الرئيسية / الحوراء زينب (ع) انموذجا فذا في قيادة المحن والأزمات

الحوراء زينب (ع) انموذجا فذا في قيادة المحن والأزمات

"Today News":
بسم الله الرحمن الرحيم
رغم معاناتها المرة والأليمة التي فاقت قدرات المرأة وهي تسمع وترى وتعيش تراجيديا مجزرة ألطف في كربلاء عام 61 هـ،
صابرة على المآسي والمحن وهي تحت ضغط المعاناة والمكابدة للمشاقّ وبما فعل الأشرار بسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) وأهل بيت خاتم الأنبياء والمرسلين محمد ( صلى الله عليه وآله)،
حيث استشهد أخوتها: الإمام الحسين (ع) وحامل لوائه العباس (ع) وشهادة اولادها محمد وعون مع صحابة سيد الشهداء، وهي تحيط بأجسادهم بدون رؤوس وممزقة بالسيوف.

وكانت النساء والأرامل من حولها في حيرة من أمرهم، وقد تعلق بها الأطفال من الذعر والعطش، وأمامهم جيش يزيد يحيط بهم من كل جانب وهم يحرقون خيامهم، ويعتدون على حرمات النساء والأطفال،

وهي في نفس الوقت تهتم برعاية أبن أخيها الإمام علي بن الحسين زين العابدين (ع) الذي كان معهم في معركة ألطف مريضاً معلولاً.

تلك المآسي لم تثنيها من قيادة شؤون العوائل والأسر والرحلة الطويلة من كربلاء الى الشام والعودة بحكمة قلة نظيرها.

انتفضت السيدة الحوراء زينب (عليها السلام) في خطبتها في مجلس يزيد فزعزعت أركانه وأفسدت عليه فرحته وانتعاشه في أخذ الثأر لبني أمية في قتل أبن بنت رسول الله (ص).

 مجسدة شجاعة وإقدام والدها الإمام علي بن أبي طالب (ع)،
وصلابة موقف والدتها فاطمة الزهراء (ع)،
وحلم وحكمة أخيها الإمام الحسن (ع)،
وجهاد وتضحية أخيها الإمام الحسين (ع)،
ووفاء أخيها العباس (ع).

 ملتزمة بالمثل العليا في الدفاع عن رسالة الإسلام وإحقاق الحق والعدل والتصدي للظلم والدفاع عن المحرومين والمظلومين.

 مؤكدة على بقاء دور أئمة أهل البيت (ع) مهما تفرعن الطغاة.

 أصبحت السيدة زينب قائدة المواجهة الجهاديّة الإعلامية في قصور الظالمين وصحارى السبي وسياط الجلّادين.

 داعمة قيادة الإمام الحسين (ع) الجهادية في المواجهة القتالية في ساحة المعركة بكربلاء،

مؤكدة على  استمرار النهضة الحسينية في كل زمان ومكان.

منتفضة ضد الطاغية، قائلة (ع):
- ( ولئن جَرَّت علَيّ الدواهي مُخاطبتَك، إنّي لأستصغرُ قَدْرَك، وأستَعظمُ تَقريعك، واستكبر توبيخك).

- ( وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد، يوم ينادي المنادي ألا لعنةُ الله على الظالمين).

- ( حَسْبُك بالله حاكماً، وبمحمّدٍ خَصيماً، وبجبرائيل ظَهيراً، وسيعلم مَن سوّى لك ومكّنك من رقاب المسلمين (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا – سورة الكف:50) وأيُّكم شرٌّ مكاناً وأضعَفُ جُنْداً.

- ( فكد كيدك، واسع سعيك وناصب جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا).

متصدية بقوة وبالتنسيق مع الإمام علي بن الحسين (ع) للدفاع عن القيم الحضارية التي استشهد من أجل إصلاحها الإمام الحسين (ع) وأهل بيته الكرام.

أنهم الصادقون حقا في معتقداتهم، الصابرون والثابتون في مواقفهم رغم التحديات الخطيرة التي جابهتهم في أجواء قل نظيرها من الانتهاكات القاسية والواسعة لحقوق الانسان.

ثلاث نساء وقفن مع ثلاث رجال لحماية الكرامة الإنسانية والرحمة الربانية للبشرية،
السيدة خديجة الكبرى (ع) مع رسول الإنسانية محمد (ص)،
و سيدة نساء العالمين الزهراء (ع) مع أمير المؤمنين علي (ع)،
و السيدة الحوراء زينب (ع) مع الإمام الحسين (ع) سيد شباب أهل الجنة.

             وليد الحلي
15رجب1444-7شباط2023
7-02-2023, 20:55
عودة