"Today News": بغداد
سلسلة أولاد وأتباع أهل البيت ٣
بين جسري المعلق والجمهورية وعلى ضفاف دجلة الخير قرب القصر الجمهوري ، يلوح بناء لا يشبه ما يجاوره من أبنية، فهو قديم الطراز وصغير المساحة، وإسلامي تراثي ، وقد سميت المنطقة باسم صاحبة المزار تيمناً وتبركاً بذلك الاسم المنتمي الى بيت النبوة، إنه مزار السيدة مريم بنت الإمام جعفر الصادق وأخت الامام موسى الكاظم عليهم السلام.
النسب والنشأة
ولدت السيدة مريم بنت الإمام الصادق (ع) في عام ( ١٣٠ هـ / ٧٤٨ م) في المدينة المنورة . وجاءت ولادتها بعد سنتين من ولادة أخيها الامام الكاظم (ع) الذي ولد عام ) ١٢٨ هـ / ٧٤٦ م ).
ذكر صاحب (أعيان الشيعة) أن أم فروة هي أسماء . وهذا غير بعيد لأن أم فروة كنية لا اسم. (١) وأمها هي فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين (ع)
وكان من عادة العرب إطلاق كنية للمولود ذكراً كان أم أنثى تكريماً لها وفألاً حسناً له. واسم أم فروة كان لوالدة الإمام الصادق (ع) (٨٠ - ١٤٨ هـ / ٦٩٩- ٧٦٥ م) فهي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق. وقال الصادق (ع): كانت أمي أمنت واتقت وأحسنت والله يحب المحسنين. فالإمام تفاءل لابنته أن تكون مثل أمه.
أما معنى مريم فهي المرأة الكثيرة العبادة ، وكثيرة الذكر لله عز وجل. فلما رآها الامام الصادق (ع) بهذا الحال أطلق عليها صفة مريم.
وعن الامام الكاظم (ع) قال: كان أبي يعتمد على والدتي يعني حميدة وأم فروة لكي يقضيان له الحوائج في المدينة. فالحركة النسوية للإمام الصادق والامام الكاظم عليهما السلام كانت عن طريق أم فروة.
وكانت علاقة السيدة مريم بأخيها الكاظم (ع) علاقة وثيقة بسبب تقارب السن . فقضت أيام طفولتها وصباها معه في بيت الأسرة في المدينة المنورة.
ينقل الشيخ الكليني أنه عندما دخل الشاعر سفيان بن مصعب العبدي الكوفي ( ت ١٧٠ هـ / ٧٨٦ م) وكان من المتجاهرين باتباع المذهب الشيعي والموالين لأهل البيت (ع)، دخل لينشد بعض قصائده في الحديث عن مصائب أهل البيت، فقال الإمام الصادق (ع) : ادعوا أم فروة لتسمع ما جرى على جدها. فضُرب ستر وجلست أم فروة ، فالتفت للشاعر وقال له: أنشدنا.
تزوجت السيدة مريم من ابن عمها الحسين بن الشهيد زيد ( ٨٠ -١٢٢ هـ/ ٦٩٩ – ٧٤٠ م) بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع). إذ ورد أن (ابنته أسماء أم فروة زوّجها من ابن عمه الخارج ، زيد بن علي) وهذا غير صحيح لأن السيدة مريم ولدت بعد ثمان سنوات من استشهاد زيد. (٢)
وكان الشهيد زيد بن علي قام عام ( ١٢٢ هـ / ٧٤٠ ) بثورة ضد السلطات الأموية الحاكمة في عهد هشام بن عبد الملك ( ١٠٦- ١٢٦ هـ / ٧٢٤-٧٤٣ م) ، حيث نادى بإيقاف الظلم والتعسف بحق الامة. وكان عالماً فقيهاً أشاد به أصحاب السير وتراجم الرجال. فقد نقلوا أن خطب أتباعه الثائرين معه قائلاً (والله ما ما خرجت ولا قمت مقامي هذا حتى قرأت القرآن ، وأتقنت الفرائض ، وأحكمت السنن والآداب. وعرفت التأويل كما عرفت التنزيل ، وما تحتاج اليه الأمة في دينها مما لا بد لها منه ، ولا غنى لها عنه ، وإني لعلى بينة من ربي). وقد أمر والي الكوفة باعتقال الشهيد زيد لكنه لم يصل اليه. خرج زيد بماءتين من أصحابه ليواجه جيشاً منظماً تعداده خمسة عشر ألف مقاتل. بعد معركة قصيرة انسحب زيد وجيشه إلى الكوفة لإطلاق سراح أنصاره المحبوسين. جاءت تعزيزات عسكرية من الشام تمكن من قتل زيد بسهم في جبهته. وعندما علم الامام الصادق (ْع) بخبر استشهاده بكي ثم قال ( إنا لله وإنا إليه راجعون .. عند الله أحتسب عمي شهيداً كشهداء استشهدوا مع رسول الله وعلي والحسن والحسين صلوات الله عليهم).
في مكان يبعد ثمان كيلومترات عن الطريق بين الحلة والنجف الأشرف. وقد قطع رأسه وأرسل هدية إلى الخليفة الأموي في حادثة تشابه شهادة الامام الحسين (ع) في يوم عاشوراء ، وإهداء رأسه إلى يزيد بن معاوية. وأمر هشام بتعليق الرأس على باب دمشق ، ثم أرسله إلى المدينة عند قبر النبي (ص) يوماً وليلة ، ثم أرسله إلى مصر. وأما الجسد الطاهر فقد صُلب على جذع شجرة ، وأحاط به الحرس مخافة أن يُسرق ويُدفن . وبقي مصلوباً أربع سنوات حتى مات هشام وتولى الوليد بن يزيد ( ١٢٥- ١٢٦هـ / ٧٤٣- ٧٤٤م) الخلافة كتب إلى حاكم الكوفة يوسف بن عمر كتاباً يأمره فيه أن ينزل جثمان زيد ويحرقه بالنار ، فنفذ حاكم الكوفة الأمر وأحرق الجسد وذرّ رماده في الفرات.
هجرتها إلى العراق
قدمت السيدة مريم إلى العراق بهدف زيارة أخيها الإمام الكاظم الذي كان سجيناً في سجن الخليفة هارون الرشيد. وكانت تتحين الفرصة لزيارته في السجن لكن تلك الأمنية لم تتحقق. استقرت السيدة مريم في هذه المنطقة (الكرادة) بجانب الكرخ التي كان سكانها من الموالين لأهل البيت عليهم السلام. احتفى بها سكانها لما علموا أنها من بيت النبوة ومن نسل الإمام الصادق (ع). بقيت تقيم في تلك المنطقة منشغلة بالعبادة وقراءة القرآن والدعاء بالتوفيق لزيارة أخيها السجين ليطمئن قلبها ، وتقرّ عينها برؤيته.
مضت الأيام والأسابيع وهي تنتظر اللقاء المرتقب حتى بلغها استشهاد أخيها في السجن ، وإلقاء جنازته على الجسر ، ثم تشييعه ودفنه في مقابر قريش شمال بغداد، والتي سميت بالكاظمية على اسم الإمام الكاظم (ع). انتاب السيدة مريم الحزن والألم واللوعة على أخيها الشهيد ، وتضاءل وضعها الصحي وكان عمرها اثنان وخمسين عاماً . وسرعان ما ساءت صحتها وماتت حزناً وكمداً على أخيها ، ففاضت روحها الطاهرة ، ودفنها أهل المنطقة (الكرادة) ، وصاروا يزورون قبرها تبركاً ومحبة لأهل البيت (ع).
بعد ذلك سميت المنطقة بكرادة مريم على اسمها. والكرّادة جمع كرّاد على وزن عمّالة وزرّاعة وبلّامة وسماچة في اللهجة الدارجة. والكرّاد هو الذي يعمل على رفع الماء من النهر بواسطة الكرود ، مفردها كرد ، وهي آلة مستديرة تحمل الحبل أو القرب المملوءة بالماء من النهر إلى الأرض حيث تصب في جداول لري المزروعات. وكانت المنطقة مشهورة بزراعة الفاكهة والخضراوات والنخيل.
وأما المنطقة السكنية فكانت تحاذي النهر في شريط لا يتجاوز الكيلومتر. وكانت الدور تبنى باللبِن والطين ، وسقوفها متلاصقة. وكانت كرادة مريم تتألف من أحياء يطلق على كل منها اسم (طرف) ، ومن أشهرها (طرف الثعالبة) ويقع اليوم إلى الشمال من جسر الجمهورية، و(طرف العباسية) الذي بني فيه القصر الجمهوري وبناية المجلس الوطني سابقاً ووزارة التخطيط. وطرف المطيرية والكاورية التي كانت متنزهاً صيفياً لأهالي بغداد. وهذا الطرف مشهور بكثافة بساتينه وبشاطئه الرملي الذي يصلح للسباحة والرياضة.
كان معظم سكان الكرادة يعملون بالزراعة وبيع المحاصيل في أسواق بغداد. واشتغل بعضهم بصناعة الزوارق (الأبلام) التي كانت تتولى النقل بين ضفتي دجلة والفرات. وعندما ظهرت الزوارق البخارية واستخدمت للنقل عبر المسافات الطويلة ، فانحصر عمل الزوارق تدريجياً. وامتهن آخرون صيد السمك وهم سكان (طرف الثعالبة). ولم يكن في الكرادة أسواق ولا حوانيت بل كانوا يذهبون إلى الشواكة وعلاوي الحلة لشراء ما يحتاجون. (٣)
وكان أهل كرادة مريم يحرصون على إقامة الشعائر الحسينية في عاشوراء حتي ضرب بهم المثل (كرادة وعزا حسين) . وكانوا يقيمون الولائم يطعمون فيها الزوار والفقراء.
وأما ما اشتهر بأن اسم كرادة مريم جاء من اسم سيدة مسيحية اسمها مريم ، وقيل أنها مريم بنت عمران ، وقيل انها امرأة صالحة في العهد العثماني اسمها مريم. وشاع بين الناس إنها مريم العذراء أم المسيح (ع) ، فكلها لا أساس لها من الصحة لأن لو كان ذلك دقيقاً لاتخذ النصارى من قبرها مزاراً مسيحياً أو بنوا قربها كنيسة. ولا مانع من وجود سيدة ثرية باسم مريم بنت عمران لها أملاك وأوقاف ، ولا يُعلم أصلها ، لكن الناس لا تقدس سيدة ثرية لمجرد ثرائها. ففي بغداد كانت هناك في العهد العثماني سيدة مسيحية لديها أملاك وعقارات هي سارة اسكندريان الأرمنية ، وسموا منطقة (كمب سارة) على اسمها لكنهم لم يتخذوا قبرها مزارا أو مقاماً مقدساً.
إن احترام مقامات ومراقد أهل البيت (ع) من التقاليد الشيعية المعروفة حيث يقدسون عشرات المزارات والمراقد في بغداد والمحافظات ، وأبرز هذه المراقد هي العتبات المقدسة في النجف الأشرف وكربلاء وسامراء وبغداد وبابل. وتوجد مراقد ومقامات تعود لسيدات من أهل البيت (ع) مثل السيدة زينب بنت الإمام علي (ع) والسيدة رقية بنت الإمام الحسين (ع) في دمشق ، ومرقد السيدة خولة (ع) في بعلبك بلبنان ، ومرقد السيد نرجس أم الإمام المهدي (ع) في سامراء ، والسيدة فاطمة المعصومة (ع) أخت الإمام الرضا (ع) في قم المقدسة.
يقول السيد حسن الأمين : يقدس أهل الكرادة ضريح مريم . وآهل بغداد يجتمعون حوله مرتين في العام: في الجمعة الأولى بعد عيد الفطر والجمعة الأولى بعد عيد الأضحى ، وهذه يسمونها (الكسلة) ، والكسلة في بغداد ثلاثة أيام. عندما يحين موعد الكسلة في كرادة مريم كان الناس يأخذون -منذ الصباح الباكر- بالزحف نحو ضريح السيدة من كل جهة من جهات بغداد حتى تضيق بهم البساتين والحقول المحيطة بالضريح. ويأتي مع الناس الباعة المتجولون بأنماط شتى من الأطعمة والمرطبات واللعب. ويكون يوماً مشهوداً يفوق في صخبه ومسراته أيام العيد ، ويطبع في الأذهان ذكريات لا تنسى. (٤)
مرقد السيدة مريم بنت الإمام الصادق
يقع المرقد حالياً ضمن المنطقة الخضراء المحصنة ، التي كانت لبيوت صدام وأزلامه ، ثم صارت مقراً للرئاسات الثلاث ومبنى رئاسة الوزراء ومجلس النواب العراقي ، وبعض الوزارات والقيادات الأمنية ، إضافة إلى عدد كبير من السفارات الأجنبية.
حتى السبعينيات كان المرقد عبارة غرفة تعلوها قبة ، ومدخل. أما الآن فقد تمت توسعته حيث ضُمّت إلى المرقد قطعة زراعية ، فأصبحت مساحته الداخلية (٢٠٠) متر مربع. أما المساحة الكلية بضمنها الحدائق المحيطة به فتبلغ (١٥٠٠) متر مربع.
ينقل أهالي كرادة مريم عن آبائهم وأجدادهم الذين سكنوا هذه المنطقة أن في هذا المكان مدفونة فيه السيدة مريم بنت الإمام الصادق عليهما السلام. ويقول أحدهم الذي يسكن فيها منذ عام ١٩٥٣ أن القبر كان بسيطاً يقع على تلة. وكنا نأتي نحن مع أمهاتنا وعماتنا إلى الكسلة حول القبر. ويروي سكان الشقق والبيوت المحيطة بالمرقد قصص وحكايات عن كرامات وسطوع أنوار من المرقد في الظلام الدامس وسماع صوت آذان عندما كان المرقد مجرد قبر بسيط.
يقول الباحث التراثي عزيز جاسم الحجية الذي زار القبر قبل ٥٧ عاماً :
(وقد شاهدت هذا القبر بتاريخ 1-9-1967 فوجدت امامه ساحة تبلغ مساحتها حوالى الف متر مربع يحيط بها سور مشيد بالطابوق والاسمنت ارتفاعه متر ونصف له باب حديد عرضه حوالي عشرة اقدام وارتفاعه ارتفاع السور , وقد شيدته وزارة الاوقاف سنة 1958 كما عملت من المرأة التي لديها مفاتيح الباب وقد اخبرتني ان هذه الارض قد اشتراها (الحاج حسن الخزعلي ) وحسبها وقفا للسيدة مريم وان المتولي الحالي لهذا الوقف هو (مجيد بن نعمة ). وفي أرض الساحة ثماني عشرة نخلة وثلاث اشجار كالبتوس ، وينتشر في ارجائها العاقول وبعض الاشجار البرية. وفي الجهة اليسرى منها غرفة متداعية بلا سقف مساحتها 4×5 م (20 متراً مربعا ً). وقد تصدعت جدرانها الاربعة ، وظهر جليا للعيان ان بناءها من الشكنك والطين مملوجة بالجص. وفي وسط هذه الغرفة قبر مريم وهو عبارة عن مجموعة من المرمر تراكم بعضها على البعض بلا تناسق وقد احيطت ببقايا سياج خشبي اكلته الارضة بعد ان غطيت بقماش اخضر لماع حديث الصنع . وعند خروجي من هذا المزار صادفتني احدى الكراديات وبادرتني بقولها ...انخيها تــره هيه أم النطيات). (٥)
في عام ٢٠١٤ قام ديوان الوقف الشيعي بإعمار المرقد بعد الفحص والتحري عن المزار الشريف وكونه يعود للسيدة مريم بنت الإمام الصادق (ع). تمت توسعة المرقد بطول ستة أمتار وعرض ثمانية. وقد خُصّص نصفه للرجال ونصف للنساء ، ولكل منهم باب خاص. وهنام سبعة عشر موظفاً لخدمة المرقد ليلا ونهاراً. وهناك خطة لهدم البناء القديم وتشييد بناء جديد يليق بصاحبة المزار ، وحسب المواصفات الهندسية والمعمارية للمزارات.
زيارتي لمرقد السيدة مريم
في صباح يوم الاثنين الموافق ١٣ شباط عام ٢٠٢٣ قمت بزيارة المرقد الشريف ، اكان السياج الخارجي قد ملأ بلافتات الشكر على حدوث كرامة معينة ، ونذور لمواطنين زاروا المرقد ودعوا لتحقيق أمنية لهم، فلما تحققت جاؤا يعبّرون عن امتنانهم لنيل مرادهم.
بعد اجتياز البوابة الخارجية تجتاز ممر طويل يوصل إلى باب المرقد ، على جانبي الممشى توجد حدائق خضراء واسعة. وأرض الممشى مكسوة بغطاء يشبه الكاشي الموزائيك. في أعلى الممر توجد لوحة مكتوب عليها (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار). وعلى جانب المرقد توجد لوحد تعريف تقول:
( ديوان الوقف الشيعي
الأمانة العام للمزارات الشيعية الشريفة
مرقد العلوية مريم بنت الامام جعفر الصادق (عليه السلام)
السلام عليكِ يا بنت عالم آل محمد
السلام عليكِ يا أخت صاحب السجدة الطويلة)
تدخل إلى مصلى الجامع المجاور للمرقد حيث يوجد إيوانان ، على اليمين مخصص لمحراب الصلاة ، وعلى اليسار وضع المنبر الخشبي فيه حيث تلقى فيه الخطب والمواعظ والمحاضرات من قبل إمام الجامع ومتولي المرقد.
المرقد فيواجهك الضريح المصنوع من الألمنيوم الذهبي. وهو شباك بسيط جداً ، أتوقع أن يتم تغييره بما يناسب صاحبة المقام ، ومشابه لأضرحة أهل البيت (ع) وأتباعهم مثل مرقد السيد سلمان المحمدي والسفراء الأربعة للإمام المهدي (ع) والشيخ المفيد والشريف الرضي والشريف المرتضى وغيرهم.
تم تغطية الشباك من الأعلى بستارة مخملية خضراء ، عليها كتابات مثل (بسم الله الرحمن الرحيم. سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار) و (مريم بنت الإمام جعفر الصادق) من جهة الرجال. وعلى الجدار توجد لوحة كتبت فيها (زيارة فاطمة الزهراء). وفي جانب آخر علقت لوحة كتبت عليها (زيارة العلوية مريم بنت الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) جاء فيها:
السلام عليكِ يا بنت ولي الله ، السلام عليكِ يا أخت ولي الله ، السلام عليكِ يا عمة ولي الله ،
السلام عليكِ يا بنت جعفر الصادق ورحمة الله وبركاته
السلام عليكِ يا منْ كنّاكِ أبوكِ بأم فروة.
السلام عليكِ يا منْ لُقّبتِ بمريم لكثرة عبادتكِ وذكركِ لله عزّ وجل.
السلام عليكِ يا منْ مُتِّ كمداِ وقهراً على إمام زمانك موسى بن جعفر.
يا سيدتي اشفعي لي عند الله بالجنة ، وأكون في ظلّكم دائماً وأبداً في الدنيا والآخرة
إن شاء الله ورحمة الله وبركاته). (الفاتحة على أرواح شهداء جسر الأئمة (سامي فريج وكريمته))
تعلو الضريح قبة كبيرة ، بنيت من الطابوق والجص ، تتدلى منها ثريا كريستال، وتستند القبة على مجموعة من الأقواس المدببة العريضة من الآجر، بعضها توجد فيه شبابيك وأخرى مغلقة. وبينها أقواس متراكبة مكسوة بأعمال المرايا الصغيرة (آينه كاري). الأرض مفروشة بالسجاد ، وهناك خزانات للمصاحف الشريفة ، والتربة الحسينية.
المبنى في الخارج تبرز فيه القبة المغلفة بالكاشي المزجج الفيروزي اللون. ويعلوه ميل يتكون من ثلاث رمانات ثم لفظ الجلالة (الله) . ويبرز في جدار القبة الخارجي جداران سميكان بشكل نصف قوس. كما يبرز سلم يوصل إلى سطح الجامع والمرقد. السلم مبني من الطابوق ، وعلى واجهة جدار السلم توجد زخارف هندسية بشكل نجوم ثمانية متكررة. وفي نهاية السلم توجد لوحة مكتوب عليها (مرقد السيدة مريم بنت الإمام جعفر الصادق عليه السلام). تحيط بالمرقد ساحة ثيل واسعة ، وأشجار معمرة ونباتات تزين المنظر جمالاً وبهجة.
الهوامش
١-محسن الأمين (أعيان الشيعة) ، ج ١ ، ص ٦٦٠ .
٢- ابن شهراشوب (مناقب آل أبي طالب) ، ج ٤ ، ص ٣٠٢
٣-(من أين جاءت تسمية كرادة مريم) ، مجلة بغداد ، تشرين الأول ١٩٦٤، نقلها موقع عروس الأهوار ، ٤ آب ٢٠١٩.
٤- حسن الأمين (موسوعة العتبات الإسلامية الشيعية) ، ج ٨ ، ص ٢٣٤ ، الطبعة السادسة ، دار التعارف للمطبوعات ، بيروت: ٢٠٠٢
٥- عزيز جاسم الحجية (العيد بغداد أيام زمان) ، موقع گاردينيا ، في ٥ آب ٢٠١٥