• بغداد
    +31...+34° C
  • الموصل https://www.booked.net/
    +23...+29° C
  • كربلاء https://www.booked.net/
    +32...+37° C

كتاب الله والرسول محمد (ص واله) ...4

كتاب الله والرسول محمد (ص واله) ...4

  • 12-11-2020, 23:12
  • مقالات
  • 756 مشاهدة
عبدالامير الهماش

"Today News": بغداد 

قد أختم  بهذا الجزء محاولاتي في  استعراض   بعض الايات التي تحدثت عن الرسول (ص واله) سواءً كان المتحدث الرسول أو كان موضوعها ،
وما يدفع القارئ للقران إلا أن
يقف  إجلالاً وإكراما ًلنبينا محمد (ص واله) وهو  يقرأالايات التي  نقلها عن نفسه فهي تتحدث مرة بصيغة العتاب ،وأُخرى بصيغة النهي أو التهديد ، وبعضها تعرض الامر وكأنه مجرد من كل شيء سوى التبليغ ،والحساب سيكون عند رب العباد.
ومرة تقرر لنا {انك لعلى خلق عظيم}.
  ولم نجد في السيرة  النبوية أي إستغراب من الصحابة من الايات القرانية وهي تعتب مرة لنا ،وتحذر مرة ، وتهدد الرسول (ص واله)  في مواضع أُخرى ولعل في التعليل بأن القران نزل بطريقة إياك أعني واسمعي ياجارة   محاولة لفهم  الموقف أنذاك  ، أي إن الايات التي كانت تخاطب الرسول كان المعني فيه الامة كقوله تعالى {لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين }وقوله عز وجل : {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا }. ولكن بعض الايات كانت تخاطب الرسول مباشرة وتعنيه ، ولا أعلم كيف كان الصحابة يفرقون بين هذه الاية نزلت  بطريقة إياك أعني ، أو تلك التي كانت تقصد  رسول الله ،ولم أطلع على دراسة   في هذا المجال بحسب قراءاتي المتواضعة واطلاعي البسيط على المباحث القرانية .
وقد حاول بعض  المستشرقين وغيرهم ممن أراد أو يريد أن يقدح بشخصية الرسول أن يتناول أيات ذكرها القران لبيان حكم ،او تعريف بسلوك ما ،أو نُصحٍ  للأمة من خلال رسولها ،وينسى أو يتناسى أن هذا القران نقله لنا رسول الله (ص واله)  لا أحد غيره ولم ينقص ولم يزد عليه حرفا واحدا  : {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } .فلو كانت تقدح به -لاسامح الله -لانتفت بذلك نبوته ورسالته، والقران عبر عن نفسه باية واضحة وصريحة تبقي الامر كتحد واضح الى يوم الدين .
{لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }.
ولعل من  العلامات على بيان أن هذا الكتاب هو من الله ،هو إظهار كل ما يتعلق بالرسول ،وذكر كل ما طُلب منه حتى وإن جاءت الكلمات بصيغة العتاب أو التهديد، وهي ما تتطلب جهدا نفسيا وروحانية لايمتلكها الا رسول الله (ص واله)لقد  امتلك خصائص  انسانية ورسالية يعجز عن معرفتها إلا من خصه الله بذلك ، ومعها ورعاية ربانية  تمثل بالوحي تارة ،أو بملك كريم وكِل به منذ أن فطيما "
ولقد قرن الله به -صلى الله عليه وآله- من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم، ليله ونهاره،".
وهذا الجزء سيكون  مخصصا للايات
التي تحدثت عن الحساب والموقف يوم القيامة ووظيفة الرسول في هذا الامر   ،وانها توضح  أمرا  في غاية الدقة  أن رسول الله عليه التبليغ والانذار والتحذير وأن الامر  سيكون بين الانسان وربه في مسألة الحساب ،الثواب أوالعقاب،العفو أو القصاص ،فالحاكم هو الله وحده في محكمة تتبع أدق التفاصيل لمصير نهائي  سيُخلد الناجي منها في الجنة .والخاسر سيخلد في النار إلا ما رحم ربي إنه بعباده لطيف خبير .
وأكد الرسول للناس أنه منهم ومأمور بالطاعة مثلهم {قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }.
وهو درس لهم بأنه الرسول والمبلغ لم يعفه من الالتزام باوامر ونواهي الله سبحانه وتعالى وهو أشد الخائفين من الله وهو الاقرب من عباده له علاقة لانستطيع فك عللها ،الا اننا نقول كلما ازداد المؤمن معرفة بالله ازداد خوفه ومن ثم رجاؤه منه ،ولاشك أن سيد المؤمنين هو رسول الله (ص واله).

وفي اية اخرى اكد القران على لسانه ص واله إن أمر  العباد  بيد الله وحده لاشريك له  وهو امر متواصل حتى يومنا هذا .
{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ }.
وقد أوصانا الله سبحانه أن نتأسى برسوله
{لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }.
و نتبعه  لكي نصل الى الفلاح  المنشود
{الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }.
وفيما يلي نستعرض ثلاث حالات  من الحالات التي ذكرها القران بشأن الرسول
أولا:- الحساب للجميع في المحكمة الالهية
{فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ ۖ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ۖ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ ۖ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ۖ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ۖ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ۖ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا ۖ وَإِلَيْهِ المصير }.
ثانيا:-الشاهد وهناك نوعان من شهادته
الاولى على الانبياء والرسل جميعهم وعلى أُممهم  ايضا  ومنها الايات التالية
{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا }
{يوم نبعث في كل امة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء}.
وشهيد على الامة الاسلامية
{هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ }.
ثالثا :-المقام المحمود/الشفاعة
لقد وعد الله رسول المقام المحمود الذي فسره المفسرون بالشفاعة
  المقام المحمود /الشفاعة
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا }.
وفي موضع آخر  وعد  الله سبحانه  رسوله بأجر غير ممنون وساترك لاصحاب الاختصاص تحديدها هل هي الشفاعة ام آخر  هو عند الله اكبر وأعظم من تصورنا وامتداد عقولنا وأبصارنا في أفق السماء حيث المنة الكبرى والجزاء العظيم  لرسولنا الذي أنزل رحمة للعالمين فهو رحمة في الدنيا وفي الاخرة  
{وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ } وكذلك وعده الواضح {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ }.
وفي الختام هذا ما حاولت تجميعه عن بعض الايات التي كان موضوعها رسولنا الكريم كجهد متواضع  لفهم  دوره ومقامه صلوات الله عليه واله .
واخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

أخر الأخبار