استطلعت صحيفة الغارديان البريطانية اراء العراقيين على موت وزير الخارجية الامريكي الاسبق كولن باول ، مبينة انه في بلد لايزال يعاني من آثار الغزو الكارثي فان كولن باول كان يمثل وجه العدوان الامريكي الذي تسبب بمقتل ما يقدر بنحو 200 الف عراقي وادى الى عقدين من الفوضى الداخلية واهاج الاضطرابات والعنف والارهاب في المنطقة .
وذكر التقرير ان ” وفاة وزير الخارجية الامريكي الاسبق لم تكن مؤلمة من قبل الكثيرين في بلد لا يزال يصارع تداعيات الاحتلال الكارثي والتمرد الارهابي الذي أعقب غزو 2003 وهو الصراع الذي اعترف باول نفسه لاحقًا بأنه وصمة عار على إرثه”.
واضاف انه ” في مدينة الموصل التي تحملت العبء الاكبر من الحرب على تنظيم داعش كانت عبارات الناس تحمل الكثير من القسوة ولاترحم في معظم الاحيان حيث قال خالد جمال ، أحد سكان المدينة إن “أمريكا جعلت العراق أسوأ لأنهم دمروا البلد بأكمله ، وكان باول جزأ مهما في ادخال الفوضى الى البلاد لأنه كان الكاذب الرئيسي الذي قدم أسبابًا غير موثوقة لأمريكا لمهاجمة العراق”.
من جانبها قالت المواطنة الموصلية سهى المطلك ” لقد تسبب باول بموت في مقتل أبناء عمي واحتياج عائلتي للعيش في المخيمات لمدة ثلاث سنوات”.
وبين التقرير ان ” السياسيين العراقيين ظلوا صامتين كما فعلت ذلك وسائل الاعلام العراقية فيما اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي بالانتقادات لدور وزير الخارجية الامريكي الاسبق في تسهيل عملية غزو البلاد “.
من جانب آخر قال منتظر الزيدي الذي ألقى حذائه على بوش في مؤتمر صحفي في بغداد عام 2008 ” لقد حزنت لوفاة كولن باول دون أن يحاكم على جرائمه في العراق لكنني متأكد من ان محكمة الله بانتظاره”.
وعلى النقيض من كل ذلك، كان لدى الاكراد في شمال العراق موقف مغاير حيث قال بعض السكان إن باول دفع قضية الأكراد بالمساعدة في هزيمة الديكتاتور العراقي، فيما عبر رئيس وزراء الاقليم مسرور بارزاني عن حزنه ، زاعما ان باول ساعدهم في تخليص البلاد من الديكتاتورية بحسب قوله ، فيما قال المحاضر في القانون الدولي بجامعة صلاح الدين هلمت غريب ان باول كان كان أحد أسباب فوز الأكراد بإقليم ذاتي الحكم في عام 1991، مشيرا الى ان “امريكا لم تكن مخطئة بغزو العراق ” بحسب زعمه .