• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

وليد الكعبة: رمزٌ للعدالةِ الإنسانية

وليد الكعبة: رمزٌ للعدالةِ الإنسانية

  • 5-02-2023, 16:19
  • مقالات
  • 221 مشاهدة
وليد الحلي

"Today News": بغداد 
تمر علينا  الذكرى العزيزة والميمونة لولادة رمزُ العدالة والرحمة الإنسانية الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي ولد في 13 رجب سنة 30  من عام الفيل - 23 عاما قبل الهجرة ( 17 آذار 599م) - في جوف الكعبة المشرفة في بيت الله الحرام، لينشر المبادئ الخيرة والقيم الإنسانية.

معلناً أن الرحمة الإنسانية تنطلق من الأخوة ( أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق).

مؤكداً في عهده لمالك الأشتر إلى:
ضرورة الرحمة بالرعية والإحسان إليها والرفق بها، والعفو عنها في موارد الزلل، حيث قال (ع):

 ( وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم واللطف بهم ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان: أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، يفرط بينهم الزلل، وتعرض لهم العلل، ويؤثر على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك، مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، فإنك فوقهم ووالي الأمر عليك فوقك، والله تعالى فوق من ولاك، وقد استكفاك أمرهم وابتلاك بهم، ولا تنصبن نفسك لحرب الله تعالى، فإنه لابد لك بنقمته، ولا غنى بك عن عفوه ورحمته).

موجهاً:
- ( إنَّ من نصب نفسه للناس إماماً فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، فمعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس).

- ( وأكثر من مدارسة العلماء، ومنافسة الحكماء في تثبيت ما صلح عليه أمر بلادك، وإقامة ما استقام به الناس قبلك).

- ( ثم اختر للحكم بين الناس أفضل رعيتك في نفسك ممن لا تضيق به الأمور، ولا تمحكه الخصوم، ولا يتمادى في الزلة، ولا يحصر من الفيء إلى الحق إذا عرفه، ولا تشرف نفسه على طمع، ولا يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه، ...).

 - ( العدل والإنصاف من نفسك وخاصتك والمقربين منك، حتى يتحقق العدل والمساواة بين الجميع، ولا تنخر آفة الفساد والمحسوبية والمنسوبية جسد الدولة وتحولها الى نهب لكل الطامعين).

مرشداً وواعظاً وهادياً الى:

-الثبات وضبط النفس في تحمل المشاكل والصبر على البلاء،
قائلا (ع): ( وعليكم بالصبر، فإن الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد، ولا خير في جسد لا رأس معه، ولا في إيمان لا صبر معه).

-التعصب للمكارم والمحامد والمحاسن وليس لغيرها، قائلا (ع): ( فليكن تعصبكم لمكارم الخصال، ومحامد الأفعال، ومحاسن الأمور).

-التضحية من أجل انجاز المصلحة العليا للبلاد، قائلا (ع): ( لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين، ولم يكن فيها جور إلا علي خاصة).

-تنظيم العلاقات بين الناس، حيث جعل الإمام علي (ع) علاقة الصداقة مع الآخر تعتمد على مواقفه المبدئية والأخلاقية والسلوكية عند الشدائد والمحن والتحديات في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي وغيرها، قائلا (ع):  

( أَصْدِقَاؤُكَ ثَلاَثَةٌ، وَأَعْدَاؤُكَ ثَلاَثَةٌ، فَأَصْدِقَاؤُكَ: صَدِيقُكَ، وَصَدِيقُ صَدِيقِكَ، وَعَدُوُّ عَدُوِّك، وَأَعْدَاؤكَ: عَدُوُّكَ، وَعَدُوُّ صَدِيقِكَ، وَصَدِيقُ عَدُوِّكَ").

-حمل كلام الناس على المحمل الحسن وليس الظن السيئ، قائلا (ع):

( لا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ أَحَدٍ سُوءاً وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا في الخير مُحْتَمَلا).

-الدعوة الى التواضع ومنع التمييز والتكبر، قائلا (ع):  ( فأطفئوا ما كمن في قلوبكم من نيران العصبية وأحقاد الجاهلية، وإنما تلك الحمية تكون في المسلم من خطرات الشيطان ونخواته، ونزغاته ونفثاته، واعتمدوا وضع التذلل على رؤوسكم، وإلقاء التعزز تحت أقدامكم، وخلع التكبر من أعناقكم، واتخذوا التواضع مسلحة (الثغر) بينكم وبين عدوكم إبليس وجنوده).
-التمسك بالحلم، قائلا (ع): ( الْحِلْمُ غِطَاءٌ سَاتِرٌ، وَالْعَقْلُ حُسَامٌ قَاطِعٌ، فَاسْتُرْ خَلَلَ خُلُقِكَ بِحِلْمِكَ، وَقَاتِلْ هَوَاكَ بِعَقْلِكَ).

لله درك يا أمير المؤمنين وصاحب خاتم الأنبياء والمرسلين محمد ( ص) وولي الأئمة الأطهار الطيبين (ع) وإمام الخيرين والصالحين، وأنت تمثل النبل الإنساني في المحبة والخير.

   وليد الحلي
5 شباط 2023
13 رجب 1444

أخر الأخبار