مقالات - تودي نيوز - Today News http://www.todaynewsiq.net/ ar مقالات - تودي نيوز - Today News الامام الرضا (ع) صوت الحق في زمن الزيف http://www.todaynewsiq.net/101471--.html http://www.todaynewsiq.net/101471--.html "Today News": بغداد 


نستذكر قائداً ربّانياً واجه السلطة بالحكمة، وفضح زيف الشعارات، ورفع راية الإصلاح الحقيقي بكفاءته وإخلاصه لله عز وجل وخدمته للناس.

رفض أن يكون جزءاً من ظلم السلطة، فقبل “ولاية العهد” بشرط عدم التدخل في الحكم، ليحافظ على نقاء موقفه وصدقه مع الله والأمة.

استثمر موقعه لإقامة الحوار مع أصحاب الديانات والمذاهب، ودحض الانحرافات بالفكر والبرهان، وأسس مشروعاً لإصلاح الأمة من الداخل بالوعي والقيم والتربية.

لقد كان الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) صوت الحق في زمن الزيف، ورمز القيادة الصالحة التي تقوم على العدل والنزاهة والعلم والتقوى.
فالقائد الحقيقي لا يُصنع بالمنصب أو القوة، بل بالكفاءة الذاتية، والإخلاص لله، والعمل من أجل الناس، والوفاء بقيم الحق والعدل.

نبارك للأمة الإسلامية ذكرى ولادته المباركة في 11 ذو القعدة 148هـ، ونسأل الله أن يلهمنا الاقتداء بسيرته العطرة في زمن الحاجة للقيادة الرشيدة.

                وليد الحلي
             8 أيار 2025]]>
admin Thu, 08 May 2025 14:17:46 +0300
خور عبد الله.. عقدة تاريخية تتجدد بين العراق والكويت http://www.todaynewsiq.net/101363--.html http://www.todaynewsiq.net/101363--.html "Today News": متابعة 

لا تكاد تهدأ العلاقات العراقية الكويتية حتى تعود التوترات إلى الواجهة من جديد. وآخر فصول هذا التوتر يتمثل في قضية الملاحة في خور عبد الله، التي أعادت تحريك المياه الراكدة بعد أن قدم كل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء العراقيين طلبين منفصلين إلى المحكمة الاتحادية لإعادة النظر بقرارها الصادر في 4 أيلول 2023، والذي قضى بعدم دستورية المصادقة البرلمانية على معاهدة حرية الملاحة الموقعة بين العراق والكويت عام 2013.

هذه القضية ليست مجرد خلاف قانوني أو نزاع حدودي تقني، بل تمثل امتدادًا لتعقيدات تاريخية طويلة بين البلدين، تبدأ من صراع الحدود، مرورًا بالغزو العراقي للكويت عام 1990، وما تلاه من قرارات أممية قسمت الحدود بطريقة أثارت ولا تزال تثير جدلاً داخل العراق، وصولاً إلى التنافس الحالي على المنافذ البحرية والمشاريع الاقتصادية الكبرى.

خلفية تاريخية: علاقة مضطربة وجراح لم تندمل

منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة مطلع القرن العشرين، كانت العلاقة مع الكويت تحمل طابعًا معقدًا. ففي الوقت الذي كانت فيه الكويت محمية بريطانية، كان العراق ينظر إليها باعتبارها جزءًا من امتداده الطبيعي نحو الخليج. وقد بدأت هذه الإشكالية منذ عام 1899، حين وقّع الشيخ مبارك الصباح معاهدة حماية مع بريطانيا العظمى، كانت بموجبها الكويت تحت الحماية البريطانية، مقابل التزامها بعدم الدخول في أي اتفاقيات دولية دون إذن بريطانيا.

هذه المعاهدة، التي حيّدت الكويت من صراعات الدولة العثمانية والإقليمية، أثارت حساسية مستمرة لدى الحكومات العراقية المتعاقبة. إذ اعتُبرت خطوة فاصلة فصلت بين العراق وامتداده البحري الطبيعي، ورسّخت من وجهة نظر عراقية واقعًا سياسيًا وجغرافيًا غير منصف.

وكان الملك غازي أول من عبّر رسميًا عن هذا التوجه، حين طالب بضم الكويت إلى العراق، وهي المطالبة التي ستتحول إلى جزء من خطاب الهوية السياسية في العراق. وسار على خطاه الزعيم عبد الكريم قاسم، الذي أعلن ضم الكويت عام 1961، مدفوعًا بذات الرؤية القومية. ثم جاء صدام حسين ليعيد إنتاج نفس الخطاب عام 1990، لكن هذه المرة عبر الاجتياح العسكري، ما جرّ على العراق دمارًا سياسيًا واقتصاديًا وعزلة خانقة استمرت لعقود.

بعد الغزو، فرض مجلس الأمن ترسيمًا للحدود عبر قراره رقم 833 لسنة 1993، رُسم تحت طائلة التهديد والضغوط، وأدى إلى خسارة العراق مساحات من أراضيه ومياهه، شملت خور عبد الله الذي قُسم رغم كونه المنفذ البحري الأهم للعراق.

خور عبد الله: المنفذ البحري المهدد

خور عبد الله يشكل شريان العراق البحري نحو الخليج، إذ يربط موانئه الحيوية، وعلى رأسها ميناء أم قصر، بالعالم. وعلى الرغم من قبول العراق رسميًا بترسيم الحدود، إلا أن الشعور الشعبي ظل يعتبر تلك القرارات مجحفة، خصوصًا أن السياق الذي تمت فيه لم يكن متكافئًا.

وفي 2013، وقّع العراق مع الكويت معاهدة لتنظيم الملاحة في الخور، لكنها لم تُصادق عليها المؤسسة التشريعية وفقًا للضوابط الدستورية، إذ مرت بأغلبية بسيطة، بينما كانت تتطلب أغلبية الثلثين. هذا الخلل الإجرائي دفع المحكمة الاتحادية لاحقًا إلى إلغاء المصادقة عليها.

الكويت.. بين الطموحات البحرية والسياسات الضاغطة

بموازاة هذا، بدأت الكويت تنفيذ مشروع “ميناء مبارك الكبير”، على بعد كيلومترين فقط من الأراضي العراقية، في خطوة فُسرت بأنها تهدف لخنق مشروع ميناء الفاو الكبير، ومبادرة “القناة الجافة” التي يعوّل العراق عليها للخروج من التبعية الاقتصادية.

ولم يقتصر الأمر على الموانئ، بل اتُهمت الكويت بمحاولات مشبوهة لتوسيع مياهها الإقليمية، عبر اعتماد مرتفعات رملية مثل “فيشت العيج” كجزر وفق تأويلات مشكوك بصحتها من القانون الدولي، بما يسمح بامتداد الحدود البحرية بشكل يضيّق على العراق عمليًا.

الفساد والامتيازات: البوابة الكويتية إلى بغداد

وإن كانت الأنظمة السابقة قد تعاملت مع ملف الكويت بصيغة حادة، فإن ما بعد 2003 اتسم بلغة أكثر ليونة. وهذا لم يكن فقط نتاج الرغبة في تصفير المشاكل أو الخروج من الفصل السابع، بل أيضًا بسبب عامل آخر أكثر خطورة: الفساد.

لقد أدركت الكويت – كما يلاحظ كثير من المراقبين – أن الطريق الأسهل للتأثير على القرار العراقي لا يمر عبر الضغوط الأممية كما في الماضي، بل عبر شراء الولاءات وتقديم الامتيازات والمنافع لعدد من السياسيين العراقيين، سواء على شكل صفقات أو هدايا أو تسهيلات مالية. وهكذا تحولت ملفات سيادية خطيرة إلى أوراق للمساومة داخل دهاليز السياسة العراقية، وجرى اختزالها إلى أرقام في عقود أو تصريحات إعلامية جوفاء.

العراق بعد الفصل السابع: قوة تفاوضية جديدة

اليوم، وبعد أن خرج العراق من طائلة الفصل السابع، لم يعد مجبرًا على الخضوع لما يُفرض عليه، بل بات يمتلك قدرة تفاوضية وسيادية أفضل. ومن هنا، فإن الدعوات تتزايد للتمسك بقرار المحكمة الاتحادية وعدم إعادة إحياء معاهدة ثبت بطلانها دستوريًا، خاصة وأنها لا تدخل ضمن الالتزامات الأممية الملزمة.

وإذا ما بادرت الكويت إلى رفع دعاوى ضد العراق، فبإمكان الأخير أن يقدم دفوعات قانونية قوية، ويثبت أن المعاهدة المعنية لم تُجز وفقًا للأصول، فضلًا عن أنها لم تكن ضمن التزامات ما بعد 1990، بل جاءت في لحظة ضعف سياسي استغلها الجانب الكويتي بدهاء.

مسؤولية الحكومة العراقية: سيادة لا تُشترى

إن حكومة بغداد اليوم مطالبة بإدارة هذا الملف بحزم ومسؤولية، وألا تسمح بأن تتحول مصالح العراق العليا إلى ضحية لحسابات ضيقة أو فساد ناعم. فالمطالبة بحقوق العراق، خصوصًا في ما يتعلق بمنافذه البحرية وموانئه، ليست نداءً شعبويًا أو نزعة توسعية، بل دفاع عن حق وجودي وسيادي.

ويجب على العراق أن يطرح هذه القضية في المحافل الإقليمية والدولية، لا بل في القمم العربية المقبلة، لكن من موقع الضحية لا الجاني، ومن موقع القانون لا التهديد. ولعل العودة إلى المعاهدات التي أُبرمت في لحظات اختلال الموازين تكشف أن كثيرًا من حقوق العراق تم التنازل عنها دون سند قوي، ويجب إعادة فتح هذه الملفات بعين السيادة والمصلحة الوطنية.

خاتمة

قضية خور عبد الله ليست تفصيلًا تقنيًا ولا نزاعًا مؤقتًا، بل هي مرآة تعكس عمق الإشكال في العلاقة العراقية الكويتية منذ عقود. وهي امتحان لسيادة العراق ولصدق الإرادة السياسية في تجاوز مرحلة التبعية والتنازلات غير المبررة.

ولذلك، فإن التعاطي معها يجب أن يكون بعقل بارد وإرادة صلبة، تُجيد التفريق بين حسن الجوار والاستسلام، وبين الدبلوماسية والرشوة. فسيادة العراق لا تُشترى، ومنافذه لا تُهدى، والمياه الإقليمية ليست مساحة للمساومات بل شريان سيادة لا يقبل التمدد أو الانكماش حسب مزاج الجغرافيا السياسية.


]]>
admin Mon, 05 May 2025 15:15:53 +0300
مقترح تحويل الوزارات الحكومية الى أهلية http://www.todaynewsiq.net/101217--.html http://www.todaynewsiq.net/101217--.html "Today News": بغداد 

    ترى أيهما أكثر نفعا، ماهو عام، أم ماهو خاص، وبين مايسمى حكوميا، أو مايسمى أهليا؟
    في المستشفى الحكومي يصيبك القرف، وشعور باليأس، وربما الإحباط، وكثير من الحزن. فالتردي في الخدمات واضح، والرغبة تكاد تكون معدومة، والعاملون في المستشفى يبدون وكأنهم مكرهون على القيام بمهامهم، وعلى المريض أن يتحمل، وعلى ذويه ومرافقيه أن ينصاعوا لتعليمات صارمة بالذهاب الى المذاخر والصيدليات خارج المشفى لشراء مايحتاجه المريض من حقن وأدوية مختلفة، والزحام على أشده، بينما المراجعون والزوار يتجمعون كأنهم في جنازة، أو سيقوا الى العمل بالسخرة..
    في المستشفى الأهلى، ومن بوابته الفارهة، ثم الإستعلامات تجد الأمور مختلفة فالجميع يقابلك بود، والأطباء يبتسمون في وجهك، والطبيب المناوب يقوم بعيادة المرضى من حين الى آخر، والممرضون يمارسون أعمالهم بطريقة هادئة، والأدوية متوفرة، وماعليك إلا أن تدفع، ولايبدو من حل. فالعاملون في المستشفى الحكومي يبدون كأشخاص مكرهين على العمل مع غياب الحافز، وعدم الرغبة، بينما العاملون في المستشفى الأهلي طيبون، وربما بعضهم يعمل في المستشفيين مع فارق الوقت، لكن العامل في الحكومي، غير العامل في الأهلي!
    هناك مدارس أهلية ومدارس حكومية. في المدارس الحكومية يتكدس التلاميذ والطلاب في صفوف تفتقد الى النظافة في الغالب، والشبابيك والأبواب مشرعة، ولايوجد تكييف، يعني على الطالب أن يتكيف مع المناخ الحار صيفا، البارد شتاءا. وفي المدارس الأهلية هناك عاملون متحمسون مع إن المعلمين والمدرسين في المدارس الحكومية يتقاضون رواتب لاتقارن مع مايتقاضاه نظراؤهم في المدارس الأهلية، وهناك نظافة وكتب ومستلزمات جديدة، والمراوح السقفية تعمل، وكذلك أجهزة التكييف، وسواها من متطلبات.. في قطاع الكهرباء هناك مولدات أهلية، وهناك كهرباء وطنية، ولكن الأهلية تمارس دور المنقذ حين تنقطع الوطنية بالرغم من إن المواطن يدفع الكثير من الأموال.. ولكن ذكروني بالمزيد مماهو أهلي، نعم نعم تذكرت، فعليك أن توفر ملايين الدنانير سنويا للجامعات والكليات الأهلية، وأموال أخرى للمدارس الإبتدائية والمتوسطة والإعدادية.
    في عديد الوزارات لايبالي الموظفون كثيرا بأهمية الإلتزام بأداء الواجب، ويرغم الموظفون على الحضور والخروج بنظام البصمة، ولكن هولاء لايجدون الكثير من الحوافز برغم حصولهم على قروض ورواتب وسلف بأرقام جيدة، وإجازات وعطل متكررة، لكن بعض الوزارات تحولت الى مستعمرات طائفية وقومية، ويجري فيها تمييز سيء وفقا للإنتماء، ولقوة الداعم والحامي وفقا لنظام المحاصصة. فيعيش بعض الموظفين ظروفا قاسية، وتمييزا وفقا للإنتماء، حتى إن أحدهم طالب بأن تتحول الوزارات الحكومية الى أهلية، وتعمل بنظام الخصخصة دون محاصصة، ودون إنتماءات وولاءات لايتحملها الموظف المسكين الذي يواجه التمييز خاصة إذا كان الوجود الطائفي ليس في صالحه، وعليه أن يتعايش، ويتحمل المصاعب. لكن لاأعرف بالضبط كيف يمكن تحويل الوزارات الى أهلية؟
بصدق لاأعرف.]]>
admin Tue, 29 Apr 2025 23:13:31 +0300
ميلاده المشؤوم وصمة عار في جبين كل بعثي http://www.todaynewsiq.net/101167--.html http://www.todaynewsiq.net/101167--.html "Today News": بغداد 


الى جيل الالفية الثالثة ..والى من لم يعش في العراق أبان حقبة البعث السوداء..
في شهر نيسان من كل عام وبالتحديد يوم 28 منه اكتشف البعثيون ومرتزقة صدام انه تاريخ ميلاده المشؤوم .
ولا أحد يدري مدى حقيقته لكن الثابت والذي لا يقبل نقاش انه اصغر من زوجته ساجدة بنت خاله المجرم طلفاح بعامين، ولكي لا يعاب عليه وعليها غيّر مواليده ليكونا ابناء نفس العام .
طيلة حكم البكر كان نيسان يخصص للاحتفالات بذكرى تاسيس حزب البعث الفاشي ويهرج البعثيون تعبيرا عن فرحتهم لهذا الحزب الدموي فهو قد جعل لهم وجودا بعد العدم، ولكن بعد ان تسلق صدام سدة الحكم منحيا الرئيس صارت الاولويات اخرى حيث تحولت سياسة الحكم من الحزب الواحد الى الفرد الواحد وتجسدت الدكتاتورية بأبشع ما تكون .
ولكي يرضي الاتباع غروره ابتدعوا بدعة (عيد ميلاد الريس ) وصارت التحضيرات قبل حلول نيسان تشغل تشكيلات وواجهات الحزب ويتسابق المتملقون لنيل رضا الفرعون الذي يظهر للعيان مرتديا بدلة بيضاء وهو يعرف في قرارة نفسه لا حقيقة لما يدعون وان امه صبحة هي وحدها تعرف من اباه واين ومتى ولد!
استمرت اعياد الميلاد سنة بعد اخرى تستفز جيوش الايتام التي خلفتها سياساته الهوجاء بين حرب الثمانية اعوام واعدامات وسجون ودفن جماعي للاسر  والافراد وقتل وتنكيل في مؤسسات التصنيع العسكري لكل من يعترض على نهجه الاجرامي الدموي وان كانوا خيرة كفاءات العراق .
والاشد استفزاز الجبر والاكراه للعوائل ان يخرجوا بمسيرة يحمل كل منهم شمعة تعبيرا عن فرحه !!ومن يرفض يحرم واهله من البطاقة التموينية ويكون مصيره في طوامير الامن المنتشرة في كل زقاق .
حتى حلت اعوام التسعينيات وفي مطلعها جثم الحصار الاقتصادي على العراق كابوسا ثقيلا لا فواق منه ولا خلاص ومئات الاطفال يموتون يوميا بسبب سوء التغذية ونقص الدواء بينما يبيع الناس ملابسهم وابواب بيوتهم واوانيهم ليدبروا لقمة يومهم .. الا ان عيد ميلاد الريس ما انفك يقام وتصنع به كعكات عملاقة وبذات المراسيم السمجة التي لا تناسب الا الرعناء، والاطفال يتحسرون على قطعة حلوى !!
هذا مشهد من الزمن الجميل الذي خدعوكم به وهذا هو رأس سلطته الديكتاتور الظالم الذي لم يراعي ذمة في شعبه وصار يشعر شعور فرعون وكيف لا والتملقون جعلوا منه قائدا ضرورة وإنموذجا لن يتكرر ، نعم حقا هو لم يتكرر وقد رأوا بالالوان كيف فر هاربا كفأر مذعور وترك شعبه وجيشه نهبا لأعتى جيوش العالم ليأوي الى حجر عفن تأباه الهوام .]]>
admin Mon, 28 Apr 2025 15:10:32 +0300
الإصلاح بالوعي العلمي والعقلي والالتزام العقائدي http://www.todaynewsiq.net/100961--.html http://www.todaynewsiq.net/100961--.html "Today News": بغداد 


يشكّل ترسيخ الوعي العلمي والعقلي، والالتزام بالعقيدة، الأساس الحقيقي للإصلاح ومواجهة الجهل والانحراف، وهو المنهج الذي أولاه الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أهمية كبرى من خلال دعوته لتربية الشباب على طلب العلم، وتأكيده على وحدة الصف ونصرة المظلوم في مواجهة الفتن والانحرافات الفكرية والعقائدية.

1-المنهج التربوي (أن تكون عالمًا أو متعلّماً):
وقد عبّر الإمام عن هذا المنهج التربوي بقوله: “لستُ أحبّ أن أرى الشاب منكم إلا غاديًا في حالين: إمّا عالمًا أو متعلّمًا، فإن لم يفعل فرّط، وإن فرّط ضيّع، وإن ضيّع أثِم”، وهو تأكيد على أن العلم ليس ترفًا بل ضرورة، وأن الجهل يؤدي إلى التفريط والضياع، ثم الإثم والخسارة. كما قال (عليه السلام): “اطلبوا العلم وتزيّنوا معه بالحِلم والوقار”، جامعًا بين المعرفة والسلوك القويم.

2-الحوار لمواجهة أهل الشبهات والانحراف:
ومن أبرز أساليب الإمام الصادق (ع) في مواجهة الفكر المنحرف والتيارات المضلة، اعتماده على منهج الحوار الهادئ والمقنع، حيث دخل في مناظرات مع أهل الكلام والفلاسفة والجدليين والغلاة، وأوضح براهينه بالعلم والحكمة والحجج الفقهية والعقلية الموثوقة، فدحض الشبهات وأقام الحجة، وأعاد كثيرين إلى طريق الحق والاعتدال.

3-تحييد الصراعات وأهمية توحيد الصفوف:
في زمن كثرت فيه الانقسامات بين التيارات الدينية والمذاهب الفلسفية والصراعات السياسية، سعى الإمام الصادق (عليه السلام) إلى تهدئة النزاعات وتحييد الفتن والعصبيات، محذرًا من الانغماس في الخلافات التي لا تجلب إلا الوهن والفرقة والانهيار المجتمعي، قائلا (ع):"إياكم والخصومة، فإنها تُشغل القلب، وتورث النفاق، وتكسب الضغائن".

4-نصرة المظلوم ووعي المؤامرات.
وفي هذا السياق، حذّر الإمام من التخاذل عن نصرة المظلومين، مؤكدًا أن التقاعس عن دعمهم يُعد من أعظم صور الانحراف عن الدين والإنسانية، خصوصًا في ظل ما تتعرض له الشعوب المسلمة من إبادة جماعية واضطهاد ممنهج في عدد من الدول، وفي مقدمتها فلسطين المحتلة.

5-مخطط تفتيت عقيدة المسلمين وإشغالهم بالفتن:
وقد أثبتت الوثائق الحديثة، كما في كتاب“الإسلام المتعب” لمؤلفه جاكوب دون   (Jacob Don)، أن هناك مخططًا منظّمًا لتفتيت عقيدة المسلمين وتدمير هويتهم الأخلاقية والاجتماعية، من خلال:
•نشر الاختلافات والانقسامات داخل المجتمعات الإسلامية.
•تشجيع الانحلال الأخلاقي، خاصة في أوساط الشباب والنساء، لتفكيك الأسرة والمجتمع.
•بث الكراهية للمساجد وتعاليم الإسلام، وتحبيب الناس بثقافة الغرب.
•ضرب العلاقة بين الأجيال، لإضعاف التواصل بين الأبناء والوالدين.
•زرع حب الذات والمصلحة الفردية عوضاً عن القيم المجتمعية والدينية وصلة الرحم.
•الترويج للحرية المنفلتة على حساب الالتزام، والسعي لإقناع المسلمين بأن أخلاق الغرب هي الأصلح.
•استخدام وسائل التقنية والإنترنت للتلاعب بعقول الشباب وتشتيتهم عن القيم الاخلاقية والمعرفة الحقيقية.

إنها خطوات ممنهجة تهدف إلى إنتاج جيل من المسلمين لا يعرف دينه، ولا يعتز بهويته، ولا يفهم تاريخه، ولا يؤمن برسالته.

6-الدعوة إلى البصيرة والعمل الجماعي:
ولذلك كان الإمام الصادق (عليه السلام) يحث على البصيرة والعمل الواعي، إذ قال:
“العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق، لا تزيده سرعة السير إلا بُعدًا”.
فالبصيرة، في رأيه، هي أساس كل مشروع إصلاحي، وهي الشرط الأول لنجاح أي جهد جماعي أو فردي.

7-خير البريّة:
استُشهد الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) مساء يوم الخامس والعشرين من شهر شوال سنة 148 هـ، عن عمر ناهز خمسة وستين عامًا (80-148 هـ - 699- 764م) حيث كانت ولادته في المدينة المنورة في 17 ربيع الأول عام 80 هـ، وذلك بعد معاناة أليمة نتيجة السم الذي دُس له بأمر من الخليفة العباسي المنصور الدوانيقي عبر عامله على المدينة المنورة محمد بن سليمان.

لقد استُدعى الإمام الصادق إلى بغداد سبع مرات في محاولة لاغتياله، إلا أن المنصور فشل في النيل منه على نحو مباشر، فلجأ إلى وسيلة دنيئة باغتياله سرًا، حيث بعث أمرًا إلى والي المدينة بتسميم الإمام في طعامه. مكث الإمام بعدها يومين يعاني آلام السم، صابرًا محتسبًا، حتى وافاه الأجل شهيدًا مظلومًا.

وقد دُفن الإمام (عليه السلام) في مقبرة البقيع في المدينة المنورة، تلك المقبرة التي احتضنت أجساد أربعة من أئمة أهل البيت: الإمام الحسن المجتبى، والإمام زين العابدين، والإمام محمد الباقر، والإمام جعفر الصادق (عليهم السلام).

إن ذكرى استشهاد الإمام الصادق (عليه السلام) ليست مجرد لحظة تاريخية، بل هي محطة للتأمل في عظمة هذا الإمام الرسالي، الذي حمل همّ الإصلاح، وسعى لنشر الوعي، وواجه الطغيان بالعلم والخلق والعدل، فكان بحق “خير البرية” كما وصفه محبّوه ومريدوه.

وليد الحلي
23-4-2025]]>
admin Tue, 22 Apr 2025 12:58:56 +0300
الشهيدة بنت الهدى.. زينبُ العصر http://www.todaynewsiq.net/100595--.html http://www.todaynewsiq.net/100595--.html "Today News": بغداد 

تعلّمت الشهيدة بنت الهدى (آمنة الصدر) من مدرسة السيدة زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام)، معنى الصبر على الشدائد، والثبات في مواجهة الظلم، والتصدي لأعداء الله بلا تردد ولا خوف.
فكانت صدىً لزينب في عصرها، تكشف جرائم حزب البعث وطاغيته، وتفضح سياساته في القمع والإبادة الجماعية بحق الشعب العراقي وجيرانه.

1- ولادتها:
وُلدت السيدة آمنة الصدر المعروفة بـ (بنت الهدى) عام 1937 في مدينة الكاظمية المقدسة، وهي شقيقة المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قدس سره).

2- نشأتها وتعليمها:
نشأت في كنف عائلة علمية عريقة. توفي والدها وهي في سن مبكرة، فتولى شقيقاها إسماعيل ومحمد باقر الصدر رعايتها وتعليمها.
تلقت تعليمها الأولي في المنزل، فدرست القراءة والكتابة، ثم توسعت إلى علوم النحو، والمنطق، والفقه، والأصول.
وفي الحادية عشرة من عمرها، انتقلت مع شقيقيها إلى النجف الأشرف، حيث تابعت دراستها حتى أصبحت من المجاهدات الرائدات في ميدان التوعية والإصلاح، إضافة لكونها أديبة، وشاعرة، وكاتبة.

3- نشاطها الثقافي والتبليغي:
ساهمت بنت الهدى في إحياء الدور الرسالي للمرأة، فعملت على نشر الثقافة الإسلامية، وتوعية النساء بحقوقهن وواجباتهن في ضوء تعاليم الإسلام.

4- إشرافها على مدارس الزهراء:
في عام 1967 تولّت الإشراف على “مدارس الزهراء” في النجف والكاظمية، التي كانت توازي المدارس الحكومية في مناهجها، لكنها أضافت التربية الدينية والتوجيه الأخلاقي.
توقفت عن الإشراف عام 1972 بعد تأميم التعليم، معتبرة أن المسار التربوي فقد استقلاليته الإسلامية.

5- دورها الاجتماعي والتربوي:
عُرفت بتواضعها وخدمتها للناس، فكانت تستقبل النساء في بيتها، تجيب على استفساراتهن الفقهية، وتعينهن في قضايا الأسرة والتربية.

6-دورها التوعوي في الحج :
شاركت في مواسم الحج كمبلّغة دينية، فكانت توجه النساء وتعظهن، وتجيب على  أسئلتهن في المسائل الشرعية، وتوثق أحوال المسلمين.
كانت تعلّم وتوجه وتربط بين المسلمات من مختلف الجنسيات، غارسةً فيهن الوعي والثقة بالهوية الإسلامية.

7- دورها في الأسرة:
•ساعدت شقيقها المرجع السيد محمد باقر الصدر في أنشطته التربوية والعلمية.
•شاركت في تربية البنات والشابات تربيةً إسلامية متكاملة.
•كانت القلب النابض في بيت المرجعية، رعايةً لأمها، واحتضانًا  للمؤمنات.

8- الكتابة والتأليف:
كانت رائدة في الأدب الإسلامي النسوي، استخدمت الأسلوب القصصي لنقل رسائل الإصلاح الديني والاجتماعي، بعيدًا عن التعقيد والافتعال.
بدأت بالكتابة في مجلتي “الأضواء” و”الإيمان”، وكانت كلماتها تُلهب الوعي وتحرّك القلوب.

9- مؤلفاتها:
من أبرز مؤلفاتها:
•الفضيلة تنتصر
•الخالة الضائعة
•امرأتان ورجل
•صراع
•لقاء في المستشفى
•مذكرات الحج
•ليتني كنت أعلم
•بطولات المرأة المسلمة
•كلمة ودعوة
•الباحثة عن الحقيقة
•المرأة مع النبي

10-التصدي لنظام البعث وطاغيته:
عندما اعتُقل شقيقها السيد محمد باقر الصدر، خرجت إلى ضريح أمير المؤمنين (عليه السلام) تحثّ الناس على النهوض والثورة.
ألهبت مشاعر الجماهير بكلماتها، موقظة الضمائر الغافية، وفضحت جرائم النظام، متحدية الطغيان بكل شجاعة، ومُذكّرة بأصداء صرخة زينب (ع) في مجلس يزيد:
“فكد كيدك، واسعَ سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا…”

11- استشهادها:
في السابع  من نيسان عام 1980، وبعد تصاعد النشاط السياسي للسيد محمد باقر الصدر ضد نظام حزب البعث، قامت سلطات الطاغية صدام حسين باعتقاله مع شقيقته السيدة آمنة الصدر (بنت الهدى) من مدينة النجف الأشرف، ونُقِلا إلى مديرية الأمن العامة في بغداد.

وقد كُشفت لاحقا معلومات جديدة لأول مرة، من خلال اعترافات اللواء الأمني سعدون صبري، تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة التي سبقت استشهادهما:

وُضِعت السيدة آمنة في غرفة مقابلة لغرفة سعدون في الامن العامة ببغداد، وسألها عن سبب اضطرابها وخوفها، فأجابته: “أخاف على السيد أن تؤذوه” فرد عليها: “ما زال بخير”.

وفي مساء يوم الثامن من نيسان، جاء الأمر من الطاغية صدام بإعدامهما.

 نُقِلا بعدها بسيارة “بوكس” إلى موقع الإعدام في صحراء قرب بغداد، برفقة عدد من ضباط الأمن، منهم: النقيب (لاحقًا لواء) سروح نجرس الحديثي، والمقدم أو العقيد (لواء) علي عبد الله برع الجنابي، والرائد (لواء) طعمة السامرائي، ومفوض الأمن محمد (سائق السيارة).

قبيل تنفيذ الإعدام، اقترب السيد محمد باقر الصدر من شقيقته السيدة آمنة، وكانت حزينة مكتئبة تتأمل فجيعتها القادمة، فعانقها وقال لها بلغة اليقين والثبات:
“لا تبكي يا أختي العزيزة… إن شاء الله ملتقانا في الجنة عند الإمام الحسين (عليه السلام)”.

ثم أشهر سعدون صبري مسدسه الإيطالي (برتا ٩ ملم)، وأطلق خمس أو ست رصاصات نحو نحر السيد الصدر، فاستُشهد أمام أعين شقيقته في الساعة الثامنة من صباح يوم التاسع من نيسان 1980.

وبعد ذلك، أُعدِمت السيدة آمنة أيضا رميًا بالرصاص من قبل النقيب (لاحقًا لواء) سروح نجرس الحديثي، والمقدم أو العقيد (لواء) علي عبد الله برع الجنابي، ودفنت في مكان مجهول خارج بغداد، لا يزال قبرها طيّ الكتمان حتى يومنا هذا.

12- زينب العصر..
                    رمز نسوي مقاوم:
خلّدت بنت الهدى اسمها في سجل النساء المجاهدات، وكانت صوت المرأة المسلمة، الواعية، الرافضة للذل، والمضحية في سبيل الحق.
إنها زينب هذا العصر، التي واجهت الطغيان بصبرٍ ويقين، وستبقى رمزا للحرية، والكرامة، والوعي المقاوم.

وليد الحلي
11 نيسان 2025]]>
admin Fri, 11 Apr 2025 17:55:11 +0300
عُدت لمطالعة فدك في التاريخ !!.. http://www.todaynewsiq.net/100553--.html http://www.todaynewsiq.net/100553--.html "Today News": بغداد 


   لقد عُدت لمطالعة كتاب " فدك في التاريخ" لمؤلفه السيد الشهيد محمد باقر الصدر ، بعد ما وصلني  فديو طويل لأحد المشايخ  ، ورابطاً لمقال يطعن في  مقاطع  صغيرة من الكتاب  حينما قارن بين  ثورتين، ثورة أم أبيها فاطمة ضد الخليفة  الاول ( أبو بكر ) وثورة أم المؤمنين ضد  الخليفة الرابع (علي ابن أبي طالب سلام الله عليه ) ،
بل تمادى ليجعل من الكتاب بعيداً عن ثوابت المذهب الجعفري  وذهب أخر ليكتب أنه " تأسيس للانحراف"
،وسأكتب ردي بعد أن أُبين  القيمة الادبية  والعلمية  لهذا الكتاب  وبعضهم ناقش الكتاب لما فيه دلائل على امارة الملكية  
 و أرجو  أن لا أكون مخطئاً بأنْ أُقرر  أن أياً من هذه الاشكالات لم تصدر في حياته  عند صدور الكتاب ، ولم يُشكل على الكتاب بعد استشهاده بعقدين او اكثر ، وكأنهم اكتشفوا هذه (الاشكالات )  مؤخراً .
كما إني استنتج  أن السيد الشهيد بقى مصراً على محتوى الكتاب  في مراجعاته لمؤلفاته ولم يزد أو ينقص عليه شيئا ، ولم يُذكَرْ  لنا  عن سيرته انه فعل ذلك مع هذا الكتاب الذي ألفه وهو  في مراحل الصبا كما أجاب عند سؤاله عن السبب في تأليفه ، ولكنه راجع أراءه الفقهية  ولم تتغير ايام صباه  او شبابه .

كتاب فدك في التاريخ :-

من قرأ كتب الشهيد الصدر يرى أنه يعرض أراء الاخرين و ينقلها بتجرد وبموضوعية  ولا يحشر القارئ في زاوية  كي يفرض رأيه في النهاية ..
وهذا ما نجده  عندما  يتبنى وجهة نطر المدارس الاخرى في عرض فدك وبعدها يناقشها بموضوعية ، والملاحظ  أنه في هذا الكتاب قد اطلع على  الاراء التاريخية لعلماء الفريقين ، بل نجده يناقش كاتباً معاصرا له واسمه (عباس محمود العقاد) لما عُرف عنه بكتاباته الاسلامية وحاول في هذه القضية  ان ( يسوف )  الخلاف على فدك ولا يعطيها أهميتها  وما تمثله من ركيزة من ركائز احقاق الحق .  

عندما تقرا فدك في التاريخ فإنك تجد نفسك امام كاتب رواية أو قصة يتقمص فيها دور البطل ، وفي هذا الكتاب  هناك بطلة ومحور  للاحداث تبنى حوارها ، وصوَّر لنا حالة الحزن والأسى بفقد رسول الله (ص) ، ولكن هذا الحزن والبكاء لفقد الأب لم يجعل من صاحبته منكفأة  متقوقعة ، بل إنَّ حزنها كان حزناً رسالياً ، وهو بداية ثورة كما أراد الكاتب أن يوصل هذه الفكرة لنا (وربما هذه احدى الاشكالات  التي حاول بعضهم اثارتها على الكتاب وساتعرض لها ).

ومن يقرأ كتاب فدك في التاريخ يجد نفسه أمام كاتب متمرس في انتقاء المفردات التي  تشدك الى النص وتتفاعل معه وتعيش أجواءه ، وكأنَّ  أمام راو  متمرس له مؤلفات عديدة  خبير في هذا الفن ، وفي هذا اللون من الادب العربي ، لكننا نتفاجئ حينما نعلم  أن هذا الكتاب خُطت سطوره في مرحلة الصبا من مراحل حياة السيد محمد باقر الصدر   ،ولم يخرج الى النور الا بعد طلب المقربين و( الكاتب) أصبح في العشرين من عمره .
وكلما أقرأ كتاباً او رأياً  للشهيد محمد باقر الصدر  اشعر بمرارة وحسرة للجريمة  التي ارتكبها الطاغية صدام بحق العراقيين وبحق الاسلام وبحق  الانسانية جمعاء، فالجريمة  بقدر الضحية  وعنوانها المعنوي ،كما هي جريمة اغتصاب فدك من الزهراء (ع) .]]>
admin Thu, 10 Apr 2025 13:43:46 +0300
إرادة الله الغالبة أسقطت فرعون العصر بيوم شهادة الصدر http://www.todaynewsiq.net/100527--.html http://www.todaynewsiq.net/100527--.html "Today News": بغداد 


في صباح هذا اليوم الذي ظهرت فيه إرادة الله الغالبة ففي يوم استشهاد قائد الثورة الاسلامية في العراق الإمام الشهيد الصدر سقط فرعون العراق ونبذ في مزابل التاريخ وتلك هي إرادة الله تعالى ترينا أن الحق يدمغ الباطل فيزهقه.

وقد لاحظنا اليوم أن جماهير الأمة توافدت إلى مرقد الشهيد الصدر لتجدد العهد معه في الوقت الذي لم نرَ من الفصائل العراقية التي وصل متصدوها إلى دكة الحكم بالدم الطاهر للشهيد الصدر فلم نر أحداً منهم زار هذا المرقد الشريف ليعاهد القائد الذي بذل دمه في سبيل الدفاع عن كرامة الإسلام وكرامة الشعب العراقي، ولا ندري- غفر الله لهم جميعاً- نسوا الإمام الشهيد أم تناسوه أم أشغلتهم الصراعات على السلطة التي لم تدم لأحدهم إلا أياماً أو أشهراً أو سنين لا تعد شيئاً ذا قيمة في عمر زمن الحكام والطواغيت.
كما رأينا مبادرة طيبة من جامعة الإمام المهدي للدراسات الحوزوية التي جاءت بطلابها ليعقدوا حلقات دروسهم في روضة الإمام الشهيد الصدر تأكيدا على استمرارية منهجه الذي لم يتوقف حين استشهاده، ونتمنى لبقية الحوزات الأخرى والمدارس والجامعات أن تحتذي حذو هذه الجامعة المباركة.
كما نتمنى على المسؤولين الكرام المتصدين لقيادة تشكيلاتهم أن يضعوا هذه الحقيقة أمام أعينهم أنهم بدم الشهيد الصدر وأخته العلوية بنت الهدى ودماء الشهداء الأبرار وصلوا إلى كراسيهم،نسأل الله أن يسددهم بأن لا ينسوا هذه الدماء الطاهرة التي أريقت لأجل عزتنا وكرامتنا جميعاً، وهل جزاء الاحسان الا الاحسان.

جميل الربيعي
النجف الأشرف
٩/٤/٢٠٢٥]]>
admin Wed, 09 Apr 2025 17:20:14 +0300
أطروحة التغيير عند السيد الشهيد محمد باقر الصدر http://www.todaynewsiq.net/100504--.html http://www.todaynewsiq.net/100504--.html "Today News": بغداد 


امتاز المنهج التغييري للمرجع الكبير آية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) بكونه منهجاً يحمل هموم الأمة الإسلامية، وينطلق من عمق الإحساس بالمسؤولية تجاه واقعها السياسي والفكري والاقتصادي والاجتماعي.

لقد أولى اهتماماً بالغاً بإصلاح هذا الواقع المتردي من خلال أطروحات فكرية وعملية شاملة، مستنداً إلى منظومة إسلامية متكاملة كما يأتي:

1- رؤية فكرية متكاملة؛

قدّم نظريات ومشاريع فكرية رائدة، من أبرزها نظريته الفلسفية الإسلامية التي سعت إلى الربط بين العقل والدين، مؤكدًا أن الإيمان بالغيب هو ركن أساسي من أركان الدين، وأن العقل مهما اتسعت آفاقه يبقى عاجزاً عن الإحاطة الكاملة بعالم الغيب، الذي لا يُدرك إلا بوحي السماء.

2- الإنسان محور التغيير:

أسس نظريته التغييرية على مبدأ شمولية التغيير، الذي يشمل الإنسان والمجتمع والدولة. وكان يرى أن نقطة الانطلاق الحقيقية تبدأ من الإنسان نفسه، الذي ينبغي أن يتحلى بالقيم والمبادئ والسلوك الصالح ليكون ركيزة الإصلاح الاجتماعي، مستشهداً بقوله تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم[الرعد:11].

مشددا على ضرورة التربية العبادية التي تعزز علاقة الإنسان بالله، بما ينعكس على سلوكه في مختلف المجالات: الاجتماعية، السياسية، الاقتصادية، والثقافية.

3- الدين والدولة:

أكد  على أن الإسلام لا يفصل بين الدين والدولة، بل إن الدولة الإسلامية ينبغي أن تلتزم بالقيم الإلهية في سياساتها وسلوكها، لأن الله هو الذي خلق الإنسان وكرّمه، ومنحه العقل كأداة للتمييز والهداية. ومن هنا، فإن الإنسان مكلّف بالسير في طريق العدل والسلام، ليحقق سعادته في الدنيا ورضوان الله في الآخرة.

4- القيم الأخلاقية في صلب المشروع الإسلامي:

أولى أهمية كبرى للقيم الأخلاقية، واعتبرها جزءاً لا يتجزأ من قضايا الاقتصاد والسياسة والاجتماع والعقيدة. ونبّه إلى أن القوانين الأخلاقية العالمية يجب أن تُطبّق فعلياً في الواقع، لا أن تُستخدم كأداة بيد الأقوياء لتحقيق مصالحهم فقط.

5- الوحدة الإسلامية ومواجهة التحديات:

سعى بكل جهوده إلى توحيد صفوف الأمة الإسلامية، خصوصاً في أوقات المحن والتحديات، داعياً إلى نبذ الطائفية والعنصرية، والعمل من أجل تحقيق العدالة وحقوق الإنسان، ضمن أطر إسلامية واعية ومسؤولة.

6- النظرية الحركية والواقعية الثورية:

تميّزت نظرية الصدر الحركية بواقعيتها وثوريتها، مستلهمة من القرآن الكريم وسيرة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليهم السلام). وقد اعتمد منهج الدليل الاستقرائي لإثبات وجود الله، من خلال البرهنة العقلية والعلمية، وبيان ضرورة الإيمان بالبعث بعد الموت.

7- النظرية الاقتصادية الإسلامية:

وفي المجال الاقتصادي، قدّم السيد الصدر رؤية شمولية تعتمد على مرجعية إلهية، تراعي طبيعة الإنسان وقيمه وتطلعاته. ورأى أن الملكية في الإسلام تقوم على التوازن بين الفرد والمجتمع، على خلاف الرأسمالية التي تحتكرها للفرد، والاشتراكية التي تحصرها بالمجتمع. وركز على مفهوم العدالة كمرتكز أساسي في النظرية الاقتصادية الإسلامية.

8- النظرية الاجتماعية والسياسية:

في نظريته الاجتماعية-السياسية، قدم تفسيرًا متكاملاً للكون والإنسان والمجتمع والتاريخ، مبينًا أن الإنسان هو العنصر الجوهري في صناعة التغيير، لا وسائل الإنتاج أو نوع الملكية. كما أشار إلى أن الحرية في الإسلام لا تعني الانفلات، بل تُضبط بالقيم التي تضمن استمرار المسيرة الإنسانية على الطريق الصحيح.

9- البديل الإسلامي للنظام المصرفي:

وفي الجانب المالي، طرح مشروع المصرف اللاربوي، الذي يحقق الأهداف الربحية ضمن إطار شرعي يخلو من الربا، ويعتمد على مبدأ التعامل التجاري الحلال.

10- مشاريع ومبادرات فكرية وتنظيمية:

ساهم الشهيد الصدر في العديد من المشاريع الفكرية والتنظيمية، منها:
•تأسيس جماعة العلماء عام 1959، للتصدي للمخاطر التي تواجه الإسلام والدفاع عنه.
•تأسيس مؤسسة المرجعية الدينية الرشيدة، لتكون قوة فكرية وموجهة في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
•تأسيس حزب الدعوة الإسلامية عام 1957، مع عدد من العلماء والمجاهدين، من أجل توعية الأمة برسالتها، والتصدي للظلم والاستبداد.

11- التأثير السياسي والجهاد لاسقاط  طاغية البعث وحزبه المشؤوم:  

كان للسيد الصدر دور كبير في تغيير معادلات الصراع السياسي في العراق، فحرّم الانتماء إلى حزب البعث المباد، وأجاز مقاومته بكل السبل الممكنة، مما ساهم في إسقاط النظام البعثي لاحقًا. وقد تزامن سقوط النظام في 9 نيسان 2003 مع الذكرى الـ23 لاستشهاده، الذي نفذ  في 9 نيسان 1980.

١٢- ذكرى الشهادة وكلمة الخلود:

في الذكرى الـ45 لاستشهاد السيد الصدر وأخته العالمة بنت الهدى، نستذكر موقفه الشجاع في مواجهة الطاغوت، حين قال متحديًا:
“إن دمي يكلفكم نظامكم”،
مؤكداً أن لا مكان في العراق للطغاة، وأن الوعي الشعبي هو المنتصر في نهاية المطاف.
ومقولة الشهيد لا تزال ترددها الأجيال:
“ولكن الجماهير دائماً هي أقوى من الطغاة مهما تفرعن الطغاة، قد تصبر، ولكنها لا تستسلم.”
   
      الدكتور وليد الحلي            
الأمين العام لمؤسسة
حقوق الإنسان في العراق
    9 نيسان 2025]]>
admin Wed, 09 Apr 2025 11:34:32 +0300
الحكمة في القرارات تصون العراق من الصراعات والهزات http://www.todaynewsiq.net/100368--.html http://www.todaynewsiq.net/100368--.html "Today News": بغداد 


  ثمة نمط من النواب وشريحة من الشخصيات السياسية يستغلون الأزمات والحرائق و الأوضاع الدولية المتوترة ليتظاهر بأنه اشجع الشجعان ومجندل الفرسان وقاهر الأقران،فيطلق التصريحات النارية ويطلب من الحكومة ورئيس الوزراء اتخاذ قرارات مصيرية وأشياء تعجيزية لا تجرؤ على اتخاذها حتى الدول العظمى،أو لا تجد ضرورة للقيام بها أعتى الأنظمة الفردية الديكتاتورية تجاه أميركا والغرب.
   ومنذ فترة طويلة؛لاحظت أن نائبين ثلاثة، ونائبتين او ثلاث يطلقون أقوالا غريبة ويطالبون رئيس الوزراء و الخارجيةالعراقية بطرد السفير الأمريكي و البريطاني تارة، والأردني والفلسطيني تارة اخرى، والكويتي حينا والتركي حينا آخر،وقطع العلاقات مع أمريكا ودول عربية وغير عربية!!!!
طبعا لو قيّض لهؤلاء النواب أن يحلوا محل رئيس الوزراء أو أعضاء حكومته لما قالوا ولما قاموا بذلك أبداً ومطلقاً، ولكنهم ولأغراض الشهرة وجذب الانتباه وكسب الأصوات يريدون أن يقنعوا جمهورهم بأنهم الأذكى والأشجع و الأكثرفهماً وحنكة سياسية، وأنهم يطالبون بتحقيق الكرامة العراقية ومصالح الشعب والدولة.!!!
وعلى سبيل المثال:
ماحصل في قضية إطلاق حفنة من المشجعين شعارات فجة وغير لائقة بعد مباراة في عمّان، وجدناهم يطالبون بطرد السفراء وقطع العلاقات ووووووو...الخ
  و عندما أعلن الأرعن ترامب فرض رسوم على عشرات الدول في العالم بمافيه العراق،نجد نائبا يظن نفسه (السند)الوحيد لبلده،ونائبة تظن نفسها(زينب) العصر، و غيرهما من النواب؛يطالبون بطرد السفيرة وغلق السفارة الامريكية وقطع العلاقات ويطلقان التهديدات بالقيام بعظائم الأمور!!بينما الصين وكندا والدول الاوربيةوالاسيوية والأمريكية الشمالية والجنوبية،كلها لم تطرد سفيرا أمريكيا واحدا ولا قطعت علاقاتها مع واشنطن ولا... ولا....و إنما اكتفوا بالإعلان عن رفض القرار الأمريكي أو أعلنوا عن المعاملة بالمثل.لا أكثر ولا أقل.
ألم تروا ماذا فعل الامريكان بحكومة عادل عبد المهدي عندما تقاربت مع الصين وتفاهمت مع إيران وتشاجرت مع واشنطن،فماذا حل بها؟وكيف حركت السفارة الأمريكية اصابعها وجواكرها في ساحة التحرير،فقتل من قتل،وسبي من سبي،وأقصي من أقصي،وابتلي العراق بمجيء مصطفى الكاظمي الفلتة وحكومته الكارثية.

 أيها النائب الشاب قليل التجربة!!
 والنائبة المستجدة على العمل السياسي!!
اتقوا الله في بلدكم
احفظوا الاستقرارالسياسي
واجتنبوا اغراق الوطن في الصراعات والهزات والازمات دون داع.
ولا تكونوا ممن يخربون بيوتهم بأيديهم!!


د.رعدهادي جبارة
باحث ودبلوماسي سابق

]]>
admin Sat, 05 Apr 2025 13:56:28 +0300