"Today News": بغداد
أكد حزب الدعوة الإسلامية ، اليوم الثلاثاء، ان الحسين عليه السلام شعلة أزلية تتقد نورا وأملا وحماسا وعنفوانا على مدى الدهور ، وان ثورته تلهم الثوار والاحرار دروس التحدي ومقاومة الظلم.
وقال الحزب في بيان له في أربعينية الإمام الحسين عليه السلام ، جاء فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم
(قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ) الشورى: 23
يجدد ملايين المسلمين من الموالين لعترة النبي الطاهرة -عليهم السلام- في مثل هذا الوقت من كل عام العهد والولاء والوفاء لسيد الشهداء والاحرار أبيّ الضيم الإمام الحسين -عليه السلام- بمناسبة زيارة الأربعين لذكرى شهادته، فيتدافع الزوار من داخل العراق وخارجه الى قبلة العشق الإلهي، كربلاء الثورة والاباء والتضحية المقدسة في أكبر تجمع بشري عالمي للمسلمين في زمان ومكان محددين.
إن هذه الجموع المؤمنة والزاحفة بقلوبها وأجسامها تعبر عن وعي وبصيرة وعقيدة الهية بدور الامامة في خلافة النبوة، والائتمان على الرسالة الخاتمة وحفظها والذود عنها، وتؤدي واجب المودة في القربى بأمر الله تعالى لآل الرسول -عليهم السلام- وتهتف بالنداء الخالد: "لبيك يا داعي الله، إن كان لم يجبك بدني عند استغاثتك ولساني عند استنصارك، فقد أجابك قلبي وسمعي وبصري". وإن هذا السيل البشري الهادر والواعي قد توحد بالحسين اعتقادا وفكرا وعاطفة وسلوكا، وعلق آماله بشفاعته في الدنيا والآخرة، ويتوسل به الى الله تعالى أن يقبله من أنصاره اخلاقا وموقفا ونصرة للحق والتصدي للظلم والانحراف، ويستظل به راية خفاقة عبر الاجيال لن تسقط حتى يستلمها الامام المهدي المنتظر -عجل الله فرجه-.
إن الامام الحسين -عليه السلام- هو الشعلة الازلية الوقادة نورا وأملا وحماسا وعنفوانا على مر الدهور والعصور، تلهم الثوار والاحرار دروس التحدي ومقاومة الظلم، وتتعلم منها الامم والشعوب مواقف البطولة والشجاعة والشموخ، فالامة التي تقتدي بالحسين تبقى حية متجددة عزيزة تعيش بكرامة وحرية، وتأبى الذل والهوان واستلاب هويتها واستقلالها، وتتمتع بالمناعة الذاتية من الاختراق والاستعباد والتبعية الفكرية.
إن حزب الدعوة الاسلامية نشأ على نهج الامام الثائر ونهل من معينه الرفض والثورة على الطغاة، واقتدى بخطه متصديا لديكتاتورية حزب البعث وانحرافه، ونازله بقوة ايمان وثبات حسيني وصبر الدعاة تحت قيادة المفكر الفذ والمرجع القائد الشهيد السيد محمد باقر الصدر -رضوان الله عليه- وقدم ثلة طاهرة من دعاته الابرار ومن سائر أبناء شعبنا الحر الابي شهداء في تلك المنازلة الصعبة حتى انتصرت فيها إرادة الامة وتم دحر الدكتاتورية الغاشمة، وتحققت هذه الحرية الواسعة في ممارسة شعائرنا الحسينية بكل سلام وآمان وبنحو غير مسبوق، ومن مسؤوليتنا الشرعية والإسلامية والوطنية حماية هذه الحرية والدفاع عنها.
إن حزب الدعوة الإسلامية كان ويبقى على خطى السبط الشهيد يعمل ويجاهد من اجل الاصلاح في امة النبي الهادي -صلى الله عليه وآله وسلم- وعلى الأصعدة كافة، ويكافح الفساد بلا هوادة ولا مهادنة، وسبيله الحق واعلاء كلمة الله، وتغيير الواقع على وفق أحكام الشريعة السمحاء على مستوى الفرد والمجتمع والدولة، والتصدي لكل اتجاهات الانحراف والالحاد ومقاومة الهيمنة الاستكبارية على مقدرات المسلمين، ومكافحة الانحلال ومحاربة إشاعة الممارسات الشاذة وتفكيك منظومة القيم المجتمعية والعائلية. وأخيرا نشيد بالكرم الحسيني المنقطع النظير للعراقيين، ولاسيما أصحاب المواكب الخدمية، وبجهود العتبات المقدسة، ونقدر عاليا دور قواتنا المسلحة والأمنية البطلة وحشدنا المجاهد في توفير الامن والحماية لزوار ابي عبدالله الحسين عليه السلام.اللهم تقبل عزاء المعزين، واكتب لهم في كل جهد وخطوة أجرا وثوابا.
حزب الدعوة الإسلامية
٥ أيلول 2023
١٩ صفر 1445