الرئيسية / مختصون :التعايش الآمن مع كورونا ..معركــة وعي لا قوانين

مختصون :التعايش الآمن مع كورونا ..معركــة وعي لا قوانين


خاص :"Today News"

ارتفعت بشكل مخيف اصابات كورونا حتى وصلت لنسبة الفية فيما تجاوز الوفيات المئات في وضع اكثر ما يوصف بالمرعب في بلد  يفتقر  لبنى تحتية صحية  يعول عليها في ظل ازمة وباء عالمية  فتكت بالعباد فما الحلول لتجاوز مخاطر الفايروس بعد اربع اشهر من الاغلاق والحجر الصحي .

عالميا اتجهت غالبية الدول  العربية منها والاجنبية الى تخفيف الاجراءات الوقائية وعودة الحياة بشكل بطيء وفق اجراءات وقائية صحية هدفها التعايش مع الفايروس بعد ان اكدت الدراسات الجارية على مختلف اقطابها عن عدم وجود لقاء مكتشف للوقاية من كورونا ولا مجال حتى نهاية العام الحالي من امل التوصل لعلاج للوباء فكان التعايش الامن السبيل الوحيد لإعادة الحياة للبشرية .

 في العراق لا تزال طقوس العزاء او الزواج وجلسات الشباب  بين ازقة المدن  والزوارة بين الاقرباء جارية , كل تجمع من هذا القبيل خلف عدد من الاصابات حتى بدا كل مواطن عراقي يراقب يوميا الموفق الوبائي للبلاد  والاعداد في تزايد مستمر فما هي الحلول .

مختصون اعتبر ان  فرض حظ تجوال بين جزئي وشامل بات غير مجدي في وضع المجتمع العراقي الذي يعاني من ازمات اقتصادية واجتماعية وحتى نفسية فالحل المفترض يكون بالتعايش الامن !! لكن كيف يكون السبيل لذلك؟

التعايش "معركة وعي" لا قوانين

يقول مدرب التنمية البشرية عماد الفهد ان " الحوادث الاختلاط وغيرها التي حدثت في أكثر من دولة عربية بوضوح إلى أن معركة التعايش مع كورونا هي "معركة وعي" قبل أن تكون قوانين.

واضاف لـ"Today News" لقد وضعت العديد من الدول خططا للتعايش مع كورونا وأصدرت لوائح تضع الإطار القانوني الذي يسمح للجهات التنفيذية بتطبيق العقوبات على مخالفيها، إلا أن بعض السلوكيات قد يكون من الصعب وضعها في قانون.

وتابع ,"الولائم والعزائم من السلوكيات العربية المحمودة لتقوية أواصر العلاقات بين أفراد العائلة، ولكن مثل هذه السلوكيات التي كنا نحض عليها، يجب أن يدرك الجميع أنها صارت مهددة لصحتهم بل حياتهم، وسيكون من الصعوبة تضمين القوانين واللوائح نصا يمنع المواطن من استضافه أقاربه في بيته".

وشدد الفهد بالقول, ان"  للقانون سيطرة على الأماكن العامة مثل النوادي وقاعات الاحتفالات، فينص على حظر إقامة الأفراح والولائم في هذا التوقيت، ولكن هل يمكن للقانون أن يمنع شخصا من استضافة آخرين في منزله، فهنا تصبح يد القانون مغلولة، ويكون الرهان على الوعي".

وإضافة إلى الأماكن التي تكون يد القانون مغلولة في مواجهة السلوكيات التي تحدث داخلها، فإن هناك أماكن يكون للقانون سلطان عليها، ولكن تنفيذ ما يقره القانون بصددها يحتاج أيضا إلى الوعي، وبدونه يمكن أن يصبح القانون مجرد نصوص جوفاء، كما يؤكد الخبير القانوني الدكتور سامي حسني.

حلول ما بعد الصدمـــة

على المنوال ذاته، يقول  غزوان جبار اكاديمي ان " "العالم حتى الآن غير قادر على الوصول إلى علاج لفيروس كورونا، وعليه لا يمكن أن تستمر دول العالم في الإغلاق، والحل الأمثل أن تعود الحياة إلى طبيعتها تدريجيًا مع إتباع الإجراءات الاحترازية: صحيح أن وضع كورونا لم يتغير: فلا يزال ينتشر ويخادع دون دواء ودون مصل وكل الذى تغير هو انتهاء حالة الصدمة النفسية ودخول البشرية مرحلة التعود النفسي".

ويضيف أن "العالم ينظر إلى الفيروس باعتباره أمرا وجب التعايش معه كأى فيروس آخر، حتى القضاء عليه، إما بمناعة الإنسان، أو بعلاج ناجع أو لقاح واقٍ. المهم تحقيق التوازن بين دوران عجلة الحياة الطبيعية وبين استمرار الإجراءات الاحترازية. ويضاف لذلك أن حكومات العالم تكبدت خسائر اقتصادية هائلة بفعل هذه الأزمة، مما جعل العديد من الدول تعيد الحياة جزئيا إلى النشاط الاقتصادي وعمل المؤسسات الاقتصادية".

في الواقع ان العالم بدا بتخفيف الاجراءات لكن هل بالمقابل يعني ذلك تخفيفها  في العراق في وقت تجاوزت عدد الاصابات ارقاما الفية ووفيات مئوية ؟

في هذا الاطار يقول الدكتور اكم الربيعي استاذ  فلسفة الاعلام في جامعة بغداد   ان "المسؤولية الوقاية انتقلت اليوم من الدول إلى الأفراد بعد كل الضخ الإعلامي التوعوي المكثف طوال الأشهر الماضية، لدرجة أنَّ الحديث عن كورونا بات هو القاسم المشترك الأعظم في كل حوار يدور بين شخصين.

 ما بين الحكومات والافراد تطبيقات حضارية 

واضاف في معرض حديثه لــ :"Today News" ان هذا الانتقال للمسؤولية من الدول إلى الأفراد يحمِّلنا جميعا أمانة اتباع الإجراءات الصحية الواجبة التي تقينا من انتقال الفيروس، فالرهان في الفترة الراهنة باتباع وسائل التباعد الاجتماعي بصرامة في كل مناحي الحياة والعمل على وجه الخصوص بطرق تُسهم في التقليل من تأثيرات هذا الفيروس إلى أقل الحدود المُمكنة.

وتابع :رغم  إقرارنا وإيماننا بأن شعار البقاء في البيت وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى هو شعار مهم للغاية فالتعايش مع الفيروس أمسى واقعا لا مفر منه إلى أنْ يتم القضاء عليه بواسطة العلاج والأمصال المنتظرة وغيرها من وسائل يعكف عليها العلماء والأطباء في كل الدول

موضحا الى  ضرورة تمكين الوعي عند كل فرد إزاء حماية نفسه ومجتمعه وبدون ذلك فإننا لن نصل إلى نتيجة، اللهم إلا انهيار اقتصادنا بما فيه القطاع الصحي ذاته وهو ما لا ينبغي السماح به تحت أي ظرف كان.

رسالة مقلقة

 يذكر ابان منظمة الصحة العالمية  صدمت البشرية بتصريحات مقلقة اكدت خلالها ان "فيروس كورونا المستجد قد يرافقنا طويلاً، تماماً كما فعلت فيروسات قبله"، محذرة من أن الفيروس "قد لا يختفي أبداً"، وربما يتحوّل إلى "مرض سيكون على البشرية تعلّم التعايش معه".

إذ قال مدير القضايا الصحية العاجلة مايكل راين، في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت بجنيف، "لدينا فيروس جديد يخترق البشرية للمرة الأولى. لذلك من الصعب جداً القول متى يمكن دحره"، وأضاف "الوباء قد يصبح مستوطناً في مجتمعاتنا، وربما لا يختفي أبداً".

وتابع راين، "أرى أنه من الضروري أن نكون واقعيين، ولا أتصور أن بوسع أي شخص التنبؤ بموعد اختفاء هذا المرض. أرى أنه لا وعود بهذا الشأن، وليست هناك تواريخ. هذا الوباء ربما يستقر ليصبح مشكلة طويلة الأمد، وقد لا يكون كذلك".

واختتم :التعايش أصبح أمراً حتمياً!!

28-06-2020, 12:57
عودة