الرئيسية / كورونا يرهق ( المراهقون ) صحياً ونفسياً ..ومختصون يطرحون الحلول

كورونا يرهق ( المراهقون ) صحياً ونفسياً ..ومختصون يطرحون الحلول

خاص : "Today News"

يعيش  المراهقون حياة ملؤها القلق والاحباط في ظل جائحة كورونا فهم الفئة الاكثر تضررا في الحياة ، والهروب من الروتين اليومي كانت سبيلا  لتواجدهم على الدوام بين مرافقات الحياة المختلفة ، فبالنسبة للمراهقين غالباً ما يكون الأصدقاء أهم من أفراد الأسرة، نظراً لأنهم يتجانسون بشدة مع دائرتهم الاجتماعية، فيمكن أن يعتبروا أوامر البقاء في المنزل جراء فيروس كورونا والقيود على مخالطة الآخرين مساساً بشخصياتهم

اذ ان الصغار سرعان ما يشعرون بالملل، فيهرع الكبار لدرئه عنهم، وملء أوقات الحظر بما لذّ وطاب من صنوف النشاطات والألعاب والأفكار. وحين يسألون عمّا يجري في الكوكب من حدث وبائي جلل، يطمئنهم الكبار، ويؤكدون لهم أنّ غداً يأتي بما هو

أفضل، حتى لو كانت المؤشرات لا تشير إلى ذلك بالضرورة, إنهم اليافعون أو المراهقون .والسؤال هنا هو كيف يمكن جعل المراهقين يتقبلون أنه لا يمكنهم رؤية أصدقائهم  او الخروج للترفيه خلال جائحة فيروس كورونا؟

على الرغم من ان غالبية الاصابات بفايروس المستجد كورونا كانت من نصيب كبار السن او ذو الامراض المزمنة الا ان دول كثيرة ممن فجعت بالكورونا فان نسب لا تعد قليلة كانت حصيلتها شباب من كلا الجنسين بين اصابات او حالات وفاه  يرجعها مختصون بسبب الضيق النفسي الذي  تعاني منه هذه الشريحة والتي وصفت بشديدة الحركة ".

يقول خليل الربيعي اب لثلاثة ابناء  اكبرهم وليد (17 عاما) واصغرهم (مروان 13 عاما ) بانه يعاني من مزاجيات ابناءه اكثر من كورونا وانه يواجه مشكلة السيطرة عليهم  لتجنب العدوى الفايروسية .

ويقول الربيعي :  انهكتني كورونا  فاذا ما حاولت السيطرة على الابن الاصغر اواجه صعوبة في مجاراة الابن الاكبر!!  اعتيادهم على مقابلة الاصدقاء والمرح سواء في نادي الرياضة او كرة القدم وجلوسهم المستمر في البيت سبب لهم نوع من الاكتثاب  النفسي مما يدفعهم لمواجهة ضجر  الحجر الصحي بالتمرد عليه".

 اما ام مروه وهي ام لأربعة ابناء  مروه اكبرهم وهي في مرحلتها الدراسية الجامعية الاولى وكيان اصغرهم وهو في المرحلة الابتدائية تقول ام مروه انها قلقة على ابنتها الكبرى  فهي تعاني من الاحباط وخيبة الامل اذ وبعد سنوات من الدراسة وحلم الجامعة كانت كورونا لها بالمرصاد فالأحلام الجامعية  صارت بمهب الريح وتعاني مروه اليوم الانعزالية والخوف والقلق ".

تقول لــ "Today News" اعمد اسبوعياً لأخذ الاطفال للتجول والتبضع لتغيير الاجواء مع إجراءات وقائية وصحية صارمة ,عسا ان نتجاوز هذه المحنة ونعبر لضفة الامان

 

وعن كيفية مواجهة تمرد الابناء من المراهقين على الاجراءات الصحية وكيفية تعامل الاباء والامهات  معهم في ظل جائحة كورونا  يقول الدكتور ايسر فخري استاذ الصحةالنفسية في جامعة بغداد ان "التعامل بالنسبة  للمراهقين، سيما في سن البلوغ، غالبا ما يكون الأصدقاء أهم من أفراد الأسرة. ونظراً لأنهم يتجانسون بشدة مع دائرتهم الاجتماعية، فيمكن أن يعتبروا أوامر البقاء في المنزل جراء كورونا والقيود على مخالطة الآخرين مساساً بشخصيتهم.

واضاف لــ"Today News"من الصعب التفاهم مع المراهقين في سن البلوغ بالجدال العقلاني" مقترحه  باللجوء إلى النقاش العاطفي. وتوضح أن النقاش العقلاني النموذجي لا يؤثر بالمراهقين لكن استجداء عواطفهم يمكن أن يكون أكثر فاعلية.

 

من جهتها تعطي  الدكتورة منال عبد الخالق المختصة   بالصحة الاسرية بعض الخطوات للتعامل الامن مع المراهقين وجعلهم  يتقبلون أنه لا يمكنهم رؤية أصدقائهم خلال جائحة فيروس كورونا او الخروج والتنزه كما في السابق

اهمها المشاركة بنشاطات مع العائلة اذ تنصح الآباء بتخصيص وقت للمراهقين والانخراط في عالمهم. وتضيف: "ماذا عن تنظيم مسابقة تصوير تبت فيها لجنة تحكيم مستقلة؟ أو يمكنهم معا تصوير مقطعاً مصوراً على يوتيوب".

 او  السماح للمراهق باختيار وإعداد وجبات العائلة يوماً في الأسبوع، أو يمكنك ابتكار دعابات ليتم تنفيذها على أفراد الأسرة. وخلصت إلى القول "أي شيئ يعزز الإحساس بوحدة الأسرة يعد مقبولاً".

وتضيف  لــ"Today News" الخبراء  ينصحون بضرورة إجراء حوار مفتوح مع المراهقين، وترك حرية التعبير لهم عن حقيقة مشاعرهم وتساؤلاتهم حول الموت والحياة، وتوضيح أن الألم النفسي الناتج عن الفقد هو جزء من دورة الحياة.

 وتتابع وفى البيئات التي تنتشر فيها الثقافة الدينية  كما هو الحال في العراق والعالم العربي يكتسب هذا العامل أهمية خاصة في تقبل الوضاع الحالية  ويجب أن يوضح الآباء للأبناء أن الشعور بالحزن والمعاناة أحاسيس طبيعية لا تدعو إلى الخجل أو التظاهر بعدم وجودها، وفي الوقت نفسه لا يجب الاستسلام التام لها، وكذلك يجب على الآباء تفهم التعبير عن الاحباط او الاكتئاب  الذي يمكن أن يحدث في صورة نوبات غضب، أو تغير سلوكي للأسوأ، وعدم الالتزام بقواعد معينة، وإثارة المشكلات، في المنزل، ، والميل إلى العنف اللفظي والفعلي.

8-07-2020, 11:38
عودة