الرئيسية / جريمة الوثبة اختزلت الخلل في المجتمع العراقي

جريمة الوثبة اختزلت الخلل في المجتمع العراقي

عانى المجتمع العراقي خلال العقود الماضية من مظاهر خلل بنيوي في سلوك افراده وردود افعالهم. وجاءت جريمة الوثبة بقتل وسحل وتعليق جثة شاب عمره ١٥ عاما لتختزن كل جوانب الخلل والانحراف مثل:

١- العنف المجتمعي

اذا بقي المجتمع يعاني من مظاهر عديدة ابتداء من العنف الاسري الى العنف العشائري الى عنف الجماعات المسلحة. وان اعنف ظاهرة مستشرية بين فئات كثيرة من المجتمع ومنهم الشباب دون سن العشرين.

 

٢- القسوة

وهي واحدة من الجوانب السلبية في المجتمع العراقي. بعضها يعود الى خلل نفسي واجتماعي ، واخر يعود الى التربية المجتمعية التي تجمع الجماعة تتكالب على الضعيف ، بينما تخاف من القوي. وتظهر شدتها في ايذاء الضعيف واظهار  قوتها وسطوتها عليه. فجاءت مشاهد الذبح والسحل والتعليق وسط هتافات وتشجيع ومشاركة الجمهور الهائج ضد الفتى المغدور.

٣- الانحراف

والانحراف الاخلاقي والسلوكي تجسد في التمثيل بالجسد اليافع وطعنه بالسكاكين حتى بعد وفاته. وكلها افعال تعبر عن غضب نفسي مكبوت وحقد داخلي خطير في النفسية العراقية

وجد فرصة للتنفيس عن هذا الغضب.

٤- اللامبالاة

وهي حالة اجتماعية عراقية تسمى بال (شعلية) اي لا علاقة لي بما يحدث. وهذه حالة خطيرة خاصة امام السكوت عن العنف والجرائم والاعتداء. فلم يتحرك احد للحيلولة دون وقوع الجريمة وايكال الامر للقضاء او لمنع السحل ونقل الجثة بسرعة الى مكان اخر بعيدا عن الجمهور الهائج. وبلغ موقف اللامبالاة الذروة عندما شاهدنا آلاف المتفرجين على عملية تعليق الجثة واغلبهم مشغولين بتصوير المشهد وكأنهم امام لقطة سينمائية يجب ان لا تفوتهم. ولم نسمع صوتا واحدا ينصح او يمانع من ارتكاب هذا العمل الشنيع.

٥- الازدواجية

ان جريمة الوثبة جسدت حالة الازدواجية والخلل السيكولوجي في شخصية نسبة غير قليلة من العراقيين. فمن جهة نتفاخر كشعب بحضارات قديمة ابتكرت القانون واخترعت الكتابة وسجايا كثيرة لكننا ما زلنا نعاني من عدم الالتزام بالقانون والتجاوز على النظام.

ان هذه الجريمة تسببت بحالة من الصدمة و الألم لعموم الشعب العراقي وبالخصوص للمرجع السيستاني الذي ابدى حزنه من الجمع الذي كان متفرجا على ما يحدث.

15-12-2019, 13:53
عودة