متابعة:"Today News"
في خضم جائحة كورونا التي عصفت بالشركات صغيرها وكبيرها حول العالم، كان العنوان العريض لتلك الأزمة هو تسريح ملايين الموظفين أو خفض رواتبهم لخفض النفقات أو مواجهة تبعات تراجع الإيرادات التي تسببت بها الجائحة التي تجتاح كوكب الأرض منذ مطلع العام الجاري.
ولكن تبعات تلك الجائحة بدا أن من تحملها فقط هم الموظفون الصغار في الشركات على الرغم من إعلان عن خفض رواتب المديرين التنفيذيين في العديد من الشركات، إذ أظهرت نتائج مسح أعدته صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية لنحو 554 شركة أعلنت عن خفض رواتب مديريها التنفيذيين أن 51 مديراً تنفيذياً على الأقل تلقوا نفس الحوافز التي حصلوا عليها العام الماضي أو ربما أكثر.
وفي المتوسط تلقى نحو 52٪ ممن شملهم المسح حوافز تتمثل في برامج مكافآت وأسهم أكثر من العام الماضي في وقت شهدت به تلك الشركات تسريح مئات العاملين بحجة الهبوط الحاد في الإيرادات والتوقف شبه التام للعمليات.
وفي المسح الذي أجرته الصحيفة، كانت شركة Dick’s Sporting Goods للبضائع الرياضية المثال الصارخ على ما يحدث في الشركات الكبرى في زمن كورونا.
قصة تروى
حينما أعلن الرئيس التنفيذي لشركة Dick’s Sporting Goods في مارس الماضي عن تخليه عن راتبه البالغ 1.1 مليون دولار بصورة مؤقتة لتحمل تبعات جائحة كورونا على سلسلة المنتجات الرياضية الشهيرة.
كان هذا الإعلان استباقا لخطوة طبقتها الشركة على نحو 40 ألف من موظفيها وهي إعطاء الغالبية العظمى منهم إجازة غير مدفوعة الراتب.
وقبل يوم واحد من إعلان ادوارد ستاك عن تخليه عن راتبه بصورة مؤقتة، حدث هبوط حاد في قيمة أسهم الشركة وتلقى حينها ستاك نحو 950 ألفا من أسهم الخيارات التابعة للشركة والتي يمكنها استخدامها على مدار السنوات الأربع المقبلة ضمن برنامج المكافآت الخاص به.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فبحلول 9 يونيو الجاري ارتفعت أسهم الشركة بنحو 133٪ ما يعني تحقيق الرئيس التنفيذي لشركة الملابس الرياضية الشهيرة، الذي أعلن تنازله عن راتبه بصورة مؤقتة لمواجهة تبعات كورونا، لمكاسب محتملة بلغت نحو 21.5 مليون دولار.
وبحسب ما ذكرته الصحيفة، فإن الأسهم التي تلقاها ستاك هذا العام تعادل مجموع ما تلقاه من أسهم على مدار السنوات الستة الماضية.
وحال ارتفاع أسهم الشركة لمستويات مطلع العام الجاري فإن مكاسب ستاك سترتفع إلي نحو 31 مليون دولار.
لماذا خيارات الأسهم؟
وعادة ما يحصل المديرون التنفيذيون على خيارات الأسهم كجزء من رواتبهم بغية تخفيض الضرائب المستحقة عليهم.
وخيارات الأسهم هي برنامج يمنح للموظفين الكبار في الشركات من خلال الحصول على كمية معينة من أسهم الشركة لفترة زمنية محددة.
وجرى استخدام هذا الخيار في مدفوعات الشركات لرواتب مديريها التنفيذيين على نطاق واسع بعد تعديل على قانون الضرائب الأميركي يمنع الشركات من الحصول على خصومات للرواتب التي يتجاوز مقدارها مليون دولار.
فعلى سبيل المثال فإن الراتب الأساسي للرئيس التنفيذي لشركة Dick’s Sporting Goods لا يتجاوز 10٪ من إجمالي راتبه في عمله السابق، بحسب ما ذكرته "فايننشال تايمز" فيما مثلت برامج خيارات الأسهم نحو 67٪ من إجمالي راتبه بالعام 2018.
وتشير دراسة حديثة لـ Equilar إلى أن رواتب المديرين التنفيذيين للشركات المدرجة على مؤشر S&P 500 بلغت نحو 12.3 مليون دولار بالمتوسط في 2019 مع اتساع في الفجوة بين ما يدفع للمديرين والموظفين إذ يحتاج الموظف العادي إلى نحو 169 عاماً ليجمع ما يجمعه المدير التنفيذي في عام واحد.