أثارت تصريحات شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في محافظة السويداء، حكمت الهجري، يوم الثلاثاء، موجة واسعة من الجدل بعد إعلانه أن "حق تقرير المصير لأبناء المحافظة حق قطعي لا يمكن التراجع عنه"، في موقف اعتبره مراقبون تصعيداً جديداً نحو نزعة الانفصال عن الدولة السورية.
وقال الهجري، في مقابلة تلفزيونية، إن رؤيته تقوم على "الاستقلال التام لمحافظة السويداء"، مضيفاً أن "عدد المختطفين في المنطقة يتجاوز 600 شخص بينهم نساء، والحكومة في دمشق تعرقل أي مفاوضات بشأنهم".
وتأتي تصريحات الهجري، بعد أيام من إعلانه تشكيل ما سماه "اللجنة القانونية العليا"، التي باشرت بتعيين مجالس محلية جديدة في عدد من بلدات السويداء دون انتخابات أو تفويض رسمي، ما أثار استياءً في الأوساط السياسية والمجتمعية.
وأعاد الهجري، في وقت سابق، الجدل حين استبدل اسم "جبل العرب" التاريخي بمصطلح "جبل باشان" وهو تعبير توراتي ذو دلالات دينية اعتبرها ناشطون محاولة لتغيير الهوية الرمزية للمحافظة.
كما وجّه الشيخ الهجري رسالة إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، طالب فيها بـ"تمكين سكان السويداء من ممارسة حق تقرير المصير تحت إشراف الأمم المتحدة"، في خطوة وُصفت بأنها تمسّ بسيادة الدولة ووحدة أراضيها.
في المقابل، اتهم سليمان عبد الباقي، قائد فصيل "أحرار جبل العرب"، الشيخ الهجري بتلقي دعم خارجي وتأجيج الفتنة الطائفية، معتبراً أن "تصويره كزعيم ثوري كان من أكبر الأخطاء"، محذّراً من "دور إسرائيلي متزايد في الجنوب السوري".
ويرى مراقبون أن "مواقف الهجري الأخيرة تمثل تصعيداً خطيراً يهدد النسيج الوطني السوري"، وقد تُستغل لإحياء مشاريع التقسيم بدعم خارجي، داعين إلى تحرك وطني موحد للحفاظ على استقرار الجنوب السوري ووحدة البلاد.