الرئيسية / أربعينية الوفاءِ للبذلِ والعطاءِ

أربعينية الوفاءِ للبذلِ والعطاءِ

"Today News": بغداد 

قبلَ 1400 عاما حدثتْ على رمضاءَ كربلاءَ أبشعَ جريمةً نكراء عرفها وجهُ التاريخِ البشريِ جرتْ بعد منازلةٍ غيرِ متكافئةٍ وقف في طرفها ثلةً منْ أطهارِ بيتَ النبوةِ بقيادةٍ أمام مفترضٍ الطاعةِ خرجَ يطلبُ الإصلاحُ في أمةِ جدهِ صلى اللهُ عليهِ والهٌ وأرادَ أنْ يقيمَ عدلاً وقسطا في الأرضِ بعدَ أنْ ملئت ظلما وجورا مصطحبا ومقدما آلْ بيتهُ وخيرةُ أصحابهِ قرابينَ على مذبحها ، بعدُ أنْ صرحَ بصوتٍ عالٍ لا خائف ولا وجل
( ألا وإنَ الدعي بنْ الدعي - ابنْ زيادْ - قدْ ركزَ بينَ اثنتينِ ، بينَ السلةَ والذلةَ ، وهيهاتَ منا الذلةُ ، يأبى اللهُ لنا ذلكَ ورسولهِ والمؤمنونَ ، وحجورَ طابتْ وطهرتْ ، وأنوفَ حميةٍ ، ونفوسَ أبيهِ ، منْ أنْ نؤثرَ طاعةُ اللئامِ على مصارعِ الكرامِ ، إلا وإني زاحفٌ بهذهِ الأسرةِ على قلةِ العددِ وخذلانٍ الناصرْ ) ….

ووقفَ في طرفها الآخرَ أشرَ خلقُ اللهِ وأفسدَ منْ عليها واسوءْ منْ حرفِ الدينِ وأشاعَ الكفر وأباحَ المحرماتِ وحكم بالباطلِ وانتهكَ حرمةَ الإسلامِ وغرته الدنيا وباعَ حظه بالارذلْ الأدنى وشرى أخرته بالثمنِ الاوكسْ . . . وراحَ ينشدُ مهلاً مستهلا
 ( لست منْ خندفْ إنَ لم انتقم
منْ بني أحمدْ ما كانَ فعل
لعبتْ هاشمْ بالملكِ
فلا خبر جاءَ ولا وحي نزل )

منازلةً انتصرتْ بها دماءُ النحورِ على حقدِ السيوفِ وخسرَ وماتَ اسوءْ ميتةً منْ توهمَ بنصرٍ زائفٍ ولمْ يتمكنْ رغمَ غزارةِ الدماءِ وحصدَ الرؤوسَ التي لمْ يسلمْ منها حتى الأطفالِ والرضعِ أنْ ينتزعَ تأييدا لحكمٍ فاسدٍ ومغتصبٍ منْ أصحابهِ ولوْ بكلمةٍ واحدةٍ بلْ واجهَ ردا مزلزلاً سيبقى شهادةً بوجهِ الظالمينَ حتى قيامِ الساعةِ في أكبرِ خطبةٍ إعلاميةٍ في التاريخِ صرختْ بها امرأةٌ منْ بيتٍ آلَ محمدْ في عقرِ دارِ الحاكمِ الفاسدِ صارخةً بوجههِ " …
(فكدِ كيدكَ ، واسع سعيكَ ، وناصبٌ جهدكَ ، فو اللهِ لا تمحو ذكرنا ، ولا تميتُ وحينا ، ولا تدركُ أمدنا)
لتتحققَ نبؤتها وهايَ كربلاء اليومِ بعدَ أنْ حصلتْ وقائعَ الجريمةِ على أرضها تتشرفُ بالطهارةِ والتقديسِ وهيَ تحتضنُ بينَ جنباتها الجسدَ الشريفَ للإمامِ الحسينْ عليهِ السلامُ والأجسادُ الطاهرةُ منْ آلْ بيتهُ وأصحابهُ وبقيتْ على مدارِ الزمانِ تشهدُ سنويا ملحمةً كونيةً للتضامنِ معَ شهداءِ البذلِ والعطاءِ وهمْ يدافعونَ عنْ حياضِ الإسلامِ وإقامةِ منهجِ العدالةِ والحقِ التي تمثلها الإمامْ الحسينْ وآلَ بيته وقدْ تشرفوا أنَ جعل لله لهم جعلا تكوينيا أفئدةً منْ الناسِ تهوي إليهم منْ كلِ أصقاعِ الأرضِ ملبينَ نداءً "هل منْ ناصرْ ينصرنا" ومعبرةً عنْ الالتزامِ بمنهجِ الإسلامِ الحقِ والوفاءِ والتضحيةِ لتلكَ الأنفسِ الزكيةِ منْ آلَ بيت المصطفى محمدْ وتبقي زحفها في زيارةِ الأربعينَ أبديا يحتفظُ بسرِ وقوةُ حضورها الوجدانيِ والتعبويِ في ضميرِ الأمةِ وترسمُ حقيقةٌ أنَ هناكَ أمامَ مفترضٍ الطاعةِ وقائدٍ وزعيمٍ إصلاحيٍ ورساليِ ملهمُ صنعِ نهضةِ وثورةِ إنسانيةٍ لنْ ينطفىء  وهجها حتى قيامِ الساعةِ وهيَ نبراسْ للأحرارِ في العالمِ وتعلم أنَ الكثيرَ منْ دوائرِ الاستكبارِ العالميِ تدركُ حقيقةً أنَ سرَ وقوةُ بقاءِ وهجِ الإسلامِ الحقيقيِ مشعا منْ خلالِ هذهِ المرتكزاتِ الإيمانيةِ ولا يمكنُ أنْ تقهرَ أوْ تموتُ طالما بقيَ هذا النبراس في قلوبِ الأجيالِ المؤمنةِ الذي يشكلُ فيهِ هذا الزحفِ المليونيِ المتنوعِ تعبيرا ولائيا وتضامنيا لمنهجِ ورسالةِ أبي الأحرارَ الإمامْ الحسينْ مصلحْ الأمةِ وملهما التغييريُ ، ومهما حاولَ الأعداءُ منْ الجهلةِ والمندسينَ والأميينَ في تشويهِ منهجيتها أوْ العبثِ في صورها الناصعةِ فلنْ يؤثرَ في بنيويتها كشعيرةٍ فاعلةٍ ستبقى خالدةً تضيءُ دروبَ الأحرارِ في العالمِ حتى قيامِ الساعةِ .
27-09-2021, 17:54
عودة