• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

الإصلاح يبدأ بإعداد المصلح لنفسه وتأهيل أصحابه فالمجتمع والسلطة

الإصلاح يبدأ بإعداد المصلح لنفسه وتأهيل أصحابه فالمجتمع والسلطة

  • 22-08-2022, 14:15
  • مقالات
  • 373 مشاهدة
وليد الحلي

"Today News":
ان مشروع الإصلاح لنصرة الحق وإنصاف المظلوم والتصدي للفساد يحتاج الى توعية الأمة لمعرفة مرجعيتها الدينية والثقافية والسياسية،

وإعدادها وتأهيلها لهذه المسؤولية لتكون بمأمن من مكر أعدائها، وهذا لا يمكن أن يتم من دون إعداد المصلح لنفسه إعداداً رسالياً قادراً على القيادة الحكيمة والرشيدة والنزيهة والمتصفة بالإيمان والعدالة والوعي وعالماً بمهامه ومسؤولياته الشرعية.

المصلح وحده لا يستطيع أن ينفذ الإصلاح من دون وجود الأصحاب المؤهلين إيمانياً وتربوياً وسياسياً وعلميًا والتزاماً بالمبادئ والقيم الرسالية ومستعدين للتضحية والعمل في الأمة لتنفيذ مشروع إصلاحها من دون الوقوع في الفساد.

(إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) الرعد:11

عاش الإمام علي بن الحسين زين العابدين السجاد(ع) مرحلة نكوص الأمة لعهودها بنصرة الإمام الحسين (ع) الذي تصدى لإصلاحها في معركة ألطف عام 61هـ- 680م.

لقد قبلوا الحاكم الفاسد يزيد والإذعان له، مقابل توزيع الأموال والمناصب والمنافع الأخرى لهم متناسين يوم الحساب الرباني والعقاب.

وضع الإمام السجاد (ع) خطة لإعادة تأهيل الأمة الى وعيها ورشدها والتزاماتها وذلك من خلال التربية على  قيم "الدعاء"

لمعالجة أمراض الأمة الروحية، وسيطرة الجوانب المادية الدنيوية على قراراتها،

وليعيد لها شخصيتها الرسالية المتزنة والمستقرة، ويسترد وعيها لتشخيص الباطل والظالم والمعتدي

من خلال إرجاع الانسان الى حقيقته أمام الله خالقه الذي وهبه العلم والصحة والقدرة على استيعاب دوره الفكري والعقائدي والسلوكي والسياسي مما يجعله متهيأَ للعمل الإصلاحي،
والابتعاد عن المطامع والملذات غير المشروعة.

مبيناً في (دعاء مكارم الأخلاق) طلب الانسان من الله سبحانه وتعالى لإصلاح ما صدر من فساد في عقيدته وعمله قائلاً (ع): "وَاسْتَصْلِحْ بِقُدْرَتِكَ ما فَسَدَ مِنِّي" ،

وداعياً إلى حصوله على توفيق الله ليرضى عنه قائلا (ع): "اللّهُمَّ لا تَدَعْ خِصْلَةً تُعابُ مِنِّي إلاّ أصْلَحْتَها"،

وطالباً من الله ان يسدده ويعينه ويداويه ليكون دائما  تحت ظل رحمته وكرمه وعطفه بعيدا عن الشيطان، قائلا (ع): "وَأصْلِحْني بِكَرَمِكَ".

محذراً الانسان لئلا يقع ضحية الحملات الناعمة المضللة لتشويه الحقيقة.

ومن هذه الأجندات إيقاظ الفتنة في الْعَصَبِيَّةِ الطائفية والعنصرية وغيرها قائلا (ع):

"الْعَصَبِيَّةُ الَّتِي يَأْثَمُ عَلَيْهَا صَاحِبُهَا ، أَنْ يَرَى الرَّجُلُ شِرَارَ قَوْمِهِ خَيْراً مِنْ خِيَارِ قَوْمٍ آخَرِينَ، وَلَيْسَ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُحِبُّ الرَّجُلُ قَوْمَهُ، ولَكِنْ مِنَ الْعَصَبِيَّةِ أَنْ يُعِينَ قَوْمَهُ عَلَى الظُّلْمِ".

منبهاً من الآثار الخطيرة للسلوك السيئ لهذه الحملات غير الأخلاقية والتي تسعى الى السيطرة على العقل والخير والصبر والحلم وغيرها من المعايير الأخلاقية،
  قائلاً (ع):

 "إن للحق دولة على العقل، وللمنكر دولة على المعروف، وللشّر دولة على الخير، وللجهل دولة على الحلم، وللجزع دولة على الصبر،... فنعوذ بالله من تلك الدول ومن الحياة في النقمات". (الدولة تعني هنا الغلبة، السيطرة أو الاستيلاء).

مسدداً  بقوله (ع):
-( ان دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة، والآراء الباطلة، والمقاييس الفاسدة، ولا يصاب إلا بالتسليم، فمن سلم لنا سلم، ومن إهتدى بنا هٌدي..).

-( مَنْ رَمَى النَّاسَ بِمَا فِيهِمْ، رَمَوْهُ بِمَا لَيْسَ فِيهِ، وَ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ دَاءَهُ‏ أَفْسَدَهُ دَوَاؤُه).

-( مجالسة الصالحين داعيةً إلى الصلاح..).

- ( الخير كله صيانة الإنسان نفسه).  

نسترشد في ذكرى شهادة الإمام السجاد (ع) في 25 محرم الحرام عام 95 هـ ( ولادته (ع) في 5 شعبان 38هـ ومدة إمامته 35 عاما ودفن في مقبرة البقيع في المدينة المنورة وعمره 57 عاما)
في أهمية تحصين النفس الإنسانية الداعية للإصلاح حتى لا تقع في فخ الذين يستخدمون هذا الشعار لإغراض أخرى،
وجاعلة من الانتفاضة الحسينية مناراً واضحاً لنهضتها وإحيائها للضمير والوجدان،
لتحقيق العدالة الإنسانية.

         

أخر الأخبار