• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

طريق بايدن إلى طهران وإعادة نشر القوات في الخليج..هل من قرار مرتقب أم لاحتواء صدمة مباغتة كبيرة؟ وهل توقعنا سقوط نظام الشاه؟

طريق بايدن إلى طهران وإعادة نشر القوات في الخليج..هل من قرار مرتقب أم لاحتواء صدمة مباغتة كبيرة؟ وهل توقعنا سقوط نظام الشاه؟

  • 2-02-2021, 11:30
  • مقالات
  • 571 مشاهدة
وفيق السامرائي

"Today News": بغداد
طريق بايدن إلى طهران وإعادة نشر القوات في الخليج..هل من قرار مرتقب أم لاحتواء صدمة مباغتة كبيرة؟ وهل توقعنا سقوط نظام الشاه؟
2/2/2021
ابتداء، أتقدم بخالص الشكر والتحيات للأخوة الذين غمروني بكلمات المحبة والتقدير بتعليقاتهم وأحاول الرد على تساؤلاتهم في المقال/ المقالات التي تلي.
..........
في أكتوبر 1978 أعددت تقريرا أكدت فيه على أن سقوط نظام الشاه بات حتميا، وكان هذا التقرير الذي رَفَعَتَهُ (أس) إلى القيادة الوحيد بهذا الاتجاه؛ حيث كانت تقديرات القيادة والأجهزة تؤكد على قدرة الشاه على احتواء الموقف والسيطرة؛ ولم تتعامل قيادة النظام مع تقريرنا بشكل جدي، فواجهت الأحداث تحت وقع الصدمة.  
وفي ضجيج الإعلام والحرب النفسية المتقابلة بين أميركا وإيران طوال حكم ترامب، بقيت مصرا على استبعاد وقوع الحرب.. لماذا؟
1. لأن أميركا ليست مهددة جديا في فترة ترامب.
2. ولأن إيران بَنَت تقديراتها على رحيل ترامب، وفقا لما كان مسؤولوها يطلقون من تصريحات.
3. ولأن التوازن الاستراتيجي الإقليمي وعلى طرفي الخليج مهم للأمن الدولي، ومن الضروري الاستماع إلى آراء الحلفاء الكبار ومواقفهم.
4. ولأن تدمير المشاريع النووية الإيرانية لن يتم بعملية خاطفة كما حصل لمفاعل  تموز 1981، وإن تدميرها يتطلب مهاجمة عدد كبير من المنشآت وقد يكون بعضها سريا ويبقى خارج الضربات، ومهاجمة مواقع ومنظومات الدفاع الجوي.
5. من سياق المواقف والإعلام الموجه والحرب النفسية وفلسفة القيادة فإن من المستبعد أن تمر ضربة مؤثرة كهذه دون رد إيراني واسع.
6. لاشك أن أميركا تتفوق تفوقا جويا وصاروخيا وإلكترونيا كبيرا، لكن الطرف المقابل حقق تقدما كبيرا في صناعة الصواريخ والطائرات المسيّرة التي كان أول طرف إقليمي استخدمها في عمليات دزفول 1982 وإن كانت بدائية. وفي (عام 2019) والمناورات الأخيرة كانت المؤشرات واضحة.
7. الحرب الأميركية الشاملة الواسعة على إيران كما تتمناها أطراف محدودة، قد تقود وفق أخطر سيناريوهات (تخيلات لعبة الحرب) إلى تفكيك إيران وإثارة حروب أهلية مدمرة فتنتقل كرة النار (سريعا) إلى دول إقليمية وسيواجه العالم أكبر موجات إنسانية من النزوح والتشرد ليرتفع الى عشرات ملايين الفقراء من دول عدة.
8. ويختل التوازن الاستراتيجي وامدادات النفط (ليتحارب فيما بينهم الأقربون إلى بعضهم، من الدول في تلك المنطقة، لاحقا)، وإن حدث هذا فستكون أميركا في مقدمة الخاسرين مقابل من يسعى الى الهيمنة والتحكم المنفرد عالميا.
(بعض) النشاطات التي قامت بها أميركا تجاه إيران خففت كثيرا جدا من الضغوط التي كانت تواجهها اطراف إقليمية، ورغم تحركات ترامب الاستعراضية فإن المتحقق لمصلحة أميركا كان بسيطا، وأصبح قِسمٌ من أصدقائه الإقليميين أقل حاجة لأميركا وامتدت الأيادي الى الصين والسلاح الروسي بين سرٍ وعلن.
ونُقِلَ مؤخرا تصريحٌ لمسؤول عسكري أميركي كبير قال فيه إنهم كانوا يحرصون على تجنب الحرب مع إيران، وصدق فيما قال، لأن من يريد أن يحارب لا يُدِخل حاملات طائرات وغواصات وسفنا نووية إلى مياه الخليج فتكون ضمن مدى الصواريخ.. قصيرة المدى والألغام..الخ.
ونُسِبَ اليه القول أيضا بالتفكير في نقل القوات الأميركية من حافة غرب الخليج الى خط البحر الأحمر وهذا يعطي احتمالين:
الأول: التلويح بأنهم أكثر استعدادا للحرب، وهو احتمال ضعيف جدا.
الثاني: خشية أن تقوم إسرائيل بعمل منفرد تجاه إيران دون عِلمٍ أميركي فيحدث ردٌ إيراني على مواقع أميركية، ولم تعد أميركا مستعدة لإعطاء مزيد من الدم فيما تنزف نزيفا بسبب كورونا لم يشهده تاريخها.
في كل الأحوال، تمتلك إسرائيل ردعا إستراتيجيا يعوضها عن خطوات مجازفة، وأذكر في سنة 1976 ذهبنا بوفد من كلية الأركان العراقية إلى مصر والتقينا المارشال محمد عبد الغني الجمسي، وكان مهذبا جدا ومثقفا جدا، وأشار إلى ما كان متداولا من أن لدى إسرائيل نحو (100) رأس نووي ثم أبدى رأيه بما متداول. وإن صح ماكان متداولا إعلاميا آنذاك فإن قدرة الردع كبيرة جدا فضلا عن قدرات قوتها الجوية.
وطوال حكم ترامب لم أرّ دليل حرب جدية واحدا، وهكذا تستمر الحال، وحتى الآن تتصرف إدارة بايدن ضمن خط الهدوء المتوقع ابتعادا عن (التفرد) ولغة التهديد بالقوة، وستضطر إلى مراعاة مصالح ورؤى القوى الكبرى في الغرب، في مرحلة حساسة جدا تتطلب استثمارا علميا وماليا وصحيا هائلا لمجابهة فيروس كورونا. ويبدو أن استراتيجية أوباما السابقة كانت تعتمد على الفصل بين الخطورة العالية على أمن العالم من الانتشار النووي، وبين (البرامج الصاروخية التقليدية محدودة المدى ضمن دائرة إقليمية محددة //ضمن// معادلات القوى)، قبل أن تظهر تطورات إضافية خارج منطقة الشرق الأوسط تتعلق بالحرب الإلكترونية ومخاطر الحرب البيولوجية، ولم (تكن) الصين قد وصلت إلى مرحلة الخروج عن السياسة الناعمة في زمن أوباما.
والمؤشرات الحالية تعطي دليلا على التوجه لفصل الملفات على طريقة أوباما.
وعندما نتحدث عن الإعلام والحرب النفسية، حان الوقت للإشادة بالصديق العزيز معالي محمد جاسم الصقر رئيس غرفة التجارة والصناعة الكويتية حاليا، فهو الذي فتح أمامي أبواب الإعلام العربي عندما عارضت نظام صدام 1994 بحكم علاقاته الواسعة وتأثيره الإعلامي والسياسي الكبير عربيا ودوليا، وكان رئيسا لتحرير جريدة القبس آنذاك، وهذه الصورة معه تعود الى نحو (17) عاما في ديوانه العامر في الكويت وحان وقت تجديد الشكر والتقدير.

بقلم وفيق السامرائي

أخر الأخبار