تشهد أوروبا موجة حرّ شديدة، يوم الثلاثاء، ما أدى إلى اتساع رقعة حرائق الغابات وسقوط ضحايا، بالتزامن مع تحذيرات من أزمة مائية متفاقمة، خاصة في بريطانيا ودول جنوب القارة.
ففي إسبانيا، توفي رجل في حريق ضخم شمال مدريد، وأُجلي الآلاف بعد اشتعال عشرات الحرائق، في حين حذّر رئيس الوزراء بيدرو سانشيز من "خطر شديد" يهدد البلاد.
أما في فرنسا، فقد أعلنت السلطات حالة تأهب قصوى في 14 مقاطعة، وسط موجة حر غير مسبوقة.
وأكد خبراء الأرصاد أن هذه الظواهر ناتجة عن "قبة حرارية" ناتجة عن تغيّر المناخ، مشيرين إلى أن الجفاف طال أكثر من 52% من أراضي أوروبا، خصوصاً في مناطق المتوسط، وهي أعلى نسبة تُسجل منذ 2012.
وأعلنت وكالة البيئة البريطانية أن نقص المياه بات "مسألة ذات أهمية وطنية"، في ظل جفاف غير مسبوق منذ 1976.
وفي البرتغال، تكافح فرق الإطفاء ثلاثة حرائق كبرى، أبرزها في ترانكوسو بمشاركة 700 عنصر و4 طائرات.
أما إيطاليا، فرفعت مستوى التحذير إلى أعلى درجة في 11 مدينة بينها روما وميلانو.
منطقة البلقان بدورها تشهد حرائق واسعة النطاق، خصوصاً في ألبانيا، كرواتيا، وكوسوفو التي سجلت حرارة قياسية بلغت 42.4 مئوية في تموز/ يوليو.
أما اليونان، فطلبت دعماً أوروبياً لمواجهة أكثر من 100 حريق، أبرزها في جزيرة زاكينثوس ومناطق غرب البلاد.
وفي تركيا، تواصل الحرائق التهام مناطق واسعة من إقليم جناق قلعة، ما أدى إلى إجلاء السكان وإغلاق مطار ومضيق الدردنيل مؤقتاً.
وتبرز هذه الأحداث مدى تصاعد التأثيرات المناخية على القارة الأوروبية، وسط تحذيرات من استمرار موجات الحر والحرائق مستقبلاً.