أعلنت الحكومة الإيرانية، اليوم الاثنين ، أنها بصدد التحضير لاستقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في زيارة مرتقبة إلى طهران، ضمن سياق تعميق التعاون الاستراتيجي بين البلدين.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة، فاطمة مهاجراني، في مؤتمر صحفي ، إن "إيران تنتظر زيارة الرئيس بوتين قريباً، وتعمل حالياً على استكمال الترتيبات المتعلقة باستقبال الوفد الروسي رفيع المستوى".
وتأتي هذه الزيارة في ظل تحولات إقليمية ودولية متسارعة، وتنامي التنسيق بين طهران وموسكو في ملفات سياسية وأمنية واقتصادية.
وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد زار موسكو في منتصف كانون الثاني/ يناير الماضي، حيث التقى نظيره الروسي وأشرف على توقيع "اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة" بين البلدين، والذي صادق عليه بوتين رسمياً في 21 نيسان/ أبريل الماضي.
والاتفاق، الذي يمتد لـ20 عاماً قابلة للتمديد التلقائي، يضم 47 مادة تغطي مجالات واسعة من التعاون، أبرزها التعاون الدفاعي والعسكري–التقني، والأمن الدولي، إضافة إلى التجارة، والطاقة النووية السلمية، والرعاية الصحية، والتعليم، واستكشاف الفضاء.
وينص أحد بنود الاتفاق على أن أي من الطرفين لن يقدم دعماً عسكرياً أو مادياً لأي جهة تعتدي على الطرف الآخر، مع الالتزام بالسعي إلى حل النزاعات بالطرق السلمية. ورغم هذه البنود الأمنية، أكد نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو أن الاتفاق لا يُعد تحالفاً عسكرياً رسمياً.
ويُنظر إلى هذا الاتفاق كخطوة نوعية في مسار العلاقات الإيرانية–الروسية، حيث اعتبره الكرملين "تحولاً استراتيجياً"، فيما وصفه بوتين بأنه "قاعدة للتنمية المستقرة والمستدامة"، لا لبلادهما فقط، بل للمنطقة الأوراسية بأسرها. كما شدد بزشكيان على أن الاتفاق يمثل بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين طهران وموسكو.