"Today News": بغداد
قدم المستشار الدكتور وليد الحلي اليوم الاربعاء بحثا في الجامعة التقنية الوسطى في بغداد حول ( معالم قيم حقوق الإنسان في نهضة الإمام الحسين (ع) الإصلاحية) .
موضحا بالوثائق سيرة الإمام في رفض حكم يزيد بن معاوية وخطته لإصلاح الوضع السائد.
وضع الإمام اهتمامه بإقامة العدل في الأمة متبعا المنهج الأخلاقي في التسامح والإحسان في الحكم الذي تنتخبه الأمة، وبمشاركة الناس في الحياة السياسية، وعدم التخلي عن هذه الممارسة لئلا يترك المجال للنفعيين للتسلط على رقاب الناس واستغفالهم، واللعب بمقدراتهم والتحكم بمصائرهم.
وبين أن الإمام عمل على توعية الأمة في كيفية اختيار طريق الحق الذي يتطلب التزام الحاكم بما عاهد الله به ورسوله والأمة من تشريعات، وتنفيذها بأخلاقية وسلوكية تحترم حريات وحقوق الآخرين، وعدم التعسف واضطهاد الرعية، واتخاذ القرارات الجائرة بحقها من اجل فرض نوع الحكم بطرق قسرية مخالفة لحقوق الإنسان.
الإمام الحسين (ع): ( فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ومن ردَّ عليَّ هذا، اصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم الظالمين وهو خير الحاكمين).
لقد انتصرت نهضة الإمام الحسين (ع) الإصلاحية تاريخيا وصارت منارا للسائرين بطريق الخلاص من الظلم والطغيان، حيث قارعت الظلم الأموي وأشباهه على مر التاريخ مرورا بالطاغية صدام وحزبه إلى القاعدة فداعش وأشباههم.
هذا المنهج نجح بصمود الإرادة الحرة للإنسان رغم الصعوبات والعوائق، ولذلك أصبح خطا ودرساً للشعوب والإنسانية لمقاومة الظلم والاضطهاد، وإيقاف التداعي في انتهاكات حقوق الإنسان.
قال الإمام الحسين (ع): (فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما)
أي لا قيمة لحياة الذلة والعبودية، بل القيمة الفعلية تكون عندما تصنع الرسالة الحقيقية للإنسان والتي تصبغ بها حياته الدنيوية والأخروية، فإن صلحت المبادئ والقيم في قلب الإنسان صلُحت حياته وآخرته، وإن فسدت هذه القيم فسدت معها دنياه وآخرته، فعندما توضح أعمال الأفراد الصالحين وتتكامل رسالتهم في الحياة من اجل إقامة الحق، فإنهم بذلك يصنعون الأمل الذي يحقق الرفاهية والخير والسعادة، ومن هنا نحدد أن من أهداف النهضة الحسينية صناعة الإنسان الرسالي الذي يحترم القيم والحقوق والحياة التي جعلها الله لكل الناس.
إن الأحداث المأساوية التي مرت بها واقعة ألطف بمقتل الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه وسبي النساء والأطفال بين الدول بطريقة مخالفة لأبسط حقوق الإنسان هزت الضمير الإنساني وحركته لينير طريق المصلحين والمغيّرين في مختلف المجتمعات بإرجاء المعمورة عبر التاريخ.
إن الاستغراق في تراجيديا مصيبة كربلاء بجانبها العاطفي لا يكفي من دون تنفيذ التعاليم التربوية والعقائدية الإسلامية الواعية لمنهج الإمام (ع) في حياتنا اليومية وإنهاء العادات والتقاليد غير الإسلامية التي تنتهك حقوق الإنسان، والالتزام بمقوماته المنشودة لقيادة الإصلاح في المجتمعات للنهوض والسير وفقها لتنفيذ المبادئ والقيم العليا، وعدم الاكتفاء بترديد شعارات النهضة الإصلاحية للإمام الحسين (ع) من دون إصلاح الإنسان لنفسه وجماعته والأمة.