الرئيسية / شباك الدراما العراقية تهتز بضربات انتقادية لاذعة

شباك الدراما العراقية تهتز بضربات انتقادية لاذعة


خاص :"Today News"

يعتبر شهر رمضان موسم درامي في العالم العربي  بضمنه العراق  الا ان الاعمال الدرامية   هذا العام كانت مثار للجدل  ,البعض انتقد القصص  المعروضة   اذ وجدها غير منصفة  لشريحة من المجتمع العراقي (المحافظات الجنوبية ) على وجه الخصوص , فيما استغرب  اخرون عدم تناول قصص وبطولات الجيش  وقوات الحشد الشعبي  وحربهم مع  داعش "

  اذ ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمدونات وتغريدات ركزت على اهمية  دور الفن والدراما في  توثيق  وارشفة الاحداث التي تمر بالبلاد انصافا للحقوق  التاريخية اسوه بالدراما العربية (المصرية والخليجية ), فيما اتهمت تعليقات  اخرى السياسيات الخاصة بالقنوات التلفزيونية العراقية موجهة بأصابع الاتهام صوب  الجانب الحكومي . 

مواقع التواصل الاجتماعي  تهاجم

 احد المغردين قال  في مدونته ان" هنالك  عشرات المواضيع تجدها يوميا بمنعطفات الحياة العراقية تصلح لتكون حكايات مرئية ساخنة ومؤثرة لاحتوائها عنصر الدراما المتمثل بالصراع بين الطرفين الحكومة والمتظاهرين جرائم قتل واضطهاد النساء، الميليشيات وسلطة القانون وغيرها، بقليل من الحرية واللمسة الفنية نكون البلد الأول بإنتاج الدراما ".

مغرد اخر:اجرى مقارنة بين الدراما العراقية والمصرية وقال ان " مسلسل الاختيار يتناول حياة أحمد صابر المنسى - قائد الكتيبة 103 صاعقة - الذى استشهد فى كمين بمدينة رفح المصرية عام 2017 أثناء التصدي لهجوم إرهابي فى ‎سيناء  ونحن برغم الازمات لم نرى حتى الان اي عمل يتناول قضية (سبايكر )

واضاف : لدينا آلاف الأبطال مثل المنسى لكن الدراما العراقية تتناسى  وتركز على تجسيد  الشخصية الجنوبية ( الريفية ) بوضع (السخرية ).

 مغرد اخر كتب : الحشد الشعبي  سطر بطولات خالدة  يمكن ان تصلح مادة اعلامية في الدراما العراقية  فلقد سطر اروع الملاحم في التاريخ الحديث والتي يجب ان يراها  العالم على شكل افلام ومسلسلات والدراما التي لا تجسد الحشد  اذن هي  دراما طائفية  ,واضاف  عتبنا  على قنواتنا التي تدعي انها انبثقت من روح المقاومة اين دوركم من هذا ".

‏من جهته يرى المدون محمد البدر ان " الدراما العراقية  اصبحت اليوم عبارة عن اداة لاستفزاز واستخفاف بهذا الجيل. لافتا الى ان الجيل  الجديد قد تربع  على مواقع  ( سينمانا و نيتفلكس ) ويشاهد اقوى الاعمال السينمائية هو اليوم  يناقش ويحلل ويقيم  الاعمال الدرامية والسينمائية العالمية وبأدق التفاصيل وان استخفافه يهدد بانهيار المنظومة الفنية في العراق .

 النقد اللاذع الذي طال الدراما العراقية هذا العام ركز بالدرجة  الاساس على دور الكتاب(السيناريست )  في  كتابة نصوص  درامية تجسد الاحداث وذهب البعض للقول ان الفن العراقي يفتقد  لوجود كتاب قادرين على تحمل مسؤولياتهم وتحويل الاحداث الواقعية وتجسيد الشخصيات البطولية لقصص معدة للتمثيل والاخراج 

الكتاب ليسوا المشكلة 

يقول السيناريست محمد حنش كاتب مسلسل (غايب في بلاد العجايب ) والذي  يعرض حاليا على   قناة MBC عراق  ان "الخلل لا يقع على عاتق  كتاب السيناريو فقط اذ ان  الكاتب  يكتب(النصوص )على  ما متفق عليه وما توصي به القناة او جهة الانتاج".

واضاف  : ان الكاتب الذي يكتب عن اهل الجنوب مثلا وعن قصص مرت منذ خمسين عاما .. ما اسهل عليه ان يكتب قصص حديثة .. الكتابة عن الماضي اصعب بكثير كونها تحتاج لدراسة ومصادر تاريخية ليست بسهولة الكتابة في  المواضيع الحديثة و المتعايشين  مع حداثتها  وتفاصيلها".

 ورد الحنش  على الاتهامات  الموجه بعدم وجود كتاب موهبين بالقول :نمتلك  كتاب رائعين متمكنين من كتابة قصص رائعة من واقعنا  .. لكن احياناً القنوات وجهات الانتاج تفضل الاعمال القابلة للتسويق والمشاهدة من كل اطياف الشعب ".

وتابع :الكل يعلم بطولات الحشد الشعبي ,ورجالات الجيش والشرطة لكن المسؤولين عن  القنوات لن يجازفوا بإنتاج اعمال  لا تستطيع تحقيق المشاهدات المطلوبة وبالتالي خسارة لجمهورها".

واردف   : المقارنة مع الاعمال المصرية غير منصفة فيما يخص القصص البطولية لشخصيات في الجيش او الحشد الشعبي اذ ان  الشعب المصري متفق بالأجماع  على بطولات شخصيات عسكرية او انسانية كونهم  ينتمون لطائفة واحدة  تقريبا لافتا  الى ان هذه العقلية لا تشمل الواقع العراقي المتعددة الطوائف  والمتشنج بسبب الحروب والويلات التي مرت على كل طائفة ".

 الفساد في المؤسسات الثقافية والفنية

من جهته يرى السيناريست علاء العراقي ان" الدراما العراقية بكافة اشكالها تخضع لسياسة الدولة ولقد ولدت ميتة بعد الاحتلال الامريكي وقد هاجر او هرب اكثر المفكرين والرواد العراقيين ومنهم كتاب السيناريو لافتا الى ان بعد 2003 بحكم الحرب والاحتلال سيطرت الاحزاب على السلطة  فيما فيها المؤسسات الثقافية والفنية للحصول على المنافع والاموال والمناصب بعيدا عن اهمية الفن وتطويره

واضاف : ان اي عمل درامي يحتاج الى مقومات كثيرة  منها الجمهور المثقف الواعي  وكادر متخصص بالأعمال الدرامية والفنية وتمويل مالي ومنتجين للعمل وشاشات وفضائيات لعرض ونشر الأعمال الفنية  وهذا ما لا يتوفر للدراما العراقية في زمن الفساد السلطوي ". 

واوضح ان "كل عمل درامي يخضع في العراق  لسياسة الدولة او الحزب وكل عمل درامي له اجور وسعر كلفة حسب القصة والوقت وتستخرج هذه الاجور من بيع الاعمال وعليه لا يوجد مشترين لمثل هذه الاعمال حاليا في العراق اذ لن تجازف القنوات الفضائية بأعمال شبه ناجحة ماديا ".

وتابع : لو انتجنا عمل عن الحشد الشعبي لا يمكن ترويجه وبيعه عربياً وعالمياً, اذ انه يعبر عن افكار وقصص حزبية ومليشياوية وفق القانون الدولي او الامريكي ومن هنا لا نجد اي تشجيع او انتاج للأعمال التي تخص الحشد الشعبي بالنسبة للقنوات العراقية فهي متصارعة على النفوذ ".

الهجوم الذي تعرضت له الدراما العراقية بالتزامن مع عرض الاعمال الدرامية المعروضة حاليا على القنوات الفضائية دفع بنقابة الفنانين العراقيين الى ان يكون لها الدور الدفاعي عن الفن والفنانين  موكدة  في بيان لها ان التدخل في الشؤون الفنية غير صحيح , وان التهويل الذي طال الاعمال الفنية والفنانين دتدخل في شؤون الفن  ".

نقابة الفنانين والعشائر جدل ومواجهة

اذ أصدرت نقابة الفنانين العراقيين، امس السبت، بياناً انتقدت فيه "التدخلات" من قبل "طبقات غير مختصة"، موكدة أن " التدخلات في فضاء الفن، من قبل طبقات غير مختصة، تخرّب كلّ شيء تدريجياً، بل وتساهم بتضييق إضافيّ للمبدع الذي أصلاً يشكو من عراقيل كبيرة جعلت العراق الرائد في الإنتاج الفني متأخراً وسط تقدم البلدان الشقيقة، وها نحن نجد مَن يحاول أن يُعرقل المزيد".

وطالبت  نقابة الفنانين ببيانها بالقول: "دعوا الفنّ للفنانين، وما فلحتْ أمّة حاربت الفنّ والجمال وكتابة سير المجتمع، وبيننا وبين المُحرّضين القضاء العراقي، ورأي الخبراء".

احلام  السنين احد الاعمال الدرامية التي اثارت الجدل  داخل الاوساط العراقية اذ تناول المسلسل الحياة الريفية والعادات والتقاليد للتجمع الجنوبي في حقبة الخمسينيات من القرن الماضي الا ان المسلسل اثار في اولى حلقات  العرض التلفزيون  اذ اعرب عدد من وجهاء وشيوخ العشائر عن غضبهم من تجاوز المسلل العراقي (احلام السنين) على المرأة العراقية والعشائر الاصيلة ومطالبين بايقاف عرضه".

وذكر الشيخ يعرب المحمداوي نيابة عن عدد من الوجهاء وشيوخ العشائر في بيان، ة، انه "اطلعنا بألم وصدمة يمتزج معهما استغرابنا وأسفنا الشديد بعد مشاهدة حلقة من مسلسل (احلام السنين) التي عرضت على قناة (MBC) العراق .

اضاف، ان المسلسل "تعمدت الاساءة الى عشائرنا الأصيلة وتقاليدهم النبيلة وموروثهم الاجتماعي العريق وتجاوزت وبشكل سافر على المرأة العراقية بشكل عام والنساء الكريمات من محافظات الجنوب بشكل خاص من خلال مشهد تمثيلي يعطي صورة للمشاهد بأن العشائر العراقية لا تحترم المرأة وتنتهك حقوقها بل وذهبت الى أبعد من ذلك" .

واوضح ان "مثل هذه الافعال التي تم تصويرها في المشهد التمثيلي للمسلسل على انها في (المضيف) هي ليست من الموروث الاجتماعي او ثقافة المضيف وأديباته وتقاليده المعروفة" .

وتابع، ان "هذا افتراء كبير لا يمت الى الواقع بصلة ولا يتعدى كونه (بروباغندا ممنهجة) يراد منها الإساءة للعراقيين جميعا والقيم المجتمعية النبيلة وسمعة عشائرنا الاصيلة".

واشار الى ان هذه القناة تغافلت عن دور المرأة الكبير في مجتمعاتنا المحلية وهي تساهم مع الرجل في جميع ميادين الحياة ناهيك عن انها الأم والأخت والزوجة واننا اذ نستنكر وندين بشدة هذه الإساءة الغير مبررة، نذكر هنا بان ليس بمقدور احد ان ينال من اصالة عشائرنا الكريمة ولا من المرأة العراقية الاصيلة التي هي مبعث فخر واعتزاز لجميع العراقيين.. ومن هنا ندعوا الفعاليات الاجتماعية والنخب الفنية والاعلامية الوطنية بموقف حازم ازاء مثل هذه التصرفات والاعمال المستهجنة الغير محمودة".

وطالب المحمدواي بحسب البيان، "هيأة الاعلام والاتصالات ايقاف عمل هذه القناة في العراق كونها تعمدت وبشكل كبير للإساءة الى المجتمع العراقي وقيمه النبيلة"

وفد عشائري تفاوضي الى بغداد 

من جهته كشف غالي طالب الاسدي احد وجهاء واعيان منطقة الجبايش في محافظة ذي قار  ,عن تشكيل فريق من اعيان ووجهاء وشيوخ عشائر الناصرية اضافة الى نخبة من الاكاديميين والاعلامين من المحافظة  مهمته ارسال وفد لوزارة الثقافة ونقابة الفنانين العراقيين يأخذ على عاتقة استنكار  التهكم الذي طال الشخصية الجنوبية في الاعمال الدرامية التي قدمت هذا العام والاعوام السابقة ".

واضاف الاسدي :  الفريق المشكل سيتابع  موضوع استهداف المناطق الجنوبية واختزال ثقافة الشخصية الجنوبية بالتخلف والرجعية  وتعنيف المرآه او التقليل  من شأنها ,لافتا الى ان اصل ثقافة العراق تنبع من الجنوب حيث الاهوار والزقورة وارض السومريون واول حضارة عرفت الانسان الكتابة ومهد لكل ثقافات العالم ".

وتابع :  الوفد المزمع ارساله الى بغداد لم يستبعد المقاضاة القانونية اذ تطلب الامر في حفظ كرامة المواطن الجنوبي,  والتجاوزات عليه وعلى عاداته وتقاليده  باسم  الفن والدراما ".

 حق الرد القانوني في محكمة النشر

من جهته  لم يستبعد الحقوقي خزعل الفريجي ان " للعشائر الحق في مقاضاة جهات الانتاج والكتاب في بعض الاعمال الفنية التي تزيفت فيها الحقائق ضمن محكمة النشر وتطال عقوبات التعهد او المنع بحق كاتب السيناريو وجهة الانتاج والاخراج وان  كانت المسؤولية قانونيا تقع بشكل مباشر على الكاتب ".

واضاف الفريجي,ان "الازمة بين عشائر الجنوب ونقابة الفنانين  تعد الاولى من نوعها واكاد اجزم ان بيان الاستنكار الذي اصدرته عشائر الجنوب لا يتطلع لاي مقاضاة قانونية او تبعيات مالية لحق المتضرر بحكم العرق القانوني  ولا يتجاوز الامر غير تطيب الخواطر  بحكم العرف ( العشائري ) مع التأكيد على مراعاة العادات والتقاليد والحقائق  التاريخية في  اي عمل درامي مقبل ".

وتابع الفريجي " يفترض على جهة النشر (القناة الفضائية ) التي تعرض العمل الفني المثير للجدل ان  تقدم اعتذارها عن الاساءة التي لحقت للعشائر ضمن العمل وتجاوز الازمة باقل الخسائر ".

5-05-2020, 15:25
عودة