الرئيسية / حكومة الكاظمي الى اين؟

حكومة الكاظمي الى اين؟

"Today News": بغداد 

رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي كغيره من سابقيه جاء بتوافق دولي واقليمي مع ابرز القوى الفاعلة في البلاد ، ولكنه بالنتيجة شكل حكومة محاصصة جديدة ، طبعا حساباته قبل التكليف تختلف عن حساباته وهو وسط الأزمة ، فهو يواجه افلاس الدولة ووباء كورونا واستمرار آليات الفساد واستمرار مشكلة المركز مع اقليم كردستان ، ومشكلة دولة خالية من المؤسسات وعاجزة عن القيام بأي عمل تنفيذي ، وكلما مد يده الى ملف مهم لمعالجته وجد فيه لغما يكاد ينفجر بلمسة واحدة ، لذا فمن الافضل له ان يركز على انجاز تشكيل المفوضية الجديدة واكمال قانون الانتخابات المبكرة غير الحزبية وتحديد موعد لها ، اما محاولته معالجة ملفات عديدة ومعقدة فهذا ليس من جدول اعماله ، ملف الفساد يحتاج الى ثورة ، ملف كردستان يحتاج الى ثورة ، الملف الاقتصادي وتنويع موارد الدخل الوطني يحتاج الى ثورة ، لاحظوا ان الذين مرروا الكاظمي لا يتعاونون معه ، اميركا تريد منه انهاء وجود الاحزاب السابقة في العملية السياسية ، لذا فان اغلبهم لا يتمنى له النجاح بل ربما يعيقه بأي شكل ، اميركا ايضا لاتريد بناء دولة عراقية قوية بل تريد فقط ابعاد القوى السابقة ، اميركا مازالت متمسكة بمشروع بريمر وبايدن وتقرير كروكر وكلها تنتهي الى تقسيم العراق ونهب ثرواته وهو هدف لا يخفيه معظم المخططين الامريكيين ...
 افشال مشروع التقسيم عمل صعب لا يقدر عليه الكاظمي ان لم يكن ممهدا له من حيث لا يقصد ، ولا تقدر عليه القوى التي فشلت وازيحت ، اذن العراق بحاجة الى ظهور فريق ثوري جديد نفترض انه مكون من المخلصين من كل المكونات ، يجتمعون في تحالف واحد تحت اسم واحد ويخوضون الانتخابات المبكرة كأفراد هدفهم حفظ وحدة العراق ويبدأون عملا نيابيا وطنيا لاعادة بناء الدولة ، الشعور بالاحباط يجعل كثيرا من الناس يعتقدون باستحالة انجاز مطلب بهذا الحجم بينما هو امر ممكن ففي اوساط الشيعة والسنة والكرد والتركمان والاقليات كثير من الرجال المخلصين الشجعان القادرين على صياغة هذا البديل خاصة وان الجميع تذوق مرارة الفشل والفساد والفوضى والتدخل الاجنبي .
6-07-2020, 18:09
عودة