الرئيسية / هكذا اصبحت مناطق غرب العراق سوقاً لتعاطي المخدرات والاتّجار بها

هكذا اصبحت مناطق غرب العراق سوقاً لتعاطي المخدرات والاتّجار بها

"Today News":بغداد 

تراهن القوات الامنية في محافظة الانبار على الحد من ظاهرة تجارة وتعاطي المخدرات والخمور الرائجة في المحافظة، واقضيتها ونواحيها خلال السنوات الاخيرة التي اعقبت تحريرها من فلول داعش الارهابي.

اذ تصدرت الانبار محافظات العراق بارتفاع نسبب الشباب المتعاطي للمخدرات رغم اعتقال القوات الامنية لعشرات من التجار في مناطق مختلفة من مدن المحافظة بشكل يومي كان اخرها اعلان قائد عمليات الأنبار، اللواء الركن ناصر الغنام، السبت (03 تشرين الأول 2020)، عن إحباط أكبر عملية لتهريب المخدرات إلى محافظتي بغداد والانبار قادمة من الاردن.

فيما اكد قائد شرطة الانبار الفريق هادي رزيج كسار الى انه وخلال الاشهر الثلاثة الماضية تم القاء القبض على (51 متهماً)، بعملية المتاجرة بالمخدرات وتم ضبط اكثر من ربع مليون حبة مخدرة هربت للأنبار عبر سوريا.

الى ذلك كشفت تقرير لمفوضية حقوق الانسان في العراق عن بلوغ عدد قضايا تجارة وتعاطي المخدرات هذا العام في المحافظات العراقية إلى 4594، باستثناء إقليم كوردستان، إذ أكد عضو المفوضية، فاضل الغراوي، إن "تجارة وتعاطي المخدرات أصبحت ظاهرة تهدد الأسرة والمجتمع، وهناك أسباب رئيسة شجعت على ازدياد معدلاتها، منها أسباب اقتصادية أو اجتماعية أو نفسية أو تتعلق بضعف الوازع الديني أو زيادة معدلات العنف الأسري أو الجانب الأمني".

واشار الى أن "أعداد الموقوفين والمحكومين في قضايا تجارة وتعاطي المخدرات لعام ٢٠١٨ بلغ ( ٩٣٢٨ ) في حين سجل عام ٢٠١٩ ( ٦٤٠٧ ) قضية أما عام ٢٠٢٠ فمنذ بداية هذا العام ولغاية ١ ايلول ٢٠٢٠ فان عدد الموقوفين والمحكومين في قضايا تجارة وتعاطي المخدرات بلغ ( ٤٥٩٤ ) ما عدا إقليم كوردستان"، لافتا إلى أن "مادتي الكريستال وكبتاكون ( صفر -١) هي أكثر المواد الصناعية استخداما بتعاطي المخدرات في العراق".

الغراوي اشار الى  أن"  افادات اكثر من 100 متعاطٍ وتاجر للمخدرات كشفت بأن "الذكور اكثر تعاطيا للمخدرات بنسبه 89,79% وبواقع 6672 موقوفاً ,فيما كشفت بأن نسبه الاناث بلغت 10,2% وبواقع 134 موقوفة . لافتا الى ان الفئات العمرية الاكثر تعاطيا تراوحت بين 29-39 تليها الفئة العمرية من 18 -29 سنة بنسبة 35.23%.

مراقبون عزوا تفشي الظاهرة بنطاق واسع في الانبار يعود لوجود خلايا نائمة لتنظيم داعش الارهابي، يستهدف شريحة الشباب بخطط ممنهجة يسعى من خلالها لأحياء بذور التنظيم الارهابي فيها، فما اعتبرها اخرون وسيلة للكسب السريع لتجار الازمات.

 اذ يقول الخبير في شؤون الجماعات الارهابية محمد الربيعي ان "اغراق الشباب الانباري بالخمور والمخدرات خطط مدروسة تنفذها الخلايا النائمة لتنظيم داعش"، لافتا الى ان" اكثر من 60% من المتعاطين بحسب الاحصائيات الرسمية هم  من المراهقين ومن الذي يعانون من البطالة وقله فرص العمل لذلك فهم فريسة سهلة لأحياء مشروع داعش المندحر فيها وتربة خصبة لزرع بدوز التنظيم واحياءه من جديد ".

وأضاف الربيعي:"الكثير يرمي بالاتهام لتفشي هذه الظاهرة بساحة القوات الامنية وانشغالها بملاحقة الدواعش بإطار أمنى دون الاكتراث لمتابعة تجار المخدرات والخمور، وتفشي التعاطي بين شريحة واسعة من شباب المحافظة حتى وصل للمدارس والجامعات".

طريق الحرير الصحراوي

اما الخبير الامني فاضل أبو رغيف فطرح جملة من الاسباب والتي كانت وراء اتساع دائرة تعاطي وتجارة المخدرات والخمور في الانبار، اذ يرى انها "جاءت تبعا لأسباب متعددة ابرزها يعود لما بعد تحرير محافظة الانبار من تنظيم داعش اذ اصبحت حركة التجارة الرسمية وغير الرسمية تمارس بشكل واسع واكبر من ما سبقها في سنوات مضت مؤكدا بأن" الانبار شهدت بعد عمليات التحرير حركة مكوكية  لمفارز جوالة  تقتل وتعتقل كل من  يمشي او يسير او يعبر الامر الذي كان يضيق الخناق على تجار الكسب الحرام".

واضاف ابو رغيف ان "استقرار الوضع الامني في الانبار فتح شهية تجار الحشيش والمخدرات متزامنا مع وجود تجار عراقيون في سوريا فقدوا الكثير من الاموال والتجارة ولجوء الى تجارة المخدرات والحشيشة كوسيلة سهلة للكسب السريع".

 ونوه ابو رغيف الى ان" التسهيلات التي يقدمها الطريق الصحراوي من جهة غرب العراق على الحدود الفاصلة مع دول الجوار في سوريا والسعودية والكويت والاردن كان بمثابة طري سالك لإنعاش تجارة المخدرات والحشيشة والخمور على اختلاف انواعها على عكس الطريق العمراني او المنافذ البرية الاخرى فكانت هذا العوامل مجتمعة سبلاً مشجعة لتكون الانبار في صدارة المحافظات العراقية بتجارة المخدرات ".

مراكز للمعالجة والتأهيل

استفحال الظاهرة وانعكاساتها على المجتمع الانباري خصوصا شريحة الشباب كان له تداعيات خطيرة دفعت الكثير من المنظمات الإنسانية والمدينة لمناشدة الحكومة المركزية في بغداد لدعم المحافظة عبر انشاء وتأهيل مراكز معالجة تعاطي المخدرات ودعوة الحكومة المحلية الى محاربة المتاجرة العلنية للخمور بعد انتشار محالها بشكل علني.

ياسمين المحمدي، ناشطة مدنية، ضمن فريق شباب الانبار للسلام، اكدت تفشي وجود كبير وغير مسبق لتعاطي المخدرات على انواعها بين الشباب حتى اختراقها لأروقة المدارس والجامعات.

وتتحدث ياسمين عن نسبة كبيرة جداً للمتعاطين يقابلها قلة مراكز المعالجة والتأهيل الحكومي مطالبة الحكومة المحلية في الانبار، والحكومة المركزية في بغداد، لإيجاد حلول سريعة لتفادي ما سيكون أعظم عبر استغلال الشباب في الجرائم المختلفة منها عمليات السطو المسلح والمتاجرة بالبشر، نتيجة قلة فرص العمل، وحالة الركود المجتمعي المتزامنة مع جائحة كورونا الامر الذي يجعل الشباب لقمة سائغة بيد تجار الحرام".

وتابعت: آفات المخدرات أصبحت من أكثر الآفات خطر على الشباب في المجتمع العراقي أصبحت مهنة لأشخاص محترفين في كيفية تسويقها وتورط الشباب والأطفال على الإدمان، لذلك وجب على الجميع محاربة هذه الظاهرة قبل خروجا عن السيطرة.



22-10-2020, 11:12
عودة