الرئيسية / كورونا يغير عادات نوم الاطفال. مختصون يحذرون :مقبلون على وباء نفسي

كورونا يغير عادات نوم الاطفال. مختصون يحذرون :مقبلون على وباء نفسي

"Today News":خاص 

كثيرة هل العادات والسلوكيات التي غيرها  فايرورس كورونا منذ هجومه على العالم فبعد تراجع الكثير من الفعاليات الانسانية العالمية يتدخل كورونا وسط الاسر  ويغير عاداتها واسلوب حياتها فمن الحذر والوقاية  والمكوث في المنزل حتى تغير اوقات النوم اذ  يشكو الكثير من الاباء والامهات  تغير اوقات النوم لأطفالهم ويجدون صعوبة في تثبيت مواعيد نومهم ، اذ يواجه الكثير منهم صعوبات إقناعهم بضرورة الاستيقاظ مبكراً، في ظل غياب الدراسة أو أي من النشاطات الصيفية المعتادة.

اباء وصفوا اولادهم ب(الخفافيش ),  بعد ان استبدلوا سبات  الليل بالنهار وحولت ساعات النهار  الى قيلولة طويلة الامد تضاربت خلالها  ساعات اكلهم وتواصلهم مع الاسرة والمجتمع والاكتفاء بالعالم الافتراضي ومجالستهم الليلة لهواتف الخلوية.

علماء واطباء نفسيون وصفوا الحالة بالكارثية ة لتأثيراتها الخطيرة بتدمير خلايا الاطفال المشكلة لمداركهم العقلية المستقبلية,  فيما يشهد  العالم المفجوع ب(كورونا ), نتائج غير مرضية عن تأثيرات قلة النوم عند الاطفال .

امراض نفسية

 اذ اطلق  مسح شمل 2700 شخص ببريطانيا، إنذاراً مبكراً حول التأثير السلبي طويل الأمد لفيروس كورونا على نوم الأطفال , اذ ويعزز المسح ورقة منشورة حديثاً من مجلة علم نفس الطفل، تشير إلى احتمال ظهور مشاكل النوم أو تفاقمها أثناء الوباء.

وبحسب  الاستطلاع  فقد وجد أن 70% من الأطفال تحت سن 16 سنة ينامون في وقت متأخر، ولكنهم أيضاً يستيقظون متأخرين (57%),ووجدت أن الأطفال أصبحوا يعتمدون بشكل كبير على التكنولوجيا، حيث أفاد ما يقرب من 74% من الآباء بأن أطفالهم يستخدمون الأجهزة الإلكترونية فترات أطول.

كما قال 76% من الآباء إن تداعيات فيروس كورونا أثرت على قدرتهم في الحفاظ على الروتين، وفرض القوانين والبقاء صبورين, كما أبلغ أكثر من نصف هؤلاء الآباء عن اضطراب متوسط إلى شديد في قدرتهم على إدارة شؤون الأولاد بشكل فعال.

وفي شهر مايو/أيار 2020، أجرى باحثون من جامعة King's College London مسحاً ضم 2554 شخصاً؛ للتحقق من كيفية تأثير تفشي الفيروس على نومهم.

قال ما يقرب من نصف الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً، إنهم كانوا ينامون ساعات أقل مما كانوا عليه قبل حالة الإغلاق, كما أفصح ثلث الذين تتراوح أعمارهم بين 35 سنة وما فوق عن الأثر نفسه.

اباء وامهات يعانون

 يقول مروان خليل 44 عاما اعلامي ويمارس دور العمل الانساني في ظل جائحة كورونا انه " يعاني من تأخير اطفاله عن النوم والسهر حتى ساعات تصل غالبيتها حتى الفجر , مروان وهو اب لثلاثة ابناء اكبرهم علي 14 عاما واصغرهم زهراء ثلاثة اعوام  يقول انه حاول مرارا تعديل ساعات نوم اطفاله وضبطها الا ان محاولاته تبوء بالفشل الذريع حيث ادمن اطفاله التقنية الحديثة وباتوا يسهرون  ليلاً وينامون نهاراً.

ويضيف : حتى طفلتي ذات الثلاث سنوات بعد ان انقطع دوامها في الحضانة  باتت من عشاق السهر ويشير انه اعتاد هو وزوجته على  الجلوس ع وجبة الافطار والغداء دون اطفالهم الذين يغطون بنوم عميق نهار  بعد ساعات من السهر الطويل ".

 اما  مروة حميد مدرسة وام لطفلين تقول ان" مخاوفها من خروج اطفالها خارج البيت واللعب مع أقرانهم دفها لتركهم يلهون عبر الاجهزة الذكية ( الهاتف او الايباد ) حتى اعتادوا على الامر وباتوا قليلي الحركة في البيت وتتضارب ساعات نومهم وساعات تناول وجباتهم الغذائية

وتضيف : كورونا غير سلوكيات  اطفالنا , وأفقدنا السيطرة على عودتهم  لسابق العهد قبل كورونا فلا حيلة لنا اليوم بسحب الاجهزة النقالة او الاجهزة الالكترونية الاخرى وكورونا يحاوطنا كالظل ".

عدوانية الاطفال

من جهته اكد فهد رحيم وهو جد لخمسة احفاد انه يلاحظ من بعض اسابيع ظهور عادات الانفرادية والانعزالية لاثنين من احفاده بعد تواصلهم لساعات طويلة مع  اجهزتهم الخلوية ( الايباد ) ".

ويقول : محاولتنا لإلهاء الاطفال عن فكرة الخروج من المنزل في ظل جائحة كورونا وشغلهم بالأجهزة الذكية كانت غير موفقة ولها نتائج عكسية تتمثل بإدمان مخيف للأطفال بالتقنية والعالم الافتراضي ,  مشيراً الى انه يعاني الان من تصرفات  احد احفاده وانزواءه  بتفردية عن اخواته   وتغير سلوكياته ابرزها نوم النهار وسهر الليل وعدائيته وقلة حركته  ".

هل السهر ثقافة ؟

 يقول الدكتور عباس فرهود اختصاص طب الاسرة والطفل في مدينة الطب ببغداد ,الى ان" دراسات عالمية اكدت ان 45% من الاطفال تقريبا يمرون الان بحالات نفسية  غير متساوية بين قوية واخرى بسيطة والكثير منهم يعاني من التوحد وصعوبة النطق بعد تفشي ظاهرة السهر وإدمان الاطفال على الاجهزة اللوحية .

ويضف فرهود, المشكلة ان" السهر وعدم مراقبة واهتمام الاسر والابوين بتأخير  اطفالهم عن النوم بات ثقافة  بل ويعدوها نمط حياتي متطور ,لافتا الى ان" سهر الاطفال والاستخدام المفرط للأجهزة الالكترونية  هو تخلف علمي وحضاري وسبباَ مباشراً لضعف نمو  العظام والعضلات واضطراب الإفرازات الانزيمية والهرمونية عند الاطفال والمراهقين على حد سواء  وكذلك سوء امتصاص المواد الغذائية المطلوبة في  تقوية بنية الاجسام  ".

وتابع فرهود , ان" قلة النوم او اختلاف توقيتاته بين الليل والنهار يضعف عمل الدماغ  ويعجل الاطفال وحتى المراهقين والشباب في حاله مزاجية  متهيجة ترافقها حالات من الغضب او افراط في النشاط  وتشتت الانتباه , والامر يندرج لمشاكل مدرسية كالفوضى وعدم التركيز وضعف القدرة على التعلم , فعملية التعلم تعتمد على النوم الذي يسمح للدماغ بدمج المعلومات الى وصلت للطفل ومعالجتها .

 نصائح طبية

وطرح فرهود جملة من المعالجات التي ينبغي على الاسر الاخذ بها لتجاوز خطورة السهر في ظل جائحة كورونا  تتمثل بتنظيم  استخدام الاجهزة الالكترونية على اختلافها واعطاء الطفل دروس تعليمية عن اهمية النوم المبكر ومنع الاطفال من شرب المشروبات التي تحتوي على الكافيين ( المنبهات ) والتي تسبب قلة النوم والحرص على تنظيم مواعيد الاستيقاظ من النوم وتناول الطعام واللعب   والسعي على تقليل ساعات السهر تدريجيا كي يعتاد الطفل على روتين معين ومنضبط  بما لا يربك الساعة البيولوجية في اجسادهم والتي اذ ما تأثرت فأنها تظهر على شكل اضطراب نفسي وسلوكي "



11-10-2020, 13:17
عودة