"Today News": بغداد
دعت هيئة النزاهة الاتحادية، اليوم الثلاثاء، إلى قيام مؤسسة الشهداء وهيئة التقاعد الوطنية ووزارة الصحة بمتابعة الإجراءات القانونية بحق موظفيها المتورطين بتزوير معاملات التعويض، وفيما لفتت الى شمول عدد كبير من "الإرهابيين والمطلوبين" بقانون مؤسسة الشهداء، اكدت ان قرارات التعويض تخضع للمحاباة والتأثير من جهات نافذة وتستنزف تريليونات الدنانير من أموال الدولة.
وقالت الهيئة في بيان، تلقت TodayNews نسخة منه، إن "الفريق المؤلف في دائرة الوقاية قام بزيارات إلى مؤسسة الشهداء وهيئة التقاعد الوطنية ووزارتي الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية ولجنتي التعويضات المركزية الأولى والثانية في بغداد؛ للوقوف على آلية صرف مبالغ التعويضات للمتضررين من جراء العمليات الحربية والإرهابية والأخطاء العسكرية، وآلية عمل اللجان الطبية ومدى التزامها بتطبيق القوانين والأنظمة والضوابط المحددة لها".
وأضافت أن "الفريق كشف عن دفع مئات المليارات من الدنانير كرواتب وفروقات لأشخاص غير مستحقين بعد شيوع التزوير في ملف تعويضات ضحايا الإرهاب في محافظة الأنبار، وتطرق إلى أمر رئيس الوزراء بتأليف لجنة تحقيقية وتدقيقية في وزارة الدفاع لرصد المخالفات القانونية".
واوضحت الهيئة إن "دائرة الوقاية، وعبر تقرير مرسل إلى مكتب رئيس مجلس الوزراء والأمانة العامة لمجلس الوزراء ورئيس مؤسسة الشهداء ووزراء الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية والمالية، أفادت بشمول عدد كبير من الإرهابيين والمطلوبين أو ممن عليهم مؤشرات أمنية وتزوير في معاملاتهم من بين (54,000) ألف شخص مشمول بقانون مؤسسة الشهداء في محافظة الأنبار".
ولفتت إلى "عدم مراجعة (18,000) ألف منهم لهيئة التقاعد؛ بالرغم من إيقاف رواتبهم؛ مما يدل على حصول مخالفات وتزوير في ملفاتهم"، منبها إلى أن "أعضاء اللجان الفرعية في المحافظات هم من المحافظة نفسها، وأغلبهم موظفون منسبون للعمل في اللجان؛ الأمر الذي يجعلهم عرضة للضغوط".
وأوصى التقرير المرسل من هيئة النزاهة "بقيام وزارتي الدفاع والداخلية وجهاز الأمن الوطني والهيئة العليا للمساءلة والعدالة بتزويد مؤسسة الشهداء بالمعلومات الأمنية اللازمة بصورة دقيقة خلال مدة لا تتجاوز (15) يوما من تاريخ ورود المعاملة؛ لتلافي شمول إرهابيين ومطلوبين أو عليهم مؤشرات أمنية وتزوير في معاملاتهم بالتعويض، وتحدث عن ممارسة ضغوطات من متنفذين في المحافظة لشمول عوائلهم من المتوفين بصورة طبيعية بقانون المؤسسة".
كما أوضح أن "اللجان التدقيقية المؤلفة في مؤسسة الشهداء دققت (8127) معاملة في المحافظة تم الكشف خلالها عن وجود (736) شخصا لم يتم تدقيق معلوماتهم الأمنية، منهم (69) صدرت بحقهم مذكرة قبض، و (657) توجد ضدهم معلومات أمنية، و(1280) حالة تزوير شهادات وفاة وتقارير طبية ومعلومات، فضلا عن (3628) كتب صحة صدور بدون إجابات، أما تقارير ديوان الرقابة المالية بخصوص تدقيق (35,149) معاملة تقاعدية في المحافظة لغاية العام 2022 فقد أثبتت وجود (17,380) قرارا باطلا تم التلاعب فيه، و(17,088) قرارا مزورا تم إيقافه"
وشددت الهيئة في تقريرها على "حدوث حالات تزوير جديدة خلال العام 2023، ووجود (5,694) معاملة مزورة، و(5,496) قيدا مزورا تم إدخالها بنظام الباركود عبر موظفي مؤسسة الشهداء المخولين".
وحث التقرير على "تأليف لجنة طبية مركزية تتولى إعادة فحص جميع المصابين، تبدأ من المحافظة التي شهدت حالات تزوير كبيرة؛ لتصويب نسبة الإصابة (العجز) بصورة جدية وواقعية، وكشف التزوير في أعداد المصابين والمبالغة في منح نسبة العجز الطبي من قبل اللجان الطبية في بعض المحافظات؛ كونها ترتب التزاما ماليا كبيرا على الدولة، وتابع إنه تمت ملاحظة (1,339) تقريرا طبيا مزورا، و(175) تقريرا طبيا فيه اختلاف بالاسم في دائرة اللجان الطبية في صحة الأنبار، وسرقة ملفات تعويض وباركود أشخاص مصابين وإعطائها إلى أشخاص آخرين؛ لغرض شمولهم بقانون مؤسسة الشهداء".
واشار التقرير إلى "وجود شبهات فساد وراء ارتفاع أعداد المصابين في محافظتي الأنبار وبابل وبنسبة عجز كبيرة جدا، الأمر الذي يترتب عليه صرف مبالغ فروقات كبيرة لكل مصاب".
وقارنت هيئة النزاهة بين "أعداد المصابين في الأنبار وبابل مع بقية المحافظات، إذ بلغت النسبة في كل منهما أكثر من ضعفي عدد المصابين في بغداد ونينوى، كما أن اللجان الطبية في الديوانية شملت (2005) مصابين بالتعويض خلال العام 2019، تراوحت نسبة العجز للغالبية منهم بين (70 -80 %) وهي نسبة كبيرة تحوم حولها الشبهات"
ولفتت الهيئة إلى "عدم وجود أي معترض أمام اللجان الطبية في الأنبار؛ مما يدل على قبول الطلبات المقدمة كافة، فيما كان عدد المعترضين في بابل قليلا جدا". وشخص التقرير أن "العمل بنظام الباركود بين مؤسسة الشهداء والهيئة الوطنية للتقاعد كان إحدى الأدوات المهمة التي استخدمها المزورون لإضافة ملفات أشخاص غير مشمولين بقانون المؤسسة، كاشفا عن وجود (886) ملفا تقدر قيمة المبالغ المهدورة جراءها ب (70,000,000,000) مليار دينار".
واقترح التقرير "إيقاف عملية صرف التعويض في معاملات الشخص المعنوي لحين وضع آلية جديدة للصرف تتوخى الدقة؛ لوقف الهدر المالي الكبير واتخاذ الإجراءات اللازمة لإحالة ملفات التعويض لمحاكم البداءة للنظر في دعاوى الشركات التي أصيبت بالضرر؛ كونها الجهة المختصة الوحيدة التي تمتلك القدرة على تحديد قيمة الضرر بدقة، نظرا إلى أن قرارات التعويض تخضع للمحاباة والتأثير من جهات نافذة؛ مما يؤدي إلى استنزاف تريليونات الدنانير من أموال الدولة؛ نتيجة حجم طلبات التعويض من الشركات والمصانع والمعامل وغيرها من موارد التعويض".
وقارن تقرير النزاهة بين "أعداد معاملات تعويض الشخص المعنوي في الأنبار البالغة (13,104) مقابل (1,512) معاملة في نينوى، بالرغم من أنها الأكثر من حيث عدد السكان ومدة سيطرة الجماعات الارهابية عليها".
واسترسل التقرير موضحا إن "القانون لم يحدد مدة زمنية للمطالبة بالتعويض، الأمر الذي نجم عنه صرف تعويض لأكثر من مرة للعقار نفسه؛ نتيجة رفع إضبارة التعويض من قبل أفراد العائلة وانتظار الصغير في العائلة حتى يبلغ سن الرشد لرفع معاملة التعويض مرة أخرى"، داعيا "لمتابعة مشروع تعديل قانون مؤسسة الشهداء مع الجهات المعنية للإسراع بإقراره من قبل السلطة التشريعية لإعطاء المؤسسة الصلاحية الكافية لتكون مسؤولة عن تأليف اللجان الفرعية، ووضع آلية محكمة؛ لتدقيق معاملات الشمول".
وبشأن عمل اللجان الطبية في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، تطرق التقرير إلى "قلة عددها مقارنة مع زخم المراجعين الكبير؛ بسبب عدم رغبة الأطباء للعمل في تلك اللجان لانعدام الامتيازات والحوافز، وإن عملها يقوم على تقديم المصاب تقريرا طبيا صادرا عن مستشفى حكومي أو أوراق علاج أو دفتر طبي"، منبها إلى "أهمية توفير الدعم لموظفي هيئة ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة في الوزارة".