• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

فداكَِ أبوكِ

فداكَِ أبوكِ

  • 27-12-2022, 10:04
  • مقالات
  • 229 مشاهدة
وليد الحلي

"Today News": بغداد 
الانتهاكات القاسية التي تتعرض لها المرأة في عالمنا اليوم تجاوزت كل الأعراف والتقاليد والقيم والمبادئ والاحترام والتقديس، هذا الاحترام الناشيء عن دورها الكبير في حفظ  سلالة البشر واستمرارية الحياة في الأرض حيث استغلت المرأة بعناوين براقة ومغشوشة يراد منها استضعافها وإذلالها لتكون سلعة رخيصة تلبي حاجات المستغلين!!!

اليوم تنطلق حملة كبيرة لإنهاء الزواج الطبيعي بين الذكر والأنثى الذي شرعه الخالق في كل الشرائع الإلهية  وتعويضه بالمثلية التي توقف استمرارية الولادة بطرقها الشرعية التي سنها الخالق للبشر!!
فالمادة (16) من الإعلان العالمي لحقوق الانسان الذي أقر من قبل الأمم المتحدة تختص بحقوق الزواج بين الرجل والمرأة فقط ونصها:  
( 1- للرجل والمرأة، متى أدركا سنَّ البلوغ، حقُّ التزوُّج وتأسيس أسرة….
2- لا يُعقَد الزواجُ إلاَّ برضا الطرفين المزمع زواجهما رضاءً كاملًا لا إكراهَ فيه،
3- الأسرةُ هي الخليةُ الطبيعيةُ والأساسيةُ في المجتمع، ولها حقُّ التمتُّع بحماية المجتمع والدولة.)

وعلى وفق ذلك يحق لكل إنسان أن يمارس حقوقه المشروعة التي تنظم حياته ولا يسمح له بخرق القوانين، فليس للإنسان حق في القتل والاعتداء والإرهاب والابتزاز وغيرها من الانتهاكات القاسية لحقوق الانسان، كذلك ليس من حقه التصرف كما يشاء ويرغب خلافا للسنن الطبيعية التي تكاثر فيها البشر.

ان نظام الزواج المثلي يهدف لإنهاء الزواج الأصولي، والقضاء على سنة الحياة في الزواج بين الذكر و الأنثى، وهو انتهاك قاس لدور الأم والزوجة والأسرة في بناء المجتمع المتكامل المواصفات السليمة، فللزوجة والأم شأن عظيم في التشريعات الإلهية إذ خلقت لتصنع الرجال والنساء الذين يقودون العالم.

فاطمة الزهراء ( عليها السلام) سيدة نساء العالمين مولودة من ثمرة زواج النبي محمد (صل الله عليه وآله) وأم المؤمنين خديجة ( عليها السلام)، تعد الأنموذج للمرأة في شخصيتها وأخلاقها وعلمها وثقافتها وتربيتها وتعاليمها وتصديها وفهمها للواقع وكيفية التعامل معه، إذ سخرت جهودها لتغيير واقع الأمة من الجهل والظلام إلى النور والضياء.

معلنة: ( جعل الله الإيمان تطهيرا لكم من الشرك، والصلاة تنزيها لكم من الكبر، والزكاة تزكية للنفس، ونماء في الرزق، والصيام تثبيتا للإخلاص، والحج تشييدا للدين).  

انها (أم أبيها ) كما سماها والدها رسول الإنسانية محمد (صل الله عليه وآله)، وزوجة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهما السلام) ، وأم الحسن والحسين (عليهم السلام ) سيدا شباب أهل الجنة، وأم زينب ( عليها السلام) بطلة كربلاء.

وصفها النبي محمد (صل الله عليه وآله) بأنها:
(فاطمة بضعة مني، من أحبها فقد أحبني، ومن ابغضها فقد ابغضني، ومن آذاها فقد آذاني).

في ذكرى رحيلها الى بارئها في اليوم الثالث من جمادى الثانية عام 11 هجرية، نستذكر مواقفها الرسالية في الدفاع عن حقوق الانسان والتصدي للظلم، وعلاقتها الحميمة مع أبيها حيث تستمع لوصيته الى الإمام علي (عليه السلام ) قائلا (صل الله عليه وآله):
: "....وقد أستودعكم الله، وقبلكم مني وديعة يا علي، إني قد أوصيت فاطمة أبنتي بأشياء وأمرتها أن تلقيها إليك، فأنفذها، فهي الصادقة الصدوقة، ثم ضمها إليه وقبل رأسها،
قائلا:
فداك أبوك يا فاطمة،
فعلا صوتها بالبكاء ثم ضمها إليه،..."  ( بحار الأنوار،العلامة المجلسي،ج 22، ص 491).
 
فاطمة (عليها السلام) بنت وزوجة وأم أصحاب الكساء الخمسة من أهل بيت خاتم الأنبياء والمرسلين ( محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ( صلوات الله عليهم) الذين طهرهم الله تعالى في سورة الأحزاب الآية (33) :

﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا).

ممثلة لكل نساء المسلمين في يوم المباهلة مع نصارى نجران في المدينة المنورة:
( فَمَن حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعدِ مَا جَاءكَ مِنَ العِلمِ فَقُل تَعَالَوا نَدعُ أَبنَاءنَا وَأَبنَاءكُم وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُم وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُم ثُمَّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَّعنَةُ اللهِ عَلَى الكَاذِبِينَ (آل عمران: 61).

أخر الأخبار