية تصعيدًا خطيرًا للغاية في الأسابيع الأخيرة، بلغ ذروته في يومي 6 و7 مايو 2025 بتبادل القصف عبر الحدود وتنفيذ ضربات صاروخية وجوية غير مسبوقة منذ سنوات.

بدأت الأزمة الحالية في 22 أبريل 2025 حين وقع هجوم مسلح دامٍ في منطقة بهلغام السياحية بجنوب كشمير (الخاضعة للهند). استهدف الهجوم حافلات تقل سياحًا هندوس في وادي بيساران قرب بلدة بهلغام، وأسفر عن مقتل 26 مدنيًا وإصابة 17 آخرين.

أعلنت جماعة تُدعى "جبهة مقاومة كشمير" (TRF) مسؤوليتها عن الهجوم، وهي جماعة متشددة تُعتبر واجهة لتنظيم Lashkar-e-Taiba المتمركز في باكستان. أثار هذا الهجوم الأكبر من نوعه منذ سنوات صدمة وغضبًا في الهند، وسارعت نيودلهي إلى اتهام عناصر في باكستان بدعمه.

نفى المسؤولون الباكستانيون أي صلة لهم بالأمر، لكن ذلك لم يمنع اندلاع أزمة دبلوماسية حادة بين البلدين.

تبادل الطرفان إجراءات عقابية شملت: طرد دبلوماسيين، وخفض مستوى التمثيل الرسمي، وإغلاق بعض المعابر، بل وأقدمت الهند لأول مرة على تعليق العمل بمعاهدة مياه نهر السند (الموقعة عام 1960) مُلوحةً باستغلال حصتها المائية كاملةً.

وردّت باكستان بخطوات مثل تعليق اتفاقية شملا 1972 (التي تؤطر العلاقة في كشمير) وإغلاق مجالها الجوي أمام الهند.

بالنظر إلى السياق التاريخي، تقع أحداث مايو 2025 ضمن سلسلة نمطية من التصعيدات التي تبدأ غالبًا بـهجوم إرهابي كبير في كشمير يتبعه رد عسكري هندي عبر الحدود ثم رد باكستاني معاكس، قبل أن يتدخل المجتمع الدولي لتخفيف حدة التوتر.

في المحصلة، ترسخ أحداث 2025 حقيقة أن السلام بين الهند وباكستان يظل هشًا، وأن أي حادث يمكن أن يجر البلدين إلى شفا الحرب رغم كل إجراءات الردع والتوازن.


]]>
admin Wed, 07 May 2025 17:17:39 +0300
معلومات عن سجن "الكاتراز" الذي أمر ترامب بإعادة فتحه http://www.todaynewsiq.net/101386--.html http://www.todaynewsiq.net/101386--.html "Today News": متابعة 

كانت الجزيرة التي تضم أول منارة على الساحل الغربي للولايات المتحدة، بُنيت في منتصف القرن التاسع عشر لتوجيه السفن عبر مياه المحيط الهادئ. كما كانت حصناً دفاعياً مزوّداً بمئات المدافع لحماية كاليفورنيا من أي هجوم بحري.

ولم تخلُ من اللمسة البيئية، إذ كانت محمية طبيعية للبجع، الذي اشتُق اسمها منه.

لكن شهرة "ألكاتراز" ترسّخت خلال السنوات التي تحوّلت فيها هذه الصخرة المطلة على خليج سان فرانسيسكو شمالي كاليفورنيا إلى سجن فيدرالي شديد الحراسة، احتُجز فيه بعض من أخطر رجال العصابات في الولايات المتحدة.

بين عامي 1934 و1963، أصبح السجن، المعروف أيضاً باسم "ذا روك" أو "الصخرة"، المكان الذي يُرسَل إليه المجرمون الذين يُعدّون خطرين للغاية على السجون التقليدية في البر الرئيسي.

أشهر محاولات الهروب وقعت عام 1962، حين اختفى ثلاثة سجناء ولم يُعثر على أثر لهم. ومع ذلك، ما تزال الأساطير التي تحيط بجدران السجن تتغذّى على الروايات الشفهية وأفلام هوليوود.

واليوم، أمر الرئيس دونالد ترامب بإعادة فتح السجن الأكثر شهرة في البلاد وتوسيعه ليُستخدم في احتجاز "أكثر المجرمين شراسةً وعنفاً في أمريكا".

ورغم شهرته العالمية، إليكم خمس حقائق قد لا تعرفونها عن "ألكاتراز".


أصبح سجن ألكاتراز وجهة سياحية.
سجن نموذجي؟
في جزيرة صخرية قاحلة تقع في شمال المحيط الهادئ، أُنشئت أولى التحصينات في "ألكاتراز" حوالي عام 1850، واستخدمت حينها كسجن عسكري.

كانت السلطات تعتقد أن العزلة الجغرافية وحدها كفيلة بمنع أي محاولة للهروب، نظراً لشدة التيارات المائية المحيطة وانخفاض درجات حرارة المياه.

وبحلول عام 1912، أصبح في الجزيرة أكبر مبنى خرساني مُسلّح في العالم.

لكن في عام 1933، بدأت "ألكاتراز" في ترسيخ سمعتها كمرفق احتجاز من نوع خاص؛ إذ وصفتها مصلحة السجون الفيدرالية بأنها "سجن السجون".

ففي الواقع، كان الوجهة النهائية لمن لا يُمكن ضبطهم في أي سجن أمريكي آخر؛ المجرمون الأكثر تمرداً وخطورة.

كان الهروب من ألكاتراز صعباً للغاية.
كما كان "ألكاتراز" نموذجاً تجريبياً لما عُرف لاحقاً بنظام الحراسة (ثلاثة بواحد)، حيث يُخصص حارس واحد لكل ثلاثة سجناء، وهو نظام طُبّق لاحقاً في سجون فدرالية أخرى.

أول مدير للسجن كان جيمس جونستون، الذي لم يكن يرى في السجن وسيلة لإعادة التأهيل أو دمج النزلاء في المجتمع، بل مكاناً للانضباط الصارم.

وبموجب سياساته، خُصّصت زنزانة فردية لكل سجين: فبعيداً عن كونه ترفاً، كان يعتقد أن الحبس الانفرادي وسيلة لمنع المؤامرات والدسائس.

أما القاعدة الأشد قسوة، بحسب شهادات نزلاء السجن، فكانت قاعدة الصمت الصارم؛ إذ لم يكن يُسمح للسجناء بالتحدث إلا خلال فترات الاستراحة في عطلات نهاية الأسبوع. أما من خالف القواعد، فكان مصيره "الحفرة"؛ وهي غرفة تحت الأرض قد يُحتجز فيها السجين لأسابيع كاملة.


كان السجناء في زنزانات فردية في ألكاتراز.
بحسب مصلحة السجون الفيدرالية "بي أو بي- BOP"، لم يتجاوز عدد نزلاء "ألكاتراز" في أي وقتٍ طاقته الاستيعابية القصوى.

فقد كان يؤوي في المتوسط ما بين 260 و275 سجيناً فقط، أي أقل من 1 في المئة من إجمالي السجناء الفيدراليين. لكن رغم قلّة الأعداد، كانت الأسماء خلف القضبان لامعة؛ إذ ضمّ السجن شخصيات بارزة من عالم الجريمة المنظمة، خصوصاً خلال فترة الكساد الكبير.

أشهرهم دون منازع كان ألفونس "آل" كابوني، زعيم العصابات الشهير والمهرب المعروف، والذي كان يقود إحدى أخطر المنظمات الإجرامية انطلاقاً من شيكاغو.

نُقل كابوني إلى "ألكاتراز" بعد أن فشلت سلطات سجن أتلانتا في منعه من إدارة نشاطاته الإجرامية من داخل الزنزانة. قضى أكثر من أربع سنوات في "ذا روك"، قبل أن يُنقل إلى منشأة أخرى عقب إصابته بمرض الزهري.

ومن بين الأسماء التي تجاوز صيتها جدران السجن، كان روبرت ستراود، المدان بجريمة قتل، والذي اشتهر بلقب "مراقب طيور ألكاتراز".

كان مولعاً بالطيور واحتفظ بعدد منها خلال فترة سجنه السابقة في كانساس، لكن وجود الحيوانات الأليفة كان محظوراً في "ألكاتراز"، ما جعله يواصل شغفه بعلم الطيور من خلال الكتب فقط.

كان "آل" كابوني أحد أشهر نزلاء سجن ألكاتراز.
كان ألفين كاربوفيتز، المعروف بلقبه "كريبي كاربِس"، يُعد "العدو العام رقم 1" على قائمة مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) في ثلاثينيات القرن الماضي، وهو أيضاً السجين الذي قضى أطول مدة في "ألكاتراز"، حيث أمضى فيه 25 عاماً وشهراً واحداً.

ومن بين الأسماء التي مرّت بهذه الزنازين أيضاً، رجل العصابات جورج "ماشين غن" كيلي بارنز، ورافاييل كانسيل ميرندا، عضو الحزب القومي البورتوريكي، الذي كان أحد منفّذي الهجوم المسلّح على مبنى الكابيتول في واشنطن خلال خمسينيات القرن العشرين.

محاولات هروب... محبطة
عند تصميم "ألكاتراز"، حرص المهندسون على جعله سجناً لا يُخترق؛ مزوّداً بأسلاك شائكة، وأسوار مكهربة، وأبراج مراقبة يقف فيها حرّاس مسلحون على مدار الساعة.

ومع ذلك، لم يمنع ذلك العشرات من محاولة الهرب. تشير السجلات الرسمية إلى وقوع 14 محاولة فرار خلال نحو ثلاثة عقود، شارك فيها 36 سجيناً. ووفقاً لمصلحة السجون الفيدرالية، أُعيد القبض على 23 منهم، فيما قُتل ستة خلال محاولات الهروب، وغرق اثنان آخران.

لكن خمسة من السجناء لم يُعثر عليهم أبداً؛ وصنّفتهم السلطات على أنهم "مفقودون"، رغم أن بعض الروايات غير الرسمية ترجّح نجاحهم بالفرار.

ألدريتش أميس: قصة أخطر عميل مزدوج في تاريخ الولايات المتحدة
وقعت أول محاولة هروب عام 1936، بعد عامين فقط من تحويل "ذا روك" إلى سجن فيدرالي، وكانت محاولة يائسة وبسيطة؛ إذ حاول سجين يُدعى جو باورز تسلق جدار السجن، لكنه قُتل برصاص الحراس عندما تجاهل أوامرهم بالتوقف.

أما المحاولات الأكثر تعقيداً، فجاءت بعد نحو عقد من الزمن.

في عام 1945، كاد جون جايلز أن ينجح في الفرار، بعدما سرق زياً عسكرياً وزوّر وثائق مكّنته من الصعود على متن سفينة عسكرية وصلت إلى البر الرئيسي. غير أن السلطات لاحظت اختلافاً في تفاصيل زيه، مما أدى إلى كشفه وإعادة اعتقاله.

وفي عام 1946، شهد السجن أكثر محاولات الهروب عنفاً، عُرفت لاحقاً باسم "معركة ألكاتراز". ستة سجناء تمكنوا من الاستيلاء على أسلحة نارية، وقتلوا اثنين من الحراس وأصابوا 18 آخرين، لكن خطتهم فشلت في النهاية ولم يتمكنوا من الهرب.


خلال معركة ألكتراز، حُبس سبعة حراس في هذه الزنزانة على يد سجناء أحدثوا شغباً.
وقعت آخر محاولتين للهروب في عام 1962، وكانتا بمثابة الختم الأخير على مصير "ألكاتراز" كسجن.

في المحاولة الأولى، نجح السجناء فرانك موريس والأخوان كلارنس وجون أنجلين في الفرار دون أن يتركوا أثراً يُذكر، باستثناء بعض المتعلقات الشخصية التي عُثر عليها في جزيرة "أنجل آيلاند" القريبة. وقد سُجلوا في التقارير الرسمية كمفقودين يُفترض أنهم غرقوا.

وفي المحاولة الثانية، تمكّن جون سكوت ودارل باركر من كسر القضبان والهرب عبر مطبخ في الطابق السفلي، إلا أن السلطات اعترضتهما في مياه الجزيرة وأعادت القبض عليهما.

صناعة هوليوودية
ساهمت السينما الأمريكية بشكل كبير في ترسيخ صورة "ألكاتراز" في الوعي الجمعي، وإن لم تكن دائماً دقيقة أو وفية للحقائق التي وثّقها المؤرخون وصنّاع الأفلام الوثائقية.

فبحسب متحدث باسم مصلحة السجون الفيدرالية : "ألكاتراز لم يكن السجن الملعون في الولايات المتحدة كما تصوّره كثير من الكتب والأفلام. بل إن بعض السجناء اعتبروا ظروف العيش فيه، مثل الزنازين الفردية، أفضل من تلك الموجودة في سجون فدرالية أخرى".

جوائز الأوسكار 2025: "أنورا" يفوز بأفضل فيلم ومخرج وممثلة
واحدة من أكثر الأعمال شهرة كانت فيلم "الهروب من ألكاتراز" الذي صدر عام 1979، وقام ببطولته كلينت إيستوود. يروي الفيلم محاولة الهروب التي قام بها فرانك موريس والأخوان أنجلين، ويُلمّح إلى نجاحهم في الوصول إلى اليابسة، رغم عدم وجود دليل قاطع حتى اليوم على ذلك.

أما شهرة روبرت ستراود، المعروف بـ"مراقب الطيور"، فقد تعززت من خلال كتابٍ تناول سيرته، تحوّل لاحقاً إلى فيلم عام 1972 من بطولة بيرت لانكستر.

ومن الأعمال اللافتة أيضاً فيلم "جريمة من الدرجة الأولى"، الذي صوّر السجين هنري تيودور يونغ كيتيمٍ وحيداً دخل السجن بسبب جريمة بسيطة. غير أن السجلات المعاصرة تشير إلى أن يونغ كان يمتلك سجلاً إجرامياً حافلاً، وأضاف إليه لاحقاً جريمة قتل داخل السجن.

وفي السنوات الأخيرة، عادت "ألكاتراز" إلى الشاشة من جديد، فكانت الموقع الرئيسي لأحداث فيلم "ذا روك" عام 1996، من بطولة نيكولاس كيج وشون كونري. كما استُلهم اسمها في لعبة فيديو، وظهرت كذلك في المسلسل التلفزيوني "ألكاتراز" الذي عُرض عام 2012، لكنه لم يُجدَّد بعد موسمه الأول.


لماذا أُغلق السجن؟
إلى جانب محاولات الهروب المتكررة، كانت تكلفة تشغيل "ألكاتراز" أحد الأسباب الرئيسية وراء إغلاقه رسمياً عام 1963. فقد قدّرت وزارة العدل الأمريكية حينها أن صيانة منشآته المتآكلة بفعل ملوحة البحر تتطلب استثماراً يفوق خمسة ملايين دولار، في حين كانت تكلفة احتجاز السجين الواحد تقترب من عشرة دولارات يومياً، وهي ميزانية تفوق بكثير تكلفة النزلاء في السجون الأخرى.

لكن إغلاق السجن لم يُبقِ الجزيرة مهجورة لفترة طويلة. ففي عام 1969، استولى عليها نشطاء من السكان الأصليين، تجمعوا تحت اسم "أبناء جميع القبائل"، وأطلقوا مشروعاً لتحويل الجزيرة إلى مدرسة ومركز ثقافي. وقد استندوا في مطالبتهم إلى حقوق تاريخية في الجزيرة، التي كانت في القرن التاسع عشر مكاناً لحبس زعماء القبائل الذين تمرّدوا على الحكومة الأمريكية.

إلا أن المشروع لم يصمد طويلًا بسبب عدة تحديات، من بينها صعوبات التمويل، والتكاليف الباهظة لنقل الإمدادات إلى الجزيرة، فضلًا عن خلافات داخلية بين النشطاء، واندلاع حريق كبير دمّر أجزاء من المنشآت المتبقية، ما دفع الرئيس الأمريكي آنذاك، ريتشارد نيكسون، إلى إصدار أمر بإخلاء الجزيرة في عام 1971.

ما هي عقيدة نيكسون وكيف انعكست على سياسة واشنطن في الشرق الأوسط والخليج؟
اليوم، أصبحت "ألكاتراز" من أبرز المعالم السياحية في سان فرانسيسكو، ويزورها سنويًاً نحو 1.3 مليون سائح. كما تُعد نقطة الانطلاق لسباق "الهروب من ألكاتراز" الثلاثي الشهير، الذي يشارك فيه مئات الرياضيين لإثبات أن الفرار من الجزيرة إلى اليابسة ليس مستحيلاً، بشرط توفر التدريب والمعدات المناسبة.]]>
admin Tue, 06 May 2025 10:30:31 +0300
روسيا تصاب بخيبة أمل وقلق لخسارتها العراق .. شريك راسخ وتقليدي http://www.todaynewsiq.net/101366--.html http://www.todaynewsiq.net/101366--.html "Today News": متابعة 

 ذكر موقع "ديفينس اكسبرس" الأوكراني، أن اختيار العراق لمروحية "يوروكوبتر H225M" لتحل مكان أسطوله المكون من 40 طائرة من طراز "ام اي-17" الروسية، يثير قلق موسكو.

وأوضح تقرير الموقع الاوكراني المتخصص بالشؤون العسكرية، أن روسيا بدأت تخسر أحد مشتري أسلحتها التقليديين في الشرق الأوسط، وهي ظاهرة تحدث ببطء.

وتابع التقرير الذي يتخذ من كييف مقراً له، قائلا إن الجيش العراقي الذي لديه 7 مروحيات روسية الصنع فقط من طراز"ام-اي 17" صالحة للخدمة من أصل 45 طائرة لديه، فإنه يبحث عن بدائل، مضيفاً أن المروحيات الـ38 الأخرى بحسب "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية"، فهي راكدة في مستودعات الجيش بسبب عدم قدرته على الحصول على قطع الغيار وتأمين الصيانة لها.

وأشار التقرير إلى أنه في ظل هذه الوضع، فقد اختار العراق مروحيات ايرباص "H225M" الفرنسية كخليفة لها في سلاح الجو، وهو ما أثار قلق المسؤولين الدفاعيين الروس إزاء انسحاب أحد عملائهم الراسخين لصالح الشركات الاوروبية. 

ولفت التقرير إلى أن "ايرباص" كانت أعلنت عن تسليم أول طائرتين من طراز "H225M" للقوات المسلحة العراقية في 30 نيسان/أبريل الماضي، حيث أقيم حفل التسليم خلال زيارة وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي إلى فرنسا.

وذكر التقرير بأن العقد المبرم في سبتمبر/أيلول 2024، ينص على تسليم العراق 12 مروحية متعددة الأغراض من طراز "H225M" لتحل مكان طائرات "ام اي-17" الروسية الصنع، على أن تستخدم من قبل القوات البرية لأغراض النقل والدعم الميداني للقوات ضد "المتطرفين". 

وبحسب التقرير، فإن العراق كان قد استلم سابقا 23 مروحية متعددة الاستخدامات من طراز "H135M" من شركة "إيرباص"، التي وصفت هذه الطوافة بانها "المنصة المثالية لتدريب الطيارين العسكريين"، وهو ما يجعل الإمدادات الجديدة من هذه الطوافات توسعا طبيعيا لقدرات الأسطول.

ولفت التقرير أيضاً إلى وجود 6 مروحيات من طراز "ام اي-35 ام" عاملة فعليا في الخدمة، إلى جانب 15 طوافة أخرى من طراز "ام اي-28" مع تعديلات مختلفة، في حين أن ترسانة الطائرات الحربية، فتضم ما يصل الى 19 طائرة هجومية من طراز "سو-25" بتعديلات مختلفة في الخدمة.

وخلص التقرير إلى القول إن ذلك يظهر مدى أهمية العراق بالنسبة لروسيا كمشتري للطائرات، مضيفا في الوقت نفسه أن العراق عانى لفترة من الوقت من مشاكل تتعلق بالحصول على قطع الغيار للصيانة، مما أجبر الجيش العراقي على التخلي عن شراكة استمرت لسنوات والبحث عن بدائل. واضاف قائلاً إن المحللين العسكريين الروس يشعرون بالقلق من خسارة سوق مهمة لطائراتهم.


]]>
admin Mon, 05 May 2025 18:50:12 +0300
المدنيون مستمرون بالنزوح من صحنايا وجرمانا بريف دمشق http://www.todaynewsiq.net/101279--.html http://www.todaynewsiq.net/101279--.html "Today News": متابعة 

 تستمر موجة نزوح المدنيين من اشرفية صحنايا وجرمانا بريف دمشق رغم انتشار قوات الأمن السورية في المدينتين منذ يوم الأربعاء الماضي، بعد اندلاع اشتباكات بين مسلحين محليين وفصائل تتبع وزارة الدفاع السورية خلفت أكثر من 40 قتيلا وجريحا بينهم مدنيون.

وفجر الثلاثاء الماضي، اندلعت اشتباكات بين مسلحين من الطائفة الدرزية وعناصر من الأمن العام على خلفية انتشار مقطع صوتي لشخص قيل إنه من الطائفة الدرزية يسيء فيه إلى نبي الاسلام محمد، وهذا ما أثار حالة من التوتر في الشارع السوري وأدى إلى اندلاع اشتباكات في مدينة جرمانا وصحنايا ذات الغالبية الدرزية.

وأفاد مراسل شفق نيوز، باستمرار نزوح المدنيين من مدينة صحنايا وجرمانيا ذات الغالبية الدرزية بريف دمشق لليوم الرابع على التوالي. 

ورصدت شفق نيوز عوائل وهي تغادر سيراً على الأقدام من مدينة صحنايا باتجاه المناطق الريفية ومحافظة السويداء ومحافظات سورية بعيداً عن مناطق التوتر.

الأقليات خائفة

حيث تجمع عشرات الطلاب الجامعيين صباح اليوم في جرمانا بانتظار اجلائهم الى محافظة السويداء وسط غياب وسائل النقل بسبب الأوضاع الأمنية المتوترة على طريق دمشق - السويداء.

وقال شيار عبدو، الذي نزح رفقة عائلته من صحنايا الى حي الشيخ مقصود ذات الغالبية الكوردية في حلب قبل يومين إنه "بسبب الاشتباكات وفقدان المواد الاساسية نزحت رفقة عائلتي عبر طرق وعرة وسط الاشتباكات حتى تمكنا من الخروج بصعوبة والابتعاد عن المنطقة".

وأوضح مصدر محلي ، أن "الوضع الأمني مستقر حاليا في جرمانا وصحنايا بعد انتشار قوات الأمن العام، ولكن السكان المحليين وخاصة الأقليات من دروز وكورد ومسيحيين يتخوفون من عمليات الانتقام والقتل التي تقوم بها عناصر الفصائل المتطرفة والجهادية".

ونوه عبدو إلى أن "الوضع الانساني لا يزال سيئا في مناطق صحنايا وجرمانا بسبب قلة المواد الغذائية والخبز وارتفاع الأسعار ونزوح نسبة كبيرة من سكان هذه المناطق".


غارات إسرائيلية لـ"حماية الدروز"


وشنت طائرات إسرائيلية غارات على مواقع عسكرية في أربع محافظات سورية منها العاصمة دمشق ليلة أمس الجمعة.

وأكد مراسل شفق نيوز، أن الغارات الإسرائيلية طالت مواقع عسكرية في جبل قاسيون ومنطقة حرستا في دمشق والفوج 175 في درعا ومواقع عسكرية في حمص وحماة.

وقال الجيش الإسرائيلي اليوم السبت إن مقاتلات سلاح الجو شنت غارات على موقع عسكري ومدافع مضادة للطائرات وبنية تحتية لصواريخ أرض-جو في سوريا، مؤكدا أنه قواته "ستواصل العمل كلما دعت الحاجة من أجل حماية مواطني دولة إسرائيل".

وليلة الخميس استهدفت طائرة إسرائيلية موقعا بالقرب من القصر الرئاسي في دمشق وقال نتنياهو في بيان مشترك مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس إنه شنت إسرائيل غارة جوية قرب القصر الرئاسي في دمشق، واضاف أن "هذه رسالة واضحة للنظام السوري".

واضاف البيان أن "إسرائيل لن تسمح للقوات السورية بالانتشار جنوبي دمشق أو بتشكيل أي تهديد للدروز".


]]>
admin Sat, 03 May 2025 13:31:09 +0300
سوق "الاستربادي" في الكاظمية.. شاهد تاريخي "متهالك" http://www.todaynewsiq.net/101110--.html http://www.todaynewsiq.net/101110--.html "Today News": متابعة 

 بجوار مرقد الإمامين الكاظميين، شمالي العاصمة بغداد، تظهر ملامح شناشيل متهالكة، فيما يمتد سوق مسقف اسمه "الاستربادي" ويعرف شعبياً بسوق "السربادي"، الذي يعد من أقدم أسواق مدينة الكاظمية، ويعود تاسيسه أواخر القرن التاسع عشر. 


ووفق اصحاب المحال الذين يشغلون مواقعم في السوق منذ نحو نصف قرن، فإن السوق تملكه عائلة الاستربادي التركية التي لم تسكن العراق، بل كانت تعتمد على وكيل لها يهتم باملاكها.

وعند سماع "السربادي"، يتبادر إلى الذهن مباشرة، الزي العربي الرجال والعقال والعباءات، ومختلف المستلزمات الرجالية الأخرى، بما فيها المسبحات والخواتم، نظرا لأن السوق اختص بها منذ سنوات طويلة.  

ويواجه من يدخل هذا السوق الطويل، الذي يفضي الى مرآب سامراء القديم، إضاءة خافتة تطل من المحال التجارية المنتشرة على جانبي السوق، ومن السقوف شبه المنهارة.

ويؤكد أصحاب محال في هذا السوق، بأن، الدشاديش الرجالية هي الأكثر مبيعا بالنسبة لهم، اذ تبرز انواع شتى منها بالوان مختلفة وفصالات متعددة، ويتم تصنيعها في السوق وتسوق الى جميع محافظات البلاد، فضلاً عن العباءات الرجالية وبعض الكماليات النسائية.

ويقول الحاج هادي المنصوري، وهو من أقدم البائعين بالسوق، إن "بناء السوق بدأ خلال الفترة بين عام  1880-1890، أي في زمن الدولة العثمانية".

ويوضح المنصوري ، أن "تسمية السوق تنسب الى عائلة "السربادي" وهي عائلة عثمانية غنية ولها املاك كثيرة".

ويؤكد أنه "في عام 1982، دخل السوق ضمن دائرة التراث، وتوجد حالياً بعض صور السوق في المتحف البغدادي"، مشيراً الى أن "سوق الاستربادي متنوع البضائع، اذ يضم الاكسسوارات وملابس الزي العربي النسائية والرجالية وجميع ما يحتاجه الزائر، كون السوق يقع بجوار الإمامين".


ويلفت المنصوري، إلى أنه "في عام 1980 كانت توجد فوق محلات السوق غرف، تعرف بالمسافر خانه، أي غرف سكن، يسكن بها الزوار الهنود والباكستانيون والإيرانيون، وبعد ذلك سكنها المصريون، لكن هذه الغرف تهالكت بعد عام 1991 وبدأت بالإنهيار".

ويعرب المنصوري عن أمله في أن تتبنى الحكومة مشروع إعادة تأهيل هذا السوق التراثي عبر القيام بحملات ترميم وفق طراز السوق القديم، كي لا تغيب ملامحه التراثية.

بدوره ينوه الحاج حسن شريف القطراني، أحد قدامى الباعة في السوق، أن "الاستربادي مضى على تأسيسه نحو 170 عاماً، وانه بني في زمن الاتراك، وصادره الانكليز خلال احتلالهم العراق".

ويبين القطراني ، أنه "كان هناك متعهداً يستلم الايجارات من اصحاب المحال وكانت تترواح بين 60 الى 70 دينارا سنويا، أما الان فيبلغ الايجار 6 ملايين دينار سنوياً".

وعلى الرغم من تهالك السوق وقدمه، لكنه ما زال حافلاً بالحركة التجارية لوجوده بالقرب من الإمامين الكاظميين، كما يقصده أهالي بغداد لاقتناء الدشاديش والخواتم التي يتميز بها هذا السوق.

ويقول المواطن رضا عبد الصاحب (45 عاماً)، وهو صاحب محل بيع دشاديش في محافظة ذي قار، أن "الكثير من أصحاب المحال في المحافظة يذهبون الى سوق الشورجة الرئيس ببغداد لاقتناء ما تحتاجه محلاتهم، فيما يقصد العديد من اصحاب محال الدشاديش هذا السوق".

ويضيف ، أن "بضاعة سوق الاستربادي من الدشاديش العربية رائجة للغاية وعليها اقبال كبير في المحافظات من الشباب وغيرهم لما تتميز به من جمالية في القماش واللون".

ويلفت إلى أنه، يقصد السوق بشكل دوري وحسب حاجة محله للتزود بانواع محتلفة من الدشاديش الرجالية التي يرتفع ثمنها قليلا في هذا السوق، "لكنها ذات جودة عالية وتلبي اذواق الكثيرين"، حسب قوله.

فيما يؤكد رياض هادي، وهو صاحب محل في السوق، أن "ثمة قطعة حديدة واحدة تبين أن سوق الاستربادي تم  وضع السقف له عام 1915، وهذا يعني ان السوق بني قبل هذا الزمن".

ويستطرد أن "محلي كان في الأصل عبارة عن "خان" ولدى إنهياره، تم العثور على طابوقة كتب عليها عام 1884، في اشارة محتملة الى تاريخ تأسيس السوق، والذي بني من الطين والتبن، لذلك فهو يتعرض للتفاعل مع الامطار".


]]>
admin Sat, 26 Apr 2025 22:38:50 +0300
تقرير أمريكي .. ضغط واشنطن على بغداد للحد من نفوذ إيران فتح المجال لأنقرة لتعميق انخراطها في العراق http://www.todaynewsiq.net/101095--.html http://www.todaynewsiq.net/101095--.html "Today News": متابعة 
 

 ذكر "معهد ستيمسون" الأمريكي أن تركيا بمحاولات تحقيق توازن ما بين الأمن والدبلوماسية، فإنها تنتهج مسار سياسة مزدوجة تجاه العراق، بما في ذلك عبر تعزيز ارتباطها الطويل مع إقليم كوردستان، معتبراً أن الضغوط التي تمارسها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على العراق للحد من اعتماده على إيران، تؤمن لأنقرة نافذة استراتيجية أوسع لتعميق انخراطها عراقيا. 

وأوضح التقرير الأمريكي ، أنه مع تواصل حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط بسبب تفاقم النزاعات العسكرية والتحولات الديناميكيات إقليمياً، فإن نهج تركيا تجاه العراق تبلور بشكل ملحوظ، حيث ان أنقرة سعت منذ العام 2020، الى تطبيع علاقاتها مع الحكومة المركزية في بغداد لتعزيز ارتباطها الطويل مع حكومة اقليم كوردستان.

وبحسب التقرير، فإن السياسة التقليدية لأنقرة تجاه العراق، ركزت على الحفاظ على وحدة أراضيه والتعامل مع التهديدات الامنية التي يمثلها حزب العمال الكوردستاني، مضيفاً أن الاستراتيجية التركية إزاء العراق تتشكل من خلال السياسة الداخلية، بما في ذلك صراع أنقرة الطويل مع الأقلية الكوردية التركية، والاضطراب الداخلي في العراق وصراعات القوى، والديناميكيات الجيوسياسية الإقليمية، خصوصا تأثير إيران في العراق وانهيار نظام الأسد في سوريا، مضيفاً أنه في نهاية المطاف، فإن السياسة التركية تجاه العراق توجه بشكل أساسي من خلال اعتبارات أمنية، تعكس دوافع داخلية واستراتيجية إقليمياً. 

وأشار التقرير إلى أن علاقات تركيا مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني تظل قوية، حيث تجاوزت التوترات التي تلت استفتاء الاستقلال في العام 2017 والذي لم تتحقق أهدافه، مضيفاً أن علاقات أنقرة مع الاتحاد الوطني الكوردستاني، المنافس للحزب الديمقراطي الكوردستاني، تظل أكثر تعقيداً بسبب اعتبار أنقرة بأن قيادة بافل طالباني، في الاتحاد الوطني تتسامح مع أنشطة حزب العمال الكوردستاني. 

ورأى التقرير أن هناك إمكانية لحدوث تحول في العلاقات التركية - العراقية بعد النداء الذي وجهه زعيم حزب العمال الكوردستاني عبدالله أوجلان، المسجون منذ فترة طويلة، في 27 شباط/فبراير 2025، لإلقاء السلاح وحل الحزب، وهو ما قد يفتح الباب أمام سياق جديد ليس فقط على الصعيد الداخلي وإنما على الصعيد الإقليمي أيضاً. 

وتابع أن أنقرة عززت في الوقت نفسه علاقتها الأمنية مع بغداد عبر اتفاقيات تبادل المعلومات الاستخبارية والعمليات العسكرية المشتركة، بما في ذلك مذكرة التفاهم الأمنية التي صنف العراق بموجبها حزب العمال الكوردستاني كـ"منظمة محظورة"، وهو موقف أعاد العراق التأكيد عليه خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد في نيسان/أبريل 2024، في حين وافق العراق على تحويل القاعدة التركية في بعشيقة، إلى مركز تدريب وتعاون مشترك بين تركيا والعراق. 

وإلى جانب ذلك، لفت التقرير إلى أن أنقرة كثفت من نشاطها الدبلوماسي من خلال الاجتماعات المتكررة مع المسؤولين العراقيين، بما في ذلك القيادات السنية، مضيفاً أن تركيا تسعى إلى مأسسة العلاقات الدبلوماسية وتخطي العلاقات الشخصية القائمة على القيادات، للحد من آثار التغيرات السياسية المستقبلية في العراق. 

لكن التقرير لفت إلى أن الضغط الأمريكي على العراق للحد من اعتماده على إيران، يمنح تركيا نافذة استراتيجية أكثر اتساعا لتعزيز انخراطها. 

وبعدما لفت التقرير إلى أن العمليات العسكرية التركية في العراق بدأت منذ ثمانينيات القرن الماضي من أجل تفكيك بنية حزب العمال الكوردستاني، أشار إلى أن العام 2023 شهد زيادة كبيرة في هذه العمليات، لكنه قال إن الاتفاق الأخير على نقل السيطرة على قاعدة بعشيقة الى العراق، يظهر رغبة تركيا في الحد من المخاوف العراقية المتعلقة بالسيادة ومأسسة التعاون الأمني الثنائي. 

إلا أن التقرير قال إن تركيا كثفت أيضاً خلال العام الماضي، من عملياتها ضد قيادات حزب العمال الكوردستاني في منطقة السليمانية، التي يسيطر عليها الاتحاد الوطني الكوردستاني، موجهة تحذيرات مباشرة لبافل طالباني، لقطع علاقاته مع الحزب أو مواجهة العواقب، كما أنها أوقفت الرحلات الجوية إلى السليمانية كوسيلة للضغط في العام 2023. 

وأضاف التقرير أنه فيما يتعلق بالصعيد الداخلي، فإن تحولات كبيرة حصلت فيما يتعلق بسياسة تركيا تجاه الكورد، مشيراً إلى أن دعوة أوجلان لحل الحزب تنسجم مع الديناميكيات الإقليمية، خصوصاً في ظل تراجع موقع الحزب نتيجة العمليات العسكرية التركية المكثفة، لافتاً إلى أن التعاون المتزايد بين تركيا وكل من بغداد وحكومة إقليم كوردستان، فرض قيوداً على حركة الحزب أكثر.

ولهذا، ذكر التقرير أن سياسة تركيا تجاه الكورد، بدأت تدخل مرحلة جديدة، ميزتها تعزيز التنسيق المزدوج المسار مع العراق ومع حكومة الإقليم، واستراتيجية المزج ما بين الوسائل العسكرية والدبلوماسية. 

إلا أن التقرير قال إن في وقت تتنقل انقرة في هذا المشهد الجيوسياسي المعقد، فإن التحولات المحتملة في السياسة الأمريكية واستراتيجيات إيران الإقليمية، ستؤدي أدواراً حاسمة في تحديد نتائج الانخراط التركي في العراق وسوريا. 

تحديات استراتيجية 

وبحسب التقرير الأمريكي، فإن استراتيجية تركيا، تواجه 4 تحديات رئيسية:

أولا، موازنة العلاقة بين بغداد واربيل. وقال التقرير إن التوترات متواصلة بسبب قضايا اتحادية عالقة، خصوصاً فيما يتعلق بعائدات النفط والسيطرة على الأراضي، مضيفاً أن علاقة تركيا الوثيقة مع طرف تؤثر على علاقتها مع الطرف الآخر، وهو ما يستدعي اتباع دبلوماسية دقيقة.

ثانيا، الخصومات الكوردية الداخلية. وقال التقرير إن استمرار النزاع بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، يؤدي إلى تعقيد الأهداف الاستراتيجية التركية في الشمال العراقي، مما يوفر مساحة عملياتية لحزب العمال الكوردستاني برغم الضغط العسكري الذي تمارسه تركيا.

ثالثا، الهشاشة الداخلية في العراق. وقال التقرير إن العراق لا يزال هشاً سياسياً وأنه من المتوقع أن تعيد الانتخابات في 11 تشرين الثاني/نوفمبر إشعال الصراعات الداخلية على السلطة، وهو ما قد يعرقل المسار الحالي للعلاقات التركية العراقية. 

رابعا، محدودية القدرة الأمنية. وقال التقرير إن ضعف قدرة العراق على تنفيذ الاتفاقيات الأمنية، يتجلى من خلال صعوبة تطبيق اتفاق سنجار للعام 2020 بين أربيل وبغداد من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة ذات الأغلبية الايزيدية والتي دمرها تنظيم داعش، مضيفاً أن ضعف قوات الأمن العراقية ساهم في اتخاذ تركيا قرارها باستئناف العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكوردستاني. 

وبحسب التقرير فإن التوترات الجيوسياسية الإقليمية، خصوصاً بين الولايات المتحدة وإيران، تؤثر على الحسابات الاستراتيجية لتركيا في العراق الذي لا يزال ساحة للصراع الجيوسياسي رغم محاولات قيادته الالتزام بالحياد إقليمياً. 

واعتبر التقرير أن النفوذ الإيراني الراسخ في السياسة العراقية، في ظل تنامي العلاقات الأمنية التركية، يخلق تنافساً استراتيجياً حتمياً، ويظهر هشاشة المكاسب التركية في العراق.

وأضاف التقرير قائلاً إنه برغم التحديات الخطيرة التي يواجهها النفوذ الإيراني بسبب سياسة الضغط الأقصى التي اتبعتها إدارة ترامب، وتردد بغداد المتزايد في الارتباط بإيران إقليمياً، إلا أن السياسة الأمريكية تضيف عنصراً من عدم اليقين، خصوصا إذا نفذت إدارة ترامب خططها لسحب القوات من سوريا.

وخلص التقرير الأمريكي إلى القول إن السياسة التركية إزاء العراق خلال السنوات الـ5 الماضية هيمن عليها نهج "المسار المزدوج"، مشيراً إلى أن تركيا أضافت التعاون مع الأطراف العراقية إلى علاقاتها الكبيرة مع إقليم كوردستان، كما استثمرت في كل من الأدوات الدبلوماسية والعسكرية، وهو توسع سمح لها بقدر أكبر من القدرة على التكيف مع التحولات السريعة داخلياً وإقليمياً.

إلا أن التقرير نبه إلى أن لهذه المقاربة حدودها، مضيفاً أن قدرة تركيا على الاحتفاظ بهذه الاستراتيجية، ستعتمد على مدى قدرتها على التحرك فيما بين هذه التحالفات الإقليمية المتغيرة، وعلى قدرتها على إدارة الديناميكيات السياسية الداخلية، وتحقيق التوازن بانخراطها في العراق، مع القيود الجيوسياسية الأكثر اتساعاً.


]]>
admin Sat, 26 Apr 2025 15:33:16 +0300
تلة جصّان .. حكاية قرية عراقية قاومت عوامل الزمن لألف عام http://www.todaynewsiq.net/101074--.html http://www.todaynewsiq.net/101074--.html "Today News": متابعة 

على ارتفاع نحو 10 أمتار عن سطح الأرض، تتربع تلة جصّان – أو ما يعرف محلياً بـ”تل الجبل” – في قضاء جصّان بمحافظة واسط، كواحدة من أقدم المناطق السكنية في جنوب العراق.

هذه التلة ليست مجرد مرتفع جغرافي، بل تجاوزته لتكون ذاكرة حية لأكثر من ألف عام من الحياة والبناء والمقاومة في وجه الطبيعة.




نشأة قديمة وتخطيط فريد


بُنيت التلة قبل أكثر من ألف عام، وتضم أكثر من 600 بيت شُيّدت من الطين وجذوع النخيل، ما يعكس نمط البناء البيئي والتقليدي الذي اعتمد عليه سكان المنطقة لمواجهة الفيضانات.

وتحيط بالبقعة ثلاث بساتين خضراء، وكانت التلة أشبه بقلعة طبيعية، تُشبه من حيث الفكرة قلعة أربيل، وقد جرى بناء سور بارتفاع 4 أمتار حولها لحمايتها من الغزوات في العصور السابقة.


سكن وكرم وتقاليد


التلة كانت مركز ضيافة واستراحة للضيوف من مختلف المحافظات، وكانت تُعرف بكرم سكانها وتلاحمهم، كما ارتبطت بأمثال شعبية بقيت حية في الذاكرة، من أشهرها: "جصّان يا أمّ النهل، يا أمّ المحنة، نزوروچ صبح وعصر ونذكر أهلنا". 

وتحدث أحد كبار سكانها، غني حمود، عن تمسك الناس بتقاليدهم قائلاً: "نحن أهل (الشرجي)، معروفين بعلاج العصب السابع، ولدينا، فإن الفرح والحزن يجمع الكل، فعندما يموت جار، التلفزيون يبقى مغلقا سنة كاملة احترامًا للجيران وغيرها من العادات".



من أعلى التلة إلى الحي الحديث


مع توسع البناء وانتقال الأجيال إلى الأحياء الجديدة، بدأت أعداد سكان التلة تتراجع من نحو 500 بيت إلى أقل من 50 بيتًا اليوم.

لكن ما زال بعض السكان يفضلون البقاء في بيوت أجدادهم على التلة، متمسكين بجذورهم رغم غياب الخدمات والحداثة.


ذاكرة المدينة وغزالها الغائب


في السابق، كان نهر “الكلّال” يمر بالقرب من التلة، ما جعلها في مرمى الفيضانات، لكن مع مرور الزمن والتغيرات المناخية، جف النهر، وغاب الغزال الذي كان يزين سهول جصّان، ومع ذلك، بقيت ذاكرة المكان حاضرة في الأزقة، والمقاهي القديمة، والمدرسة الوحيدة، ووجوه من تبقى من أهلها.


مقاهٍ لها جمهورها


اشتهرت التلة في الماضي بوجود ما بين 5 إلى 7 مقاهٍ شعبية، منها مقهى المعلمين، ومقهى الفلاحين، ومقهى الكسبة، ومقهى العمال، وكانت المقاهي بمثابة نوادٍ اجتماعية يومية، يجتمع فيها أبناء الحي بحسب المهنة والاهتمام.



إرث شعبي بحاجة للتوثيق


تلة جصّان اليوم ليست مجرد منطقة سكنية قديمة، بل إرث حضاري وإنساني، بحاجة إلى التوثيق، والحماية، وربما الإحياء، فهي تختصر قصة شعب بنى بيديه، وصبر على الجفاف والفيضان، وورث الأمانة من جيل إلى جيل.


]]>
admin Fri, 25 Apr 2025 22:04:17 +0300
لخلافة بابا الفاتيكان .. منافسة مشتعلة بين الإيطاليين و"الآخرين" http://www.todaynewsiq.net/101003--.html http://www.todaynewsiq.net/101003--.html "Today News": متابعة 

 مع وفاة البابا فرنسيس، أول بابا للكنيسة الكاثوليكية من أميركا اللاتينية، تتجه الأنظار مجدداً إلى قلب الفاتيكان، حيث سيجتمع الكرادلة لانتخاب رأس جديد للكنسية الكاثوليكية.


السؤال الذي يطرح نفسه: هل تعود البابوية إلى إيطالي بعد مرور أكثر من أربعة عقود؟ ولماذا كانت غالبية الباباوات من إيطاليا أصلاً؟

لماذا غالبية الباباوات كانوا إيطاليين؟
كانت روما مركز القيادة الروحية للمسيحيين منذ القرن الأول. فيها توفي القديسان بطرس وبولس وهو ما جعلها لاحقاً عاصمة الكنيسة الكاثوليكية خصوصاً بعد تحوّل الإمبراطورية الرومانية إلى المسيحية ما عزّز من مكانة روما كمركز للسلطة الدينية والسياسية.

تجدر الإشارة إلى أن بابا الفاتيكان لم يكن زعيماً روحياً فحسب إنما أيضاً حاكماً زمنياً لأراض شاسعة في وسط إيطاليا. في القرن الرابع عشر حصل انقسام بين روما وأفينيون في فرنسا وهو ما دفع بالكرادلة الإيطاليين إلى زيادة أعدادهم لحماية البابوية في روما من النفوذ الفرنسي، وقتها. من هنا يتضح لماذا كان هناك 200 بابا إيطالي من أصل 266.

المرشحون الأوفر حظا لخلافة البابا فرنسيس
منذ وفاة البابا يوحنا بولس الأول عام 1978، لم يعتلِ الكرسي البابوي أي إيطالي. ومع وفاة البابا فرنسيس، يتجدد الحديث عن أسماء إيطالية قد تعود إلى سدة الفاتيكان ومنها:

الكاردينال ماتيو زوبي

وهو رئيس مجلس الأساقفة الإيطاليين، ويتمتع بصورة رعوية قريبة من الناس.

الكاردينال بيترو بارولين

وهو أمين سر دولة الفاتيكان، ومخضرم في الدبلوماسية الكنسية.

الكاردينال بيترو بارولين
لكن الكفة ليست محسومة، فالبابا فرنسيس ترك إرثاً من التنوع والانفتاح، ويتقدّم أيضاً مرشحون أقوياء من خارج إيطاليا.

المرشحون الأوفر حظاً من خارج إيطاليا:
الكاردينال لويس أنطونيو تاغلي (الفلبين)

وهو يتمتع بالكاريزما، ومؤمن بخط الإصلاح. يُلقب بـ"فرنسيس الثاني" واسمه كان مطروحاً منذ رحيل البابا يوحنا بولس الثاني.

الكاردينال جان كلود هوليريش (لوكسمبورغ)

وهو قائد مسار "السينودس العالمي"(وهو ملتقى فكري فاتيكاني يضم نحو 250 أسقفاً ورئيس أساقفة وكاردينالاً من مختلف دول العالم للبحث في مسائل دينية)، و"لاهوتي" ومنفتح.

الكاردينال ويلتون غريغوري (الولايات المتحدة)

وهو أول كاردينال أميركي من أصل أفريقي، وناقد بارز للعنصرية.

الكاردينال كريستوف شونبورن (النمسا)

وهو "لاهوتي" عميق يجمع بين التقاليد والفكر المعاصر.

الكاردينال سيريل فاسيلي (سلوفاكيا)

وهو أصغر المرشحين، ويمثل الجناح الشبابي المتجدد في الكنيسة.

الكاردينال سيريل فاسيلي
ومن بين الخلفاء المحتملين للبابا فرانسيس، هناك 54 من أصل أوروبي، و24 من آسيا، و22 من أميركا الوسطى، و17 من أفريقيا، و16 من أميركا الشمالية، و4 من أوقيانوسيا.

هل يعتلي إيطالي العرش البابوي من جديد؟
على الرغم من أن أوروبا تتمتع بتمثيل أكبر في تكوين مجمع الكرادلة، أصبح المجمع أكثر تنوعاً، في شكل متزايد على مدار العقود السابقة. في أوائل القرن العشرين، عيّن الباباوات الإيطاليون معظم الكرادلة من إيطاليا: بنديكتس الخامس عشر، الذي انتخب في العام 1914، وخليفته بيوس الحادي عشر، عيّن كل منهما 50 بالمئة من الكرادلة من إيطاليا، وعيّن بيوس الثاني عشر 28.3 بالمئة، ويوحنا الثالث والعشرون 39.1 بالمئة، وبولس السادس 34.6 بالمئة. ومع وصول البابا يوحنا بولس الثاني، أول بابا غير إيطالي منذ فترة طويلة، انخفضت هذه النسبة إلى 19.6 بالمئة. وقد حافظ البابا الألماني بنديكتوس السادس عشر على هذا المعدل بنسبة 26.78 بالمئة، وسار البابا فرانسيس في هذا الاتجاه، بنسبة 25.25 بالمئة من الكرادلة الإيطاليين. من بين الكرادلة الـ135 المؤهلين للتصويت في المجمع المقبل، عيّن البابا فرنسيس 108 كاردينال، غالبيتهم لا يعرفون بعضهم، وهو ما سيعيق التوافق بينهم سريعاً على اسم البابا الجديد.

وتحظى أوروبا حالياً بنسبة 39.2 بالمئة من الكرادلة الناخبين ، مقارنة بـ52 بالمئة في العام 2013، وهو ما يُقلّص فرص وصول مرشح إيطالي مجدداً إلى العرش البابوي. ورغم أن نسبة الناخبين الأوروبيين في العام 2013 كانت 52 بالمئة، فشل الإيطاليون في استعادة "السدة البطرسية"، لأنهم دخلوا إلى المجمع منقسمين، وهو ما حدا بـ50 كاردينال، ممن تجاوزوا سن الـ80 إلى التوقيع على عريضة يزكّون فيها ترشيح عميد "مجمع عقيدة الإيمان" الكاردينال الألماني جوزف راتزينغر الذي تم انتخابه وبدّل اسمه إلى بنديكتس السادس عشر.

عدد الأصوات المطلوبة لانتخاب البابا
في المجمع الحالي، هناك135 كاردينالاً يحق لهم التصويت (تحت سن الـ80)، أي أن البابا الجديد يحتاج إلى90 صوتاً على الأقل. إن آخر تعديل لعدد الأصوات المطلوبة لانتخاب بابا صدر في العام 2007 عن البابا بنديكتس السادس عشر ويقتضي بموجبه على المرشح أن يحصل على ثلثي الأصوات، حتى ولو حُصر الانتخاب بالمرشحين اللذين نالا أعلى نسبة أصوات. إذا استمر المرشحان في عدم بلوغ الغالبية المطلوبة يمكن أن يُطرح اسم ثالث يُعتبر "مرشح توافقي" أو "بابا مفاجئ" لإيجاد مخرج لحال الانسداد.

سوابق تاريخية
شهدت الانتخابات الفاتيكانية بعض المفاجآت ومنها على سبيل المثال:

"كونكلاف" 1903 - الفيتو النمساوي

الكاردينال ماريو رامبولّا كان وقتها المرشح الأوفر حظاً. حصل على العدد الأكبر من الأصوات، لكن الإمبراطور النمساوي فرانز جوزيف تدخّل عبر الكاردينال البولندي بفيتو، فأوقف انتخابه. اضطر الكرادلة إلى الانتقال إلى مرشح آخر، وتم انتخاب البابا بيوس العاشر.

استمر هذا المجمع منعقداً لمدة 50 يوماً. لم يحصل أي مرشح على ثلثي الأصوات رغم حصرها بين اثنين، حتى ظهر اسم ثالث وتم انتخاب البابا غريغوريوس السادس عشر.

هل يمكن تغيير قانون انتخاب البابا حالياً؟
لا يمكن حالياً تغيير قانون انتخاب بابا جديد، لأن ذلك يتطلب وجود بابا حي لكي يعدّل القانون. وكان البابا بندكتوس السادس عشر ألغى في العالم 2007 قراراً سابقاً كان يسمح بعد أكثر من 30 جولة، بالانتقال إلى انتخاب بالغالبية البسيطة (50 بالمئة زائد صوت واحد)، مؤكداً العودة الصارمة إلى ضرورة الحصول على ثلثي الأصوات دائماً، هو ما أبقى عليه البابا فرنسيس.


]]>
admin Wed, 23 Apr 2025 19:28:23 +0300
دمشق تشهد صراعات داخلية تحت ضغط تركي والجولاني يواجه شكوكًا دولية رغم تبييض صورته http://www.todaynewsiq.net/100966--.html http://www.todaynewsiq.net/100966--.html "Today News": متابعة 

كشفت تقارير صحفية عن استمرار التحديات التي تواجه النظام السوري الجديد برئاسة أحمد الشرع (المعروف بأبي محمد الجولاني)، رغم محاولاته تحسين صورته بعد سنوات من الانتماء لتنظيم داعش، فيما تتصاعد المخاوف الإسرائيلية من تراجع الاهتمام الأمريكي بالأزمة السورية.  

  

أوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في تقرير لها، أن النظام السوري الحالي يعاني صعوبات جمة في فرض سيطرته الكاملة على العاصمة دمشق، وسط وجود عصابات مسلحة تتنافس على النفوذ، تشمل عناصر من الطائفة العلوية وفصائل فلسطينية وعراقية مدعومة من الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى أكراد يخشون على مصيرهم.  


من جهته، أكد مسؤول أمريكي أن الإدارة الأمريكية لا تزال تشكك في تحوُّل الجولاني عن نهجه السابق، قائلًا: "الجهادي سيبقى دائمًا جهاديًا"، بينما أشارت تقارير استخباراتية إلى أن سوريا في عهد الأسدَيْن (حافظ وبشار) كانت أكثر استقرارًا مقارنة بالوضع الراهن.  


جهود دولية متباينة:  

أوضح التقرير أن تركيا تسعى لتعزيز نفوذها في سوريا عبر دعم عسكري واقتصادي، في حين ترفض واشنطن تخفيف عقوبات "قانون قيصر"، رغم مطالبات "حفار القبور" – وهو مواطن سوري هرب بتوثيقات عن مقابر جماعية – برفعها. وأشار إلى أن الرئيس ترامب يُركِّز على الملف الإيراني، بينما تبدو سوريا "هامشية" في سياسته، ما يثير قلق إسرائيل التي تحتاج – وفق تقديراتها – إلى جيران مستقرين.  


رسائل دبلوماسية: 

كشف مصدر دبلوماسي عن توصيات إسرائيلية وأمريكية لدول أوروبية وعربية بعدم التعجيل في تطبيع العلاقات مع دمشق، مؤكدًا أن "الوضع لا يزال غير واضح". من جانبه، علق المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف على التغيير في الحكم السوري بعبارة غامضة: "رئيس سوريا الجديد قد تغير"، ما يُفسَّر – بحسب التقرير – كتعبير عن الشكوك الأمريكية.  


خطوات رمزية:

لفت التقرير إلى تعيين هند قبوات، المسيحية المتحدثة بالإنجليزية والفرنسية، كوزيرة في حكومة الجولاني، واصفًا الخطوة بـ"الذكية" لتحسين صورة النظام دوليًا. لكنه أشار إلى أن هذه الإجراءات لم تقنع واشنطن بإرسال مساعدات اقتصادية أو تعديل العقوبات.  


بينما تُركِّز أنظار ترامب على إيران وتركيا، تظل سوريا غارقة في أزماتها، مع تحذيرات من أن الوضع الهش قد يؤثر على أمن المنطقة ككل، خاصة مع استمرار الضربات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية.


]]>
admin Tue, 22 Apr 2025 14:55:03 +0300
تقرير أمريكي .. الولايات المتحدة ضغطت على تركيا وإسرائيل لعقد محادثات بشأن سوريا http://www.todaynewsiq.net/100805--.html http://www.todaynewsiq.net/100805--.html "Today News": متابعة 

كشف موقع "ميدل إيست أي" أن الولايات المتحدة ضغطت على تركيا وإسرائيل لعقد مباحثات عسكرية لتجنب الصراع في سوريا، وإنشاء آلية لمنع الحوادث المحتملة.


ونقل الموقع عن مسؤول أميركي قوله إن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أكد على أهمية تهدئة التوترات مع إسرائيل وزيادة الحوار، خلال اجتماعه مع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في العاصمة الأميركية واشنطن، في 3 الشهر الجاري.


وأضاف المسؤول أن الوزير الأميركي أكد مجدداً أهمية محادثات خفض التوتر الجارية، خلال مكالمة هاتفية لاحقة مع نظيره التركي، الاثنين الماضي.


وأشار مصدر إقليمي إلى أن الولايات المتحدة "تشعر بقلق خاص إزاء تحليق الطائرات التركية والإسرائيلية الآن على مقربة خطيرة، مما يزيد من خطر وقوع

 اشتباكات غير مقصودة".


في مقابل ذلك، قلل مسؤول تركي من أهمية دور الدبلوماسية الأميركية، مشيراً إلى إن تركيا وإسرائيل لديهما آليات لمنع

 الصراع منذ بعض الوقت.


وذكر المسؤول التركي أن بلاده "حافظت على قنوات مماثلة مع روسيا وإيران والولايات المتحدة في سوريا لسنوات"، مضيفاً أن "إضافة قناة مماثلة مع إسرائيل ليس بالأمر الكبير".


وقال مصدر مطلع لـ "ميدل إيست آي" إن "تركيا وإسرائيل كانتا على تواصل سابقاً خلال إجلاء أنقرة لمواطنيها من لبنان العام الماضي"، مضيفاً أن "الدولتان استخدمتا القيادة المركزية الأميركية كقناة لفض النزاع في الماضي".


وأضاف المصدر أن "هذه الآلية الجديدة من شأنها توفير إمكانية الوصول على مدار 24 ساعة لكلا الطرفين، مما يعزز التنسيق في الوقت الفعلي".


وأشار مصدر آخر إلى أنه "من المرجح إجراء محادثات أخرى بين تركيا وإسرائيل بشأن هذه المسألة"، موضحاً أن "التوصل إلى اتفاق رسمي ليس ضرورياً، بل يكفي تفاهم شفهي غير رسمي".


وقال مسؤول إسرائيلي، طلب عدم الكشف عن هويته، إن تركيا "أعربت عن ترددها بشأن آلية منع الاشتباك منذ كانون الأول الماضي".


ووفق مسؤولين أتراك، فإن "الهدف الحقيقي لإسرائيل ليس مجرد تجنب الحوادث، بل خلق مجال نفوذ في سوريا، واستبعاد قوات الحكومة الجديدة في دمشق، والسماح لإسرائيل بالتصرف بحرية".


ويعتبر المسؤولون الأتراك أن "مثل هذه المطالب لن تؤدي إلا إلى زعزعة استقرار الحكومة السورية، التي تحتاج بشكل عاجل إلى التمويل والاعتراف الدولي وجهود بناء الدولة الشاملة، بما في ذلك تطوير البنية التحتية.


المباحثات التركية الإسرائيلية بشأن سوريا


والأسبوع الماضي، عقدت تركيا وإسرائيل اجتماعاً في مدينة باكو بأذربيجان بشأن خفض التوتر ومنع الصدام في سوريا.


وأكد بيان صادر عن مكتب نتنياهو، أن اجتماعاً "أمنياً - سياسياً" عقد بين وفدين رفيعي المستوى من البلدين، لمعالجة الخلافات الإقليمية، في ظل تصاعد التوتر حول الوجود العسكري التركي في سوريا.


وأشار البيان الإسرائيلي إلى أن الطرفين "عرضا مصالحهما الأمنية والإقليمية، وتم الاتفاق على مواصلة الحوار عبر قناة تواصل مباشرة للحفاظ على الاستقرار الأمني في المنطقة".


"ميدل إيست أي": الولايات المتحدة ضغطت على تركيا وإسرائيل لعقد محادثات بشأن سوريا

كشف موقع "ميدل إيست أي" أن الولايات المتحدة ضغطت على تركيا وإسرائيل لعقد مباحثات عسكرية لتجنب الصراع في سوريا، وإنشاء آلية لمنع الحوادث المحتملة.


ونقل الموقع عن مسؤول أميركي قوله إن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أكد على أهمية تهدئة التوترات مع إسرائيل وزيادة الحوار، خلال اجتماعه مع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، في العاصمة الأميركية واشنطن، في 3 نيسان الجاري.


وأضاف المسؤول أن الوزير الأميركي أكد مجدداً أهمية محادثات خفض التوتر الجارية، خلال مكالمة هاتفية لاحقة مع نظيره التركي، الاثنين الماضي.


وأشار مصدر إقليمي إلى أن الولايات المتحدة "تشعر بقلق خاص إزاء تحليق الطائرات التركية والإسرائيلية الآن على مقربة خطيرة، مما يزيد من خطر وقوع اشتباكات غير مقصودة".


]]>
admin Thu, 17 Apr 2025 11:03:50 +0300