اكد تقرير لمجلة ناشيونال انترست الامريكية ، الاحد، أن دخول الكيان الصهيوني الى منطقة الخليج عبر اتفاقيات التطبيع مع الامارات والبحرين لن يجلب السلام الى منطقة الشرق الاوسط ، “وعلينا توقع المزيد من عسكرة منطقة الخليج غير المستقرة بشكل اكبر مما كانت عليه الاوضاع”.
وذكر التقرير ان ” اتفاقيات التطبيع بين البحرين والامارات من جهة والكيان الصهيوني من جهة اخرى والتي اضفت الطابع الرسمي للعلاقات بين الجانبين ستؤدي بالنتيجة الى اضفاء الطابع المؤسسي لخطوط الصدع القائمة بالفعل لسنوات ولن تؤدي الى تغيير جذري في النظام الجيوسياسي للشرق الأوسط”.
واضاف أن ” هذه الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني تأتي في وقت بدأت فيه دول الخليج تشك بشكل متزايد في مصداقية الولايات المتحدة ، حيث لم تعد امريكا القوة المهيمنة المطلقة ، ومن المرجح أن تلعب إسرائيل دورًا أكثر أهمية في الحسابات الأمنية للشرق الأوسط”.
وتابع أن ” خطاب ترامب الاخير بشأن سحب الولايات المتحدة من المنطقة والتخفيض المعلن للقوات الأمريكية في العراق مؤخرًا ادى إلى زيادة عدم اليقين بشأن النفوذ الأمريكي في المنطقة، و بالتوقيع على هاتين الاتفاقيتين الجديدتين ، ستعمل الإمارات والبحرين والمملكة السعودية على إقامة شراكة أمنية أكثر قوة مع الصهاينة ، فالزيارة التي قام بها رئيس المخابرات الصهيوني يوسي كوهين إلى الإمارات الشهر الماضي كانت تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني والعسكري الصهيوني الإماراتي الذي قد يستلزم على الأرجح قيام شركات الأسلحة الصهيونية بتصدير أسلحتها إلى الدول العربية، مما يهدد بخرق المنطقة العازلة الطبيعية لإيران مع الكيان الصهيوني”.
واوضح التقرير الى أنه ” مع ذلك ، ينبغي للمرء أن يتوقع المزيد من عسكرة الخليج غير المستقر بالفعل ، والذي سيؤدي بدوره إلى زيادة مخاطر المواجهة العسكرية الكارثية في هذا الحوض المائي الحيوي. ان هذا لا يعني أن أياً من الطرفين يسعى للحرب. ومع ذلك ، فإن المعضلة الأمنية التي تفرضها عسكرة المنطقة تزيد من احتمالية تحول الأخطاء غير المقصودة بسرعة إلى صراع كارثي”.
واشار التقرير الى أنه ” وفي السنوات القادمة ، ستدخل منطقة الخليج مرحلة جديدة من عدم الاستقرار وانعدام الأمن حيث من المتوقع أن يدخل لاعب رئيسي آخر في الشرق الأوسط في الجغرافيا السياسية للمنطقة، و من المحتمل أن يؤدي هذا إلى مستوى آخر من التنافس بين دول الخليج. كما ستزداد المنافسة على الاستخبارات والأمن السيبراني والجيش والاقتصاد في منطقة الخليج. بالإضافة إلى ذلك ستزداد فرص الاشتباكات بين مختلف الاجندات الاقليمية “.