الرئيسية / منشأت عراقية بنيت بأيد أجنبية

منشأت عراقية بنيت بأيد أجنبية

"Today News": بغداد 
فنادق بغداد بين الماضي والحاضر (٢-٢)

الثمانينيات عصر الفنادق الفخمة العالية
من أجل كسب تأييد المجتمع الدولي بذل النظام العراقي جهوداً لاستضافة مؤتمر حركة عدم الانحياز السابع في بغداد عام ١٩٨٢. ورغم أن الحركة رفضت عقد المؤتمر في بغداد لأسباب أمنية بعد حدوث انفجارات كبيرة في بغداد، لكن النظام كان قد بدأ ببناء مرافق القمة الدولية وتضم فنادق خمسة نجوم وقصر المؤتمرات حيث سيعقد المؤتمر، وقصور لقادة الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز.
تم اختيار موقع بين ساحة الفردوس في شارع السعدون وشارع أبو نؤاس فندقين فخمين هي شيراتون وميريديان ، إضافة إلى فندق الرشيد في كرادة مريم.
 
 
 
فندق شيراتون عشتار
تم إنشاء الفندق عام ١٩٨٢ وكان من تصميم المعماريون المتعاونون TAC ، The Architects Collaborative وهي شركة معمارية أمريكية أسسها المعماري فالتر غروبيوس Walter Gropius وسبعة من المهندسين المعماريين الشباب في عام ١٩٤٥ في ولاية ماساشوستس الأمريكية.
تخصصت (تاك) في بداية عملها بالأبنية المدرسية ، وأنجزت عدداً من المشاريع الناجحة، وكانت تحظى باحترام كبير لمجموعتها الواسعة من التصاميم. وتعد واحدة من أكثر الشركات البارزة في الحداثة بعد الحرب العالمية الثانية. ومن بين الأعمال التي صممتها الشركة ، مركز جامعة هارفارد عام ١٩٤٩-١٩٥٠ ، السفارة الأمريكية في أثينا ن مركز الفنون والاتصالات ومبنى إيفانز للعلوم في أكاديمية فيليبس في أندوفر بولاية ماساشوستس وكلاهما في عام ١٩٥٩. كما قامت بتصميم جامعة بغداد عام ١٩٥٧ .
 
شيد فندق شيراتون على موقع صغير مثلث الشكل بين شارعي أبي نؤاس والسعدون. يتألف الفندق من ٢٠ طابقاً ، ومن كتلتين الأولى برج عالي على شكل حرف L تطل على نهر دجلة ، والكتلة الثانية عبارة عن فناء داخلي كبير تمثل مدخل الفندق. استخدمت في واجهات الفندق المشبكات الخشبية المشابهة لما مستخدم في فندق شيراتون البصرة المصمم من قبل نفس الاستشاري، إذ وضعت هذه المشبكات على شرفات الغرف لتقليل حدة إبهار الضوء والحرارة الناجمة عن أشعة الشمس.
ويحتوي الفندق على 310 غرفة ، إضافة لأكثر من 50 جناحا صغيرا وخاصا وأجنحة رئاسية، كما يحتوي على قاعات خاصة لعقد المؤتمرات والاجتماعات، ومسبحا وكافتريا وحمامات بخار وصالونات
تجميل.
وكان الفندق مقراً للصحفيين ومراسلي الصحف والوكالات العالمية كهيئة الاذاعة البريطانية وCNN ينقلون الحداث مباشرة على الهواء في حرب عام ١٩٩١ وطرد القوات العراقية من الكويت ، ثم حرب ٢٠٠٣ التي انتهت بسقوط نظام صدام. إذ كانت كاميرات المراسلين تنقل مباشرة أحداث قصف بغداد في ١٩ أذار ٢٠٠٣ وما تبعها من معارك. كما نقلت مشهد سقوط تمثال صدام الموجود في ساحة الفردوس المقابلة للفندق.
 
فندق شيراتون البصرة
 
يعتبر فندق البصرة الدولي أو (الشيراتون) سابقا أكبر وأفخم فندق في جنوب العراق
باحتوائه على 200 غرفة وسبعة أجنحة رئاسية وخمسة مطاعم وحوض سباحة خارجي ونادي رياضي وخدمات مصرفية وحدائق وقاعة مؤتمرات فخمة. أعيد افتتاحه عام ٢٠١٠ بعد اعادة تأهيله بكلفة 55 مليون دولار بعد أن تم تدميره عام ٢٠٠٣ أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق. ويقع الفندق على ضفاف شط العرب وعلى شارع كورنيش البصرة . وكان التصميم الأساسي للفندق يحاكي التراث المعماري للمدينة حيث أن واجهة الفندق كانت تطل منها شرفات خشبية كبيرة على غرار " بيوت الشناشيل " التي تعرضت معظمها إلى الاندثار في السنوات الأخيرة، فيما قامت الشركة المنفذة لمشروع إعادة تأهيل الفندق بوضع شرفات زجاجية زرقاء اللون بدل الشرفات الخشبية.
 
 
فندق فلسطين
(ميريديان سابقا) أحد فنادق شركة ميريديان الفرنسية Le Méridien التي تمتلك العشرات من الفنادق في أنحاء العالم . يقع في قلب العاصمة العراقية بغداد. ويطل الفندق على ضفاف نهر دجلة بالقرب من شارع ابي نؤاس وساحة الفردوس. بني الفندق في فترة السبعينات من القرن العشرين في زمن كان العراق بلدا يجذب الكثير من السائحين الأجانب. وقد اكتسب الفندق شهرة عالمية بعد حرب الخليج الثالثة وبعد الغزو الأمريكي للعراق عام ٢٠٠٣، لتعرضه للقصف بالمدفعية من قبل الجيش الأمريكي الذي دخل إلى مدينة بغداد لأسقاط نظام صدام حسين. وفي تلك الأثناء كان الفندق يحوي على مكاتب القنوات الإخبارية العالمية، وكانت تبث تقاريرها المباشرة من على سطح المبنى، الأمر الذي أدّى إلى جرح بعض الاعلاميين ومقتل مصورين كانوا في الفندق اثناء القصف. كما وتعرض الفندق لهجمات وتفجيرات في فترة الاضطراب الأمني التي تلت الغزو الأمريكي للعراق.  
 
فندق الرشيد
وهو من الفنادق الفخمة الذي بوشر به عام ١٩٧٨ وانجازه عام ١٩٨٢. وقد تم بأسلوب تسليم المفتاح (تصميم وتنفيذ) من قبل شركة سكانسكا السويدية SKANSKA . يتألف الفندق من بناية برجية ذات ١٧ طابقاً ، وجزء آخر بارتفاع منخفض يغطي جزءاً كبيراً من الموقع.
يضم الفندق ٥٠٠ غرفة، وأجنحة وقاعات للاحتفالات والمناسبات تتسع ل ٧٠٠ شخصاً، ومطاعم وكازينو مع حديقة شتوية ومسبح صيفي. شيد الفندق بمواصفات عالية حيث استخدم فيه المرمر والكريستال السويدي. ووضع مظلات خرسانية أمام الشبابيك لكسر أشعة الشمس. وتم تأثيثه بأنواع الأثاث الفاخر من المقاعد والأسرة والثريات واللوحات والسجاد والديكورات الشرقية لخلق أجواء ألف ليلة وليلة من ليالي هارون الرشيد. وقد من المقرر استضافة الملوك والرؤساء والوفود في قمة عدم الانحياز التي نقلت إلى الهند عام ١٩٨٣ .  في عام ١٩٩٣ تعرض الفندق لضربة صاروخية أمريكية التي أحدثت أضراراً مادية وبشرية.

فندق بابل
واسمه الكامل فندق بابيلون ورويك Babylon Warwick Hotel ويقع على ضفاف دجلة في منطقة الجادرية. صمم الفندق على شكل زقورة بابلية أو هرم مدرج من قبل المهندس المعماري السلوفيني إدوارد رافينكار ليكون في مدينة بودوا في الجبل الأسود في يوغسلافيا السابقة. ثم ألغي المشروع وأخذت التصاميم ليبنى في الموقع الجديد في بغداد. تم افتتاح الفندق عام ١٩٨٢ باسم فندق أوبروي بابيلون. وقامت بإدارته شركة أوبروي للفنادق والمنتجعات. وقامت المهندسة المعمارية سونيتا كولي داخل الفندق. بعد حرب الخليج عام ١٩٩١ غادرت الشركة الفندق وصار يدار من قبل القطاع العراقي.
في تشرين الأول عام ٢٠١٤ انضم فندق بابل لسلسلة فنادق ورويك، حيث عملت الشركة الدولية على إعمار وتطوير الفندق ليصبح أحد الفنادق الراقية.
يتألف الفندق من ١٨ طابقاً تضم  ٣٠٠ غرفة وجناح عصري بمساحات فسيحة ، إضافة إلى ثمانية مطاعم وكافتيريا وقاعات اجتماعات ومناسبات وأخرى للأعراس، ومسبح صيفي وآخر مغلق ومركز لياقة وملعب تنس ومنتجع صحي سبا ومواقف للسيارات بطابقين. والفندق خال من الكحول.
 
فندق المنصور ميليا
 
فندق المنصور من أوائل فنادق العاصمة العراقية بغداد، يقع على ضفاف نهر دجلة، بالقرب من جسر السنك. أُنشئ في سبعينيات القرن العشرين، وجرى افتتاحه في بداية عام ١٩٨٠. كان يعُرف باسم المنصور ميليا.
سُمي الفندقُ نسبة إلى أبي جعفر المنصور، مؤسس بغداد العاصمة العباسية. ويقع الفندق على الضفة الغربية من نهر دجلة مباشرة، في منطقة الكرخ تحديدًا، وبالقرب من جسر السنك، ومقابل بنايتي الإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح ومحافظة بغداد. وبسبب شكله المعماري، أتيح لكل الغرف والأجنحة أن تطل على النهر، وقد أخذ طرازه المعماري شكل سفينة مقدمتها تتجه إلى النهر ومؤخرتها نحو حي الصالحية.
مُنِحت إدارة الفندق في بداياتهِ لشركة ميليا الإسبانية( بالإسبانية: Sol Meliá))، وبسبب ذلك عُرِف باسم المنصور ميليا، وهو من أوائل الفنادق الكُبرى في العاصمة العراقية بغداد، وذلك قبل أن تُبنى الفنادق الأخرى مثل: فندق بابل في الكرادة، وفندق الرشيد في الكرخ، وفندق عشتار (الشيراتون سابقًا) وفندق فلسطين (ميريديان سابقًا) في الرصافة وما سواها من الفنادق، وقد تحول هذا الفندق إلى مركز لإقامة النشاطات الاجتماعية والثقافية، وصولًا إلى النشاطات السياسية، حيث كان أحد المقرات الرسمية لاستقبال الوفود التي تزور العراق، وشهد انعقاد مؤتمراتٍ سياسية وثقافية، أبرزها دورات مهرجان المربد الشعري.
يضم الفندق 300 غرفة وجناح تم تطويرها حديثاً، ثمان مطاعم، منتجع صحي وبركات سباحة داخلية وخارجية، وقاعات للاجتماعات.
يحتوي الفندق على 17 طابقًا، مساحة كل طابق 2400م2، باستثناء طابقين للاستعلامات والخدمات فكانا بمساحة 6000م2. وقاعة اجتماعات حديثة تتسع لـ 800 شخص. وثلاث مسابح صيفية دائرية بأطوال مختلفة (11م و 15م و 30م). وكازينوهات متعددة ومساحة الواحد منها 1200م2. وساحة وقوف تستوعب 3000 سيارة.
بعد سقوط النظام عام ٢٠٠٣ وانفتاح العراق على العالم سياسيا واقتصاديا ومالياً واجتماعياً وثقافياً ازدهرت حركة السياح ورجال الأعمال والوفود ، إضافة إلى زوار العتبات المقدسة. صاحب ذلك إنشاء مئات الفنادق من مختلف الدرجات وخاصة الخمس والأربع نجوم في بغداد والبصرة والنجف الأشرف وكربلاء المقدسة. ففي كربلاء وحدها يوجد قرابة (٤٠٠) فندقاً مزودة بخدمات عالية. وفي بغداد تم إنشاء فنادق أخرى مثل فندق كورال بغداد، فندق ركن كهرمانة بغداد، فندق إنتر، فندق قصر الشناشيل، كورال بالاس، فندق مطار بغداد، فندق البرهان، فندق بيليتوم، وأخرى.
المصادر
- موسوعة ويكيبيديا
- موسوعة العمارة العراقية ، ج ١ ، محمد رضا الجلبي
23-03-2021, 10:20
عودة