• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

زراعة ديالى تحصي عدد المساحات الزراعية المتضررة بفعل التجريف والحرائق والجفاف

زراعة ديالى تحصي عدد المساحات الزراعية المتضررة بفعل التجريف والحرائق والجفاف

  • 3-01-2022, 10:12
  • تقاير ومقابلات
  • 296 مشاهدة
"Today News": متابعة 


كشفت مديرية الزراعة في محافظة ديالى، اليوم الاثنين، عن أرقام المساحات الزراعية التي ضربها التصحر لعدة عوامل في مقدمتها الجفاف، وفي وقت أعلنت مديرية الموارد المائية في ديالى، سيطرتها على جفاف البساتين، مؤكدة إنقاذ المساحات الزراعية من التصحر، ما زال الفلاحون يشتكون من تصحر بساتينهم وقلة منتجاتهم الزراعية ورداءتها.

ودعا الفلاحون جميع الجهات المسؤولة وغير المسؤولة الالتفات الى ارض البساتين التي أصبحت أرضا صحراء، وإنقاذهم من هجرة اراضيهم للبحث عن مصادر رزق أخرى غير الزراعة.

وأفصح مدير زراعة ديالى حسين خضير،في حديث صحفي، بالارقام عن المساحات الزراعية التي تحولت الى صحراء بفعل عدة عوامل، قائلا إن "مساحة البساتين في محافظة ديالى 132693 دونما، ومساحة البساتين المتضررة في ديالى تقسم إلى:

1- المتضرر منها نتيجة التجريف المساحة 3133 دونما.

2- نتيجة الحرائق تضررت بساتين بمساحة 998 دونما.

3- المتضرر من البساتين نتيجة الفيضان عام 2019 كانت المساحة 998 دونما.

4- المساحة المتضررة من البساتين نتيجة الجفاف 525 دونما في قضاء بعقوبة (الهويدر وخرنابات)".

الإجراءات

وأضاف، أن "اجراءات المديرية لمعالجة الجفاف، تنفذ بالتنسيق مع الموارد المائية لغرض رفع التجاوزات وتطبيق نظام المراشنة لإيصال مياه السقي للبساتين، وتنصيب محطة ضخ في قرية الهويدر بطاقة 0.5 متر/ ثا بواقع مضختين بتبرع من وزارة الزراعة، وتخصيص جرعة اضافية من الاسمدة للبساتين المتضررة".

إحصائية

وأشار إلى أن "المحافظة كانت تنتج الحمضيات في السابق بحدود 103000 طن سنويا، اما انتاج الحمضيات الحالي تقديريا فيبلغ 93000 طن فقط، واعداد اشجار الحمضيات الحالي 2662526 شجرة".

وتابع، أن "انتاج النخيل في السابق تقدر 161000 طن متنوع، أما انتاج النخيل الحالي تقديريا 176000 طن، واعداد النخيل الحالي 2355976 نخلة، أما انتاج الرمان السابق تقديريا 112000 طن، انتاج الرمان الحالي تقديريا 89000 طن، واعداد اشجار الرمان الحالي 2235366 شجرة، وانتاج العنب السابق تقديريا 17000 طن، وانتاج العنب الحالي تقديريا 15000 طن، واعداد أشجار العنب الحالي 231792 شجرة". 

وأوضح، أن "المساحة المزروعة لمحصول الحنطة للعام السابق 2019-2020 هي 637847 دونما والكمية المنتجة والمسوقة 253968 طنا، والعام 2020-2021 المساحة المزروعة 472407 دونمات، والكمية المنتجة والمسوقة 274566 طنا"، مبيناً أن "الخطة الزراعية تعتمد على كمية المياه المخزونة في بحيرة حمرين والوديان، وهي الان في شح كبير".

السيطرة على الجفاف

وأوضح مدير مديرية الموارد المائية في المحافظة، مهند العقابي، أن "المساحات الزراعية والبساتين التي تأثرت بالجفاف هي الاراضي التي مصدر اروائها يعتمد على بحيرة حمرين، ونتيجة انخفاض المناسيب في بحيرة حمرين وقلة الاطلاقات المائية تأثرت بالجفاف".

وفيما يتعلق بمشكلة الجفاف والتصحر بين العقابي، أن "المديرية اتخذت مجموعة اجراءات، بالموسم الصيفي الماضي، استطاعت من خلالها الحفاظ على البساتين من خطورة الجفاف، وتوفير المياه لسقي البساتين، اضافة إلى توفير مياه الاسالة في كافة انحاء المحافظة".

واستدرك، بالقول، أن "البساتين التي مصدر اروائها من بحيرة حمرين هي بحدود 110 آلاف دونم، استطعنا الحفاظ عليها من خطورة الجفاف".

إجراءات لمواجهة الجفاف

ولفت إلى، أن "وزارة الموارد المائية والهيئة العامة للتشغيل المتمثلة بمديرية الموارد المائية بالمحافظة، اتخذت مجموعة من الاجراءات لمواجهة خطر الجفاف، ومن أهمها انشاء محطة ضخ، لضخ المياه من نهر دجلة إلى مركز محافظة بعقوبة عن طريق نقل هذه المياه بالطرق الحديثة، عبر نقلها بأنابيب حديثة (دكتايل) بحدود 8.5 كيلومترات، وصبها مباشرة  في الاسالات في مركز بعقوبة، التي كانت تتغذى من بحيرة حمرين"، مبيناً أن "هذا الاجراء، أنقذ بحدود 450 ألف نسمة داخل بعقوبة".

وتابع، أن "هناك إجراءات عديدة من ضمنها حفر الابار في المناطق والقرى النائية البعيدة عن مصادر الانهر، وكذلك حفر الابار داخل الاسالات في كل المحافظة، فضلاً عن وجود حملة لإزالة التجاوزات على الانهر الرئيسة والفرعية من قبل تشكيلات الوزارة، أضافة إلى أن هنالك تطهيرات في المحافظة تجاوزت حدود 1800 الى 1900 كيلومتر في انهار المحافظة"، مؤكداً أنه "من خلال هذه الاجراءات استطعنا تخفيف شح المياه الذي طال المحافظة".

ونوه، بأن "دائرة الابار في المحافظة عملت على حفر الابار، الذي تجاوز عددها 150 بئراً "نفع عام"، حيث تم حفر الابار داخل كل الاسالات ومجمعات المياه في عموم المحافظة وكذلك المناطق السكنية والقرى النائية البعيدة عن مصادر الانهر"، مبيناً أن "الدائرة مازالت مستمرة  بحفر الابار المائية".

وأشار إلى، أن "الامطار الأخيرة كان لها تأثير مباشر على زيادة الخزين المائي في السدود والانهر، لاسيما حوضي حمرين ودربدخان، حيث إن الكميات لغاية الان جيدة، اضافة الى الخزين الحالي في السدود، يكفي لاكمال الموسم الصيفي القادم والموسم الشتائي الذي بعده".

معاناة الفلاحين

الفلاح رسول مهدي، البالغ من العمر 55 عاماً، تحدث بألم، عما حل في بساتينه.

ويشكو مهدي في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع) "من عدم وجود المياه نهائيا في انهار السقي، مما تسبب بتضرر البساتين والمزارع وموت الاشجار المثمرة وتضرر النخيل من الجفاف بسبب شح المياه".

تغير الحال من انتاج الرمان إلى شرائه

وذكر وهو يؤشر بيديه على بساتينه التي غزاها الجفاف وعصف بأشجارها حتى الموت "كنت في السابق أسوق يوميا طنين من الرمان الجيد، وكمية لابأس بها من العنب من بستاني، اما في الوقت الحاضر وبسبب الجفاف، وصل بي الحال لأشتري الرمان من السوق لعائلتي".

وبين أن "محافظة ديالى ومنطقة شهربان لها صيتها بزراعة الرمان والعنب والمحاصيل الزراعية بانواعها، أما الان وبسبب شح المياه انتهت البساتين والمزارع، ولم يسعفنا احد".

ولفت إلى أن "الكثير من المزارعين لا يلتزمون بالمراشنة، وهنالك تجاوزات على الانهار، مما يتسبب بعدم وصول الماء الى مزارعنا"، مبيناً أن "حفر الابار للسقي مكلف جدا، لأنها تحتاج مصاريف كثيرة مثل المضخات والكاز والصيانة، مما تسبب بترك اغلب البساتين وعدم الاهتمام بها من قبل اصحابها". 

بدوره، يقول طارق محمد عوض صاحب بستان برتقال وتمر، أن "أغلب البساتين ماتت والباقي منها لا يغطي مصاريفها، بسبب عدم وجود المياه، ونحن نعيش من واردها، واغلبنا لا يستطيع حفر آبار لسقي بستانه لأنها مكلفة، حيث يبلغ سعر مضخة الغطاس وحده 6000000 دينار".

وأكمل، بالقول: "لقد تضررت المحاصيل الزراعية بسبب شح المياه، وأصبحت الثمرة ليست بالجودة ولا بالطعم المعروف، لأنها تعرضت للعطش".

وتابع، أن "محصول البرتقال تعرض للجفاف، فضلا عن قلة منتوج التمر،  وهذا حال جميع انواع الفواكه، بسبب الجفاف"، مطالباً الحكومة المحلية، بايجاد حلول سريعة لإنقاذهم وانقاذ بساتينهم ومزارعهم".

الهجرة العكسية

ولفت إلى أن "عوامل الجفاف التي أصبحت مستمرة ودون اية حلول، ألقت بظلالها على معيشة الفلاحين الذين وصل بهم الحال إلى عدم القدرة على توفير قوت عوائلهم".

الفلاح محمد ناصر صاحب البالغ من العمر 45 عاماً صاحب أحد البساتين في المحافظة، أشار إلى أن "أغلب أصحاب البساتين المجاورة هجروها مع عوائلهم الى مركز المدن للبحث عن مصادر رزق اخرى".

وأكمل: "بساتيننا تحولت الى صحارى بفعل الجفاف وعدم قدرتنا المادية على حفر الابار لكلفتها العالية وصعوبة الحصول على الموافقات، فضلا عن كلفة المضخات، جميعها عوامل أدت إلى اللجوء للهجرة التي أصبحت هي الحل الوحيد لانقاذ عوائلنا من الجوع والبحث عن مهن أخرى غير الزراعة التي أصبحت "متوكل خبز".

قلة الإنتاج وزيادة الأسعار

من جهته، أشار احمد كريم محمود صاحب محل للبقالة الذي يعمل في هذه المهنة منذ 17 سنة، إلى أن "هناك فرقاً كبيراً جداً في الاسعار ونوعية المحصول، حيث إن الجفاف أدى الى قلة المحاصيل الزراعية وأثر على جودتها".

وأكمل، أن "برتقال ديالى كان حلم الجميع وتنتظره محافظات العراق، الآن أصبح يابسا وصغير الحجم وغير متوفر".

وأردف: "ذهبنا الى بساتين البرتقال ولم نجد حاصلا لنشتريه، والموجود قليل جدا وسعره غال، وكذلك الحال بالنسبة إلى محاصيل التمر والعنب وحتى الرمان".

ويضيف: "اما المحاصيل الزراعية الاخرى كالخضار مثل الخيار والطماطم والباذنجان وغيرها من المحاصيل، فهي غير موجودة نهائيا بسبب شح المياه، مما اضطرنا للعمل بالانتاج الزراعي المستورد من ايران وسوريا وتركيا".

مقارنة بين المنتجات المحلية والمستوردة

 وأوضح: "أنا شخصيا افضل العمل بالمحصول المحلي لأنني كنت أشتريه من الفلاح مباشرة، اضافة الى قلة مصاريفه مقارنة بالمحاصيل المستوردة ذات المصاريف الكبيرة بسبب الجمرك والنقل والعمولة وحتى الغلاف يحسب علينا بوزن مع الحاصل سواء فواكه او خضراوات، وهذا يكلف الكثير مما يضطرنا لرفع السعر وبالتالي يتحمله المواطن"

أبو بلال صاحب محل بقالة، ورث هذه المهنة أباً عن جد، تحدث: "كنا في السابق نذهب الى المزارع لشراء المحصول من الفواكه والخضراوات من الفلاح نفسه، لكن في هذا العام ذهبنا لشراء المحصول ولم نجد شيئا بسبب الجفاف".

وأكد، أن "الكثير من اصحاب هذه المزارع قد تركوا اراضيهم، بسبب شح المياه والجفاف وهاجروا الى المدينة للعمل لكسب الرزق، وبقي القليل منهم، وناتج مزارعهم قليل جدا لا يسد حاجة المنطقة التي يسكنونها".

واستشهد، بالقول: إن "مناطق خان بني سعد الزراعية كانت مزارعها تكفي لسد حاجة محافظة ديالى بالكامل من الخضراوات، اما الان فإنتاجها لا يكفي منطقة الخان لوحدها، وهذا حال بقية مناطق محافظة ديالى الزراعية، بسبب شح المياه والجفاف".

أخر الأخبار