الرئيسية / عسكرة المجتمع وتمدين العسكر

عسكرة المجتمع وتمدين العسكر

"Today News": بغداد 

  ظاهرة بارزة في المجتمع العراقي بعد 2003 واستمرت في الظهور والتطور والتأثير بعد ان مثلت الغطاء السياسي والنهب الاقتصادي (اقتصاديات المجاميع المسلحة) .
والملاحظة في هذه الظاهرة انها تحمل عناوين اسلامية وكأنها تشكل ملامح الحركة الاسلامية في العراق التي استغرقت بعسكرة المجتمع من خلال تكوين فصائل وقوى مسلحة تدير التنافس السياسي في الكثير من جوانبه في الضغط والابتزاز والحصول على المناصب والنفوذ في الاعمال الاقتصادية وجمع الاتاوة المالية من مؤسسات الدولة والشركات الحكومية وغير الحكومية او من عموم الناس حتى اضحى المجتمع يعيش في ثكنة عسكرية يخشى على حياته من يصدر في حقه حكما بالتصفية او الابتزاز لذا كان خياره ان يلتجئ ابناءه وبالخصوص الشباب للانضمام الى هذه المجاميع ليحصل على الأمان او فرصة واسعة لكسب المال والثراء ان كان من ذوو الجرأة والاندفاع .

    وبظهور المجاميع المسلحة ذات العناوين الإسلامية في المنطقة السنية التي تربوا على اكثر من عشرين منظمة تطالب بمقاومة الاحتلال واسقاط الحكم الصفوي (الشيعي) وكان اكثر السياسيين متورطين بالاعتماد على هذه المجاميع حتى تمت محاكمتهم وادانتهم بتهمة الإرهاب والعنف التي عصفت بالمجتمع العراقي.

     ورغم محاولات برامج المصالحة الوطنية والصحوات وظنت الحكومة انها استطاعت من الحد من المجاميع المسلحة واستيعابها حتى ظهرت منصات الاحتجاجات التي ترفع شعارات العنف وشعار ظهور السلاح وثم داعش هذا المسلسل الدامي بعسكرة المجتمع نتج التفجير والقتل والاغتيال والسلب والنهب واخافة الناس وداعش .

   وفي الجانب الاخر ظهرت المجاميع بالسلاح والابتزاز بشكل واضح وأصبحت بعضها تدير الأجواء السياسية وتتعاطى مع المجتمع بلغة العسكر بامتياز ثم أصبحت لها اقتصاديات ضخمة تعتمد النهج العسكري في الاخذ والفرض والجباية .

     وأخيرا ما أحداث ٢٠١٩ والمظاهرات التي قادتها ما يسمى بالتيار المدني خلاصة نزعة العنف والعسكرة سلاح حرق شنق اعدام تمثيل سرقة دعارة قطع الطريق تعطيل المدارس والدوائر وتأسيس أفواج مكافحة الدوام.

    وفي هذه  أجواء  أصبحت الأجهزة الأمنية وخصوصاً الشرطة غير قادرة على إدارة مهامها بالنهج العسكري وانما بالطريقة المدنية وكأنما اصبح المجتمع هو العسكر والعسكر هو المدني الذي يخشى من سطوة المجاميع وهزيمة الجيش في مواجهة داعش والتحاق الأهالي بتنظيم داعش المدني العسكري ويلتجئ المظهر اكثر بتمدين الجيش منعه من حماية ممتلكات الناس ومقرات الأحزاب والدوائر الحكومية من العابثين والمنفلتين والسارقين والذي يعتقل او يحاسب احد هؤلاء يتهم بضرب المتظاهرين وخير دليل أفواج
 تعطيل الدوام والمفاوض عنهم حسون الوصخ وحسن لاستيكة والامثال كثيرة .

     في هذه الملاحظات والتأملات وعلى مستوى الاثارة هل تتوجه القوى السياسية لمراجعة الواقع وتخليص المجتمع من العسكرة وإعادة الهيبة للأجهزة الأمنية لتكون العسكر في حماية الناس والدولة .


13-08-2020, 14:49
عودة