الرئيسية / ماذا تعني موافقة الشيوخ الأمريكي على إنهاء تفويضات الحرب في العراق؟

ماذا تعني موافقة الشيوخ الأمريكي على إنهاء تفويضات الحرب في العراق؟

"Today News": متابعة 
طرحت موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على إنهاء التفويضين الممنوحين للبنتاغون، باستخدام القوة العسكرية في العراق عامي 1991 و2002، الكثير من التساؤلات حول توقيت القرار، وتأثيره على الوضع في العراق والمنطقة، وهل يعني توقف الآلة العسكرية لواشنطن عن انتهاكاتها ضد شعوب المنطقة والشرق الأوسط.
وتعليقا على القرار، يقول الكاتب والباحث العراقي في الشأن الأمني والسياسي، الدكتور خالد النعيمي، إن "المشكلة التي تواجهها شعوب ودول منطقة الشرق الأوسط مع السياسة الأمريكية في منطقتنا معقدة ومقلقة بسبب عدم توفر المصداقية لدى الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وعدم اهتمامها وحرصها على إيجاد حلول واقعية تلبي حاجات أبناء هذه المنطقة للأمن والاستقرار والتنمية".
الأكاذيب الأمريكية
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" إن "ما جرى خلال العقدين أو الثلاثة المنصرمة، كان عبارة عن حروب استنزاف للثروات والأموال تحت شعارات وحجج ثبت بطلانها، بدءا من الحرب على العراق واحتلاله وإسقاط حكومته الشرعية ونظامه الوطني، خارج الشرعية الدولية، إلى ما يسمى بـ"الربيع العربي"، الذي تم من خلاله تدمير دول عربية كانت شعوبها تعيش بنوع من الرفاهية والأمن والاستقرار مثل ليبيا وتونس وسوريا واليمن وغيرها".
وتابع النعيمي أنه "في كل الأقطار التي تم تدميرها، كانت المخالب الأمريكية ومخالب حلفائها في دول الغرب والمنطقة حاضره".
الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش خلال زيارة لمعسكر السيلية في قطر عام 2003  ومعه الجنرال تومي فرانكس قائد القيادة المركزية الأمريكية خلال حرب العراق - سبوتنيك عربي, 1920, 30.03.2023
الغزو الأمريكي للعراق عام 2003
مجلة تصف غزو العراق بـ"أسوأ كوارث السياسة الخارجية الأمريكية" منذ القرن الـ20
قبل 11 ساعة
الشرق الجديد
وأكد الباحث السياسي والأمني أن "الشرق الأوسط الجديد" الذي كانت تدعو له وتبشر به، كوندوليزا رايس، مسؤولة الأمن القومي ووزيرة الخارجية في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج دبليو بوش، والهادف إلى استلاب هوية المنطقة وثقافتها ومصالح شعوبها، لصالح أن تكون اسرائيل هي المتحكم في شؤونها، فشل فشلا ذريعا، بسبب حالة الوعي والمقاومة التي واجهت هذه المشاريع الخائبة".
إنهاء التفويض
وأشار النعيمي إلى أن "إنهاء التفويض الممنوح للبنتاغون بشأن شن الحرب في العراق عامي 1990 و2002 هو نتيجة طبيعية لهذا الفشل الأمريكي في المنطقة، وإلا بماذا نفسر موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على إنهاء تفويض البنتاغون والرئيس الأمريكي لاستخدام القوة العسكرية في العراق، أما كان الأجدر بأمريكا ونحن في الذكرى الـ20 لغزو واحتلال العراق من قبل أمريكا وبريطانيا ومن تحالف معهما، والنتائج الكارثية التي تسبب بها هذا الغزو والاحتلال من خراب وتدمير، وقتل وتهجير الملايين من أبناء الشعب العراقي، وفتح أبواب العراق والمنطقة أمام الإرهاب بكل أشكاله ومسمياته، كان الأجدر بالإدارة الأمريكية أن تعترف بأن غزوها للعراق كان جريمة كبرى، وفعل يستوجب المراجعة والاعتذار، وتعويض الدولة العراقية ومؤسساتها والمواطنين عن الخسائر المادية والمعنوية التي تسبب بها هذا الغزو".
رسائل مبهمة
وأوضح الباحث السياسي أن "مثل هذه القرارات أو الرسائل المبهمة التي تريد الإدارة الأمريكية أن تبعثها للعراقيين، بأن الكونغرس أوقف التفويض الممنوح للقوات الأمريكية بالاعتداء على العراق وضربه إلا بعد العودة إلى مجلس الشيوخ أو مجلس النواب، وما أسهل ذلك عندما ترى الإدارة الأمريكية بأن مصالحها تقتضي القيام بمثل هذه الضربات، لذلك فان مثل هذه القرارات لا تعني شيئا على الإطلاق بالنسبة للمواطن العراقي".
زوال الخطر
من جانبه، يقول الباحث السياسي العراقي، شاهو القره داغي: "إنهاء تفويض البنتاغون لاستخدام القوة العسكرية من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي، مؤشر على قناعة لدى طيف واسع من صنّاع القرار الأمريكي بحصول تغييرات جذرية وكبيرة في العراق بعد الحرب، وأن العراق أصبح حليفا لأمريكا، ولم تعد هناك مخاطر تبرر الإبقاء على هذا التفويض،على الرغم من وجود تهديدات عديدة تواجه القوات الأمريكية، مثل تحركات الفصائل المسلحة التي تنشط دائما عند تدهور العلاقات بين الجانب الإيراني والأمريكي على الساحة العراقية".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "وقد يؤثر القرار بصورة إيجابية على الحكومة العراقية، في حال اعتبارها إنجازا في مسار تحقيق الأمن، وتحسين صورة البلاد على المستوى الخارجي".
وأشار القره داغي، إلى أنه
"ليس مستبعدا أن يحظى القرار بموافقة مجلس النواب أيضا، لأنه لن يؤدي إلى عرقلة تنفيذ هجمات فورية في حال حدوث مخاطر وتهديدات عسكرية ضد مصالح أمريكا، وخاصة مع تأكيد وزير الدفاع الأمريكي بوجود تفويض منفصل باستخدام القوة العسكرية ضد المتطرفين".
30-03-2023, 21:36
عودة