الرئيسية / الاطار قوي بتماسكه

الاطار قوي بتماسكه

"Today News": بغداد 
منذ الاعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية قبل عدة أشهر، وقوى الاطار التنسيقي تظهر تماسكا قويا صمد أمام كثير من المغريات والتهديدات والابتزاز الذي طرحته قوة واحدة تريد الانفراد بادارة البلاد والتحكم بالدولة خارج الاطر السياسية والتفاهمات التي قامت عليها العملية السياسية.
إن تماسك قوى الاطار التنسيقي حقق حتى الآن نتائج مهمة فقد تمكن من نسف مشروع التفرد بذريعة الاغلبية السياسية وبينما كان الاطار يسير دائما نحو مزيد من الوحدة واستقطاب القوى والنواب كان الطرف الآخر يتهاوى دائما في الخلافات والانشقاقات ويتعرض لهزائم سياسية حيث انتهت المهل التي اقترحها الى لاشيء وتبين انه لايمتلك أي حلول لإنقاذ نفسه من الاحراجات والفشل لذلك إتجه الى التشهير وتوجيه الاتهامات غير الواقعية لقيادات ومكونات الاطار التنسيقي بهدف تشويه الصورة أمام المواطنين.
لقد كانت حصة رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي من الهجمات هي الاكبر نظرا لمعرفة الجميع بدوره المحوري في قيادة القوى المتصدية لمشروع التفرد والاستبداد الجديد، فرغم ان الاطار يدار بقيادة جماعية إلا ان دور المالكي كان محوريا نظرا لخبرته السياسية ومعرفته بتفاصيل ادارة الدولة وببواطن الامور وبنوايا الاطراف التي تعامل معها طويلا قبل وبعد 2003.
كان المالكي من أول الدعاة لحكومة الاغلبية لكنه في نفس الوقت كان جدار الصد الاول الذي كشف ان شعار الاغلبية الذي يرتفع اليوم انما هو كلمة حق يراد بها باطل لأن جوهر المشروع الحالي هو التفرد والاستبداد وليس دولة المؤسسات التي تدار وفقا للدستور والقوانين، ونظرا للاحترام الذي يتمتع به المالكي عند مختلف الاطراف السياسية فإن طروحاته تلقى اهتماما حتى من القوى خارج الاطار التنسيقي وبينها قوى قريبة من الطرف الآخر.
إن القيادة الجماعية للاطار التنسيقي التي تضم بالاضافة الى المالكي كلا من السيدين فالح الفياض وهادي العامري وآخرين، لها خبرة كبيرة في العمل السياسي قبل وبعد 2003، وتدرك ان وحدتها وتماسكها هي الطريق الوحيد لنسف مشروع التفرد والاستبداد الذي كشر عن انيابه سريعا وراح يسعى لفرض ارادته بعيدا عن الضوابط السياسية والثوابت الوطنية والاعراف المعتمدة، فهو يسعى لتشريع قوانين مخالفة للدستور للاستيلاء على المال العام واستغل سيطرته على رئاسة البرلمان لفرض شخصيات معينة على اللجان النيابية وتحييد واسكات اي معارضة بطرق غير قانونية ولا اخلاقية كما حدث مع النائب باسم خشان.
وخلافا لكل الاتهامات، أثبتت قيادة الاطار التنسيقي خلال الاشهر الماضية رفضها للتدخلات والضغوطات الخارجية وتجنبها لمنهج التهديد والوعيد والابتزاز وتمسكت بعراقيتها وبابعاد البلاد عن سياسة المحاور الخارجية.
إن تماسك الاطار التنسيقي هو عامل قوته الاكبر الذي يجب الحفاظ عليه وتعزيزه عبر المبادرة لطرح رؤى سياسية مستقبلية تمس حياة المواطنين وتبني مرشحين أقوياء ونزيهين للمناصب ووضع برنامج رقابي لمكافحة الفساد، حتى لا يكون الاطار محدودا بظرف تشكيل الحكومة وانجاز التحالفات الكتلوية داخل البرلمان، ولن نستغرب إذا ما اعلن الاطار التنسيقي قريبا عن خطوة نحو تشكيل التحالف الاكبر وجمع كل او معظم القوى السياسية في مشروع لإنقاذ العراق كله.
13-05-2022, 23:35
عودة