• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

أبو الفضل العباس (ع) أنموذج الوفاء العقائدي والقيمي الأخلاقي للإنسانية

أبو الفضل العباس (ع) أنموذج الوفاء العقائدي والقيمي الأخلاقي للإنسانية

  • 7-08-2022, 11:09
  • مقالات
  • 503 مشاهدة
وليد الحلي

"Today News": بغداد 
الوفاء بالعهد والصدق بالقول والفعل ونصرة المظلوم بالتضحية بالنفس والأهل جسده العباس بن علي بن أبي طالب (ع).

إنها من الصفات الإنسانية الفضيلة والسامية والمثلى والتي فقدت بريقها بين البشر بتسلط القوي على الضعيف رغم شعارات حقوق الانسان الكثيرة المتداولة نظريا والتي تهتم بقيم العدل والاخلاق والحقوق والحريات والواجبات.

وصف القرآن الكريم الذين يتميزون بالوفاء بالعهد بأحسن الصفات؛

 (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) البقرة: 177.

الوفاء بالعهد أهم معيار يتميز به الانسان مع العقل، فهو القوام لأمور الناس الذين ينبغي أن يتعاونوا، وينظموا التزاماتهم الإصلاحية في العلاقات الاقتصادية والماليَّة وغيرها، والتصدي لإيجاد الحلول للتحديات الكبيرة التي تجابه البشرية جمعاء،

ونقيض الوفاء أنواع الخيانة والخداع والنكث والمكر والغدر والكذب والرياء والعقوق والغش والفساد والفوضى والفتن،

ومع شديد الأسف تتجه الأمور نحو الأسوأ إلا إذا صحا الضمير الإنساني.

قال أبو الفضل العباس (ع): ( صديق كل امرئ عقله وعدوه جهله)

وما يجابه البشرية اليوم هو الجهل لمستقبلها الملغوم بالقنابل النووية، وتسلط القوي على الضعيف في أجواء الابتعاد عن طاعة الله والالتزام بتشريعاته.

التزم العباس (ع) بالدفاع عن أخيه الإمام الحسين (ع) في معركة ألطف في كربلاء بكل ما يستطيع من قوة، وملتزما بما أوصته أمه السيدة أم البنين فاطمة الكلابية (ع) زوجة والده أمير المؤمنين علي (ع) في الدفاع عن الامام الحسين وأهل بيته وأصحابه بكل قوة ، مقدما أُخوته من أُمه وأبيه وهم عبد اللّه، وجعفر، وعثمان للدفاع عن الشرعية التي قادها الإمام الحسين (ع) في معركة ألطف قائلا: ( تقدّموا حتّى أراكم قد نصحتم للّه ولرسوله) ، فكانوا كما شاء ظنّه الحسن بهم، حيث لم يألوا جهداً في القتال، حتّى قضوا كراماً شهداء.

العباس قائد لواء الأمام الحسين أبلى بلاء كبيرا في الدفاع عن أخيه (ع) وأهل بيت النبوة والصحابة الابرار.

فقد شهد له أحد فرسان الطاغية يزيد بهذه الشهادة قائلا:
( والله لقد برز لنا قوم مرغوا الأرض بدمائنا، وأشار إلى رأس العباس بن علي وقال: لما برزا لنا صاحب هذا الرأس فررنا بين يديه كالجراد، وكنا ما بين هارب ومقتول، لقد وقف في الميدان ودعا خيرة أبطالنا للمواجهة فلم يسلم منه أحد، ثم توجه الى النهر وكشف الكتائب وهزم الفرسان ولم يثبت له أحد حتى ملك الفرات بسيفه، وملأ القربة، فقاطعه يزيد سائلا: وكيف قتل، فأجابه الفارس وقد طأطأ رأسه الى الأرض قائلا: قتل غدرا!!
لقد أطلقنا عليه آلاف السهام فلم يرتدع! وأحاط به الجيش بين ضرب السيوف وطعن الرماح ورشق النبال والحجارة، فلم ينكسر!! ولم نتمكن من أن نتقرب إليه حتى قطعنا كفيه غدرا !! )

لازم العباس (ع) والده الإمام علي (ع) طيلة 14 سنة، وأبلى بلاء حسنا في معركة صفين عام 37 هـ رقم حداثة سنه.  

كان للعباس (ع) دور بارز في الدفاع عن أخيه الإمام الحسن (ع) وفي توصيل المساعدات الى الفقراء والمحتاجين، ودرء الخطر الذي جابهه الإمام الحسن من أعدائه في تلك المرحلة.

وينقل قول الإمام السجاد (ع) عن عمه العباس (ع) ( رحم اللّه عمّي العبّاس ابن علي، فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه حتّى قُطعت يداه، فأبدله اللّه عزّ وجلّ جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة، كما جعل لجعفر بن أبي طالب، إنّ للعبّاس عند اللّه تبارك وتعالى منزلة يغبطه عليها جميع الشهداء يوم القيامة).

وينقل عن ثناء الإمام الصادق (ع) له قوله: ( كان عمّي العبّاس بن علي  (ع) نافذ البصيرة، صُلب الإيمان، جاهد مع أخيه الحسين (ع)، وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً.... أشهد، وأُشهد الله أنّك مضيت على ما مضى به البدريون والمجاهدون في سبيل الله، المناصحون له في جهاد أعدائه، المبالغون في نصرة أوليائه، الذابّون عن أحبّائه).

سلام على ألأنموذج في الوفاء العقائدي الشهيد البطل أبو الفضل العباس ابن علي (ع) ( قمر بني هاشم) ( ولادته في 4 شعبان عام 26 هـ وشهادته في 10 محرم عام 61 هـ في واقعة ألطف، عمره 34 سنة)،

الذي استشهد وهو يدافع عن الحق والعدل ضد الظلم والجور.
 

أخر الأخبار